المناقشات الزوجية



المناقشات الزوجية
================
قامت مجموعة من علماء النفس بدراسة عملية على مجموعة كبيرة من الأزواج والزوجات المتزوجين حديثاً، أو الذين مرّت فترة على زواجهم؛ لمعرفة أثر المناقشات على كلٍ من الزوجين وعلى مدى تفاهمهما معاً.

وكانت نتيجة هذه الدراسة هي أنه لا تخلو حياة كثيرين من الأزواج والزوجات من المناقشات والاختلافات في الرأي، وقد تأخذ شكلاً حاداً في بعض الأحيان، ورغم هذا فهي ظاهرة صحية بشرط ألا تتطور إلى نزاعات كبيرة وخصام، وألا يتخللها العنف كطريقة للتعبير عن الرأي، وألا يكون أسلوب التفاهم في كل صغيرة وكبيرة في حياة الزوجين، هو الحدة والتعارض في الرأي.
ويقول علماء النفس إن المناقشات عندما تحتدم في بعض الأحيان ليست نذيراً بالخطر كما يتصور البعض، ولكنها قد تكون النقطة التي يبدأ عندها الزوجان السعي جدياً إلى التنسيق بين طباعهما وميولهما.


ففي بداية الحياة الزوجية، وبخاصة في السنة الأولى يعتقد الزوجان أن مناقشاتهما الكثيرة هي كارثة تهدد حياتهما الزوجية، وبخاصة بعد فترة الخطبة التي تمر عادة هادئة وسعيدة، وخالية من أي مناقشات حادة أو اختلاف كبير في الرأي. فيسأل الزوجان لماذا لا تمر أي مشكلة بسيطة دون معارضة، كما كانت تمر قبلاً، ولماذا يصر الطرف الآخر على رأيه دائماً؟
ويطمئن علماء النفس كلاً من الزوجين بأنه إذا اقتنعا بأن ما يحدث بينهما هو أمر طبيعي، فلا يجب أن يبعث على الخوف والقلق لأنه من الصعب أن يتشابه شخصان في كل الأمور.
وأفضل طريقة لتسوية اختلاف الرأي، هي المناقشة الهادئة، للوصول إلى رأي يناسب الطرفين.


وقد وجد العلماء النفسيون أن من أكثر المناقشات التي تتم بين الزوجين وتؤدي إلى توتر الجو، تكون حول برنامج زيارة كل منهما لأسرته، أو طريقة قضاء كل منهما لوقت فراغهن، أو الاختلاف حول إنفاق النقود، أو طريقة تربية الأطفال، فغالباً يبدأ الكلام أو النقاش هادئاً، ثم لا يلبث أن يتطور ويحتدم لإصرار كل من الطرفين على رأيه، أو رغبته في تنفيذ ما يريد، رغم بساطة الأمر.
ويؤكد العلماء النفسيون أن موقف كل من الزوجين على حق، فكل منهما يرى أن رأيه هو الصائب دائماً. ولكن الموقف يمكن أن ينتهي في هدوء إذا اتفق الزوجين على طريقة قضائهما لوقت فراغهما، على أسس تربية الأطفال، أو تدبير الميزانية، أو زيارة الأهل، أو غيرها من الأمور بإبداء الحب وقليل من التضحية، للرغبة في التفاهم، وأن يسود الجو الصفاء والهدوء والتفاهم.
ومن المهم أن يحرص كل زوجين، في أولى سنوات زواجهما، أو بعد مرور عدة سنوات، على ألا يختلفا في الرأي أو يتناقشا في أمورهما أمام الآخرين، مهما كانت صلتهما بهم، وألا يدعا أحداً يتدخل أو يدلي برأيه في هذه المناقشات، حتى لا يزداد الخلاف بينهما ويتسع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010