الحب
===========
تعتبر كلمة الحب، من أعظم الكلمات التي تسمعها الأذن، ويشعر بها القلب. ويرجع ذلك إلى التركيب النفسي والعاطفي الذي خلقه الله في الإنسان، فكل إنسان بحاجة لأن يكون محبوباً وبنفس الصورة هو بحاجة أن يحب.
وحينما يشعر الإنسان أنه محبوب فإنه يشعر بالقيمة الذاتية، والأهمية الشخصية، والقبول من الآخر، وجميعها قيم داخلية يحتاج كل إنسان أن يشعر بها.
ودائماً ما يبحث الإنسان عن الحب وسط أهله وأصدقائه و أقاربه وزملائه. ومن المعروف أنه كلما حصل الطفل الصغير على مزيداً من الحب - بطريقة سليمة خالية من التدليل الزائد - داخل نطاق الأسرة فإنه يكون أكثر اتزاناً في حياته التالية، فسيكولوجية الإنسان تقول أن أكثر الناس بحثاً عن الحب هم من لم يحصلوا عليه. وقد يتسبب هذا في الكثير من المشكلات النفسية والعاطفية التي تؤدي إلى القلق والتوتر، والسعي الخاطئ نحو ما يظنه الشخص حباً، ومحاولة جذب الانتباه التي تصل في بعض الحالات الخطيرة إلى محاولة الانتحار.
ولذا فإنه من المهم جداً أن يشعر الشاب داخل أسرته وكنيسته بالحب من الجميع، وأن لا يكون هذا الحب مكافأة على السلوك الطيب للشاب، فالشاب يحتاج أن يكون محبوباً في أوقات الضعف والسقوط أكثر من أوقات القوة والانتصار.
ومن الجميل أن تشعر أنه يوجد من يحبك في كل ظروف حياتك ومهما كانت حالتك الروحية أو النفسية أو الاقتصادية، ســواء كنت قائماً أو ساقطاً فالرب يحبك ويريد أن يشددك و يقيمك. يريد أن يقدم لك جميع حاجاتك الجسدية والنفسية والفكرية والروحية ، وفي محبته لك لن تشعر بأنك محروماً من الحب.
لقد أعطانا السيد المسيح هذه المحبة كما يقول الرسول بولس في رسالته إلى رومية:" لان المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعيّن لأجل الفجار. فانه بالجهد يموت أحد لأجل بار. ربما لأجل الصالح يجسر أحد أيضاً أن يموت. ولكن الله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. فبالأولى كثيرا ونحن متبرّرون الآن بدمه نخلص به من الغضب. لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته." (رومية 5 : 6-10).
ويقول القديس يوحنا:" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يوحنا 3 : 16) ، "لأنه ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15 : 13).
ثق أيها الشاب أن الله يخاطبك في كل لحظة كما خاطب دانيال النبي في القديم قائلاً ً: "لأنك أنت محبوب" (دانيال 9 : 23).
و الآن وقد علمت أنك محبوب جداً من الله فإنك تستطيع أن تقدم بعضاً من هذا الحب للمحيطين بك كما يخبرنا القديس يوحنا: "أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله" (1 يو 4 : 7).
وهذه هي حاجتك الثانية في هذا الموضوع، أن تحب. فحينما تحب تشعر أكثر بأنك شخصاً ناضجاً قادراً على العطاء. ولكن ولكي يكون كلامنا محدداً وواضحاً ينبغي أن نعلم ما هو الحب؟
توجد باللغة اليونانية ثلاث كلمات مختلفة تدل على كلمة الحب التي نقوم باستعمالها، وتمثل ثلاث مستويات:
1. حب على المستوى الجسدي ، وهو ما يعرف بالحب الاستهلاكي أي محاولة إشباع الجسد على حساب الآخر، وهو ما يعرف بالشهوة الجسدية الشديدة ويسمى باليونانية erwv " إيروس" ومنه أخذت الكلمة الإنجليزية Erotic التي تعني شخصاً شهوانياً. ولم ترد هذه الكلمة مطلقاً في العهد الجديد رغم شيوع استخدامها بين اليونان في وقت كتابته. فلم يهتم الكتاب بها ، ولم يحسب لها حساباً، فهي ابعد ما تكـــون عن الحب الذي يطالبنا الله به ، أو الحب الذي نرضى به لأنفسنا أو لمحبوبنا.
