سيرة القديس الناسك المجاهد أبــا هور

باسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد
آمين

سيرة القديس الناسك المجاهد أبــا هور

مقدمة
يقول مار اسحق " شهية جدا أخبار القديسين في مسامع الودعاء كالماء للغروس الجديدة فلتكن مرسومة عندك صورة تدبير الله مع القدماء كالأودية الكريمة للعين الضعيفة واحفظ ذكرهم عندك في كل أوقات النهار وتفكر لتتحكم منهم "

وفي الرسالة إلي العبرانين يقول معلمنا بولس " وماذا أقول أيضا لأنه يعوزني الوقت إن أخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء . الذين بالأيمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا المواعيد سدوا أفواه الأسود أطفأوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا من ضعف صاروا أشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء . أخذت نسائهم أمواتهن بقيامة وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل . وآخرون تجربوا في هزء وجلد ثم في قيود أيضا وحبس . رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروهين مذلين وهم لم يكن العالم مستحقا لهم تآهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض" (1)

وسير القديسين تمجيد لاسم الله الذي يتمجد فيهم وبهم . أليس هو القائل بفمه الألهي لخواصه القديسين " أنتم نور العالم ...... فيروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي السموات" إذا أسلموا ذواتهم وقدموا أجسادهم (2) قربان لله من أجل عظم محبتهم فيه وهذا يدلنا أيضا علي مقدار أمانتهم لله وفي اتكالهم علي قدراته .
فنحن محتاجين إلي سير أخبار القديسين ومعرفة الذين لم ينشر عنهم من قبل تطبيقا للقول الألهي " لا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل علي المنارة فيضئ لجميع الذين في البيت " وأيضا إلي جذب الأنظار إلي ديارات آبائنا القديسين ومعرفة التراث الذي بين أيدينا
فالكنيسة المصرية غنية بقديسيها وشهدائها المكرمين ومجرد التذكير بهم ودياراتهم جليل النفع إذ هم بركة للقارئين والسامعين .

ونظرة إلي الوراء .... إلي الأجيال الأولي للمسيحية , والفكر في كيفية انتشار الدين الجديد بواسطة حفنة من الرجال القلائل , حتى عمت المسيحية العالم أجمع في فترة وجيزة , وغزت القصور والقلوب دون سيف أو رمح .. كل هذا يجعلنا نتسأل نحن أبناء هذا الجيل المسيحيين ما السر في هذا ؟؟؟

( عب 11 :32 - 38
( " لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله " ) 1 كورنثوس 6 : 20


قد أصبح عدد المسيحيين الآن الملايين , ومع ذلك توقفت الكرازة وضعفت البشارة . شخص واحد كالقديس مرقس الرسول كاروزنا استطاع أن يحول مصر والمصريين إلي ديانة المسيح وكذا الخمس المدن الغربية , رغم سيطرة ديانات الفراعنة علي قلوب الناس وعقولهم الذين بلغ عددهم وقتها حوالي الثلاثون مليونا وها نحن وعددنا ملايين ! فما هو تأثيرنا علي ما حولنا ؟... نعتقد أن السر يكمن فينا في مقارنة حياتنا بحياتهم .

تعال بنا نتمتع سويا بقراءة حياة هؤلاء الذين أناروا أمامنا طريق الملكوت متتبعين خطوات الطريق والحق والحياة راجين أن تكون هذه السيرة خير حافز ودافع لنا للعمل سويا لمجد اسمه القدوس . وقد اخترنا لك من سير آباؤنا العديدة سيرة القديس أباهور وأبا فيس , يذكر اسمهما في مجمع تسبحة نصف الليل مجمع القداس الألهي الكبير .وهما آباء القرن الرابع ما بعد عصر الاستشهاد ولكن حياتهما شهادة للمسيح بدون سفك دم لأن المسيحي في كل جيل مطالب بالشهادة والاستشهاد . استشهاد وقت فكلا الحياتان حياة حرب وجهاد إن اختلفا في اللون . فتعال لنعيش سيرة العظيم في القديسين القديس آبا هور البهجورى .

+ بماذا وصفه تلميذه وكاتب سيرته القس تلموس ؟
شخص نوراني روحاني .
ذو لحية طويلة
مملوء إتضاعا وفرحا .
كثير الصلاة والنسك والصوم
خاضع خضوع كامل للمشيئة الالهية في كل تدابيراته .
تمتع بإرشاد الله له بظهور ملاك له بإستمرار .
له شركة عميقة مع الله حتى وهب نعمة الشفافية . شفاء المرضي , إخراج الشياطين
هارب دائما من المجد الباطل
قاتل الشياطين بالاتضاع وبروح الصلاة القوية
استأنست له الوحوش زمان حياته فعاش مع ضبعين مدة 78 سنة .
جرئ لا يخشى ولا يهاب أحدا
تمتع بحكمة عالية في علاج ضعفات الآخرين
أبوة حانية في تدبير شئون أولاده الرهبان
كان متضع أمام الشياطين له فكان لسان حاله . قاتل يارب الذين يقاتلونني. خذ سلاحا وترسا وأنهض لمعونتي . الفخ الذي نصبوه ولم أعرفه نجيني يارب منه.
بركة القديس أبا هور تكون معنا .

باسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد
آمين
الفصل الأول
نشأته وحياته الأولي

نبدأ بمعونة الله تعالي وحسن إرشاده بشرح سيرة وفضائل القديس أبا هور العظيم في مجمع الرهبان الذي أكمل جهاده الحسن بجبل النحاسة شرق سوادة في اليوم الرابع من شهر بؤونة كتبها القس تلموس أحد تلاميذه والذي كان في مجمع الأخوة وتلاها في يوم تذكاره .
اسمعوا يا معشر الشعب الأرثوذكسي أولاد البيعة المقدسة وهلموا بنا اليوم لنفرح ونعيد في تذكار هذا السراج المنير . تعالوا نسال الاله من كل قلوبنا ونياتنا وأفكارنا أن يجعلنا مستحقين الوقوف مع الآباء القديسين الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة كل أيام حياتهم مثل أبينا أبا هور اللابس الروح بركة صلاته تشملنا وتحفظنا آمين

نشأة القديس :

يا أخوتي وأحبائي هذا القديس أباهور كان من أهل بهجورة من أسرة مسيحية واسم أبيه يوحنا وأمه صوفية التي تفسيرها الحكمة وكانا كلاهما بارين يصنعان صدقات كثيرة . ولما نظر الاله عالم الخفايا حسن سيرتهما , ورزقهما هذا الولد المبارك فأسمياه هور الذي تفسيره النعمة . وبعد قليل رزقا ابنة فأسمياها ايريني أي السلامة . ولما نظر يوحنا أن هور قد كبر أخذه ومضي به إلي رجل معلم شماس يدعي قزمان فتعلم علي يده علوم البيعة ز بعد ذلك تنيح يوحنا والد القديس أباهور وهو ابن أربعة عشر سنة وبعد وفاة أبيه بتسعة شهور تنيحت والدته , فخطر علي عقله الرهبنة ولباس زى الملائكة الذي هو الأسكيم المقدس وصار متحير الفكر من أجل أخته ايريني وكيف يتركها وحدها في البيت ويمضي في البرية . وفيما هو كذلك جاء إليه شاب مبارك يدعي أخنوخ وطلب منه أخته ايريني ليتزوجها , ففرح بذلك وقال له لتكن إرادة الله وأعدها للعرس وتسلمها الشاب وتزوج بها . ثم بعد كمال شهر أغلق أباهور باب بيته وأعطي المفاتيح لإمرأة إسمها طابيثا وقال لها أعطي هذه المفاتيح لأختي وقولي لها أخوك يقرؤك السلام ويقول لك كل ما في البيت فهو لك فتدبري ذلك جميعه بخوف الله وإن احسنتي فقومي بتوزيعه علي الفقراء والمحتاجين وأما أنا فماض لأصير راهبا , وألح عليها أن لا تقول لأخته شيئا من هذا إلي كمال شهر . ثم أخذا معه ثلاث خبزات وخرج من مدينته بهجورة .

الفصــل الثانــي
إلى البرية

مضي القديس من بلده وهو يسأل الله أن يسهل له الطريق , وانحدر إلى جبل اسقيط فوجد رجلا قديسا إسمه غالينكوس فقلبه إليه برح , وأقام عنده , وكان يقوم بعبادات كثيرة , وبعد قليل ألبس غالينكوس أباهور الاسكيم الملائكي في اليوم الثاني و العشرين من شهر طوبه , وهو عيد الأب العظيم سراج البرية أنطونيوس آب الرهبان . بعد كمال سنة وخمسة شهور تنيح أبيه الروحي القديس غالينكوس , ومضي إلي السيد المسيح الذي أحبه.
وقد قام القديس أباهور والأخوة بتكفين جسده ووضعوه في قبر وكان أبونا أباهور يمضي كل ليله ويصلي علي جسده إلي كمال سنة . وكانت سكناه في المغاير وكهوف الجبال .

