أكد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, أنه لا خوف علي مستقبل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية, ولا أحد يستطيع أن يؤثر في شرعيتها. وأشار ـ في الحديث الذي أدلي به لمندوب الأهرام أشرف صادق ـ إلي أنه يؤيد منع عرض فيلم شفرة دافنشي, وقال إن علاج أي توتر طائفي يحدث في مصر, هو تواصل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين, وضبط الخطاب الديني.
الأهرام شارك في الاحتفال بعودته من الخارج
البابا شنودة: الكنيسة المصرية الأرثوذكسية راسخة ولا خوف علي مستقبلها
مبارك أعطي الشعب حرية كبيرة جدا لكن الكثيرين أساءوا استخدامها
لأن البابا شنودة له مكانته عند المصريين جميعا من مسلمين وأقباط فقد حرص الاستاذ أسامة سرايا رئيس التحرير ووفد من جريدة الأهرام علي الاحتفاء بعودة البابا, وشاركوا في تهنئته بسلامة العودة إلي أرض الوطن.
ذهبنا إلي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية حيث كانت الاحتفالات تقام والوفود تتقاطر لتقديم التهنئة للبابا, وعندما علم البابا شنودة بوجود الأستاذ أسامة سرايا ووفد من أسرة الاهرام استقبلنا بحفاوة بالغة, وبعد فترة هممنا بمصافحته وتركه لضيوفه إلا انه أصر علي دعوتنا إلي طاولة الاجتماعات الملحقة بالصالون البابوي وداعبنا قائلا: ماهي أسئلتكم, فالأهرام لها مكانة في نفسي وأحترم موضوعيتها واهتمامها بقضايا الوحدة الوطنية. هكذا تحولت الزيارة إلي حوار صحفي انفردت به الأهرام مع البابا شنودة ليجيب علي كل التساؤلات المثارة في العديد من القضايا المطروحة الآن, سواء أكانت تلك التي تتعلق بالأقباط مثل قضيتي كنيسة ماكس ميشيل أو فيلم شفرة دافنشي, ام تلك القضايا التي تتعلق بالوطن كله مثل الوحدة الوطنية وقضايا السياسة الخارجية في فلسطين والعراق وغيرها مما يثار علي الساحة الآن.
وإلي نص الحوار مع البابا الذي يمثل قيمة وقامة كبيرين لكل المصريين:
* قداسة البابا.. أنت تمثل بالنسبة لنا مرجعية دينية ودورا وطنيا في الداخل والخارج فهل هناك محاولات لسحب الشرعية الدينية للكنيسة بتشكيل كنيسة تنافسها؟
**عبارة كنيسة تنافسها عبارة مبالغ فيها جدا أو غير منطقية لأن التنافس يكون بين قوتين متعادلتين, أما أن توجد منافسة بين كنيسة يزيد عمرها علي20 قرنا من الزمان وهيئةأخري ناشئة فلا يوجد مجال للمنافسة, أو كنيسة تعدادها بالملايين الي مجموعة تعدادها بالآلاف لاتوجد منافسة, وهو نفسه ماكس ميشيل قال إنني نبتة صغيرة إلي جوار حقل كبير, وأنا أري أن ما يسميه كنيسة هو عنوان بلا محتوي, فكهنة بلا شعب, وأساقفة بلا أبروشيات, ومجمع بلا أصول كلها ألقاب بلا محتوي, مظهر خارجي بدون محتوي, الوضع السليم هو تكوين الشعب أولا ثم رسامة رعاة يرعونهم,
أما رسامه رعاة أولا يبحثون عن شعب يرعونه فهذا منطق مغلوط, ولذلك مسألة من يحاول سحب الشرعية الدينية من مصر أيضا تعبير غير مقبول, لأن الشرعية الدينية في مصر تتكون عن أصول قديمة جدا, الكنيسة مؤسسها أحد تلاميذ المسيح( مارمرقس الرسول) منذ نحو عشرين قرنا من الزمان, وشرعيتها مأخوذة من هذا الوضع, وعندما يقال البابا شنوده الثالث هو البطريرك(117) معناه أن له في الماضي البعيد116 بطريركا تبوأوا هذا المنصب بتدرج وتسلسل متواصل وليس شخص نشأ بلا تاريخ يضع نفسه في مستوي الشرعية الدينية.
