0000ملك العالم0000

سلام ونعمة ليكم :
في إحدى الغابات كان يوجد كرسي جميل ومذهب ذو حواش مرصعة بالأحجار الثمينة التي تمنحه توهجا والتماعا.

وكان على الغابة حارس عظيم الجثة قوي الصوت يثير الفزع لدى كل من يقترب من الكرسي فمن يجلس عليه لا بد أن يجد فكرة ما تجعله يستحق أن يكون ملك العالم.

هبط النسر مُحْدِثا تيارا شديدا من الهواء حرك أغصان الأشجار وحبات الرمال وقال: أنا ملك العالم وأستحق الجلوس على الكرسي لأنني أقوى الأقوياء. ثم استعرض النسر منقاره ومخالبه وحرك جناحيه وذكّر بتاريخه الحافل بارتياد شواهق الجبال والأعالي ورحلات المطاردات والافتراس.

واقتنع حارس الغابة بفكرته وسمح له بالجلوس على الكرسي. ولكن ما إن جلس حتى أصابته رصاصة طائشة تسببت في مقتله ولم تنفعه قوته ولا مخالبه. وبعده جاء الطاووس يجر ذيله وراءه متبخترا ثم نفشه على مرأى من الحارس وقال: أنظر أيها الحارس إلى لمعان ريشي واختلاف ألوانه إن الجمال هو ملك العالم ولا أجمل من الثروة التي أمتلكها فتغري الآخرين على التحديق والنظر إليّ طوال الوقت. اقتنع حارس الغابة بأن الطاووس ملك العالم وسمح له بالجلوس على الكرسي ولم يكد يفعل حتى حطت حشرة غريبة على ذيله فشعر بوخز وألم شديد أقدم معه على نتف ريشه محاولا التخلص مما يؤلمه, وانسحب خجلا يحاول الاختفاء خلف الأشجار.

ذات يوم سار بين الحشائش كتكوت صغير أنهكه الجوع والتعب واقترب دون قصد من الكرسي فاعترضه الحارس صارخا: لا يجلس على الكرسي إلا ملك العالم, نظر الكتكوت بوهن ساخرا منه: أنا لا أفهم شيئا مما تقول, أنا متعب وجائع, والجائع لا يستوعب شيئا لأن فكره معطل عن العمل.

أثناء الحديث لمح الكتكوت دودة الأرض تتسلل بخفية بين الأحجار وتتلون بلون الرمال, فاعتقد لشدة جوعه أنه يتخيل لكنه اختار أن يجرب حظه فلربما كانت دودة حقيقية أرسلها الله لتسد جوعه ورمقه, اقترب بحذر منها قبل أن تفلت منه, وسرعان ما أطبق عليها بمنقاره وابتلعها وجلس ليستريح قليلا حتى استعاد نشاطه, وهنا سار نحو الكرسي وقال للحارس: أنا ملك العالم, من يجد غذاء جسده يُعمل فكره, ومن يُعمِل فكره يصبح ملك العالم!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010