حبيبنا البابا شنوده


حبيبنا البابا شنوده







14/11/2009
عصام نسيم
عندما نتحدث عن قداسة البابا شنوده الثالث وما فعله علي مدار سنين خدمته الطويله في الكنيسه القبطيه والممتده منذ عام 1939 الي يومنا هذا ومازال بحر العطاء في الخدمه لا ينتهي ابدا عطاء شمل الكنيسه كلها مما جعل الكنيسه تمتد الي المسكونة كلها في عصره ومن خلال خدمته المباركه والتي هي مثال للخدمه الحقيقه خدمة البذل والتضحيه من اجل الرعية ...
لو احببنا ان نعدد ما قدمه قداسة البابا للكنيسه نحتاج الي كتب وليس مجرد فالكلمات تعجز عن أن تعطي قداسة البابا شنوده الثالث حقه او تذكر انجازته التي قام بها علي مدار اكثر من نصف قرن ومنذ ان كان علماني يخدم في الكنيسه القبطيه في شبرا ويكتب في مجلة مدارس الاحد حتى اصبح بطريرك للكنيسه القبطيه منذ 38 عام وبنعمة المسيح تمتد خدمه سنين عديده مديده بقوة رب المجد له ...
ولد نظير جيد الذي اصبح فيما بعد قداسه البابا شنوده الثالث في محافظه سوهاج في عام 1933 ثم تخرج من كليه الاداب عام 1947 وفى نفس العام تخرج من مدرسة المشاة للضباط الإحتياط وكان أول دفعته فيها .. وعمل مدرساً للغة الإنجليزية .. وكان أثناء عمله مدرسا مواظباً على الدراسات المسائية بالكلية الإكليريكية بالقاهرة وحصل على دبلوم اللاهوت من الكلية الإكليريكية عام 1949 م , وبسبب تفوقة عمل مدرسا فيها ...
وفى أثناء خدمته فى الكلية الإكليريكية كافح .. وناضل .. من أجل حقوق الإكليريكية وكانت النتيجة إنتقال الكلية الإكليريكية إلى مكانها الحالى فى أرض الأنبا رويس حيث بنى لها مبانى مخصصة والإستعانة بالأماكن الكثيرة فى هذه المنطقة بعد أن كانت فى مبنى قديم متواضع فى مهمشة , ودعم هيئة التدريس بالخبرات العلمية من المدرسين الباحثين فى شتى المجالات , كما تم فى عهده زيادة الإعتماد المالى المخصص للصرف عليها من قبل المجلس الملى العام ...
وبدأ نظير جيد خدمته فى مجال مدارس الحد عام 1939 م فى كنيسة السيدة العذراء بمهمشة والتى كانت كنيسة الكلية الإكليريكية فى ذلك الوقت وكانت فى فناء الكلية ...
وفى عام 1940 - 1941 م أنشأ فرع لمدارس الأحد فى جمعية الإيمان بشبرا , ونظرا لنشاطه الكبير ضمه الإرشيدياكون حبيب جرجس للجنة العليا لمدارس الأحد ...
أما شهرته فى الخدمة فقد توجت فى مجال الشباب بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا حيث كان متحدثاً لبقا وممتازاً فتجمع الشباب صغير السن حول خدمته وجذبهم إلى الروحانيات التى تملأ الكتاب المقدس ...
كذلك امتاز نظير جيد في موهبته في الكتابة وقام بكتابه العشرات من المقالات في مجله مدارس الاحد والتي ضمها في  كتاب بعنوان انطلاق الروح وكان هذا هو باكوره كتبه وكان هذا الكتاب من اشهر الكتب التي كتبها (( ومازال هذا الكتاب الرائع يجذب الكثيرين من البعدين والمشتاقين للحياة الروحيه حيث يتمتع باسلوبه الرائع السلس والعميق ايضا والذي ان دل فيدل علي عمق وحكمة وخبرة قداسة البابا الروحيه والتي ظهرت في سن متقدم له حيث قام بتأليف هذا الكتاب الرائع )) ...
توجه نظير جيد الي إلى دير السريان ورسم هناك راهباً بأسم أنطونيوس فى 18 / 7 / 1954 م وكان قد بلغ من العمر 31 عاماً ...وفي عام 1975 م أنتفل الراهب انطونيوس الأنعزال عن حياة الشركة بــ الدير والعيش فى حياة الخلوه والوحده فتوجه الي مغاره صغيره تبعد عن الدير بحوالي 12 كيلومتر ووضع فى مدخله مكتبة وبدأ يعد قاموساً للغة القبطية ...