ومسألة الشرعية الدينية بالنسبة لماكس ميشيل أيضا هناك عليها علامات استفهام كثيرة, فالذين رسموه اسقفا هم أيضا ليست لهم شرعية, هم أساقفه منشقون عن كنائسهم وبإنشقاقهم عن كنائسهم أصبحت لا سلطة لهم ولا شرعية لهم, ولا قبول لهم في كنائسهم, ومعروف أن الكنائس الارثوذكسية في العالم عبارة عن21 كنيسة15 منها في الغرب و6 في الشرق امثال كنائس روسيا ورومانيا وبلغاريا واليونان وغيرها ولا توجد كنيسة من هذه الكنائس تعترف بماكس ميشيل, والا فليقل لنا ماهي الكنيسة الام التي تعترف به أو الكنيسة التي لها شرعية ومن شرعيتها أخذ شرعية.. لا يوجد.
والمرجعية ترجع الي تاريخ قديم نرجع اليه, وترجع الي شرعية, و ترجع أيضا الي عقيدة ثابتة توارثتها الاجيال فأصبحت مرجعية ولا يستطيع أحد أن يسحب من كنيستنا تاريخها ولا يستطيع ان يسحب منها قيمتها ومكانتها لدي كنائس وشعوب العالم, و كنيستنا القبطية لها علاقة بكل الكنائس الارثوذكسية هو ما علاقته بكل هؤلاء لا توجد علاقة, فعبارة شرعية ومرجعية وتسحب ليست في محلها.
شفرة دافنشي*
فيلم شفرة دافنشي والضجة التي أثارها تناقضت حولها الاقوال, فهناك من يري أن ظهوره الهدف منه التأثير علي مكانة ودور الدين في حياة الشعوب للتوازن مع موجة التشدد, فماهي رؤيتكم للفيلم وهل تؤيدون منع عرضه في مصر والدول العربية؟
** الضجة حول الفيلم سببها تخوف الناس من تأثيره وأنا لم أشاهده, ولكن قرأت جزءا من الرواية, ولو شعر الناس بأنه لا تأثير له وسينتهي بسرعة ما كانت حدثت حوله كل هذه الضوضاء ومشكله شفرة دافنشي انهم يقولون في الفيلم ان السيد المسيح تزوج مريم المجدلية[ ولم يقل الانجيل انه تزوج في يوم من الايام] وأنجب منها بنت اسمها( سارة) وفي الديانة اليهودية الملك يتسلسل من سبط يهوذا فالمسيح من هذا السبط, ومعني أنه حسب الرواية أنجب بنتا فعن طريقها يستمر النسل الملكي في سبط يهوذا, فالمسألة فيها جانب ورؤية يهودية ولها أيضا جانب خلقي لان السيد المسيح ينظر لمريم المجدليه كأحد تلاميذه ولا يمكن ان يفكر ان يكون له بها علاقة جسدية, والذين شاهدوه في الخارج قالوا انه ليس فيه ابداع فني, ومنع عرضه بالتالي ليس ضد الابداع الفني, فالفيلم يصور السيد المسيح وكأنه شاب مراهق, والاساس في منعه هو انه يقدم صورة غير لائقة للسيد المسيح لا يقبلها لا المسلمون ولا المسيحيون.
محطات العمر*
في3 اغسطس القادم ستحتفل قداستكم ببداية العام الرابع والثمانين من عمركم أطاله الله, وأنت تقف في هذه المحطة من العمر, ماهي الصور والمشاهد التي لم تسقط من ذاكرة قداستكم وأنت شاب علماني ثم وانت راهب ؟
** مشاهد كثيرة طبعا وتاريخ طويل ولكن من اهم الاشياء التي مرت علي وأنا( علماني) قبل الرهينة حبي للشعر والتعبير به عن كل ما مررت به في حياتي فكتبت عن أمي التي توفيت دون أن أرضع منها قصيدة يقول مطلعها
أحقا كانت لي أما فماتت
أم اني قد خلقت بغير أم
رماني الله في الدنيا غريبا
أحلق في فضاء مد لهم
وفي مرحلة الجامعة أذكر أنني كنت اجتماعيا يحب الطلبة وهم يحبونه وكنت في الاجتماعات والاحتفالات أقف والقي قصائد عامية او ازجالا, كذلك أذكر شيئا اخر أنني كنت أعمل وأنا طالب مدرسا للغة العربية في مدرسة انجليزية, فكنت طالبا ومدرسا في نفس الوقت.