2. حب على مستوى المشاعر والأحاسيس، ويشمل أحاسيس الصداقة النبيلة، والعطف والترحيب المتبادل ويسمى باليونانية filew "فيليو" ، وهو أرقى كثيراً من النوع السابق.
3. حب الأغابي agaph وهو أعمق أنواع الحب وأعلاها وأكملها، ويرتبط بالإرادة والاتجاه والثبات فهو لا يتغير بتغير الظروف المحيطة، هو حب لا ينتظر المقابل، هو حب الله لكنيسته ، حب الله لك ولكل واحد، هو الحب المطلوب بين الزوج وزوجته ، بين الآباء وأولادهم، بيننا وبين إلهنا.
الحب الباذل هو أن أعطي نفسي بالكلية للآخر دون انتظار المقابل عن هذا الحب، الحب الحقيقي هو ما تحدث الرسول بولس عنه في رسالة كورنثوس:" المحبة تتأنى وترفق.المحبة لا تحسد.المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء.المحبة لا تسقط أبدا".
(1كو 13: 4-8)
والآن هل اكتشفت بنفسك أن الحب الذي نراه على شاشات التليفزيون أو السينما في أغلب الأحوال ليس حباً حقيقياً، وأن كل حب لا يهتم بالآخر ولا يهدف إلى مصلحة الآخر، ولا يراعي شعور الآخر أو سمعة الآخر أو نجاح الآخر هو في الحقيقة ليس حباً.
ونعود لنجيب عن السؤال: كيف اقدم الحب للآخرين؟
وللإجابة على هذا السؤال أقول لك أنه ينبغي أن تكون فالانتينو Valentine (وهو الاسم الذي يطلقه البعض دون وعي على المحبين).
ولكن، هل تعرف من هو فالانتينو الذي تسمع عنه كثيراً، ويتردد اسمه مرتبطاً بالحب وعيد الحب؟
فالانتينو هو الأسقف فالانتين Bishop Valentine (ويوجد قديس آخر من الأتقياء يدعى بنفس الاسم وينسب إليه البعض العيد أيضاً) من أساقفة روما وقد استشهد من أجل الإيمان بالمسيح في عهد الإمبراطور كلوديوس الثاني يوم 14 فبراير سنة 270 ميلادية. وقد اشتهر هذا الأسقف بمحبته لجميع الناس، كما اشتهر بما قدمه من أعمال الشفقة والرحمة حتى أصبح رمزاً نابضاً للحب ، في حبه لإلهه الذي استشهد من أجل الإيمان به، وفي حبه لشعبه وأخوته بما قدم من أجلهم . وحينما أراد جيلاسيس Gelasius بابا روما سنة 496م أن يصنع عيداً للحب وجد أن هذا الأسقف يمثل الحب المسيحي الصادق فحدد يوم استشهاده ليكون عيدا للحب.
وما زال معمولاً بهذا العيد حتى الآن، ولكنه تحول كثيراً عن الهدف المرجو منه ، وأصبح اسم فالانتينو - للأسف - مرتبطاً كثيراً بالمعنى الاستهلاكي للحب.
والآن هل نتعرف معاً على بعض المجالات التي نستطيع من خلالها أن نقدم الحب للآخرين متمثلين بذلك الشهيد الذي شهد بحياته من أجل محبته في الملك المسيح.
1. كن فالانتين، وقدم حبك في خدمة إلهك الذي مات من أجلك على عود الصليب وقام من أجلك. وفي هذا لا تحسب حساب للنفقة ، ولا تنتظر مقابل لحبك. ولكن لا تخف فهو يعطيك مائة ضعف في هذا الدهر ، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية (مرقس 10 : 30).
2. كن فالانتين، وقدم حبك لكنيستك بكل عقائدها وطقوسها وخدماتها و آبائها وشعبها. احرص على خدمتها دون انتظار مقابل لهذا الحب.
