هذا هو إلهنا

بقلم الأخ الدكتور أنيس م. بهنام

إله كل نعمة

”وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، بعدما تألمتم يسيراً، هو يكمِّلكم، ويثبتكم، ويقويكم، ويمكِّنكم“ (1بطرس 10:5). وقد ظهرت نعمته في ربنا يسوع المسيح، النعمة التي تخلصنا وتعلمنا كيف نعيش بالتعقل والبر والتقوى في هذا العالم (تيطس 11:2-12). هذه هي النعمة التي نحن فيها مقيمون (رومية 2:5). فهو لا يخلصنا بالنعمة ثم يتركنا، بل يقيمنا في هذه النعمة، ويعاملنا بها دائماً. ولأنه إله كل نعمة، قال لبولس المتألم من شوكة في الجسد: ”تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكمل“ (2كورنثوس 9:12). تأمل كثيراً أيها القارئ العزيز في هذه النعمة، بل في إله كل نعمة، ثم قل مع المرنم:

”عظموا النعمة فهي أُجزلت إلى الخطاة“

كم من إنسان كان شريراً، ربما قاتلاً، أو سارقاً، أو زانياً فاسقاً، أو سكيراً عربيداً، خلصته هذه النعمة وجعلته قديساً، صالحاً، خادماً، محسناً، وديعاً، ومتواضعاً، لأن الله هو إله كل نعمة.


إله كل تعزية

”مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، أبو الرأفة وإله كل تعزية، الذي يعزينا في كل ضيقتنا، حتى نستطيع أن نعزّي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله“ (2كورنثوس 3:1و4). كتب الرسول بولس هذا بعد أن جاز في ظروف صعبة، قال عنها: ”تثقَّلنا جداً فوق الطاقة“ (عدد 8)، ولكنه اختبر فيها العناية الإلهية، عناية إله كل تعزية، فكأنه يقول مع كاتب المزمور: ”عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذِّذ نفسي“ (مزمور 19:94). ولنلاحظ أن إله كل تعزية يعزينا لكي نستطيع أيضاً أن نعزي الذين هم في ضيقة بالتعزية التي مصدرها الله نفسه. فأمور هذا العالم لا تستطيع أن تمنحنا هذا النوع من التعزية.


إله السلام

”وإله السلام الذي أقام من الأموات راعي الخراف العظيم، ربنا يسوع، بدم العهد الأبدي، ليكمِّلكم في كل عمل صالح لتصنعوا مشيئته، عاملاً فيكم ما يرضي أمامه بيسوع المسيح، الذي له المجد إلى أبد الآبدين. آمين“ (عبرانيين 20:13-21). إله السلام، يا له من لقب جميل! فهو ليس إله الإرهاب والإرغام، ولا إله السيف والعنف. بل هو الذي يدعو الخاطئ إليه ليغفر له خطاياه، ويمنحه السلام والتبرير، فيمكنه أن يقول: ”فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح“ (رومية 1:5). والمسيح صنع السلام والمصالحة مع الله بدم صليبه (كولوسي 20:1). وقبل ذهابه إلى الصلب قال لتلاميذه: ”سلاماً أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب“ (يوحنا 27:14). إن عالمنا يحتاج إلى السلام، ولكن للأسف ”طريق السلام لم يعرفوه“ (رومية 17:3). لأنه ”لا سلام قال الرب للأشرار“ (إشعياء 22:48؛ انظر أيضاً 21:57). فالجنس البشري لن يجد السلام في المعاهدات السياسية أو القوات الحربية، ولن يجدها في الخمور والمخدرات، أو في الشهوات. بل يجدها عند رئيس السلام يسوع المسيح.


إله المحبة والسلام

“عيشوا بالسلام، وإله المحبة والسلام سيكون معكم“ (2كورنثوس 11:13). تأمل أيها القارئ العزيز في صفات هذا الإله المحب، إله المحبة وإله السلام.

أتعرف لماذا كثيرون لا يريدون أن يأتوا إليه، أو لماذا يفضلون أن ينكروا وجوده؟ لأنهم لا يعرفونه.. لا يعرفون أن الله محبة، وأنه إله المحبة والسلام، وأنه يَعدُ المؤمنين به أنه سيكون معهم. لعل أعظم إعلان في الكتاب المقدس هو: ”لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية“ (يوحنا 16:3).

غير المؤمن، يرى أعمال الشيطان فيسأل: أين هو الله؟ ”ولكن الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا“ (رومية 8:5).

أيها المؤمن تأمل في محبة الله، وقل مع الرسول يوحنا ”أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله“ (1يوحنا 1:3).


إله الرجاء

”وليملأكم إله الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان، لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس“ (رومية 13:15).

إله الرجاء لقبٌ يملأ قلوبنا بالفرح والسرور الحقيقي. ويجب أن نفهم أن كلمة ”رجاء“ في الكتاب المقدس لا تعني أمنية قد تتم أو لا تتم، بل تعني وعداً إلهياً يتعلق بالمستقبل. ولا بد أن يتم في الوقت المعيّن من إله الرجاء. لذلك يقول في نفس هذه الرسالة: ”والرجاء لا يخزي“ (رومية 5:5)، أي لا يمكن أن يخيِّب أملنا، لأنه مبني على وعد إلهي. فمجيء المسيح ليأخذنا إليه يُسمَّى ”الرجاء المبارك“، وكل مؤمن يعرف أن هذا لا بد أن يتم.

أيها القارئ العزيز، يمكنك أن تعرف الأكثر عن صفات إلهنا العظيم بالبحث في كتابه المقدس، فيمتلئ قلبك بالفرح وبالسجود لهذا الإله المجيد، إله كل نعمة، وكل تعزية، إله المحبة والسلام، إله الرجاء، إله وأبو ربنا يسوع المسيح.

وفي الختام سنستمع إلى ما قاله هو عن نفسه:

قال أنه ”إله بار ومخلص“ (إشعياء 21:45)، أي إنه بار عادل، قدوس، عيناه أطهر من أن تنظرا إلى الشر (حبقوق 13:1).

وفي نفس الوقت، هو مخلص رحيم ”غافر الإثم والمعصية والخطية“ (خروج 7:34)، وذلك على أساس موت المسيح ”الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر“ (1بطرس 24:2). نعم، يحق لنا أن نهتف قائلين: ”لأن الله هذا هو إلهنا إلى الدهر والأبد. هو يهدينا حتى إلى الموت“ (مزمور 14:48). وأن نقول للآخرين: ”ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب“ (مزمور 8:39).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010