* ماذا عن حياتك كراهب وماهي ذكرياتك؟**
أتذكر أن الرهبنة كانت تعيش في قبل ان أعيش فيها, وكنت أنتظر الوقت المناسب للرهينة ولذلك كتبت كثيرا من القصائد عن الرهبنة وأنا علماني وأتذكر هذه الابيات.
تركت مفاتن الدنيا
ولم أحفل بناديها
ورحت أجر ترحالي
بعيدا عن مغانيها
* عندما دخلت الرهبنة هل كنت تتوقع ان تصبح أسقفا ثم بطريركا؟
** عندما دخلت الرهبنة كان أمامي الهدف الأصلي للرهبنة, أنني أعيش في حياة الوحدة باستمرار, وأتذكر عندما عبرت الطريق الصحراوي في طريقي للدير قلت هذه آخر مرة في حياتي سأري فيها الشوارع المرصوفة بالأسفلت.
ولا يسقط من ذاكرتي كيف رسمت أسقفا بنوع من الخدعة, فقد قالوا لي أن البابا كيرلس الذي سبقني في الجلوس علي الكرسي البابوي يريدك, فذهبت اليه ففوجئت به يضع يده علي رأسي ويرسمني أسقفا في قلايته, ويوم رسامتي أسقفا كان اكثر يوم بكيت فيه في حياتي لالشئ الا لأن اسلوبي في الحياة قد تغير تماما من العكس, الي العكس فبعد أن كنت أعيش وحدي أصبحت أعيش في زحام الناس, ولذلك منذ أن رسمت أسقفا باسم شنودة في25 سبتمبر1962 الي الآن أي طوال44 سنة تقريبا أقضي نصف الأسبوع في الدير, والنصف الآخر في المدينة إلا لو كنت في سفر للخارج لسبب ما, وأصبحت حياة الدير موجودة في حياتي حتي الآن لاأبعد عن الدير أسبوعا واحدا طالما أنا موجود في مصر. وقد رسمت أسقفا للتعليم وكنت أجوب المحافظات للوعظ وهذا أوجد لي علاقة طيبة مع الناس فكنت أحد المرشحين للانتخابات كبطريرك للاقباط.
* ماهو الفارق بين انتخاب البطرك في روما وانتخاب البطرريك في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية؟
** الانتخابات في كنيستنا أقوي من روما, لأن في روما يجتمع الكرادلة فقط لكي ينتخبوا البابا الجديد, أما لدينا فالشعب كله ينتخب البابا عن طريق ممثلين له أو نسبة منهم من كل الفئات, فجميع المطارنة يشاركون في الانتخاب, وبعض القساوسة من كل محافظة, وعدد من العلمانيين من كل فئة من فئات المجتمع, والانتخاب سري ويختار كل ناخب ثلاثة مرشحين, وبعد فرز الأصوات يعلن اسماء المرشحين الثلاثة الحائزين علي أغلب الأصوات بحسب ترتيب حصولهم عليها, وفي الأحد التالي لعملية الانتخاب تتم اجراء قرعة هيكلية في الكنيسة المرقسية لاختيار البطريرك من المرشحين الثلاثة.