3. كن فالانتين، وقدم حبك لأسرتك ، الكبير والصغير، قدم الحب لكل من هو بحاجة إليه، احرص على عمل كل ما يفرح قلوبهم دون انتظار مقابل لهذا الحب.
4. كن فالانتين، وقدم حبك لمجتمعك الذي تعيش فيه ، احرص على دراستك ، تفوق ، كن عضوا صالحاً في مجتمعك، قدم الحب للجميع حتى الذين يسيئون إليك، ولا تنتظر شيئاً في مقابـل هذا الحب.
5. كن فالانتين، وقدم حبك لكل محتاج للحب ، حباً نقياً صادقاً يصل بك ومن تحب إلى قلب الله الذي أحب الجميع ، قدم حبك في خدمة المحتاجين ، المعوزين، المرضى. قدم حبك للحزانى والمتألمين والمتضايقين. ولا تنتظر شيئاً في مقابل هذا الحب.
ويبقى العديد من المجالات التي يستطيع الإنسان أن يقدم الحب من خلالها ، ولعل أحد أهم هذه المجالات هو تقديم الحب للزوجة أو الزوج من خلال سر الزواج المسيحي المقدس وذلك في الوقت المناسب الذي يحدده الله لك، فلا تنشغل بذلك كثيراً الآن ، واعلم أن لكل شئ تحت السماء وقت، فاهتم اليوم بدراستك، وحقق أهدافك، وعش حياة الحب والعطاء من الآن لتتمكن في المستقبل من إشباع بيتك وأولادك بهذا الحب المستمد من محبة الله لك.
سلام ونعمة
شكرا الموضوع حلو جدا وربنا يعوض خدمتكم
صلوا لاجل ضعفى `17`
هذا هو الحب
حدثت هذة الواقعة مع نيافة الانبا بيمن اسقف ملوى الاسبق ويحكيها بنفسة ...حدث ان اتاة شاب فى ثانوى وحدثة قائلا|
-انت تقول ياسيدنا انة لايوجد حب حقيقى فة سن ثانوى واعدادى ولكنى غير مقتنع لانى فى الحقيقة احب <فلانة>الطالبة فى الاعدادية حبا حقيقا ملائكيا سماويا طاهرا روحانيا...نازلاعلينا من السماء ..واريد بالفعل ان اتزوجها ..فهل هذة خطية؟
أجابة الانبا بيمن قائلا|
-سافترض ان كلامك صحيح .اسمح لى فقط ان اسالك سؤالا واجبنى بصراحة.
-تفضل ياسيدنا.
-إذا حدث لهذة الاخت خلل فى هرمونات جسمها ..فبدأ شعرها يتساقط وشكلها يتغير وجسمها ووجهها يمتلئان بالبثور الصديدية ذات الرائحة الكرية ...فهل تقبل ان تتزوجها ؟
-أعوذ باللة ..وهذة من يطيقها..؟
-كلام جميل ..لنفترض أن أختك <وكان لة اخت فى مثل سن البنت الاخرى >قد أصابها نفس الخلل فى الهرمونات وبدأت تعانى نفس التشوهات ..مذا تفعل ؟
-أهتم بها طبعا لكى تدخل أفضل مستشفى وإذا كان والدى سيعجز عن الانفاق على علاجها سأترك المدرسة وأعمل فى أى عمل حتى أوفر لها مصاريف العلاج والدواء...
-أجابة الانبا بيمن |
-هذا هو الحب ..فالاخت الاولى كنت لاتحبها لالذاتها بل لإرضاء شهواتك وهذا ليس حبا ...أما أختك فأنت تحبها لشخصها ومستعد أن تعطيها وتبذل من أجلها ..الأولى كنت تريدها كشىء تستهلكة وتتمتع بة وتأخذ منة لذتك وهذة هى الأنانية بيعينها ....أما أختك فأنت تحبها بالحقيقة ...لعلك الان فهمت معنى الحب واستنار لك الطريق.
