ان لم يبنى الرب البيت


الى كل المقبلين على الزواج `16`
منقول ومع الاخذ فى الاعتبار انه لا توجد فى عقيدتنا مجال للزواج الثانى لكن ارادت وضع القصة فى مقدمة الموضوع حتى نتعلم فقط من اخطاء الاخرين
قد يستطيع كل إنسان أن يتزوج، لكن البيوت السعيدة يبنيها الله!

نشأت الطفلة الصغيرة في بيت عمها، فقد توفى والداها في سنوات عمرها الأولى. وكان العم فقيراً لا يكاد يجد قوت عياله، فلم تتلق الطفلة شيئاً من التعليم - لا هي ولا أبناء العم جميعهم.
ومرت سنوات الطفولة والصبا، وكان لابد أن تتزوج الفتاة من أحد أبناء العم، وكان لابد أيضاً أن يترك الزوجان الصغيران قريتهما، ويهاجران إلى العاصمة طلباً للرزق.
وفي العاصمة الكبيرة استأجر الزوجان حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل القديمة في حي شعبي. وفي الصباح اتجه الزوج الشاب إلى سوق الجملة القريب، حيث عمل حمالاً للبضائع الثقيلة في السوق، أما العروس الطفلة فعملت خادمة في البيوت. ورغم تلك الحياة الخشنة، ظل الزوجان سعيدين في جحرهما الصغير!
واجتهد الرجل في عمله، فهو في الصباح «حمّال»، وفي المساء «بائع يبيع الذرة المشوية» أمام إحدى دور السينما الشعبية!
ثم تداخل بين تجار «الخردة» وتجار قطع الغيار القديمة للسيارات، وتعرف على بعض أسرار المهنة، فاستطاع بذكائه الفطري أن يبدأ في تجارة المهملات والخردة برأس مال محدود. ولم يمض وقت طويل حتى اتسعت تجارته، وأصبح له مخزن ومتجر، وانتقلت الأسرة إلى شقة واسعة. وكانت الأم قد توقفت عن الخدمة في المنازل، وتفرغت لرعاية أطفالها الصغار.
وبعد سنوات من الجهد أصبح الرجل تاجراً معروفاً، يركب سيارة حديثة، ويقيم في «فيلا» فخمة في حي راقٍ، وله أبناء في مدارس خاصة للغات، وخلع جلبابه البلدي ولبس الملابس الأفرنجية!
وتقدم الأطفال في دراستهم، غير أنهم احتاجوا لمدرّسة خاصة تساعدهم في البيت؛ فاستحضر الأب إحدى مدرسات الفصل لتعاون الأطفال في استذكار دروسهم ثلاث مرات أسبوعياً، غير أن المدرّسة الجميلة دخلت الفيلا، ولم تخرج منها، فبعد فترة قصيرة من ترددها على البيت صارت هي الزوجة الثانية!
في محكمة الأحوال الشخصية، حيث وقفت الزوجة الأولى تطلب الطلاق، قالت الزوجة: «لقد وقفت إلى جانبه كل أيام الفقر والذل، وتحملت العيشة الضيقة الخشنة، شجعته في كفاحه، وصنت له البيت، وأنجبت الأبناء، لكنه غدر بي عندما جرى المال بين يديه!».
وقال الزوج: «إنها زوجتي الوفية، وابنة عمي، وهي صادقة في كل ما قالت، وهي شريكتي في كل ما حققته من كسب، فقد تحملت معي قسوة سنين الكفاح، فكانت مثالاً للحب والوفاء، لكنني في مشكلة حقيقية، فزوجتي لم تتطور، ولم تتغير، فهي مازالت الريفية الجاهلة، تفيح منها رائحة الثوم والبصل، بالرغم من وجود «الطباخ والسفرجي» بالفيلا! وهي لا تستخدم قط العطور الباريسية التي أحضرها لها، ولا ترتدي الثياب الحديثة التي أشتريها لها من كبرى بيوت الأزياء.. الخ، وأنا الآن رجل أعمال، بيتي مفتوح للزوار، واحتاج إلى زوجة راقية، كذلك أبناؤنا يحتاجون إلى أم مشرفة، فلم أجد بداً من تعويض هذا النقص!».
وتنتهي وجهتا النظر، قال كل من الزوج والزوجة حيثيات الحكم من وجهة نظرهما، وبرر كل منهما موقفه من الآخر، ورأى كل منهما أنه على حق. فالزوج يرى أنه رجل مثالي مكافح، حقق لأسرته ما لم يحققه الآخرون، وانتشلهم من القاع، وصعد بهم إلى القمة! والزوجة ترى أنها سيدة أمينة مكافحة، قبلت العيش بمره وحلوه، ولم تهمل بيتها يوماً من الأيام، ولا قصرت في واجب من واجبات الزوجة المخلصة!
كان هذا هو الكلام الذي ردده كل منهما علناً في قاعة المحكمة، واستمع له القضاة، فرأوا أن كل من الطرفين على حقٍ فيما قال، فأصلحوا بينهما ليعودا معاً إلى البيت في ظل الظروف الجديدة!
ويبقى بعد ذلك أن نعرف ما قاله كل منهما لنفسه، بعد أن انتهى الدفاع الرسمي، وخلا كل منهما إلى ذاته، يسترجع قصة العمر!
ربما قال الزوج لنفسه: «أخطأت في حق زوجتي الوفية، وتجاهلت ما بذلته في صبر من شبابها وحيويتها، وهي تخدم في المنازل لتشتري لنا الخبز! ولم أعد أرى إلا الجوانب السلبية في حياتها، وأطالبها بما لا طاقة لها به!» وربما قال الزوج لنفسه: «إن ما ادعيته من حرص على مصلحة الأبناء لم يكن هو السبب الحقيقي لزواجي بالمدرسة، فقد كان من الممكن أن استحضر أكثر من مربية، يتناوبن العمل في خدمة الأبناء!». وربما كان الرجل أكثر صراحة فقال لنفسه: «إنني اتخذت الأبناء حجة لتحقيق رغبتي في الزواج بفتاة أصغر!.. الخ».
وربما قالت الزوجة لنفسها: «لقد أخطأت في حق زوجي، فلم أنفتح على الحياة الجديدة التي حاول جاهداً أن يدفعني إليها، كان ينبغي أن أطور عاداتي، وأهتم بمظهري، حتى لا أسيء إليه وأذكره بأيام الفقر!» الخ.
في كثير من الأحيان يستطيع الزوجان أن يبررا مواقفهما أمام الناس، ويستطيع كل زوج وزوجة أن يجدا تعليلاً مقنعاً لكل ما يعملانه، لكن الأهم من ذلك - ماذا يرى كل منهما في ذاته أمام محكمة النفس - أمام ضميره؟