* هل هناك تفكير في تغيير أو تعديل لائحة انتخاب البابا الصادرة في نوفمبر1957 ؟
** لاأعرف بعد مني ماذا سيفعلون.
35 سنة بطريركا
*قداسة البابا من14 نوفمبر1971 حتي يومنا هذا طوال35 عاما جلست فيها علي الكرسي البابوي قدمت الكثير لمصر وللأقباط, ماذا كنت تتمني أن تحققه وتحقق وماذا لم يتحقق بعد؟**
أول كل شئ حققته هو أنني أرسيت مبدأ أصبح قاعدة موجودة وهو أنه من حق الشعب أن يختار راعيه سواء كان اختيار كاهن أو أسقف أو غير هذا ونشكر ربنا أن هذا المبدأ أصبح راسخا لدي الناس.
ثانيا: لأول مرة سمحنا بأن المرأة تكون عضوة في المجلس الملي
ثالثا: الاهتمام بالكليات اللاهوتية, فأمكن وجود أكثر من سبع كليات حاليا واثنين من المعاهد.
رابعا: تقسيم الأبروشيات الكبيرة الي أبروشيات صغيرة.
خامسا: العناية بأبنائنا في المهجر, فأنا توليت الخدمة ولدينا في أمريكا كنيستان فقط وفي كندا كنيستان واستراليا كنيستان, الآن عندما نعقد سيمينارا في النصف الثاني من أغسطس لكهنة أمريكا يحضره نحو180 كاهنا وكل سنة يزيد العدد, فأولادنا في المهجر إن لم نقم برعايتهم كان ممكنا ان يذوبوا في المجتمع الأمريكي ولايمكن ان نجدهم.
* ماذا كنت تريد ان تحقق للأقباط ولم يتحقق؟.
** لا أستطيع ان أحدد شيئا فلو كان هناك شئ أريده ان يتحقق بنعمة ربنا كنت سأوفق في تحقيقه, ولو كان في عمري يوم واحد, ومن الأشياء التي أسعدني تحقيقها الاختلاط بالشعب, فقديما كانوا يقولون( البطريرك يزار ولايزور) أنا عندما جئت حرصت علي الخروج والزيارات للمؤسسات الصحفية والمستشفيات والمرضي والكنائس والأنشطة المتعددة.
الفتنة الطائفية
* علي ضوء تاريخكم ودوركم الوطني كيف يمكن القضاء علي التوتر الطائفي وظاهرة الفتنة الطائفية ماهي روشتة العلاج أو الاجراءات الواجب اتخاذها حتي لانعاني منها مجددا.؟
** أنا علاقتي مع قادة الدين الاسلامي علاقة طيبة جدا الي أبعد الحدود, أما الشعب فللأسف توجد مؤثرات تؤثر عليه رغم ان افراد الشعب من مسلمين وأقباط توجد بينهم روابط عميقة جدا وطيبة, والعلاج هو الحرص علي تداخل العلاقات وتواصلها بين المسلمين والاقباط في كل الشرائح( فالبعد جفوة) ومن رأيي يجب الحرص علي الخلطة والاختلاط باستمرار, فكلما التقينا فسنجد أنه لا توجد فوارق بيننا وبين بعضنا وان مشاعرنا طيبة نحو بعضنا بعضا, فيجب تدبير مناسبات, للتلاقي أو التلالقي في غير مناسبات المهم ان الاختلاط يجب أن يكون دائما, أيضا يجب ضبط الخطاب الديني بحيث لا يسبب حزازات أو خلافات.
