عيد العنصرة

باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى هذا الصباح المبارك بعيد عظيم من أعز أعيادها وهو عيد العنصرة أو عيد حلول الروح القدس، وهذا العيد هو أحد الأعياد السيدية الكبرى الخاصة بالسيد المسيح وهى : عيد البشارة ، عيد الميلاد المجيد ، عيد الغطاس، عيد دخول السيد المسيح أورشليم ، عيد القيامة عيد الصعود ثم عيد حلول الروح القدس .

ويقع عيد حلول الروح القدس في نهاية فترة الخماسين المقدسة أي بعد خمسين يوماً من عيد القيامة المجيد ، وهذا العيد له جذور في العهد القديم فكان يسمى عيد الأسابيع أو عيد الخمسين لأنه كان يأتي بعد خمسين يوماً من عيد الباكورة وكان يشير إلى حلول الروح القدس الذي يؤلف الخليقة كلها ليكون منها جسد المسيح الواحد أي الكنيسة المقدسة كقول الوحي الإلهي : " الذي جعل الاثنين واحداً ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة " (أف14:2) .

وكما هو مكتوب في فصل الإبركسيس لهذا اليوم " ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة فصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا" ( أع 2 : 1 ) .

وكما امتلأ رسل المسيح بالروح القدس هكذا نحن كلنا مدعوون للامتلاء بالروح القدس على لسان معلمنا بولس الرسول القائل " لا تسكروا بالخمر الذى فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح " ( أف 8:5 ).

والامتلاء بالروح القدس كما يقول القديس باسيليوس : هو أن يعلن الروح القدس ذاته فينا ويؤكد حضوره فى داخلنا بعمله القوى الظاهر فى حياتنا،كما يقول أيضاً أن الروح القدس يعطى للإنسان علي قدر استعداد الإنسان ، فهو لا يكف عن العطاء ما دام الإنسان يفتح قلبه ويتجاوب معه ، ومنذ حل الروح القدس علي الرسل وهو يعمل في الكنيسة من خلال أسرارها السبعة المعروفة وهي : المعمودية، الميرون، الاعتراف، التناول، مسحة المرضي ، الزواج ، الكهنوت، فيحل ويملأ ويبارك كل من يمارس هذه الأسرار المقدسة .

والامتلاء بالروح القدس يأتي أيضاً عن طريق الإيمان الصادق والعبادة الحارة من أصوام وصلوات وتسابيح مع ممارسة وسائط النعمة الأخرى المتعددة. وإذا امتلأ الإنسان من الروح القدس يصبح إنساناً روحانياً ليسلك بالروح فلا يكمل شهوات الجسد فيعطي للروح القدس الساكن فيه فرصة أن يعمل فيه بقوة فيعطيه شجاعة في الحق وتعزية فى الضيقات وتقديساً وتطهيراً للحياة كلها كقول الرسول بولس : " لقد اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا " (1كو11:6) ، الروح القدس أيضا يرشد ويعلم ويذكر كقول الرب يسوع " وأما متي جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلي جميع الحق.ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو26:14) ، كذلك قال الرب بفمه الطاهر: " أما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو14:13:16)، وحينما يعمل الروح القدس في نفس الإنسان تنمو وتزدهر وتأتي بثمار حلوة روحانية كثيرة كما قال معلمنا بولس الرسول في رسالته إلي كنيسة غلاطيه : " وأما ثمر الروح فهو محبة .فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، ايمان ، وداعة ، تعفف .

بركة هذا العيد فلتكن معنا آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010