شرائط الصف الثامن الملونة

فوجئَتْ والدتي عندما قرأت الرسالة التي وجدتها في حقيبة أختي المدرسية ، كانت رسالة من .. مازن .. زميل أختي في المدرسة .

يحدِّثها مازن عن حبه وعن أمله في الزواج منها ، ويرسم في نهاية رسالته قلباً صغيراً .. أحمر اللون ، قلوب الحب دائماً حمراء ولكن قلب مازن كان داخله اسم أختي دعد مكتوباً بعناية وبخط صغير وكأنه نقش .

.... .... .... ....

شعرت بالمرارة تخنق والدتي فقد كانت صدمتها عنيفة جدا لا لأن أختي تلقت الرسالة بل لأنها أخفتها عن الوالدة وهي التي علمتنا الصدق واعتبارها صديقة لنا .

هل يفيد هنا أن أقول إن دعد في الصف الثامن ومتفوقة في دراستها ولا تحب الخروج من المنزل كعادةِ الفتيات ، لكنها تقف هذه الأيام كثيراً أمام المرآة تسرِّح شعرها وتزينه بالشرائط الملونة .

باعتبارها أختي الوحيدة وأنام معها في نفس الغرفة فقد كنت أراقب تحركاتها وأستغرب وأسال نفسي هل سأفعل مثلها عندما أصبح في الصف الثامن ؟



أمامي عامان لأرتاح الآن من عناء الأسئلة .



تصورت وجه أمي وصراخ أختي عندما ستواجهها بالحقائق ، لابد أنها سوف تصفعها بشدة ، رغم أن أمي تكره الضرب ولم تلجأ إليه في تربيتنا مطلقا ، لكن دهشتي كانت كبيرة عندما أعادت أمي الرسالة إلى مكانها وتجاوزت الموضوع وكأنه لم يكن .



مساءً اختفيت لأستحم وعندما خرجت وجدت دعد وأمي جالستين ، كانت أمي تحدث دعد عن الزواج وأنه من المبكر جدا التفكير في تلك الأمور

وقالت ووالدتي إن الزواج سنة الحياة ولابد وأن تتزوج جميع الفتيات ، غير أنه لا يمكن لفتاة صغيرة لازالت تتعلم أن تفكر بهذا الأمر ، ما يجب أن تفكر فيه أولاً هو أن تنهي تعليمها الجامعي ، وعلى الله بعد ذلك مسألة الزواج .

وقالت أمي أيضا لدعد إن عليها الاهتمام بدراستها وتفوقها وتحصيلها العلمي لتصبح قدوة لأولادها في المستقبل .



دعد اعتذرت لوالدتي بخجل وقبَّلت يدها طالبة الصفح لأنها اخفت عنها تلك الرسالة ، أما أنا فقد فكرت في شيئين .

الأول .. ماذا تقول والدة مازن له إذا ضبطته متلبساً برسالة من دعد ؟

والثاني .. أين سأخبئ رسائلي حينما أصبح في الصف الثامن وأبدأ في تزيين شعري بالشرائط الملونة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010