الكنيسة والسياسة*
دور قداستكم والكنيسة والعلاقة بالسياسة, هناك وجهتا نظر بخصوصه, فهناك من يري أنك وحدك والكنيسة كنت القادر علي حماية الأقباط من موجة التطرف, وهناك من يري أنك أقحمت الكنيسة في السياسة, هل تشعر في المستقبل أن الأفضل للكنيسة أن تبقي بعيدا عن السياسة وتكتفي بدورها الديني أم تستمر في لعب دورها السياسي؟
** مسألة السياسة مسألة تستخدم بأكثر من معني, فهناك فرق بين إبداء الرأي في الأمور السياسية وبين الاشتغال بالأمور السياسية والتفرغ لها, فهل أنا إذا سألني أحد عن رأيي في المشكلة الفلسطينية أقول له آسف لن أتحدث فهذه سياسة, أنا لا أستطيع أخد موقف سلبي من هذا الموضوع. أو يسألني عن رأيي فيما يجري في لبنان أو العراق التي يتساقط فيه الناس يوما بعد يوم قتلي أقول له ليس لي دخل.. لا إبداء الرأي في السياسة شيء والتفرغ للاشتغال بالسياسة شيء آخر, نحن ليس لدينا وقت ولا رغبة في التفرغ للسياسة اطلاقا ولكن لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من ابداء الرأي في بعض الموضوعات وأنتم أنفسكم كصحفيين دائما تسألوننا عن رأينا فهل أعتذر لكم؟
* هناك حالة حراك سياسي واجتماعي في مصر في السنوات الأخيرة وفي هذه الآونة ما هي رؤيتكم لتكون مصر أفضل؟ وإلي أين تتوقع أن يستقر بنا هذا الحراك وما هو دور الرئيس مبارك في ذلك؟**
رأيي أن الرئيس مبارك أعطي الشعب حرية كبيرة جدا, ولكن كثيرا من الناس أساءوا استخدام هذه الحرية فمثلا حرية في الصحافة تستطيع من خلالها أن تنتقد كما تشاء, البعض بالغ في هذه الحرية بحيث وقعوا في قضايا سب وقذف, ثم محاولات لتخليصهم من هذه القضايا بالصلح, وأيضا مبالغة في التركيز علي الاخطاء بحيث أن بعض الصحف غير القومية لا تخلو من كلمات فساد وانحراف وألفاظ مشابهة تشعرك بأن البلد خربت وربنا يعوض علينا فيها وفي رأيي أن الصحفي المثالي هو الذي يذكر الإيجابيات والسلبيات وإذا تعرض للسلبيات, يتعرض بطريقه موضوعية وليس بطرقة سطحية وينصف كل واحد ويعطي له حقه, لكن المبالغة في سرد الأخطاء أو اختراع الأخطاء والبكاء عليها أمر فيه إساءة لاستخدام الحرية, وأحيانا كثير من الصحف لا تبالغ ولا تخترع في النواحي السياسية فقط ولكن أيضا في النواحي الأخلاقية, ويظنون أن الإثارة بما في ذلك الإثارة الجنسية تجذب الناس لقراءة المجلة أو الجريدة وهذه أمور غير لائقة
* كيف ترون دعوة البعض لفوضي خلاقة؟**
أنا من رأيي أنه مع الحرية يجب أن توجد ضوابط شديدة للحرية, لأن الحرية إذا أختلت تتحول الي فوضي, وأحيانا بعض المتشددين يقولون ضوابط الحرية نوع من أنواع خنق الحرية.
* كيف تري الطريقة المثلي للتعامل مع التدخل الخارجي في شئون بلادنا؟**
هناك فرق بين وجود تدخل والخضوع لهذا التدخل, فهم في الخارج يريدون أن يتدخلوا لكننا يجب ألا نعطيهم الفرصة.
العراق.. فلسطين*
كيف تري مستقبل أمريكا في العراق؟**
أمريكا تريد حلا لمشكلة العراق وتتخلص منه, لأن كل يوم هناك ضحايا أمريكان في العراق, ووصل عدد القتلي الأمريكان إلي نحو الفين أو ثلاثة آلاف, وهذا يثير سخط الشعب الأمريكي نفسه وهم يريدون التخلص من العراق ولكن بطريقة مشرفة ليس فيها إراقة ماء الوجه.
* كيف تري مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي المحتدم في هذه الأونة علي قضية اختطاف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت؟**
أنتم تعرفون محبتي لفلسطين لكن أريد أن أقول إنه يجب علي الفلسطينيين ألا يتصارعوا مع بعضهم بعضا لأن هذا يعطي الفرصة لغيرهم أن يقولوا أن هذا الشعب يضر نفسه, فالصراع بين حماس وفتح وعدم تمكن أبو مازن من إدارة الجميع نتيجة تمرد البعض عليه أو الصراع مع رئيس الوزراء كل هذا يضر ولابد أن يتحد الفلسطينيون والرئيس مبارك دعاهم إلي هذا الأمر مرارا وتكرارا لأنهم يضرون أنفسهم بالانقسام.
