الصلاة مصدر النجاح
القديس يوحنا كرونستادت
(1829- 1908م)
عندما تتلو صلواتك، وخاصة إذا كان لك قانون صلاة وفقاً لكتاب، فلا تسرع من كلمة إلى أخرى دون الشعور بصدقها، ودون أن تضعها في داخل قلبك، بل جاهد دائماً أن تشعر في قلبك بصدق ما تقوله في الصلاة.
إن قلبك سوف يعارض ذلك، أحياناً بسبب التكاسل وتحجر احساسك تجاه ما تتلوه، وأحياناً بسبب الشك وعدم الإيمان، وبسبب نوع من نار داخلية وضيق، وأحياناً بسبب تشريد الذهن وانشغاله بالأشياء والهموم العالمية وأحياناً بسبب تذكر إساءات الناس وبشعور رغبة الانتقام منهم والكراهية نحوهم، وأحياناً بتصور الملذات الدنيوية أو بتصور الملذات الناتجة من قراءة الروايات والكتب العالمية.
لا تكن أنانيا محباً لنفسك، بل تغلّب على قلبك وقدِّمه لله كذبيحة مقبولة، "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26)، حينئذ سوف توحدك صلاتك بالله وبالسماء كلها، وسوف تمتلئ بالروح، وبثمار الروح: بالبر والسلام والفرح والوداعة والاحتمال وإنسحاق القلب.
أو لعلك تريد أن تختم قانون صلاتك بسرعة حتى يمكنك أن تريح جسدك المتعب؟
صلِّ بحرارة فتنم نوماً هادئاً صحياً مملوءً بالسلام. فلا تسرع إذن، أو تتلو صلاتك كيفما أتفق، لأنك بصلاة لمدة نصف ساعة سوف تربح ثلاث ساعات بأكملها من النوم العميق.
وهل تسرع في الصلاة لكي تصل إلى مكان خدمتك أو إلى مكان عملك؟
خير لك إذن أن تصحو مبكراً وألا تنام طويلاً لتصلي بحرارة، فسوف تنال الهدوء والنشاط والنجاح في عملك اليوم بأكمله.
وهل يتلهف قلبك للإسراع إلى الذهاب لمسائل عالمية باطلة؟
فليس عليك إلا أن تسوده وتتغلب عليه، فلا يكن كنوزه كنوزاً أرضية باطلة، بل ليكن كنزه الله. وعلّم أذنيك أن تتعلق بالله من خلال الصلاة، وليس بأمور العالم الباطلة، حتى لا يغطيك الخزي في يوم المرض أو ساعة الموت، كالرجل الذي كان غنياً في غرور العالم، وفقيراً في الإيمان والرجاء والمحبة.
لأنك إذا لم تُصلي كما بينت لك، فلن تنجح في الحياة أو في الإيمان أو في الفهم الروحي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.