وصية الملاك :
وفي ليلة من الليالي بينما أبونا الطوباوى أباهور قائم في الصلاة , ظهر له ملاك الرب وقال له : قم امضي إلي بحري بلاد انصنا حتى تصل المغاير فإنك تجد إنسانا اسمه يوسف إستخبر منه وهو يرشدك الطريق , ومن هناك تجد جبل العمود فتكون فيه ساكنا وكمل جهادك , فتصير أبا ارهبانا كثيرين روحانيين ويشاع ذكرهم في العالم .
في صباح اليوم التالي قام القديس أباهور باكراً قاصداً جبل العمود فلما بلغ المغاير وجد ذلك الرجل الذي أخبره ملاك الرب عنه فأعطاه السلام وجلسا يتحدثان بعظائم الله . ثم أرشده إلي بربي كبيرة وعلي عمود وأشار عليه متي قابل حجارين , أن يستخبر منهم علي الجبل المذكور . فمضي أبونا أباهور ووجد البربي وسكن هناك كما أمر ملاك الرب , وكان يقوم بأنواع عبادات كثيرة من سهر الليل وكان يقوم بأنواع عبادات كثيرة من سهر الليل إلي نسكيات تعبه وعمل اليدين .

تكاثر أولاده :
بعد هذا ظهر ملاك الرب لقس يدعي تلموس وقال له : امضي واسكن عند الآب أباهور العمود المنير فنهض لوقته وجاء إلي جبل العمود فوجد هذا الأب فسكن عنده في مجمع الأخوة . وبعد هذا جاء إليه أخ يخاف الله اسمه ببنودة , فلما قرع الباب خرج إليه أباهور وقبله بفرح لأنه كان متواضعا جدا يقبل كل أحد بفرح وكانت لحيته نازله علي صدره وكان كل من يراه يحبه لأجل اتضاعه .
وأخبركم أيها الأخوة أن أبينا أباهور قد ألبس إخوة كثيرين الأسكيم المقدس ومنهم تيموثاوس , جرجه , مرقس , أبافيس الذي من أهل أدنا غربي البحر من أعمال الأشمونين وكان هذا القديس أبافيس راهبا فاضلا متضعا جدا وديعا ساذج القلب وكانت نعمة الله حاله عليه , وكان أبونا أباهور يحبه من أجل فضائله الحسنة , وقد ألبسه الإسكيم المقدس في جبل القبور بوادي النحاسة , ومرارا كثيرة كان يقول لنا أبينا أباهور أن أبني أبافيس سيكون له ذكر شائع في الأرض . وأيضا انبا أموني وأنطونيوس واخنوخ وأفراهام والقس تلموس ( كاتب السيرة ) , و ببنودة . ثم جعل أبينا أباهور ببنودة تلميذه يعاونه في أشغاله وأشغال الأخوة لافتقاد أحوالهم وكان ملازما له , وعاش الجميع ببركات صلواتة .


تعاليمه ووصـاياه :
كان أبونا أباهور يجمع هؤلاء الأخوة وبقية أولاده المباركين ويحذرهم أن لا يرغبون في شئ . من هيولات العالم الزائل ويوصيهم قائلا : يا أولادي رأس الحكمة مخافة الرب , وكنز مختوم هو فم الراهب . إياكم يا أولادي من العظمة فإنها تبعد الإنسان من الله خالقه . وكان يوصيهم أيضا قائلا : يا أولادي بالحقيقة عظيمة هي كرامة الرهبنة ويالعظمة كرامة الإسكيم الملائكي لأن الرهبان العاملين بفرائض طقسهم هم أبناء الله وإخوة الملائكة لأن الملائكة لا يفترون من تسبيح الله وكذلك الرهبان المجاهدين حقاً لا يفترون الليل والنهار من الصلاة و التسبيح للرب وليس من أجل أنفسهم وحدهم بل وعن خلاص العالم . وكانوا يسمعون تعاليمه بمحبة حتى صاروا مملؤين من نعمة الله .

