مواقف وطرائف في حياة الاباء

" يقبله علي صدره "
في الاحتفال بفتح قناة السويس عام 1869 م حضر قداسة البابا ديمتريوس الثاني البطريرك (111) وقد تقابل في هذا الاحتفال العظيم مع اعظم الملوك والامراء ونال حظوة لدي السلطان عبد العزيز وقد حدث يومئذن انه عندما تقدم قداسة البابا ديمتريوس لتادية واجب السلام نحو السلطان انه مال وقبله علي صدره ففزع السلطان من ذالك ووثب حراسه عليه ثم سالؤه قائلين لماذا فعلت هكذا ؟؟ فقال : ان كتاب الله يقول " ان قلب الملك في يد الرب " (ام 1 : 21 )
فانا بتقبيلي هذا قد قبلت يد الله فسر السلطان من هذا الجواب الحسن وانعم عليه بكثير من الاراضي الزراعية لمساعده الفقراء والمدارس .
" ليس ليكتب ولكن ليحيا "
بعد رسامة ابونا الطيب الذكر المتنيح الانبا يؤانس اسقف الغريبة راهبا زاره احد الاباء وقال له اكيد يا ابنا انك سوف تكتب مؤلفا ضخما عن الانبا شنوده رئيس المتوحدين الذي هو شفيعك فاجابه ابونا شنوده وقتذاك "المتنيح الانبا يؤنس" بابتسامه عريضة وببساطه وتلقائية انني لم احضر الي الدير لاكتب عن الانبا شنوده وانما حضرت لاحيا حياة الانبا شنودة .
" النسوان لازم يصلوا "
رجل طيب القلب تقي جائني ذات مرة غاضبا فقلت له مالك غاضبا فقال لي بصراحة يا ابونا انا زعلان خالص من معلمنا بولس فقلت له ازاي دا معلمنا بولس ما يرضاش يزعلك ابدا فقال ازاي معلمنا بولس يقول " اريد ان يصلي الرجال في كل مكان رافعين ايادي طاهرة بدون غضب ولاجدال " (1تي 2 : 8 ) يعني الرجالة هما بس اللي يصلوا والنسوان يقعدوا يرنموا ويتفرجوا فقلت له لا دا لازم النسوان برضه يشتركوا مع الرجالة ولازم يصلوا وانا لازم انبه عليهم واؤكد عليهم علشان كمان انت ما تزعلش واهو علي الاقل يتعملوا الصمت والصلاة

عن ذكرياته في فترة في زنزانات سجن المرج عام 1981 م يحكي جناب ابونا الموقر المحبوب القمص تادرس يعقوب فيقول تكونت صداقة قوية بين الدكتور ميلاد حنا وبيني وذالك من خلال زنزنات سجن المرج كنا نتحدث معا في فترة 30 دقيقة التي نخرج فيها كل يوم من الزنزانه لنسير في خطوات سريعه كحركة لازمة لنا في فترة سجننا داخل الزنزانات
كنا نتحدث معا بروح المحبة والمرح اذ كنا نشعر اننا نتمتع بخبرة جديدة لقد عرف الدكتور ميلاد حنا بذكائه الحاد مع خبراته الساسية خاصة وانه هو وزوجته كانا علي علاقة قوية بالرئيس السابق انور السادات وزوجته من خلال احاديثه الطويلة وتوقعاته التي كان يظن انها لن تسقط قال لي مرة بحسب الكمبيوتر الذي في ذهني وهذا لن يخيب مطلقا فان السادات سيامر باعدام ثلاثة من رجال الدين الاسلامي و ايضا ثلاثه من رجال الدين المسيحي كنوع من الموازنة اما بالنسبة لك فلتعد نفسك انه مع التساهل الشديد تخرج من السجن بعد 15 او 18 سنة كعفو صحي فقلت له اني مشتاق الي السيد المسيح ونفسي مهياة بكل فرح لكل ما يحدث .
ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان اذ تدخلت عناية الله الفائقة والتقت مع الدكتور ميلاد خارج السجن فسالته ماريك في الكمبيوتر الذي في ذهنك ؟ فاجاب بابتسامته المعهودة وقال لي"
كمبيوتر ربنا ادق "
ياخذ بيده ورجله **

كان قد اصيب بكسر مضاعف في ساقه اليمني واستمر العلاج مدة طويلة حتي بدا يتماثل للشفاء وكان قد مر عليه وقت طويل جدا لم يعترف ولم يتناول وطلب مني القيام بزيارته للصلاة له وافتقاده واخد اعترافه ولبيت علي الفور الدعوه بصحبة صديقه الذي ابلغني بها وبعد اتمام الزيارده والاعتراف واتفقنا علي ان يذهب الي الكنيسة في اقرب فرصه وما ان هممنا بالانصراف حتي طلب مني ان اصلي دائما لاجله ولاجل اولاده ثم استطرد قائلا اياك يا ابونا تصلي وتقول ربنا ياخد بايدك فقط زي كل الناس ما بتقول فقلت له امال اصلي اقول ايه فقال لي تقول لربنا ياخد بايدي ورجلي - يقصد طبعا يتمم شفاء رجله المكسورة - وراح الحاضرون يضحكون ولاسيما من مريض روحة المعنوية مرتفعه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010