وقد عمل فتره سكرتير لقداسه البابا كيرلس السادس ثم عاد للمغاره مره اخري ...
وفي عام 1962 أرسل البابا كيرلس السادس يستدعى الراهب أنطونيوس فذهب إليه ليقوم البابا كيرلس برسامه الراهب انطونيوس اسقفا عام للتعليم رغم عدم رغبة البابا شنوده في تركه حياة الوحده التي كان يعشقها ...
ذهب الانبا شنوده ليقود اكبر نهضه في تاريخ الكنيسه الحديث بعظاته التي اجتذبت الكثيرين جدا يعظهم ويجيب علي اسئلتهم وقد كان هذا الامر امر جديد علي الكنيسه وعلي الشعب حيث كانت صورة الاسقف عموما مختلفه تماما عن ما يفعله الانبا شنوده اسقف التعليم خاصة ان الشعب كان مشتاق للوعظ والتعليم الذي كان يفتقده بشدة الي جانب اسلوب قداسة البابا الشيق والممتع الي جانب اسلوب راهب مثقف عاش الحياة الديريه الحقيقيه وذاق حلاوة الوحده والعشره مع الله وتتلمذ علي كتابات الاباء العظام ... 
ثم قام باصدار مجلة الكرازه ليقوم بالكتابه بها وراح يكتب الكتب سواء الروحيه او العقيده واللاهوت التي تعدت المئه كتاب تلم كثير من النواحي في الحياة المسيحيه ...
ومن الملاحظ أنه فى كتابات البابا شنودة وعظاته يربط الحياة العامة أو الموضوع الذى يكتب فيه أو يناقشة بآيات عديده من الكتاب المقدس بعهدية القديم والجديد , وساعدته قوة ذاكرته وذكائه الخارق أنه حفظ الأيات وأرقامها عن ظهر قلب ...
والجميل ايضا في اسلوب قداسة البابا الذي استخدمه في كتبه ومقالاته انه كان اسلوب سهل سلس حتى في مناقشة اكثر القضايا صعوبه  ومن الملاحظ ان كتب قداسته والتي تتحدث عن الاهوت او العقيده كان يستخدم فيها اسلوب وسهل وواضح وبسيط ومع ذلك فيه العمق للكلمات والمعاني الاهوتيه والعقائديه مما جعل الكثيرين يفهمون الاهوت ويتعلموه بسهوله ويسر بل واصبح اي شخص سواء كان متعلم او بسيط العلم مثقف او محدود الثقافه يفهم كتبه ويدرك ما بها من معاني سواء كانت روحيه او لاهوتيه اوعقائديه اوحتى حياتيه معاشه ...
ثم جاء اليوم المشهود وهو يوم 14 نوفمبر عام 1971 ليصير الانبا شنوده اسقف التعليم ومدير الكليه الاكليركيه والمعاهد الدينيه بابا الاسكندريه وبطريريك الكرازه المرقسيه ليعيد بذلك عصور المجد الاولي في تاريخ الكنيسه القبطيه حيث كان البطريرك الذي يجلس علي كرسي مارمرقس من مديري وتلاميذ مدرسه الاسكندريه للاهوت الذين من اشهرهم البابا يسطس والبابا ياروكلاس والبابا دينيسيوس والبابا كيرلس عمود الدين والبابا اثناسيوس وغيرهم وكما قال قداسه البابا عند جلوسه علي كرسي مار مرقس، جلست الاكليركيه علي كرسي مارمرقس ...
وبالفعل اعاد قداسه البابا شنوده الثالث عصور المجد الاولي من حيث التعليم والنهضه الكنيسه والنهضه بمدرسه الاسكندريه لكليه الاكليركيه وانشاء الكثير من المعاهد الدينيه الاخري كذلك الدفاع بكل قوه ضد كل فكر غريب عن الايمان الارثوذكسي كذلك سعي في وحده الكنيسه الجامعه بفتح حوارات مع الكنائس الاخري سواء الكاثولكيه او البروتستانت وغيرها كذلك وقف بكل قوه ضد اصحاب البدع الحديثه مثل شهود يهوه والادفنتست وراح يدحض افكارهم بكل قوه وحجه ومنطق من خلال الكتاب المقدس وايايته ...
كذلك نشر البابا شنوده الثالث الكنيسه القبطيه في العالم كله فقام بانشاء الكثير من الكنائس في بلاد المهجر وفي افريقيا واخيرا في امريكا الاتينيه وهكذا انتشرت الكنيسه الارثوذكسيه في المسكونه كلها ...