اثنان في واحد
الزواج السعيد هو الذي يجمع اثنين، ويجعلهما واحداً. فإذا تحقق هذا التوحد بين الزوجين، اختفت أسباب الخلاف!
* فإذا توحد الزوجان، أحب كل منهما الآخر، وأسرع إلى إرضائه، فالرجل يحب زوجته وهو عالم أنها بعضٌ منه، والزوجة تطيع زوجها معطية له الكرامة كربٍ للبيت، وهي عالمة أن مصيره مصيرها، وأن ما يفيده يفيدها، وما يضره يضرها.
* إذا توحد الزوجان أحس كل منهما بالطمأنينـــة والسكـــون في رعايـــة الآخر، فلا سيادة ولا تسلط، ولا عصيان ولا تمرد، وليس هناك أمر وقهر، ولا خوف ولا ذل.
* إذا توحد الزوجان، أصبح لهما فكر واحد، فلا جدال ولا مشاحنة، ولا محاكمة للأفكار والنوايا، فكل واحد يقرأ بسهولة ما يدور بفكر الآخر، فيقترب إليه حباً وقناعة!
* إذا توحد الزوجان، توحدت الأهداف، فصار للبيت طريق واضح، ويتعاون الجميع لبلوغ الهدف الواحد، فلا تتبدد الطاقات، ولا يضيع العمر.
* إذا توحد الزوجان تحقق لهما النجاح المشترك، فلا يسبق أحدهما الآخر فينفصل عنه، ولا يتخلف أحدهما عن الآخر، أو يلهث خلفه، فيحس بالغبن أو الضياع.
* إذا توحد الزوجان توحدت ممتلكاتهما، فلا مال للزوج، ولا مقتنيات للزوجة، فكل منهما ملك للآخر، وكل منهما جزء من كيان واحد له كل شيء! في الحاضر والمستقبل.
* إذا توحد الزوجان، هدأت حدة الطباع المختلفة، وأصبحت أكثر ليناً. ووجد كل منهما في طباع شريكه ما يكمل نقائصه، ويفيد رحلتهما المشتركة. فلا يعيّر أحدهما الآخـر ولا يزهـــو أحدهمــا علــى رفيقـــه، ولا يلومه أو يؤنبه أو يضيق به!
* إذا توحد الزوجان هدأت صيغة «الأنا»، وحب الذات، واستطاع كل طرف أن يجد ذاته في الآخر، وأن يجد كرامته في كرامة رفيق العمر، وأن يجد مستقبله في نجاح شريكه المحبوب.
* إذا توحد الزوجان، أصبح من الصعب أن يتسلل إلى قلبيهما فكر عدائي يفرق بينهما، أو يزرع الخصومة في أرضهما الخضراء.
إن السبب الحقيقي الذي يفرق بين زوجين، ليس هو ما نقرأه في صفحات الدعاوي بالمحاكم، وليس هو ما يطلقه الطرفان من ادعاءات ثائرة. السبب الحقيقي للاختلاف بين زوجين هو أنهما استمرا «اثنين» ولم يصيرا «واحداً»!
وكيف لا تتمزق عربة الزواج إذا كانت تقودها قاطرتان تسيران في اتجاهين مختلفين؟!
ما أكثر الدموع، وما أكثر الحكايات الباكية، وما أكثر النفوس المحطمة، والحياة الضائعة، وراء زيجات لم تتوحد فيها النفوس الراضية!