احتفالات الوثنيين وكيف أهلكهم الله :
كانت تلك البربي التي سكن فيها أبينا القديس قد إعتاد الوثنيين أن يأتون إليها من مدينة انصنا وغيرها مرة كل سنة , في المراكب ومعهم نسائهم وأولادهم وعبيدهم وهم حاملين أصنامهم ويستحمون في البربي . وفي الليل يوقدون الشموع والسرج . وفي نصف الليل يطفئون مصابيحهم جميعا ويجتمع كل واحد منهم بامرأة صاحبه أو أخيه إلي غير ذلك من الأمور الغير مرضية لله . ويقيمون هكذا سبعة أيام ثم يخرجون ويتوجهون بسفنهم إلي بلادهم ويظنون بذلك أنهم قد عيدوا للأصنام آلهتهم وأرضوهم وكان حضورهم في السادس والعشرين من شهب بؤونة من كل عام . كان أبونا أباهور حزين القلب من أجل هذه الأمور وفي كل عام من تاريخ حضورهم يترك لهم المغارة ويمضي إلي موضع عبادته مبتهلا إلي الله أن يبعدهم عن ذلك الموضع وكان الأخوة يخافون الوثنيين ويرحلون معه . وظل هؤلاء علي عبادتهم نحو عشر سنوات , ثن أن الرب الاله سمع لطلبه أبينا أباهور فلما كان الليلة الخامس والعشرين من شهر بؤونة ظهر له ملاك الرب وقال له : قم وأمضي إلي ساحل النيل غربي البربي وخذ من الرمل ملء يدك ثلاث مرات واجعلهم في قلنسوتك وخذ تلميذك ببنودة معك لأن الوثنيين علي وشك المجئ ولاتبرح من علي الشاطئ هذا اليوم فإذا رأيتهم قد أقبلوا املاء يديك من الرمل ثلاث مرات وأرميه علي مراكبهم فإنك ستنظر قوة الله . فللوقت قام المغبوط القديس أباهور وأخذ معه تلميذه ببنودة ونزل إلي الوادي علي الشاطئ . وبينما هو كذلك وإذا بمراكب الوثنيين قد أقبلت ففعل القديس كما أمره ملاك الرب وأخذ الرمل الذي في قلنسوته وبدره علي مراكبهم ثلاث دفوع . فاختفت المراكب عن أعينهم ولم تصل إلي البر . فقال أباهور لتلميذه أنظر يا ولدي لا تعلم أحدا بهذا الأمر حتى أترك هذا الجسد . ثم رجعا إلي ديرهم وهما متعجبان مما كان ويسبحان الله ويمجدانه وجاء المساء والأخوة يتوقعون الرحيل لقرب قدوم الوثنيين إلي البربي لأنها كانت ليلة السادس والعشرين من شهر بؤونة . إلا أن القديس لم يبرح المكان فتعجب الأخوة من ذلك . وقالو يا أبانا هوذا الوثنيين لم يحضروا في هذه السنة . فقال لهم القديس أباهور أنا أومن بأن السيد المسيح لن يدعهم من الآن يحضرون إلي هذا الموضع وإلي الأبد .
وأخفي عنهم الآمر ولم يرد أن يعرف الأخوة بما حدث لأنه كان يبغض المجد الباطل .




سكنـاه مع الوحوش :
مرة خرج أبونا أباهور إلي البرية وتلميذة ببنودة معه , فلما عادا واقتربا من باب المغارة , فنظر ببنودة ضبعين مفزعين راقدين داخل المغارة , فهرب خوفا منهما فقال له القديس أباهور " يا قليل الأيمان تخاف من وحش البرية إعلم يا ولدي أن الوحوش تخاف ممن يخاف الله ويصنع إرادته ولا تقترب من المسيحيين إن كانت أجسادهم طاهرة من دنس هذا العالم بل ويخضعون له مثلما كانوا يخضعون لأبينا آدم لما كان في الفردوس , صدقني يا أبني إن لي إلي اليوم تسعة وستون سنة في هذه البرية وأنا أطعم هذين الوحشين " .

الفصــل الثالـث
معجزات القديس

شفاؤه زوجه الملك :
حدث في زمان الملك المحب لله ثاوذوسيوس (1) , أن زوجته بعد أن أنجبت له إبنان هما أركاديوس وأنوريوس مرضت ولازمت الفراش . فلما طال رقادها ولم تجد راحة , تعبت جدا وطالبت من الملك أن يسمح لها بالسفر لأرض مصر , لعلها تجد في أحد قديسها من يصلي لأجلها فتشفي ولكي تستمع بشمس مصر وطيب هوائها . فللوقت أجاب الملك طلبها وأرسل معها مائة جندي لخدمتها عير الخدم الخاص بها وقد جهز المراكب بكل ما يلزم للسفر وكان ضمن معيتها حارس خاص تقي ابن أربعة عشر سنة , اسمه كاراس يغرف لغة القبط . جاء الجميع إلي الإسكندرية ولكن الملكة لم تجد الراحة هناك فأقلعوا حتى وصلوا بالمراكب إلي ساحل الميمون , وكان والي البهنسا مقيما ذلك اليوم بالميمون . فمضي أحد الجند إليه وعرفه بأن الملكة زوجة الملك ثاؤذوسيوس علي الساحل , فلما سمع الحاكم نهض مسرعا ومعه أعوانه لكي يقدموا فروض الطاعة والولاء وأسرع الصبي كاراس وأعلم الملكة بذلك وعندما تلاقت وعندما تلاقت مع الوالي أخبرته عن سبب مجيئها وشكت له حالة ضعفها الشديد وأنها قد حضرت لطلب الشفاء من هذه الأوجاع الصعبة , فلما سمع الوالي تألم كثيراً بسببها .

