كتاب للحبيب القمص داود لمعي راعي كنيسة القديس مرقس بمصر الجديدة بعنوان:
الخدمــة هــي الحــل
مقدمة الكتاب
كثرت المشاكل... تعددت... تنوعت... تفاقمت... تشعَبّت
ما بين:
+ مشاكل روحية... كالسقوط في خطايا كبيرة وعدم القدرة علي الخروج منها.
+مشاكل نفسية... كالقلق والاكتئاب والخوف والتردد والوحدة.
+ مشاكل اجتماعية... كالخلافات الزوجية والفشل في التربية وصدام الإخوة ومشاكل الإرث وتأخر سن الزواج والفشل الدراسي.
+مشاكل صحية... كالأمراض المزمنة أو الخطيرة.
الكل يهرب إلي الكنيسة "الأم" ليجد فيها الراحة والعزاء والحل، ويتعلم صاحب المشكلة كيف يصلي ليجد المسيح معيناً له، وكيف يقرأ ليجد الإنجيل سراجاً له، وكيف يحب الناس ليجد الحلشافياً له، وكيف يتغير ليجد التوبة طبيباً له، وكيف يخدم ليجد...
الخدمـة هــي الحــل
دعوة لكل شعب الكنيسة أن يخدم... أطفالاً وشباباً وشيوخاً... رجالاً ونساءً... وراء إلهنا ومعلمنا الصالح الذي قال:
"إن ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت 28:20)
( القمص داود لمعي)
مجموعة قصص واقعية تابعوا معنا :
الوحــدة
أ.وحيد... فقد زوجته المحبوبة من سنوات طويلة، بعد صراع مع المرض، وكان يحبها جداً... فتركت له فراغاً هائلاً... وثلاثة أولاد.
وانشغل أ.وحيد بعمله وبأولاده كل الانشغال لكي ينسي وحدته. وكان حينما يخلو لنفسه دقائق تتسارع الدموع إلي عينيه حين يتذكر زوجته... فكان يهرب من هذه الدقائق... وكبر الأولاد وتزوجوا... وسافر اثنان منهم للخارج والثالث مشغول في بيته مع أولاده.
دخل أ.وحيد سن المعاش... ولم يعد هناك إلا الوحدة، وكانت علاقة أ.وحيد بالكنيسة علاقة بسيطة، فقد كان يواظب علي قداس الأحد وعادةً ما يتأخر عن الإنجيل، ولم يكن يقرأ أو يُصلي إلا "أبانا الذي....الخ" قبل النوم، وكان يظن إنه بهذا يُرضي الله وضميره.
ولأول مرّة في القداس... يبكي أ.وحيد وحدته، ويطلب معونة وتدخل إلهي، فلم يعد هناك شغل ولا زوجة، وحتى الأولاد أصبحت العلاقة مقتصرة علي التليفونات. وخرج أ.وحيد بعد التناول... وعلي سلّم الكنيسة قابلة أ.فرج بفرح، فهو زميل دراسة قديم، وسأله عن ظروفه وعن سن المعاش وكيف يشغل وقته؟؟؟، وكادت الدموع تغلبه مرّة أخري في هذا اليوم... وأحس أ.فرج به فقال له "وحيــد... أنت لازم تيجي تخدم معانا... أنا مش لاحق أروح بيتي" قالها أ.فرج بابتسامة رقيقة وربت علي كتفه وقال له "هاشوفك ضروري.. في اجتماع خدام إخوة الرب يوم... الساعة... أنا عارف إنك هاتنبسط".
شكره أ.وحيد ومضي إلي بيته وحيــــداً.
وفوجئ في يوم الاجتماع إن أ.فرج يكلمه تليفونياً قبل الاجتماع بساعتين ويؤكد عليه الحضور... فخجل منه... واستعد للذهاب.
دخل أ.وحيد الكنيسة لأول مرّة في اجتماع روحي... اجتماع الخدام... وشعر بخجل في الصلاة إذ إنه لا يعرف في الأجبية شيئاً ولا يدري في أي صفحة يقرأون... وإدَّعي خجلاً أمام ضميره إن نظارة القراءة لم تكن معه...