* كيف تري حل القضية الفلسطينية الشائكة وقضية القدس؟**
أنا شخصيا وعلي ضوء دراستي لتاريخ اليهود أعرف أنهم لا يمكن أن يتنازلوا عن القدس مهما كان, فلو أمكن أن القدس تقسم مثلا.. جزء للفلسطينيين وجزء لليهود ربما يكون ذلك أفضل الحلول.
* جميع العرب يقدرون موقفكم بخصوص التطبيع.. هل تمارس ضغوط علي قداستكم بسبب موقفكم من قضية التطبيع ومنع سفر الأقباط الي القدس وهل ظهور ماكس ميشيل والزج به من جهة لا نعلمها أحد هذه الضغوط.؟**
أنا لا أخضع لضغوط ضد ضميري مهما تكن, وأول ضغوط كانت من الأقباط أنفسهم فهم يريدون أن يذهبوا للقدس ويتهموني أنني أمنعهم من رغبة أو أفعل ذلك كمسلك سياسي بينما من الناحية الدينية هم أحرار لكن أنا كنت مصرا علي المنع لعدة أسباب الأول أن هناك عددا كبيرا جدا يشتهي الذهاب للقدس ولو صرحت بالسفر الاف بل ملايين سيذهبون. وذلك يعد تطبيعا للعلاقات مع إسرائيل التي تحتل أرضا عربية, فكيف نطبع مع الاحتلال.
ثالثا الأشخاص الذين يزورن القدس سيكونون بلاشك تحت تأثير من الصحافة والاعلام اليهودي وتستفيد إسرائيل اقتصاديا من هذه الهجرات والأهم أنني أمنع الأقباط لئلا يظن بأن ذهاب الأقباط للقدس بمثابة خيانة للموقف الفلسطيني وإذا كان هناك سماح بالسفر للقدس فليذهب الجميع من مسلمين وأقباطا وليس الأقباط وحدهم يذهبون بمفردهم فقد يفسر ذلك علي أنه لهم هدفا سياسيا معينا ولا يهمهم شعور اخوتهم الفلسطينيين في عداوة اليهود لهم, وفائدة الذهاب للقدس التبرك بالأماكن المقدسة, فأين البركة في بلد كلها حرب وقتل ودماء, وصراعات, القدس أيام المسيح غير القدس حاليا, وفي مصر لدينا مواضع مقدسة كثيرة, والإنجيل قال مبارك شعبي مصر, وعندما زارنا بابا روما السابق يوحنا بولس الثاني شرحت له المواضع المقدسة في مصر لدرجة أنه قال بعدها أنا أؤمن بأن مصر بلد مقدسة فقد ولد فيها موسي النبي وعاش فيها أكثر من أربعين سنة وزارها أبو الأنبياء ابراهيم وزارها يوسف الصديق وكان وزير التموين وزارها السيد المسيح والسيدة العذراء فبلادنا بلاد مقدسة.
* جميعنا نتساءل كيف إستطعت أن تحافظ علي ابتسامتك ونقاء قلبك وسريرتك ووجهك البشوش الضاحك برغم كل ما تعرضت وتتعرض له وتعانيه؟
** أنا عندي مبدأ هو أن المشاكل لا نعطيها فرصة للدخول الي أنفسنا نتعامل معها من الخارج فلو دخلت المشكلة الي داخل الإنسان فسيتعب أعصابا وفكرا وروحا فأنا لا أدخل المشكلة داخل قلبي وأتعامل معها من الخارج مهما حصل.