سماعها عن القديس أباهور :
وكان مع الوالي جندي اسمه بطرس هذا سجد للملكة وقال أعلمك يا سيدتي أنني قد حضرت من انصنا في السنة الماضية , فوجدت بشمالها في جبل العمود مجمع رهبان به شيوخا سواحا جلوسا مع بعضهم يتحدثون بعظائم الله .
جاءهم إنساناً مربوط اليدين والرجلين , وهو يصرعه الشيطان ويصرخ " أحرقتني يا أباهور البهجورى , أنا أهرب من جبل العمود لأجلك " فسألت الأخوة عن القديس حتى آخذ منه بركة , فقالوا أنه داخل البربي وفيما أن أتكلم معهم , إذا بالشيطان يصرع الرجل الذي يسكن فيه ويتركه يابساً كالميت وبعدها قام معافى . فسأله الأخوة عرفنا بالذي رأيته فقال لهم : " إني رأيت إنسانا نورانيا ورجلا شيخا معه وهو يقول له يا أباهور هوذا قد أبرأته من أجلك ووهبته لك " وكان كاراس يشرح للملكة جميع ما تكلم به الجندي .


زيارة الملكة للقديس :
فقالت الملكة لكاراس : إسأله أن يعرفنا الطريق . فقال كاراس لبطرس : الملكة تسألك أن تعرفها الطريق . فأجاب نعم وطاعة . فأخذ الوالي مركبين وملأهم هدايا للملكة وركب هو وأجناده وبطرس الجندي بصحبتهم وأقلعوا تجاه إنصنا حتى وصلوا إلي جبل العمود . فقال بطرس للوالي : أنظر ماذا نصنع الآن فإن أقمت في هذا الموضع يومين لن نقدر أن نبصره لأنه إنسان يهرب من المجد الباطل . فقال الوالي للملكة : أتريدي يا سيدتي أن أمضي وأمسكه وأحضره رغما عنه ؟ فقالت الملكة لكاراس إخبر الوالي أن يبطل هذا الكلام الجهل الذي قاله لنا أتستطع أن تمسك رجل الله من غير إرادته , أما تعلم إنك متي فعلت هذا لا ينالني شفاء بل يزداد مرضي , نحن ننام الليلة هنا وفي الغد لتكن مشيئة الله . فسمعوا منها ولما كان باكر وقت الفجر أخبر كاراس الوالي ألا يدع أحد من العساكر يخرج من السفن . وأدخلوا الملكة إلي داخل المحفة وحملها أربعة من الخدام وأربعة من حراس يمشون أمامها وأربعة آخرين أمام كاراس وهو يمشي عن يمين المحفة وبطرس الجندي يتقدم الركب حتى وصلوا باب مغارة القديس فانزلوا المحفة وأسرع كاراس وأخبر الرهبان بأن زوجة الملك ثاؤذوسيوس مريضة وترجوا وتسأل أن يصلي القديس أباهور عليها لتجد الشفاء ببركة صلاته .
فمضي أخ من الرهبان إلي القديس أباهور فوجده واقفا يصلي وهو يتلو في المزمور " كنت أنطق بشهاداتك قدام الملوك و لا أستحي " فآخبره الراهب أن خارج الباب إمرأة محتشمة ومعها غلمان وأجناد وأخبرت أنها زوجة الملك المحب لله ثاؤذوسيوس وهي تسأل من قدسك أن تصلي عنها لتشفي من مرضها .
فأجابه : إنني نذرت للرب أن لا أتكلم مع إمرأة وأنا ليس لي ملكة غير ملكة الحق مريم البتول والدة الخلاص لأنني هربت من العالم وجئت إلي هذه البرية خوفا من مكائد العدو وطالبا خلاص نفسي . فأخبره الراهب بأنها ضعيفة وهي أتت من بلاد بعيدة قاصدة صلاتك فأجابه القديس : ومن هو أنا الحقير , إمضي واخبرها أن قانون الرهبان يمنع أن يتكلم راهب مع إمرأة البتة .
فلما خرج وأعلم الملكة بما قالة الآب بكت وقالت أنا مسكينة وأحقر من كل الناس ولست مستحقة أن أنظر رجل الله لعظم خطيتى وإني ما أتيت إليك يا رجل الله بصفتي ملكة بل مسكينة , مريضة طالبة من أجل الله يا أبي أن تذكرني في صلاتك , وصلي علي لعلي أجد الشفاء من هذا المرض الذي في جوفي . فلما أعلما الآب بهذا وسمع حسن إتضاعها مع مكانتها قام وجاء إلي الملكة , فلما رآة كاراس من بعيد خر ساجدا تحت أقدام القديس أباهور قائلا : أذكرني في صلاتك وبارك علي فأجابه أبينا الطوباوى الرب الآلة يباركك يا أبني , ثم أمرت الملكة أن يفتحوا لها باب المحفة وسجدت عند أقدام القديس وبكت , فأقامها القديس وقال لها امني بالله فهو لا يخيب تعبك وسعيك , ثم أخذ يعظها من الإنجيل المقدس عن الإيمان وقال لها : " طوبي للرحماء لأنهم يرحمون " وأيضا " بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم " ثم قال لها إعلمي يا إبنه أن ما أصابك إنما تأدبيا من الله لأجل قساوة قلبك وعدم الرحمة مع عبيدك ولكن الرب الاله يرحمك ويهب لك الشفاء فسجدت له وقالت : " إغفر لي يا أبي وحق صلواتك المقدسة إني أتوب من كل قلبي و سأرضي الرب بقية أيام حياتي وسأحفظ ما توصيني به "