لم يتوقف البابا شنوده يوم واحد بالتعليم او الشرح اوالدفاع عن الايمان المسيحي المستقيم سواء في كتبه التي قام بكتابتها اومقالاته التي تنشر في الكثير من المجلات والجرائد ايضا في اجتماعيه الاسبوعين اجتماع القاهره يوم الاربعاء واجتماع الاسكندريه يوم الاحد كل اسبوعين ...
اهتم قداسه البابا شنوده الثالث بالاديره اهتمام واضح تم التعمير كثير من الاديره وايضا اعاده الروح الي اديره كانت قد اندثرت الرهبنه بها ايضا قام قداسه البابا بانشاء اديره في بلاد المهجر مثل استراليا وامريكا ...
لا احد يستطيع ان ينسي موقف قداسه البابا شنوده الثالث من الرئيس السادات في الدفاع عن الاقباط وعن ما كان يحدث لهم من الارهابين من الجماعات الاسلاميه وسط تجاهل الحكومه بل ومساعدتها في نشر الفكر الذي ساعد في نشر هذه الجماعات الارهابيه المسلحه وقد وقف قداسه البابا شنوده الثالث بكل قوه ضد السادات عندما اراد تطبيق قانون الرده في عام 1977 وهذا القانون يعتبر مرتداً كل من رجع عن دين الإسلام ويعاقب بالإعدام ...
وقد إجتمع البابا شنودة مع جميع القيادات الدينية الكهنوتية والعلمانية طبقاً للجدول التالى :
ناقش البابا شنودة الثالث مع أبناءه من فئات الشعب القبطى الذين تقابل معهم خلال الإجتماعات السابقة , وكتبت مذكرة قانونية ...
وقام قداسه البابا بالصلاه والصوم من اجل هذا الامر وبالطبع طلب السادات مقابله البابا وانتهت الازمه ولم يطبق حد الرده ...
لقد مرت الكنيسه في عهد قداسه البابا شنوده بالكثير من المحن والتجارب ولكن وقف البابا بكل قوه وشجاعه في مواجهة هذه الامور...
وقد نال البابا شنوده العديد من الجوائز وشهادات الدكتوراه الفخريه فقد اخذ :
جائزة اليونسكو للحوار والتسامح الديني ..
جائزة الأمم المتحدة للتسامح الديني ..
جائزة القذافي لحقوق الإنسان ..
وحصل البابا شنودة الثالث على أربع دكتوراة فخرية من عدة جامعات وهى :
1 - فى عام 1977 م حصل قداسه البابا شنودة الثالث على الدكتوراة فى العلوم الإنسانية من جامعة بلو فيل. 
2 - فى عام 1977 م حصل قداسه البابا شنودة الثالث على الدكتوراة فى العلوم الإنسانية من جامعة سان بيتر .
3 - فى عام 1989 م حصل قداسه البابا شنودة الثالث على الدكتوراة فى العلوم الاهوتية من جامعة سان فانسان.
4 - فى عام 1990 حصل قداسه البابا شنودة الثالث على الدكتوراة فى العلوم الاهوتية من جامعة بون بألمانيا .
قام البابا شنوده بلقاء الكثير من الشخصيات العالميه ورؤساء العالم ...
وفي النهايه هذه مجرد نقطه من بحر العطاء الذي امد به قداسه البابا شنوده الثالث الكنيسه القبطيه ومصر والعالم كلها في سنوات خدمته الجليله ومهما كتبنا او ذكرنا لن نذكر ما قام به قداسه البابا من احداث نهضه في الكنيسه القبطيه التي بعد ان كانت منعزله عن العالم الخارجي اصبحت كنيسه عالميه يقدرها ويعرفها العالم كله بل واصبحت التاريخ القبطي واللغه القبطيه تدرس في الجامعات العالميه ...
نحن نشكر الرب لانه اعطي الكنيسه ومصر رجل مثل قداسه البابا شنوده الثالث ومن حكمه الرب ان يمد في عمر قداسه البابا ليجلس علي كرسي مارمرقس 38 عام ونطلب من الرب ان يطيل في عمر قداسه البابا شنوده الثالث ليجلس 38 عام اخري لتنمو الكنيسه القبطيه وتزدهر اكثر واكثر...
واخيرا كلمه حب وشكر وتقدير نقدما لقداسه البابا شنوده الثالث في عيد جلوسه علي الكرسي المرقسي ونطلب من الرب ان يطيل عمر البابا سنوات عديده مديده ويمتعه بالصحه الوفيره امين ...
وكل سنه وقداستك بخير وصحه وسلامه بنعمة رب المجد يسوع المسيح يا حبيبنا يا بابا شنوده ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010