وجلسوا للترانيم... وشعر بسعادة جديدة عليه... بتعزية... وسمع كلمة روحية عن الاقتراب لله... وكانت كل كلمة يسمعها... يشعر إنها موجهه له.. وكأن ليس في الاجتماع غيره... حتى إنه كان يتلفّت حوله ليري هل يري تأثره أحدً؟!... ولكن الجميع كانوا منتبهين للعظة. ولأن الاجتماع كان مزدحماً، ظن إنه لن يجد أ.فرج واكتفي بالميعاد لأنه لا يريد التأخر ليلاً، وعلي باب الكنيسة أثناء خروجه بعد الصلاة الختامية وجد أ.فرج علي الباب بابتسامته الرقيقة يقول له "نوَّرت الاجتماع... علي فين؟؟؟"
فأجابة "مرّوح... مش خلاص كده!!!"... "خلاص إزاي... إحنا اتفقنا هنخدم... تعالي معي".
وبحب الأصدقاء أمسكه من يده، وتقدم الصفوف مرّة أخري إلي أبونا.... وعرّفه بالأستاذ وحيد... واستقبله أبونا باهتمام وترحيب وطلب منه الانتظار قليلاً... فلم يتركه أ.فرج... حينئذ سأله أ.وحيد "هو انتم بتعملوا إيه في الخدمة؟".
قال أ.فرج "إحنا بنخدم المناطق الفقيرة... يعني بنزورهم وبنشوف إحتياجاتهم وأحوالهم وبنعيش مشاكلهم وبنصلي معاهم وبناخد بركتهم".
قال أ.وحيد لكن أنا عمري ما خدمت ومعرفش أتكلم في الدين"... فرد أ.فرج مبتسماً "كلنا كنا كده... بس الحكاية سهلة والناس بسيطة، أنت هتنزل مع حد يعلمك ويسلمّك، أصل الحكاية مش وعظ ولازم تجرب".
ظل أ.وحيد متردداً إلي أن قابله أبونا وشجعه جداً ونصحه بأن يبدأ مع أ.فرج بحكم الصداقة القديمة.
وجاء يوم الخدمة... وكان أ.وحيد رجل إلتزام بطبعه فهو نتاج سنوات من العمل والنجاح، فكان في المكان المتفق عليه قبل الميعاد بدقائق، وقابله مجموعة من الخدام مختلفي الأعمار، ولكن ما شجعه أنه لاحظ أنه هناك علي الأقل ثلاثة ممن هم علي المعاش مثله... الكل مبتسم... مُرحّب... متفائل... هكذا قال أ.وحيد في سرّه.
وجاء أ.فرج يلهث علي الميعاد بالضبط، وكان قائد الفريق (أمين الخدمة) –هكذا إكتشف أ.وحيد- ووجد الكل يحبونه ويضحكون معه كالأطفال ونظر أ.وحيد وقال له في سرّه "يا بختك... كل الناس دول يعرفوك وبيحبوك".
وركبت المجموعة –المكونة من عشرين خادماً- أتوبيس صغير وبدأوا بالصلاة، ووجد أ.وحيد إن الكرسي الملاصق له يجلس فيه إنسان وديع –في الأربعينات من عمره- وفتح له الأجبية علي الصفحة وظل يقلّب معه الصفحات بإتضاع وأدب، مما جعل أ.وحيد يشعر بالإرتياح وبدأ يصلي المزامير.
وبعد الصلاة، قال أ.فرج بصوت عالي "بنرحب كلنا بالأستاذ وحيد، وهو خادم جديد وسطينا وصديق قديم "فوجد تصفيقاً حاداً من الكل مما أجبره علي إبتسامة واسعة كانت قد فارقته من سنين طويلة.