دخل القديس إلي قلايته وبسط يديه للصلاة وقتا طويلا من أن أجل شفاء الملكة واضعا أمامه قليلا من الماء والزيت , ولما فرغ من صلاته أخذ الماء والزيت وأعطاهم للملكة وقال إشربي هذا القليل من الماء وإدهني جسدك بهذا الزيت , وللوقت فعلت هكذا , وعندما نزل الماء في جوفها وجدت راحة وبعد قليل خرج من جوفها مثل الصديد وبرئت في الحال من مرضها , فقامت وسجدت للقديس كما أمرت كاراس أن يأتي بألفي دينار ذهب وعرضتها علي القديس . فلما نظر أبونا القديس قال لها أما سمعتي قول الأنجيل المقدس " مجانا أخذتم مجانا أعطوا " لأن موهبة ربنا يسوع المسيح لا تعطي برشوة , ولم يأخذ شيئا , فقال كاراس يا أبينا اسمح وأقبلهم للأنفاق غلي الدير وعلي الأخوة , فأجابه أبونا : الدير والأخوة يا أبني الله يدبرهم كما يشاء ويريد , وشغل اليد الذي نعمله هو يكفينا , ثم قال : إن الرب يقول في إنجيله المقدس " أعطوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر " فحلت الملكة قناع كانت ملتحفة به ودفعتها لأبينا أباهور وسألته : " أقبل مني هذا القناع واجعله سترا علي الهيكل تذكارا لخطيتي " فأخذه منها , وسألته أن يعطيها شيئا من عنده كبركة تحملها معها , فقال لها ليس لنا شئ ندفعه لك سوي قليل رمل , ثم صلي علي قليل من الرمل ودفعه لها . فأخذتهم وقبلت يديه وودعته وهي تمجد الله صانع العجائب علي يد قديسة في الأرض ونزلت إلي المركب والشاب كاراس عن يمينها وهو يصرخ :" أذكرني يا أبي في صلواتك" ومضوا إلي بلادهم وهم يسبحون الله .

امرأة زانية تجرب القديس :
كانت بوادي النحاسة أمرآة زانية إسمها دلال هذه قد سكنها أربعة شياطين وأفسدت عقول الشبان وخدعت كثيرين وسلبت أموالهم وفرقت بين المتزوجين لحسنها وكلامها الخادع .
وذات يوم كانت جالسة مع بعض النسوة فتحدثوا معها عن فضائل هذا القديس أباهور وحسن سيرته , وكثره العجائب التي يصنعها الله علي يديه فقد شاع خبره وتجاوز الأسكندرية فأجابتهم بقولها : كم أنتم تمجدون هذا الرجل , فإن رآني سوف يجلس معي سريعاً تمهلوا علي قليلا , ماذا تعطونني وأنا أمضي وأحضر لكم هذا البهجورى إلي هنا عندكم وأدعه يدخل بيتي ويأكل ويشرب معي ويكمل الخطية ؟ وكان من جملة النساء المجتمعين إمرأة كبيرة السن قالت للنساء : " اليوم تمحي خطايا دلال بجميع ما فعلته . ومن يعلم فبدلا من أن تسقط هي رجل الله يستطيع هو أن يردها عن ضلالها " . رحلت دلال وجاءت إلي جبل العمود واختفت تحت صخرة ولم يعلم بها أحد وكانت تنتظر أباهور حتى يخرج من مغارته . وبعد قليل خرج القديس أباهور ومعه جرة يريد أن يملأها ماء وهو يتلو المزامير " قاتل يارب الذين يقاتلونني , خذا سلاحا وترسا وانهض لمعونتي ...... الفخ الذي نصبوه لي ولم أعرفه نجيني يارب منه "
فلما اقترب منها قامت بسرعة ونزعت ثيابها ووقفت أمام القديس المجاهد بغير حشمة تغريه بفتنتها ونغم صوتها . قلق القديس جدا وغطي وجهه بقلنسوته وصرخ قائلا : " يا سيدي يسوع المسيح أعني وخلصني . وللوقت سقطت الجرة من يده وانكسرت فطارت منها شقفة وقعت علي وجهه فخرج منها دما أغرق ثيابه . ولحق أيضا وجه تلك المرأة وعينها وللوقت فقدت نور البصر ويبست في مكانها ولم تتحرك من موضعها وعاد أبونا القديس أباهور بسرعة إلي قلايته وهو مرتعد ولم يعلم أحد بما حدث له .