*في كل مرة نتحدث مع قداستكم نشعر أننا أمام جبل ثقافي وفكري وقيمة كبيرة وهذا يجعلنا جميعا كمصريين أقباط ومسلمين نخشي علي مكانة الكنيسة ودورها في المستقبل, فماذا أعددتم لتبقي الكنيسة تحافظ علي مكنتها وقيمتها قرونا طويلة كما حافظت قبلا علي مدي20 قرنا؟
نحن لا نخشي شيئا والذي يخشي أي يخاف, معناها أنه ليس لديه ثقة في الله وتعجبني كلمة قالها القديس أوغسطينوس قال جلست علي قمة العالم حينما أحسست في نفسي أني لا أشتهي شيئا ولا أخاف شيئا فنحن لانخشي شيئا, ولدينا بنعمة ربنا الثقة في تدخل ربنا وفي أن الكنيسة في رعاية ربنا, فلا نخاف وكيف نخاف وقد وجدنا تدبير الرب علي مدي عصور تعرضت فيها الكنيسة لمشاكل صعبة وكثيرة, وقد تعرضنا لتهديدات كثيرة ولم نخف ثم وجدنا أن هذه التهديدات مجرد عبث ولم يحدث شيء فلا داعي للخوف وينبغي أن يثق الإنسان في أن حياة الكنيسة ليست في أيدي الناس وإنما في يد الله ولو فكرنا أنها في أيدي الناس فربما نضطرب لأننا لا ندري ماذا سيفعل الناس بها, لكن اذا عرفنا أنها في يد الله فلن نخاف شيئا ولن نضطرب.
* ماهي معادلة قداستكم التي أصبحت بها صديقا للجميع, لكل الرؤساء والملوك, لكل بطاركة ورؤساء الكنائس, لكل السياسيين والصحفيين... لكل المصريين والعرب؟** كل إنسان تتعامل معه أنظر الي الخير الذي فيه وليس الي العنف الذي تتصوره منه, أتعامل مع الإيجابيات, والسلبيات أتجاهلها, وكأنني لا أعرفها فلماذا نواجه الناس بسلبياتهم ونخسرهم اذا كانت لدينا كلمة طيبة نقولها واذا لم توجد نصمت أفضل.
* ما هي إيجابيات رحلتكم العلاجية الأخيرة رغم كل ما فيها من أحداث ومواقف واضطرابات؟
**من ناحيتي الخاصة أهم الايجابيات محبة الناس العجيبة الموجودة وكل من اتصلوا بي سواء الرئيس مبارك وفضيلة شيخ الأزهر أو غيرهما من المحافظين والبسطاء
الناس جميعا روحهم طيبة فلماذا نفكر في الأشخاص المتعبين.
* ماهي أمنية قداستكم لمصر؟**
أن يغيب عنها التطرف ولا يساء إستخدام الحرية فليس من الصالح الإساءة لرموز البلد وأنظمتها, وأرجو أن يفهم معني الحرية ولا يساء استخدامها.
* ماذا تمثل جريدة الاهرام بالنسبة لقداستك ؟**
لا ننكر أن الأهرام أقدم جريدة في مصر وأكثر الجرائد رسوخا ومعتدله وبعيدة عن التطرف وممكن ان الإنسان يقرأ فيها الرأي الرسمي للبلد, ووعد البابا شنودة اذا وجد وقتا أن يكتب لنا مقالا أسبوعيا ووعد أيضا بالمشاركة في احتفال الأهرام بمرور130 سنة علي إنشائها في أغسطس القادم مع عيد ميلاده فالبابا مواليد3 أغسطس1923, والأهرام صدر العدد الأول منه في5 أغسطس1876.
أجري الحوار: أشـرف صـادق
نشكر الله الذى أعطانا أن نحيا فى عصر يكون فيه بابا الكرازة المرقسية وبطريرك الأسكندرية هو معلم المسكونة كلها وهو قادر أن يحفظه الى سنين مديدة من أجل رفعة كنيسته :
أحدث الموضوعات
From Coptic Books
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010
المشاركات الشائعة
- اكلات صيامى بمناسبة بدء الصوم كل سنة وانتم طيبين
- مسابقة فى صورة اسئلة مسيحية
- افكار تنفع مدارس الاحد { وسائل الايضاح }
- الحان اسبوع الالام mp3
- صور تويتى للتلوين
- دراسة كتاب مقدس ... لابونا داوود لمعى
- صور يسوع المسيح ( مصلوب )
- صلوات الاجبية بالصوت mp3
- حصرياً : اعلان نتيجة مهرجان الكرازة & شعار مهرجان الكرازة 2010 Mp3 ومنهج الألحان
- أرشيف الترانيم والمدائح أون لاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.