ثم بدأ أ.فرج يشرح موضوع اليوم وكان عن الصلاة، وكان مُركزّأً واضحاً بسيطاً، وقال "بصوا إحنا اللي يهمنا في آخر الموضوع اللي هانقوله في كل بيت، وهو إن الناس تحب تصلي... وتبتدي تصلي بإنتظام، ومش عاوزين كلام وعظ طويل، لأن الناس بسيطة وأغلبها من بيعرف يقرأ، وعاوزين نبتدي نشجعهم يحفظوا صلاة الشكر والمزمور الخمسين، وده في مدة السته شهور القادمة، وهانحكي معاهم النهاردة حكاية صديق نصف الليل (لو 5:11 -8)".
ثم مال أ.وحيد علي أ.وديع بقلق وقال "أنا مش هأتكلم ولا أقول حاجة" فإبتسم أ.وديع برّقة وقال "ماتخفش... معاك شهرين فُرّجه".
وبدأ أ.فرج يوزع المسئوليات... والخدام اثنين اثنين... فقال أ.وحيد مندفعاً "ممكن أنزل مع وديع؟" أجاب أ.فرج بسرعة "طبعاً ممكن...".
ووصل الفريق المنطقة الفقيرة (مكان خدمتهم)... وتعجب أ.وحيد من حماس الخدام ومحبتهم للفقراء ومقابلتهم بترحيب شديد... ودخل ثلاثة بيوت فقيرة شبه معدومة... مع وديع... الذي أُعجب به جداً في كلامه البسيط عن الصلاة... ومحاولة تكرار كلمات "فلنشكر صانع الخيرات..." للناس حتي يحفظونها... ولكنه لم يستطع أن يصارحه إلا بعد شهور أنه نفسه (أ.وحيد) لم يكن يحفظها.
وإشتكي البعض من المشاكل... الفقر والظروف... وكان أ.وحيد صامتاً يتفرج كما أوصونه، فوجد أ.وديع يقول للناس... "ربنا يدبر الصالح... هانشوف... حاضر... مش ناسيكم..." لكنه لم يعد بشيء ولم يدفع شيء.
وفي الرجوع... وقف أ.وديع وتحدث أمام المجموعة عن مشكلة أحد البيوت التي تحتاج لسقف مسلّح... قبل الشتاء... وبسرعة تقدم أحد الخدام بإقتراح متابعة التنفيذ... وصارحهم أ.فرج إن صندوق الخدمة لا يحتمل إلا تكلفة شهريات الأرامل وبركة العيد... واقترح الكل أن يجمعوا مبلغاً خصيصاً لهذا السقف.
وجلس أ.فرج إلي جانب أ.وحيد الدقائق الأخيرة قبل الوصول إلي الكنيسة وسأله عن رأيه... فأجاب أ.وحيد "رائع... بس أنا مش هاعرف أتكلم زيكم" أجاب أ.فرج "ماتخافش... إنت بس واظب علي الإجتماع والخدمة كام شهر... هتلاقي كل حاجة هاتيجي في وقتها هاتبقي أحسم مننا كلنا".
ورجع أ.وحيد إلي الكنيسة مرهقاً جداً... وتذكر أيام الشغل وتعبه من سنين... لكنه كان سعيداً.
مرّت الشهور تباعاً وأحب أ.وحيد الخدمة جداً... وزادت مسئولياته وإستُبدلت دموع الوحدة... بدموع حب الله ودموع حب الفقراء ودموع الصلاة من أجل المحتاجين... وأحب الخدام أ.وحيد.
وبعد سنتين فوجئ أ.وحيد بأبونا يستدعيه... وتصوّر أنه لابد أنه أخطأ في شيء وشعر بالخوف من المؤاخذة... وإذ بأبونا يقول له "إيه رأيك يا أ.وحيد آن الآوان تمسك مجموعة جديدة في منطقة جديدة فقيرة... لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون".
أحمر وجه أ.وحيد خجلاً وقال بدون تفكير "أنــا؟؟.. مش معقول أبداً... أنا ما إعترفتش غير من سنتين، وأول مرّة أمسك الأجبية والإنجيل بإنتظام... أنا لسه في حاجات كثيرة ما عرفهاش".