سمع الأخوة الرهبان تلك المرأة وهي تضج وتقول يا رجل الله بالحقيقة ارحمني وأسال الله أن يغفر لي فإني قد أخطأت إلي قدسك وحق صلواتك المقبولة وأبوتك الطاهرة إن رجعت وأبصرت وشفيت من أوجاعي لن أعود لما كنت فيه بل أتوب إلي الله من كل قلبي وألبس شكل الرهبنة وابعد عن جهلي . وفي تلك الساعة امتدت يدها وأخذت ثيابها ولبستهم والتحفت برداءها وسحبها أحد الرهبان إلي عند باب مغارة القديس أباهور وأخذت تبكي بكاءا مراً بوجع قلب .

نظر أبونا الطوباوى إلي بكاءها فرق قلبه عليها وصلي علي قليل من الماء وأعطاه لتلميذه ببنودة وقال له إعطي هذه المرأة الماء وقل لها إغسلي وجهك فتفتح عينيك وتشفي من أوجاعك فأخذت الماء وغسلت به وجهها , فأبصرت النور في الحال وعوفيت ففرحت وسبحت الله ومضت إلي بلدها الداوديه بجبل النحاسة وصارت تكرز وتنادي في كل موضع بما قد جري لها وتعترف بجهلها ثم مضت إلي دير القناده (1) بجبل أدريبه بكرسي أسيوط وصارت راهبة فاضلة وشاع خبرها وعبادتها في المجمع الذي هناك .

(1) وجدنا بدليل المتحف القبطي الجزء الثاني صـ 255 دير التناده باسم بوبفام وصـ 254 دير هناده للرهبانات أو دير هناوه للرهبانا في ريفه من أعمال أسيوط وهو المرجح ويتفق مع ما ذكر اميلينوا في كتابه جغرافية مصر صـ 165 جبل " اريبه ( ريفه ) جنوب مدينه أسيوط ..... كان كثير من الديارات . "


الفـصـــل الرابــع
القديس في أيامه الأخيرة

القديس يزور بلدته :
كان بعد ستين سنه من حين خرج هذا القديس أباهور من بلده وتركه لأخته ولبسه ثياب الرهبنة , أن جاءه ملاك الرب وقال له .. قم باكرا وامضي إلي بلدك الذي ولدت فيه لأن أختك تبكي عليك الليل والنهار وهي تشتهي أن تنظرك , فقال القديس أباهور للملاك : يا سيدي أني لا أشتهي العودة إلي بلدي مرة أخري إلي يوم مماتي فقال له الملاك : إن الرب يأمرك أن تمضي وتعوض . وأنصرف عنه الملاك .
فقام باكرا وعرف الأخوة بما رآه في الليل وسلم تدبير الدير إلي الأخ تيموثاوس وأوصي الرهبان أن يطيعوه في كل الأمور وقال لهم إن هذا عوضي إلي أن أعود إليكم بمشيئة الله وصلي مع الأخوة وقبلهم وخرج ماشياً متجها إلي بلده . وصل القديس إلي أخته وعرفها أما هي فلم تعرفه . وقال لها : يا إمرأة إصنعي معي رحمه وإدخليني لأستريح وأتيني بخبز قليل لأني جائع وجئت من مكان بعيد فمضت وجاءت له بالخبز , ولما تطلعت في وجهه بكت وقالت له يا أبي إن لي أخا يشبهك خرج من عندي وصار راهبا ومن حين خروجه لم أعلم عنه شيئا ولم أبصره للان , وصارت توصفه له . فأخذ القديس يحدثها عن حياة الرهبان والسعادة والسلام ومحبة المسيح التي يعيشون فيها والمعجزات التي تجري علي أيديهم فصاحت وقالت : تبارك الرب الذي يسمع دعاء عبيده ويستجيب لهم ولم تكن تعلم أنه أخوها ثم قال لها أن أعرف رجلا اسمه هور من أهل هذه البلدة وله أخت إسمها أيريني فلما سمعت هذا رفعت صوتها بالبكاء وقالت له " يا أبي من أجل الله إوصلني إلي موضعه فإن له زمان وهو منقطع عني ونار عظيمة مشتعلة في أحشائي بسببه وأنا أسأل السيد المسيح الليل والنهار أنه يريني وجهه مرة أخري قبل الموت فقال لها أن السيد المسيح قد استجاب لصلاتك وسوف تنظريه وتسمع كلام من فيه في هذه الأيام وعزاها وخفف من قلقها وطمأنها . ولكنه أخفي عنها نفسه .
وبعد أيام قضاها معها خرج من القرية وهي معه تودعه إلي نهاية الطريق ومضي مسافراً ووجد إنسانا في الطريق من أهل بلدة بهجورة فقال له : يا أخي إذا دخلت إلي هذه البلدة ستجد إمرأة علي قارعة الطريق فقل لها أن الراهب الذي عبر بك وتحدث معك وقال لك أعرف مكان أخيك وأعطيتيه الخبز هو أخيك أباهور وقد رأيتي وجهه وسلم عليك ولم يكن يريد أن يظهر لك نفسه حتى لا يخالف قول الله ولا العهد ولا قانون الآباء الرهبان . ثن توجه في طريقه وسار حتى وصل ديره وسلم علي الأخوة ودخل قلايته وهو يسبح الله الذي رده إلي ديره سالما .

