كيف أميّز صوت الله ؟

--------------------------------------------------------------------------------

1. الشروط
• القلب التائب : "أن راعيت إثماً فى قلبى لا يستمع لى الرب" (مز 18:66).
• الأذن المفتوحة (الطاعة) : "السيد الرب فتح لى أذناً وأنا لم أعاند" (أش 5:50).
• الإيمان البسيط : "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله" (رو 28:8).
2. الوسائل
• الصـــــــــلاة : "اسألــــــوا تعطـــوا. اطلبــــوا تجــــــــــدوا. اقرعــــــــوا يفتــــــح لكـــــــم" (مت 7:7).
• الكتاب المقدس : "سراج لرجلى كلامـك ونور لسبيلى" (مز 119).
الصلاة والكتاب المقدس والأسـرار المقدسة تعطى العقل إستنارة، وإستنارة العقل تساعدنا على تمييز صوت الله.
• المشيـــــــــــــــــــــــــــرون : إستشـارة أب الإعتـراف، والخـدام المستنيريـن بالروح القدس. "لأنك بالتدابير تعمل حربك والخلاص بكثرة المشيرين" (أم 6:24).
3. العلامات
• السلام الداخلى الشامل (لك وللمشيرين والأسرة).
• الأبواب المفتوحة "المسيح يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح" (رؤ 7:3).
• صوت الروح القدس فى القلب وسماته المميزة فهو :
هادئ ووديع.
مريح ومصدر سلام.
موافق للكتاب المقدس

ليس كل صوت من الله فيقول الكتاب المقدس "لا تصدقوا كل روح، بل إمتحنوا الأرواح هل هى من الله" (1 يو 4 : 1). و يقول الحكيم فى سفر الأمثال "ألعل الحكمة لا تنادي والفهم ألا يعطي صوته؟!" (أم 8 : 1). وهذا يعنى أن صوت الله مسموع، و سهل تمييزه. و الانجيل يعلمنا قائلا "ومتى اخرج خرافه الخاصة يذهب امامها والخراف تتبعه لانها تعرف صوته " (يو 10 : 4). بمعنى أن الخراف تتبع راعيها لأنها تعرف و تميز صوته. و يقول بولس الرسول لذلك كما يقول الروح القدس اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم" (عب 3 : 7-. و(إن) هنا شرطية, بمعنى إن الله إشترط عدم قساوة القلب فى حالة ما إذا سمعنا صوته. و لكن ما الذى يعلمنا إن هذا صوت الله؟! يوجد طرق كثيرة لسماع صوت الله و لكن "من له اذن فليسمع" (رؤ 2). و صوت الله يأتى بطرق كثيرة، و لكنه يحتاج لأدن حساسة تستطيع أن تميزه. فالساعاتى يمتلك أذن حساسة يعرف بها عطل الساعة حتى فى وسط الضوضاء و الصخب، و الباحثين فى الطبيعة يميزون صوت طائر مميز من بين عشرات أصوات الطيور وا لحيوانات. و لكن هؤلاء لم يحصلوا على هذه المهارة بسهولة، و لكنهم دربوا آذانهم على هذه الأصوات. و بعد سنين كثيرة صاروا محترفين. لهذا فالسماع لصوت الله يحتاج تدريب و كذلك عشرة مع الله حتى تألف صوته فيصير مميزا لديك. و لكن هناك بعض العوامل المساعدة لتمييز صوت الله مثل:

(1) صوت الله لن يدعوك إلى إرتكاب معصية. فالله قدوس و يدعونا جميعاً للقداسة. و لا يمكن أن يدعوك صوت الله لمخالفة وصاياه بأى شكل من الأشكال.
(2) صوت الله قد يأتيك من حيث لا تتوقع مثل صوت المرأة التى نزلت لتستحم أمام الأنبا أنطونيوس ، فتعلم منها و ذهب إلى البرية الجوانية. و صوت المرأة الخاطئة لمار إفرام السريانى و التى عاش من بعدها ينظر للأرض.
(3) كما أن صوت الله قد يأتى من الموت لشخص عزيز أو عظيم كما حدث مع الأنبا بولا فترك الخصومة و الارث مع أخيه بعدما شاهد جنازة رجل عظيم، و صار أول المتوحدين.
(4) كما أن صوت الله قد يأتى من ديانات أخرى كأن يريك الله إلتزام المسلم بصلاته و صومه، فيكون لك عظة و قدوة فى حياتك الروحية.
(5) و قد يأتيك صوت الله من صديق، زميل، الأسرة، الأقارب.
(6) كما قد يرسله لك الله على لسان أب إعترافك، و لكن عليك بطاعته إذ يقول الكتاب المقدس "طريق الجاهل مستقيم في عينيه . اما سامع المشورة فهو حكيم" (أم 12 : 15).

و إحساسك الشخصى بالراحة من قرار أو فكرة أو إنطباع شخصى عن موضوع معين لا يعنى أن فيه صوت الله إذ يقول لنا الكتاب المقدس "توجد طريق تظهر للانسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت" (أم 14 : 12)، و كذلك يقول أيضا "تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله" (يو 16 : 2). أى أن هؤلاء من يقتلون المؤمنين يظنون أن هذا هو صوت إلههم فيسمعونه و يقتلوننا، و أيضاً قد تكون مرتاح لموضوع ما و لكن عاقبته سيئة. لذا يجب حتى يرسل لك الله صوته أن تصلى طالباً المعونة و المشورة و الحكمة من الله حتى يفتح لك أذنك فتستطيع أن تسمع صوته. صدقنى إن الله يرسل لنا صوته و نحن نسد آذاننا عنه. فقد يكون الانسان محتارا فى كيفية إختيار شريكة لحياته، و يرسل له الله فتاة بها كل المواصفات الحسنة، و لكنه لا يبصرها لأنه منهمك فى أشياء أخرى. أو يكون إنسان خاطب فتاة لا تتاوفق معه، و كثيرون يقولون له ذلك، و أفعالها توضح ذلك أيضاً، و لكنه يعند مع الجميع و لا ينصت و يستمر فى الخطوبة بل و الزواج أيضاً. ثم تأتى ساعة يتمنى فيها أن يفترق عنها، و يبدأ بصب جام غضبه على الكنيسة التى منعت الطلاق إلا لعلة الزنا. و كأن الكنيسة هى السبب فى سوء إختياره. أو أن يختار شاب عملا و هو يعلم أن هذا المكان فاسد و لن يقوده سوى للمعثرات، و لكنه يصر و يسد آذانه عن كل نصيحة يرسلها له الله على لسان الآخرين، و تكون النتجية ضياعه فى نهاية الأمر. و الصلاة هى خير معين على سماع صوت الله مع القراءة فى الكتاب المقدس. فالكتاب المقدس يحتوى على صوت الله، و القراءة فيه نوع من التدريب على سماع صوت الله. أما الصلاة فنطلب فيها معونة من رب المجد أن يرسل لنا صوته و يرشدنا لسماعه. و الأنبا مقاريوس الكبير (أبو مقار) ظل محارباً بفكر الدخول للبرية الجوانية لمدة ثلاث سنوات. و لكن بالرغم من أن هذا الأمر صالح إلا إنه صلى لمدة ثلاث سنوات حتى يرشده الله إلى الصالح، و إن كان هذا الفكر من الله أم من الشيطان. عموماً "قلب الانسان يفكر في طريقه والرب يهدي خطوته" (أم 16 : 9)، فلن يتوقف الانسان عن التفكير حيث إنه مخير، و لكن عليه باللجوء لله و الطاعة لمشيئته حتى يهدى الله خطواته للصالح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010