إبتسم أبونا وقال له "ماتخفش... اللي إبتدي يكمل، ومتنساش إن قوته في الضعف تُكمل، وأ.فرج هينزل معاك أول كام مرّة لتنظيم الخدمة، وأي مشكلة تبقي ترجع له أو ترجع لي... أنا واثق فيك".
خرج أ.وحيد من مكتب أبونا... والدموع في عينيه... ونظر إلي السماء... وقال في سرّه.. "ماستهلش يارب".
ولم يعد أ.وحيد... وحيداً، ولم يعد الوقت كافياً...
ولم يعد في القلب إلا حب الله
وحب الناس... وحب الخدمة
+ + +
الخدمة هى الحل [ 2 ]
المـــرض
كانت سعاد إخصائية إجتماعية... نشيطة... محبوبة... وكانت شعلة نشاط في بيتها وفي المدرسة التي تعمل بها، ولم يكن لها إلا ابنه واحدة وزوج طيب... وبيت هادئ... ولم تكن علاقتها بالكنيسة قوية.
كانت سعاد علي خلاف قديم مع أختها... من وقت إنتقال والدتهما ودخل الشيطان بينهما... ولم تعد تكلمها بالسنين، وكلما تذكرتها أحست بغضب داخلي... وتذكرت كل الكلام الصعب الذي دار بينهما... وكانت تردد بداخلها "منها لله...".
تزوجت ابنتها وسافرت مع زوجها للبلاد العربية... وتحوّلت علاقتهما إلي تليفونات يومية ودعوات حارة.
أحست سعاد بتعب غريب في قدميها... وثقل في الحركة... وبدأت رحلة العلاج... وإنزعجت جداً من تشخيص الأطباء، الذي فاجئها أنه مرض في الأعصاب، سيصيبها بشلل قريب وليس له علاج.
بكت سعاد بشدة وتذمرت... واعترضت... وقالت "ليــه؟" واستطاع زوجها أن يُحضر أبونا الكاهن ليشجعها... ولكنها كانت جافة جداً معه... وكانت دائماً تقول "أنا كنت عملت إيه وحش علشان يحصل كدة" وحاول أبونا أن يقنعها بحب الله... أبونا السماوي... وبركات الألم والتجربة... ولكنها كانت تسمع غير مقتنعة... وبعصبية شديدة كانت ترفض كل تشجيع.
زاد المرض... ولم تعد قادرة علي الحركة بقدميها... وكانت أول يوم تجلس فيه علي الكرسي المتحرك... يوماً حزيناً لا تنساه.
وجاءت ابنتها بضعة شهور لتخدمها... ولكنها لم تستطع أن تمكث معها أكثر من ذلك، من أجل زوجها وطفلتها.
وظل زوجها صالح... زوجاً صالحاً... يخدمها ويصبَّرها ويحاول معها حتي أن تتناول في البيت، ولكنها بغضب كانت ترفض كل شيء.
جاءت لزيارتها إيمان –خادمة من الكنيسة- كانت تعمل معها في نفس المدرسة، وكانت تحبها... وبكت معها وهي تسمع شكواها... وإحباطاتها... وكانت إيمان قد صلّت كثيراً قبل هذه الزيارة... لكي يعطيها الله نعمة في الكلام مع سعاد المُجرّبة... وإستأذنت إيمان سعاد في أن تقرأ لها جزء من الإنجيل، كما تعوّدت في زيارة الإفتقاد... فأذنت لها سعاد علي مضض. واختارت إيمان رسالة يعقوب الإصحاح الأول لتقرأه لصديقتها القديمة... "احسبوه كل فرّح يا إخوتي حين تقعون في تجارب متنوعة... إن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً... ليكن لكم عمل تام لكي تكونوا تامين..., وإن كان أحد تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء... ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب...."
وبدأت إيمان تشرح كيف يمكن للتجربة أن تصير سبب فرح بالإيمان وبالصلاة والصبر... والعمل التام...
وفتح الله قلب سعاد لتسمع هذه المرّة، وقالت لها "طيب أنا ممكن أعمل إيه دلوقتي؟!"