صُنع في السماء!
عزيزي الشاب، وعزيزتي الشابة على أبواب الزواج، هل تريدان نصيحة تنفعكما؟ تأملا فيما يلي: عندما نريد أن نقتني جهازاً ثميناً، فإننا نحرص أن يكون بلد المنشأ معروفاً بصناعته الجيدة. و«الزواج الموفق السعيد»، هو ما يريد كل فتى وفتاة أن يحصلا عليه في بيت المستقبل، لذلك ينبغي أن يكون هذا الزواج، «صناعة مضمونة». فاحرصا أن يكون الزواج الذي يجمعكما من صنع السماء.
الزواج الذي يحمل شعار «صنع في السماء»، لابد أن يحقق السعادة الدائمة، فالسماء تضمن إنتاجها مدى الحياة!
إن مصنع السماء لا يخطئ، فهو يشكل القطع المناسبة، ويجمعها، فتتوافق تماماً، وتصبح قادرة على الأداء الصحيح، وتحقق هدف الله لخير الناس.
قبل أن تفكر في عروس المستقبل، فكر في نفسك كزوج! وقبل أن تفكري في عريس المستقبل فكري في ذاتك كزوجة. فليسأل كل «هو» وكل «هي» ذاته: هل أنا جزء صالح يستخدمه الله في صناعة «زواج موفق»؟ وهل يرى الله أنني أصلح لتأسيس بيت يكون سبب خير للعالم؟
ضع نفسك بين يدي الله، يفحص ما لك من طبـــاع، ومـــا يحملـــه قلبــــك مـــن ميول، وما تصطبغ به إنسانيتك من أنانية وحب للذات.
لتترك ذاتك أولاً بين يدي الله خالقك، يفحص ما أوصلتك إليه طبيعتك البشرية من ضعف وسقوط، ثم دعه يفتش في قلبك، وينير فكرك، ويُصلح ضميرك، ويجعلك إنساناً جديداً، فيسكن في داخلك روح جديد يربطك بالحياة والأبد. حينئذ يأتمنك الله على عروس من ذات نوعك، لتحققا معاً بيتاً سعيداً يسكنه الله!
يستطيع كل إنسان أن يتزوج، لكن البيوت السعيدة يبنيها الله!



يارب!!
أعلم أنك تحب العالم وترعاه،
وتفيض عليه بخيرك وعطاياك.
ولأنك تحب عالمنا،
فإنك لا تشاء أن يمتلئ،
من البيوت الحزينة.
وما أكثر البيوت الحزينة!
الممتلئة من الدموع والألم.
وما أكثر الذين يبيتون على الجمر!
لأننا نصنع بيوتنا -
من خامات رديئة!
لذلك أضع نفسي بين يديك،
فأنت فاحص القلوب،
وأنت العارف بما في الضمير،
وأنت المدرك لضعف طبيعتي،
وأنت العارف بأنانية نفسي،
فكيف تأتمنني كربٍ لبيت،
أو كزوج لعروس،
أو كأب لأبناء!
فأنر قلبي وفكري وضميري،
قوّم طريقي ومسلكي.
واهدني إلى طريقاً أبدياً،
أجد فيه خلاص النفس،
ووضوح الحق،
ووعد الحياة التي لا تفنى.
اجعلني إنساناً روحياً،
يملؤني فيض من روحك.
ويبنى بي بيتاً ثابتاً،
لا تزحزحه الرياح.
من صنع يديك -
يا رب `

موضيعك حلوه كتير جاكلين






صلى لضعفى `17`
الموضوع فوق الممتاز
و الجميل فيه إنك كاتبة عن خبرة يا جاكلين
غير لما واحد مش متجوز يكتب عن الجواز بيبقى كلامه نظرى.
ربنا يديم وحدانية القلب بينك و بين جوزك. `17`

شكرا لتعليقكم وتعبكم فى قرءاة الموضوع الطويل دا

وبجد انا كمان شايفة ان الموضوع واقعى جدا ومش نظرى ودى اهم حاجة لاقتها فى الموضوع ودا عن خبرة زى ما قال الاستاذ حازم
وحقا يستطيع كل انسان ان يتزوج لكن البيوت السعيدة يبنيها الله بنفسه
فيهب الله السعادة والسلام فى بيوتنا لتكون كنائس تشهد له `17`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010