مرحلة مابعد السقوط

خلال تسع سنوات كانت الافكار تحاربه ..........كلما يقوم يسقط .
قلبه مملوء بالاشواق لحياة الطهارة ، لكن سرعان مايرميه الشيطان فى السقوط حتى يأس هذا المجاهد من خلاص نفسه فكان يقول : لقد هلكت ..... ولكن الله اشفق عليه من افكار اليأس هذه
فجاءه الصوت قائلا : ان الشدائد التى لحقت بك فى هذه السنين التسعة هى اكليل لك . لاتكل عن الجهاد .
فلما سمع هذا تقوى بالرجاء .........
هناك نوعان من السقوط ........ سقوط عن استهتار وسقوط عن
ضعف ..........
النوع الاول شرير جدا ويحرم الانسان ذاته من نعمة الله فتتخلى عنه .
اما النوع الثانى الذى هو نتيجة شدة الحرب ، مع ضعف طبيعتنا
بعد مقاومة مستميتة فان الله ينظر لصاحبه باشفاق ويمد له يد المعونة ليقيمه .
وبعد السقوط بنوعيه اياك والياس ان سقطت قم فى الحال واستغل مشاعر الاشمئزاز والندم التى تعقب سقوطك ... استغلها
فى دفعك بقوة فى الاتجاه العكسى ليتم فيك القول : ( لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه ) .
وقد كتب ابونا تادرس يعقوب ملطى :
( ان كان الشيطان لديه هذه المقدرة ان يطرحك ارضا فكم بالاكثر
جدا يكون الله قادرا ان يرفعك ) .. عليك فقط ان تتقدم وتفتح باب
الدخول للجهاد .. وبقدر ماتتاخر فى الخارج سيبدو لك العمل
صعبا ....... اذكر هؤلاء الذين يعثرون بسببك ..... كما انك فى
توبتك لن تنال المكافاة الفورية عن اصلاحك فقط بل عن ما ستقدمه من نصائح لمن يسقط فيتشجع ويقوم لانك مضرب المثل بالنسبة له ..... ان الشيطان يعرف ان الذين ارتكبوا شرورا
كثيرة عندما يبدأون فى التوبة يسلكون بغيرة غظيمة اعظم بقدر شعورهم بثقل خطاياهم ... لهذا يخيفهم ويرعبهم لئلا يبدأون ...
فان ابتدأوا لايمكن صدهم بل يلتهبون كالنار تحت فاعلية التوبة...
هذه هى النقطة التى يستفيد منها الذين سقطوا .. لكن كما قلت :
ان امكنهم ان يبدأوا .فصعوبة العمل وقسوته هى وضع القدم على
البداية على اول خطوة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010