وأخيرا يا اخواتى لعلنا قد فهمنا معنى الحب القائم على الشهوة والحب الحقيقى ..الذى هو أعمق هدف من الغريزة الجنسية .
صلوا لاجل ضغفى `17`
صحيح الحب لا يتغير بتغير المحبوب
( ( ( عطــــاء مجـــانــــى ) ) )
+ هناك مصدر واحد للحب
+ هناك مصدر واحد للجمال
+ المشكلة فى ادراكنا الذى لا يرى جيدا
سلام المسيح ليكم..
هذا هو نشيد المحبة: 1كورنثوس 13
المحبة تتانى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر. ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شئ,وتصدق كل شئ وترجو كل شئ وتصبر على كل شئ. المحبة لا تسقط ابدا.
1يوحنا 4
لا خوف في المحبة الكاملة, بل المحبة الكاملة تطرح الخوف الى خارج لا ن الخوف له عذاب.
ولنا هذه الوصية منه: ان من يحب الله يحب اخاه ايضا.
وقصد ر بنا بالاخ هنا اب ام اخ اخت حبيب جار صديق غريب.. فالمحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء دي بتيجي من الله الي هو حبنا اولا.
الحب القائم على الشهوة باطل.
الجامعةاصحاح 11 و 12 بيقول: ايها الشاب انزع الغم من قلبك وابعد الشر عن لحمك لان الحداثة والشباب باطلان. فاذكر خالقك في ايام شبابك, قبل ان تاتي ايام الشر او تجئ السنين اذ تقول: ليس لي فيها سرور.......الشهوة تبطل لان الانسان ذاهب الى بيته الابدي....باطل الاباطيل قال الجامعة: الكل باطل.
كولوسي 3:14
الله محبة.. البسوا المحبة التي هي رباط الكمال.
`17`
Let us pray to the father in heaven and ask him to dwell his love in us deeply and walk in his way all days.
فاقد الشيئ لايعطيه
ده مبدا اساسى فى الحياة
ليس صالح ولا واحد
لكن المسيح قال كونو صالحين وقال شركاء الطبيعة الالهية
اذا لن اعرف ان اكون صالح او يكون فيى محبة
اذا اذا كان السيد المسيح والروح القدس بداخلى
ان لم يعطينى الله القدرة على الحب
فلا معنى ان نقول لايوجد حب
لكن لنقول اننا ابتعدنا عن الله
ايها الاحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله و كل من يحب فقد ولد من الله و يعرف الله (1يو 4 : 7)
فانكار وجود الحب هو انكار وجود الله
ثانيا : قيل انتم نور العالم
فاسعى انا الى ان يكون فيي محبة
لكي لأضيء العالم واملح الارض
قال السيد المسيح له كل المجد: بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي: ان كان لكم حب بعضا لبعض. انجيل القديس يوحنا 13:35
كيف يكون الحب؟
قصة قصيرة
أن تعلقنا وحبنا للأشياء يترك في ذاكرتنا مشاعر حب لا تُنسى. تلك المشاعر لا تنتهي بانتهاء الحدث، وإنما تسير معنا عبر الزمن لتستقر في وجداننا إلى الأبد. فأذكر في طفولتي اقتراب العيد، وقيام أبي بشراء خروف للعيد. كنت أقدم له الطعام كل صباح، ألعب معه وأصادقه بل وأعطيه اسماً. أتذكر كيف كنا نهرول بعد انتهاء اليوم الدراسي لنصطحب هذا الخروف ونصعد به إلى الهضبة العالية خارج قريتنا، والتي كانوا يطلقون عليها رأس الجبل، كنت وأقراني نتسابق معاً في سرعة الصعود إلى تلك الهضبة، والهبوط منها، مصطحبين معنا في كل مرة الخروف، مما كان يُصعب المهمـــة علينا، وبخـــــاصة إذا زاد عناده أو رفضه للصعود.
أما الفوز بالسباق فقد كان شرفاً عظيماً لمن يناله. وهكذا كانت تمر الأيام بين انتصار وهزيمة، بين عناد وطواعية من الخروف، إلى أن يحين وقت الذبح، فيشعر هو بأن أجله قريب ونبكي نحن وننتحب على فراقه.
