وليست هذه الاغتيالات جديدة على العالم. لقد كانت فيه منذ فجر التاريخ. ولقد وجه إيليا الشكوي إلى الله حين قال: "يارب، قتلوا أنبياءك وهدموا مذابحك، وبقيت أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي" وفي العهد الجديد وقف اسطفانوس يبشر بالخلاص لجماعة أعمي التعصب عيونهم فرجموه بالحجارة حتى مات. وتاريخ الكنيسة المسيحية في مصر وغيرها من بلاد العالم ملئ بالشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل إيمانهم. وماذا نقول عن سيد الكل وقد جاء ليحمل لكل الناس محبة الله وصفحه، وإذا بهم يقتلونه معلقين إياه على صليب العار!
السؤال الهام – ماذا نفعل نحن في هذه الأيام؟ هل نكف عن المجاهرة بإيماننا ومبادئنا؟ هل نجاري الناس في العالم الحاضر؟ هل نعلم أولادنا أن يجاورا الأغلبية التي يعيشون بينهما، أم نعلمهم أن يعتزلوا عن الأغلبية العالمية ويختلطوا بالأقلية المؤمنة حيث يمكن أن توجد هذه الأقلية؟. ماذا نفعل! لعل الأجابة على هذا السؤال تحتاج إلى مناقشة طويلة وتبادل في الآراء والأفكار، ولكننا نذكر لكم ما قاله بطرس ويوحنا لليهود حين أوصاهما أن لا ينطقا باسم يسوع حرصاً على حياتهما، فقالا: "إن كان حقاً أمام الله أن نسمع لكم أكثر من الله فاحكموا، لأننا لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا". وقال المسيح: "من أحب أباً أو أماً أو إخوة أو أخوات أكثر مني فلا يستحقني". وقال في هذا العدد: "ما جئت لألقي سلاماً على الأرض بل سيفاً".
غريب أنك ذكرت يا أستاذ باهر مثالين فى غاية الأهمية. و ذلك لأن هذين المثالين يحتويان على الرد على تساؤلك. فكأنك سألت السؤال و أجبت عليه:
1- لما شكا إيليا إلى الله أنه بقى وحده يعبد الله أظهر له الله أنا هناك ألوف لم ينحنوا لبعلٍ.
2- و بعد رجم إستفانوس إنتشرت المسيحية فى العالم كله.
3- فى الوقت الذى غزت فيه الآريوسية العالم كله كان هناك قليل من الأقباط الذين تمسكوا بإيمانهم المستقيم. أين الآريوسيين الآن؟!!
و أثناء محاكمة الرسل قال غمالائيل كلمة أود أن أستعيرها:
"والآن اقول لكم تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم . لانه ان كان هذا الرأي او هذا العمل من الناس فسوف ينتقض وان كان من الله فلا تقدرون ان تنقضوه . لئلا توجدوا محاربين لله" (أع 5 : 38). لذلك فمسئولية إظهار الحق من الباطل هى مسئولية الله وحده، و إلا يوجد الانسان نفسه معادياً لله.
أما الضيقات فهى منتهى أمل المسيحى لأن رب المجد أنبأنا بها، و بأنه "فى العالم سيكون لنا ضيق" و لكنه يعزينا قائلاً "و لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو 16 : 33). فإن كان الله معنا فمن علينا؟!!!
ثم ألم يقل رب المجد أن قليلين فقط هم الذين سيسرون فى طريق الأوجاع الذى ينتهى بفرح لا يقارن؟! ألم يقل لنا أنه واسع و رحب الطريق المؤدى للهلاك؟!
جاهر بإيمانك المستقيم، سر فى الطريق الضيق، لا تشاكل أبناء هذا الدهر. و لكن علينا أولاً أن نكون واثقين من الطريق الصحيح الذى نتبعه لأنه "توجد طريق تظهر للانسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت" (أم 12 : 14 و 16 : 25).
فلنصل إلى الله أن يهدنا إلى ملكوته و بره، و أن يرينا الطريق الصحيح لئلا نضل، و أن يقوينا حتى نتمسك به إلى المنتهى.
بسم الثالوث القدوس
سلام ونعمة ..بشكر أ/باهر على الموضوع وعايزة اضيف على ردود اخواتى ان ربنا يسوع المسيح قال<سيكون لكم ضيق فى العالم> والانبا بولا قال<لاتهربوا من الضيقة لان من يهرب من الضيقة يهرب من اللة >
عايزة اقول اننا بنتعرض للا تهاض بمجرد انى اكون لبسة صليب او معرفة اسمى ...وربنا مبيتخلاش عن اللى بينادية واكيد كلنا وثقين فى كدة ...ربنا معنا ويحفظنا ...صلوا لاجل ضعفى
موضوع مهم فعلا واسئلة كتيييرة
اننا لن نمشى فى الطرقات ممسكين بميكروفونات او نوزع نبذات عن ايماننا ، و لكننا نمارس تلك المجاهرة يا اخوتى كل حين .
و لكن الفكرة المعتادة عن اللمجاهرة هو عندما نسئل عن ايماننا أو نضطهد و كثير منا لا يتعرض لهذا النوع المباشر من الاضطهاد و لكن مثلا قد يتساهل البعض فى مجلس فكاهى لبعض الاصدقاء الغير مسيحيين و عندما يقال شيئا عن ايماننا أو السيد المسيح فقد يتساهل البعض و لا يرد أو حتى يوافق كلام الذين حوله لمجرد أن الموقف لا يستدعى الرد ..... و لكن ................
فى هذه المواقف التى قد تمر علينا مرور الكرام لابد و أن نؤكد بكل بساطة إيماننا و ننتبه يا أخوتى أننا قد ننكر المسيح بهذا التساهل الغير مقصود
بالطبع لا نريد الدخول فى مجادلات غبية و لكن الرد بحكمة فى هذه المواقف يدرك منه الناس اننا غير متساهلون فى عقيدتنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.