أجابتها إيمان وقالت لها "كفاية تذمر... إيه رأيك تقولي يا ربي يسوع المسيح أشكرك... يا ربي سامحني علي كل حاجة... يا ربي ساعدني علي إحتمال المرض".
قالت سعاد لأول مرّة حاضر... هأحاول ... وإيه كمان؟
قالت لها إيمان "وتحاولي كل يوم تقرأي إصحاح بتمعن وتصلي بالأجبية باكر ونوم وتسمعي شريط وعظة".
ضحكت سعاد وقالت لها "بالراحة عليّ يا إيمان"، فقالت إيمان بإيمان "صدقيني جربي وهتشوفي إن نفسيتك هتكون أحسن... وأنا هأطلب من أبونا يجي يناولك في البيت".
بدأ التغيير يظهر علي سعاد... وظلت إيمان تعاودها بالزيارة كل أسبوع... وتقرأ معها الإنجيل... ظلّت سعاد متمسكة بالشفاء في كل صلواتها... وظل الوقت طويلاً مملاً.
وفي زيارة بعد شهرين... سألت سعاد إيمان... الآية اللي بتقول "ليكن له عمل تام" إيه اللي ممكن أعمله وأنا كدة؟ مش بأتحرك برجليّ؟.
ترددت إيمان وقالت بحكمة، خلينا نصلي الأسبوع ده وربنا يفتح لنا باب للخدمة يناسبك.
وذهبت إيمان تسأل أب إعترافها... بماذا ينصحها؟!!! فأجاب أبونا "التليفونات ممكن تبقي خدمة... خليها تسأل علي الناس التعبانة وتقول لهم كلمة حلوة... آية أو حكمة... وبالذات الذين في وحدة أو مسنين أو حتي المرضي اللي زيها".
رجعت إيمان بالإجابة لسعاد... التي فاجأتها وقالت لها "أنا كمان لقيت فكرة مشابهة... أنا مسجلة علي الموبيل حوالي 100 تليفون ناس معرفة... هأبعت لهم كل كام يوم آية من اللي بأقرأها لأني هأكسف أكلم الناس كتير لحسن يزهقوا مني.
فردت إيمان "رائع... فكرة هايلة، ومش لازم تبقي نفس الآية، فرصة تكتبي الآيات وتحفظيها.
بدأت سعاد هذه الخدمة... وتقدمت بسرعة غريبة وكانت ردود الأفعال رائعة... رجعت لها تليفونات كثيرة بالشكر والتقدير... والبعض ممكن يتكلم يسألها عن معني الآية وهي تحاول تشرح بعد أن تبحث في التفاسير والعظات... والبعض كان يقول لها "الآية جت في وقتها"... وأصبحت هذه الخدمة تأخذ منها ساعات كل يوم... وتغيّر وجهها... ورجعت إبتسامتها وسعادتها... وأصبح كل من يزورها يتمتع بكلمات النعمة الغزيرة وبروحها الحلوة.
وبعد سماع عظة مؤثرة عن التسامح... ومع النمو الروحي الملحوظ... تحرك قلبها تجاه أختها التي فارقتها من سنين بسبب الخصام والقطيعة... وتجاسرت سعاد بعد صلاة حارة وكلمتها بالتليفون... وبكت الإثنتان تأثراً وتسارعت أختها بزيارتها في اليوم التالي... وكان لقاءً حاراً... فيه إعتذار وندم متبادل... ورجعت المحبة القديمة أقوي من زمان.
قالت سعاد لزوجها يوماً... عارف يا صالح أنا دلوقتي بس بأشكر ربنا بجد علي المرض... أنا حياتي النهاردة أحلي جداً من زمان... وحاسة إن ليَّ لزوم ورسالة... عمري ما حسيت بالإحساس ده زي دلوقتي. تصور إني بطلّت أقول "يارب إشفيني" من غير ما أحس. كل صلاتي دلوقتي "يارب يسوع سامحني... يارب إهدي الناس كلها".
أجاب صالح "أنا كمان إتعلمت منك أحب الإنجيل والكنيسة... إنتِ مرضك جه بركة لينا كلنا".
"نشكر ربنا علي كل حال