هكذا كانت بعض أيام صباي، التي إن نسيت بعضها فلن أنسى مطلقاً ذلك اليوم الذي فيه لم يأتني النوم، كنت فخوراً جداً لأنني فيه تغلبت على أقراني وأعتليت قمة رأس الجبل فــي زمــن قيــاسي. ولكــن اليــوم بــدون خــروف. لذا فكـــــرت أن احتــفـــــل بانتـــصاري وحــدي، وقررت أن أتسلل من باب الدار، وأذهب لأعتلي قمة الجبل كملك متوج، شعوره بالفخر والانتصار، لا يضاهيه أي شعور آخر.
كان ظلام الليل حالكاً، وكان إصراري يدفعني بكل قوة للسير إلى قمة هذا التل، كنت خائفاً ولكن نشوة الجلوس على قمة التل كانت أقوى من خوفـي، وتقدمت وهاجمني الخوف ثانية، من صوت نباح غريب على أذني؛ فهو ليس نباح كلاب قريتنا الذي أعرفه جيداً. ولـكـنـي تـقـدمـت أكـثـر وأكثـر حتـى وصلــت، ولـمسـت بأصـابعـــي الصغيرة قمة التل. وجلست وسرعان ما هاجمني الخــوف ثانية، وبــدأ النباح يعلو ويقترب ويصبح أكثر وضوحاً وقوة إلى أذني، وفي نفس الوقت رأيت كمــا لــو كــان هنــاك شبح في الظلام يتحرك نحوي ويلــوح بيده ويصرخ ولا أفهم كلماته، وأخذ يـقـتــرب مــنــي أكــثر، وفي نفس اللحظة، يقترب صوت النباح كما لو كان هناك سباق بينهما نحوي. فبدا الشبح كشخص يركض نحوي بسرعة مذهلة، وفي نفس اللحظة تنبهت لنوع هذا النباح، إنه قد يكون صوت ذئب، كما كان يروي لنا أبي عن الذئب وخطفه للخراف التي في الحظيرة. تسمرت قدماي وبدأ الصوت القادم أيضاً أكثر وضوحاً ويصرخ: «يا ولدي لماذا خرجت في الظلام؟.. لماذا تركت البيت؟.. لاتخف.. أنا قادم لك». ولكن الفزع من ارتفاع واقتراب صوت نباح الذئب، أذاب قلبي رعباً، ولم أستطع الحراك، وكــان القــادم الــذي يركض نحوي هو أبي، ولكن الذئب كان أسرع فانقض على قدمي الصغيرتين، وبعد ثانية واحدة هجم أبي بكلتا يديــه على الذئب ليخلصـني مــن بين فكيه، وكان صراع مرير؛ لقد تركني الذئب، ولكنه بدأ في صراع مع أبـــي، وجرح جسد أبي، ورأيت الـــدم نازفاً منه، وكان يصرخ بأعلى صوته: «اهرب يا ولدي.. اهرب لحيــاتك.. فأنا بمكانك في أعلى التل». بكيـت وأغمضـت عينـــي، وصـرخ أبي صرخة شديدة، صمت نباح الذئب بعدها وسمعت أنفاس أبي، وقال لي بـصـوت خافــت: «لا تخــف يا بني.. لقــد صرعت الذئـب.. لاتخف يا ولدي».
وهرعت إليه مرتمياً في حضنه أتلمس وجهه، وكــان ملطخاً بالدمـــاء، وقلت: «آسف يا أبــي.. فأنا السبب في ذلك.. سامحني». وكانت كلماته أقوى شيء فـي حياتــي، ربت علــى كتفــي وقــال لي: «لاتخف يا ولدي.. فأنا فداء لك». ثم ملأ الكون السكون من حولي، وصمت أبي ونكس رأسه، وأغمض عينيه وأسلم الروح. وصرخت: «سامحني يا أبي.. فأنا السبب في موتك بجهلي.. بخــروجي بعيداً عنك.. ولكن حبك أنقذني، واليوم حبك علمني كيف يكون الحب بفدائك.. وموتك عني.. فسامحني».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.