راهبان شيخان وقطعة من اللبن النيّ

برأيك تهديني و بعد إلى مجد تأخذني.

من لي في السماء و معك لا أريد شيئا في الأرض

(مز 73 : 24 - 25)

راهبان شيخان وقطعة من اللبن النيّ

vجلس راهبان شيخان يتحدثان كعادتهما عن عمل الله الفائق. وإذ انتهيا من حديثهما قال أحدهما لأخيه:

­ لنا سنوات طويلة، منذ شبابنا، نعيش معًا، ولم يغضب أحدنا مع الآخر ولو لمدة دقيقة واحدة.

­ ماذا تعني؟ كيف يمكن لإنسانٍ أن يغضب من أخيه؛ تُرى ما هو السبب؟

­ السبب الأول للغضب هو ارتباط الإنسان بأمر أرضي، حتى ولو كان الأمر تافهًا جدًا.

­ هل تظن هذا هو السبب الأول؟

­ أتريد أن تجرب ذلك؟

­ هلم نجرب أن نتشاجر معًا.

vاقترح أحدهما أن يأتي بقطعة من اللبن النيّ ويضعها بينهما. فيقول أحدهما: "هذه ملكي"، فيجيب الآخر: "لا،

بل هي ملكي أنا"، من هنا يبدأ الشجار بينهما.

vجاء الشيخ بقطعة اللبن وقال: "هذه ملكي"، فقال الثاني: "لا، بل هي ملكي". عاد الأول فقال: "إنها ملكك، خذها

واذهب". ولم يستطع الشيخان أن يتشاجرا.

يارب ... إن سكنت في قلبي لن أستطيع أن أغضب.

لا أشعر بملكيتي لشيءٍ ما، فأنت الكل لي.

لن تعوزني شيء!

من كتاب أبونا تادرس يعقوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010