قدسية الأسرار

سلام الرب لكم :

عظة لأبينا القديس يوحنا ذهبي الفم

أريد أن أذكركم أيها الأخوة بما قلته لكم مرات عديدة: وقت تناولنا من الأسرار المقدسة التي للمسيح, اذا رأيتكم في أنحلال عظيم و عدم مخافة تستوجب النوح فأبكي علي نفسي و أقول في فكري: تري هل هؤلاء عارفون لمن هم قائمون؟ و ما هي قوة هذا السر؟ و عند ذلك أغضب بغير أرادتي, حتي لو أستطعت الخروج لخرجت من بينكم من ضيقة نفسي. و اذا وبخت أحداً منكم فلا يكترث لقولي, بل يتذمر علي كأني ظلمته.

يا لهذا العجب العظيم: ان الذين يظلمونكم و يسلبون أمتعتكم لم تغضبوا عليهم كغضبكم علي الأن, أنا الذي أغار علي خلاصكم, الخائف بوجل من أن يحل بكم عقاب الله بسبب تهاونكم بهذا السر العظيم. أتري تعلمون من هو هذا الذي تريدون أن تتناولوا منه؟ أنه الجسد المقدس الذي لله الكلمة, و دمه الذي بذله عن خلاصنا. هذا الذي اذا تناول منه أحد بغير أستحقاق, تكون له عقوبة و هلاك كما صار ليهوذا الذي أسلم الرب, عندما تناول منه بغير أستحقاق.

فلنختم عظة أبينا القديس يوحنا ذهبي الفم الذي أنار عقولنا و عيون قلوبنا بأسم الأب و الأبن و الروح القدس الأله الواحد أمين

أختنا العزيزة ..فعلا ليس أعظم من هذا السر كما قال عنه القديس يوحنا ذهبى الفم فى عظته لذلك يطلق عليه " سر الأسرار " وهو بحق سر الأسرار لأن به نتحد بالله الكلمة المتجسد ونكون أعضاء ثابتين فى جسده ، لأنه أيضا يعطينا مغفرة لخطايانا ، وكما ذكر ذهبى الفم أن الذى يتناول منه بدون أستحقاق له عقوبة وهلاك ان كان مستهينا بالسر ...ولكن يهوذا لم يكن مستحقا من الأساس أن يتناول من جسد الرب ودمه وهو بالفعل لم يتناول منه بل كان حاضرا عشاء الفصح فقط مع التلاميذ ، ويخبرنا الكتاب المقدس أن رب المجد قال للتلاميذ " أن الذى يغمس يده معى فى الصفحة سيسلمنى " والمقصود هنا بالغموس هو عشاء خروف الفصح وليس التناول ، لأننا فى التناول لا نغمس يدنا ، ثم قال يسوع له بعد أن غمس يده وأكل " ماأنت فاعله فافعله سريعا " فخرج يهوذا بسرعة قبل أن يتمم الرب يسوع سر الأسرار وبالتالى لم يشترك فيه يهوذا بل خرج ليعد العدة مع اليهود الذين كانوا فى أنتظاره ليذهب معهم ويدلهم على يسوع ، لذلك فى الصورة الطقسية للعشاء الربانى ترسم كأس واحدة وصينية واحدة ، ويهوذا غير موجود بها ، أو يرسم بظهره وهو خارج من المكان ..أما سبب أنتحاره فليس لأنه تناول بدون أستحقاق ولكن لأنه ندم على فعلته أذ رأى يسوع مصلوبا ، وقد كان يظن أنه سوف يظهر لاهوته عند القبض عليه وتظهر قوته الآلهيه فيجعلونه ملكا ارضيا عليهم ويعطيه هوأيضا مركزا عظيما فى مملكته ، ولكن لما رأى يهوذا عكس ذلك ندم ، كما أنه فقد رجاؤه فى الخلاص وتلك خطية أخرى لأنه يعتبر كمن جدف على خلاص الله ولم يثق به .. اختنا العزيزة ...لك كل الشكر على على محبتك وتعبك لكى يصل الينا هذا التعليم من خلال عظة القديس يوحنا ذهبى الفم .
صلى من أجلى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010