المسيحية ترفض العنف ... الأنبا موسي أسقف الشباب




المسيحية ترفض العنف ... الأنبا موسي أسقف الشباب
--------------------------------------------------------------


لا شك أن العنف غريب عن المسيحية تماماً وإذا كان التاريخ يحمل إلينا بعض الحروب التي اتخذت من الصليب شعاراً لها كحروب الفرنجة التي تدعي بالخطأ الحروب الصليبية والصليب منها براءة فهذه الحروب لا تمت المسيحية الأصلية بأية صلة . فالمسيحية دين سلام ومحبة ولا تقبل العنف وليس لها أي مغنم أرضي أو طموح دنيوي والحمد لله ان أقباط مصر وقفوا ضد هؤلاء الغزاة حتي تركوا بلادنا ومنطقتنا .

سيف الكلة :

إن السيف الوحيد الذي تؤمن بة المسيحي هو سيف الكلمة .

يقول معلمنا بولس " لآن كلمة الله حية وفعالة وامضي من كل سيف ذي حدين , وخارقة إلي مفرق النفس والروح " + عب 4:12+ .

" ليس بالخبز وحدة يحيا الأنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " + مت 4:4+

" يا أبني اصغ إلي كلامي أمل أذنك إلي أقوالي . هي حياة للذين يجدونها " + أم 20:4,21+

ويقول القديس يوحنا حينما رأي السيد المسيح في سفر الرؤية " سيف ماضً ذو حدين يخرج من فمه " + رؤ16:1+

" لأن الرب يعطي حكمة من فمه المعروفة والفهم " + أم 6:2 +

وقد قال السيد المسيح عن النيقولاويين والأشرار " أحاربهم بسيف فمي " +رؤ 16:2 + ويوصينا الرسول بولس قائلاً " خذوا خوذة الخلاص وسيف الروح , الذي هو كلمة الله " + أف 17:6+ .

ومن هنا نفهم أن كلمات السيد المسيح لتلاميذه الأطهار " لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً علي الأرض , ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً , فإني جئت لأفرق اٌنسان ضد أبيه , والأبنة ضد أمها , والكنة ضد حماتها ... من أحب أباً أو أماً أكثر من فلا يستحقني " + مت 34:1-37+ .

وواضح هنا أن السبب هو كلمة الله والإيمان بالسيد المسيح , حينما يدخل إلي بيت وثني , فيقبل الإبن ا

لإيمان دون أبية , ويحدث الإنقسام في البيت وهو إنقسام لابد من حدوثة بسبب الإيمان ولكن الرب حفاظاً علي الأسرة أوصي بأن يظل الزواج قائماً والأسرة متماسكة قائلاً علي فم بولس الرسول :

" إن الرجل غير المؤمن مقدس في المرأة المؤمنة .." + 1كو 14:7 +

وهذا بالطبع لا يعني ظان الزواج بطرف غير مؤمن مشروع في المسيحية حالياً كما يظن البعض وهناك وصية قاطعة تقول " لا شركة للمؤمن مع غير المؤمن " + 2كو 15:6 + .

هنا سيفان :

وفي أحداث الصليب قال المسيح لتلاميذه " الأن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك ومن ليس له فليبيع ثوبة ويشتري سيفاً , لأني أقول أنه ينبغي أن يتم فيّ أيضاًً هذا المكتوب : وأحصيّ مع الأثمة ... فقالوا له : هوذا يارب هنا سيفان , فقال لهم يكفي " + لو 36:22-38+ .

وواضح أن الرب كان يحدثهم عن سيف الكلمة وقوة الإيمان حتي يستطيعوا أ، يواجهوا أحداث الصليب , ولذلك أورد لهم أيات من العهد القديم – كلمة الله – تشرح لهم ضرورة أن يصلب السيد المسيح لفداء البشر .... ولكنهم – لأنهم لم يكونوا قد أخذوا الروح القدس بعد – فهموا الكلام حرفياً وقالوا : هنا سيفان فقال يسوع يكفي !!

أي لا داعي للمزيد من الكلام فأنتم لم تفهموني " متي حل عليكم الروح القدس فهو يعلمكم ويرشدكم " + أع 8:1+ . والدليل علي ذلك أنة حينما أستا بطرس سيفة – ساعة القبض علي يسوع –وضرب أذن عبد رئيس الكهنة فقطعها , قال الرب يسوع له " أجعل سيفك في غمده , الكأس التي أعطاني الآب , الا أشربها ... الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون " + يو 10:18,11-مت52:26+ .

ومع أن الرب كلن يستطيع أن يبيد أعدائة بقوة لاهوته ويسحقهم بجيوش من الملائكة " أتظن أني لا أستطيع أ، أطلب من أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة " + مت 53:26+ , إلا أنه رفض ذلك , لأن المسيحية ضد العنف , ولأنة جاء من أجل هذه الساعة , ساعة الفداء " من أجل هذا أتيت إلي هذه الساعة " + يو 27:12+ ,, " من أجل السرور الموضوع أمامة أحتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله " + أع 2:12+ .

المسيحية والحب :

بالعكس من ذلك فالمسيحية تنادي بالحب وتطلب من أبنائها أن ينشروا الحب في العالم " أحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم " + يو 12:15+ ,, " هذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضاً لبعض " + يو 35:13+ ولعل قمة الكمال المسيحي لا تكمن في " من لطمك علي خدك الأيمن فحول له الأخر أيضاً "+ مت 39:5+ , أي الغفران وكسر حلقة العنف والشر بدلاً من إشعالها وإضرامها , ولكنها تكمن في المحبة الإيجابية للأعداء " أحبوا أعدائكم , باركوا لاعنيكم , احسنوا إلي مبغضيكم , صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناءأبيكم الذي في السموات " + مت 44:5,45+ ,,, " لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق " + 1يو 18:3+ ,, " ..... ولكن أعظمهم المحبة " +1كو13:13+ جوهر المسيحية هو الحب , والمحبة لا تسقط أبداً " المحبة تحتمل كل شئ وتصدق كل شئ وترجوا كل شئ وتصبر علي كل شئ " + 1كو 7:13+ .



الرب معكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010