عوامل تساعد على الصلاة
الاستعداد اللائق
+ الصلاة يسبقها الخُلوة، والخُلوة يمكن التمرّن عليها بالصلاة، ومن الاثنين نكتسب حُب الله، لأنَّ في كليهما أسباب تدعو إلى حُبّه، والحُب هو ثمرة الصلاة.
+ تكون الصلاة بالقلب المنفرد (أي بالخُلوة والانفراد) لكي ما يكون لنا بالوحدة مكان نتحدّث فيه مع الله.
المُمارسات الجسديّة
+ بمقدار الكرامة التي يُظهرها الإنسان أثناء الصلاة، سواء كان ببسط اليدين إلى السماء، أو قياماً متعففاً، أو سقوطاً إلى الأرض، وبمقدار تعظيمه لله، فإنَّه يؤهل للنعمة الإلهية وفعل الروح القدس فيه.
+ أمَّا الذين زُلّوا بأفكار وظنّوا أنَّ الصلاة يكفي أن تكون في الفكر فقط، فيُصلّون وهم مضطجعون على ظهورهم، أو جالسون باستحقار، ولم يعتنوا أن يُزينوا أنفسهم وقت الصلاة بأعمال حسنة وقيام، ولم يخرّوا على وجوههم كمن يتقدم إلى لهيب نار، ولم يأخذوا أنفسهم بالقسر لتقديم الكرامة اللائقة بالرب، هؤلاء ما فطنوا إلى فكر العدو وقسوة حِيَّله، لأنَّهم يُسلّمون أنفسهم إلى الزور والضلالة ويُحسبون كمائتين، وحركاتهم إنَّما هى نفسانيّة فقط، ولم يصلوا إلى الدرجة الروحانيّة.
+ احترس من أن تتمدد بجسدك أمام الله، وتزدري بالصلاة من أجل راحة الجسد.
+ على قدر الاهتمام بالتدبير الحسن والوقار في الصلاة، وبسط اليدين إلى السماء، والقيام بعفة، والسقوط بالوجه على الأرض، توجد نقاوة الخلجات (الحركات)، واستضاءة الفكر، ونوال بركات كثيرة من العلاء.
+ الذي لا يقتنى واجبات الصلاة، لا تُصدّق أن يكون له صلاة.
الأعمال الحسنة
+ الصلاة التي لا تقترن بأفكار فاضلة، هى كلام ساذج ليس لها قوة عند الله، أمَّا إذا اقترنت قوة السير الحسنة بالصلاة يكون أثرها كلهيب نار، لأنَّ قوة عظيمة هى الصلاة التي يُصليها البار كقوله " طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرا ًفِي فِعْلِهَا " (يع16: 5)، والقوة ليست في الكلام بل في البر.
+ كن مداوماً على الصلاة واقرنها بالأعمال الحسنة، لأنَّه بالأعمال الجيّدة والتدابير الصالحة يتزين الإنسان أولاً، وبعد ذلك يتقدّس بالصلاة.
الاجتهاد والتغصّب
+ لا يُتوجْ أحد إن لم يجاهد حسب زي وشرع تدبير الجهاد، كقول معلمنا بولس الرسول: " وَأَيْضاً إنْ كَانَ أحَدٌ يُجَاهِدُ لاَ يُكَلَّلُ إنْ لَمْ يُجَاهِدْ قَانُونِيّاً " (2تي5: 2)، لأنَّه كما أنَّ لكل شيء ناموساً وترتيباً، هكذا أيضاً في السيرة الروحانية.
+ كل إنسان لا يُجاهد حسب ترتيب ناموس الجهاد، لا يتقدّم تدبيره، وبالأخص في هذا الجهاد غير المنظور، الذي يفوق العالم في صفاته وتدبيره، والذي يتخلف عن هذا فإنَّ انغلابه يكون متوقعاً دائماً.
+ اغصب نفسك في صلاة نصف الليل، وزدها ولو مزموراً واحداً وسجوداً زائداً، فإنَّ نفسك تنتعش وتدنو من معونة الله وتؤهل لحفظ الملائكة.
+ اغصب نفسك في هذيذ المزامير، وإذا حان وقت الصلاة، فاغصب نفسك وقم لتشترك في الخدمة، والقِِ عنك ثقل الجسد، الذي يدعوك للتخلّف عن العبادة.
+ اغصب نفسك على الصلاة قبل مواعيدها لكي تخف عليك، وإذا فاتك وقت من أوقاتها بسبب عارض فلا تضطرب أو تتسجس من هذا فتهملها وتتهاون في تكميلها.. فمثلاً:
إذا كانت صلاة باكر ومضى من النهار ساعتان، فابدأ واخدم مزاميرك وأكملها بلا نقص بجميع واجباتها، بهدوء وبغير ارتباك ولو كان وقت العشاء، ولا تتكدّر لأنّه ليس لك عمل ضروريّ أفضل من الصلاة.
+ لا تتبع راحة الجسد بل صلٍِ بجد واهتمام، حتى لو كنت طول النهار تكد وتتعب.
+ عوّد ذاتك واغصب نفسك، لتجمع الفكر في خدمة المزامير، وبالأكثر في الليل، ليأخذ عقلك إحساس الروح وفرح الكنوز في المزامير، فإذا تذوّقت هذه النعمة فلن تشبع من المزامير.
+ احذر من أن تترك شيئاً من خدمة الأوقات قبل أن تنام، بل اتعب جسدك في الصلاة، لكي في وقت نومك، تحفظ الملائكة جسدك ونفسك، من المناظر المخيفة، والرؤى المزعجة، ومُعاكسة الشياطين.
+ من غير التغصّب لا يوجد صوم، ولا عفة جسد، ولا حزن في الصلاة، ولا خدمة روحيّة، ولا ضرب ميطانيات، ولا تلاوة مزامير..
+ صلِِ بطول روح وتأنّى في المزامير بصبر وتجلّد بدون ضجر ولا تتلوها كمضغوط.
+ لا تنظر في الوقت وتسوّف في الساعات وتتكاسل، بل اغصب نفسك وقم في نصف الليل، حتى لو كان النوم ثقيلاً عليك والجسد مُتعَباً، لأنَّ هذا هو الوقت المقبول وهذه هى ساعة المعونة.
+ إذا كنت تسأل إلى أي حد أغصب ذاتيّ؟ أقول لك: إلى حد الموت اغصب نفسك من أجل الله.
من تعاليم ما اسحق السريانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.