راعي الغنم يطلب معونة القديس :
بعد عودة القديس من عند أخته ,جاء إليه إنسانا من سكان أسفل الجيل وسأله قائلا : يا أبي أعني لأني كنت أرعي غنم وإذا ذئب كبير جاء وأهلك منهم الكثير . فقال له القديس : هذا جميعه من أجل أنك لا تقدس صوم يومي الأربعاء والجمعة والأربعين المقدسة ومن أجل تهاونك بالوصايا المقدسة يسلط عليك الوحوش , ولكن أن صمت مثل باقي المسيحيين فإن الله يهلك هذا الوحش الذي يؤذيك . فخر ذلك الرجل وسجد له وقال أني بمعونة الله لن أعود أفعل شيئا رديا ولن أتهاون في الأصوام المقدسة حتى يوم وفاتي فقال له الشيخ الطوباوى " أمضي إلي مرعي غنمك فأنك ستنظر قوة الله " . وأخذ الرجل البركة من أبينا ومضي إلي غنمه فوجد ذلك الذئب مطروحا بين الغنم ميتا . وللوقت أخذ سكين وسلخ جلده وأحضره إلي أبينا ووضعه قدامه ممجدا الله صانع العجائب علي يد مختاريه , فقال له القديس : هوذا قد رأيت هذه الأعجوبة العظيمة , لكن احفظ الذي خرج فيك والتصق بالله ليسهل جميع طرقك ويبعد عنك العدو والمضاد . مضي الرجل وفعل كما أمره القديس وهو شاكر الله إلي يوم مماته .

حرب التنين :
مرة قام الأخ تيموثاوس ودخل إلي البربي وحده ليقوم بصلواته وعبادته وفيما هو واقف يصلي دخل إليه تنين عظيم , هذا كان مسكناً للشيطان , فلما رآه الأخ أراد أن يهرب منه فوثب ذلك التنين عليه ونهشه في رجله فمات لوقته . وصار مطروحاً ولم يعلم أحد بما كان . وبعد زمان أفتقد الأخوة الأخ تيموثاوس فلم يجدوه . فسألوا الآب القديس أباهور عنه فقال لهم : يا أولادي أنا خائف علي هذا الأخ لأن ليس من عادته أن يبطئ هكذا .
واتفق أن الأخ إفراهام الذي من أهل ترجوس دخل البربي فوجدوه مطروحا فصرخ وبكي عليه , وجاء وعرف الأخوة فحزنوا عليه جدا ثم قاموا جميعا وجاءوا إلي عنده فوجدوه يابسا مثل الحجر فحملوه وكفنوه ثم دفنوه .
أما أبونا القديس أباهور فمكث يطلب من الله ويسأله أن يعرفه عما حدث للأخ . فظهر له ملاك الرب قائلا : " السلام لك يا أباهور رجل الله . انهض وأدخل البربي وأنت تعرف بما حدث لتيموثاوس "
وفي الغد عند إشراق الشمس قام القديس أباهور ودخل البربي , فظهر له ذلك التنين الذي نهش الأخ الراهب ومات , فلما رآه القديس جزع منه ورفع عينه إلي الله وهو مبسوط اليدين مثال الصليب قائلا : " يا الله العلي الذي فوق السموات الذي لا يستطاع الدنو منه وعيناه تنظران إلي عمق الأعماق , يا الله الضابط الكل الذي لا يغفل و لا ينام وهو حافظ الغافلين , يا ربي والهي الذي خلقت الخلائق تسبحك وتمجد أسمك القدوس , أنت الذي خلقت أبونا آدم وتركته في الفردوس يسبح مثل الملائكة وأعطيته السلطان أن يدوس الحية بقدميه , فلما خالف وصيتك صار تحت اللعنه وتسلطت الأفاعي والحيات من أجل خطيته ومخالفته وصيتك المقدسة , فنزلت وخلصته بصليبك علي عود الصليب . أما شعبك بني إسرائيل زمان أن تهاونوا وتركوا عهدك المقدس , فسلط عليه الحيات المسمومة . أنت الذي القوة لدانيال النبي حتى سد أفواه الأسود وقتل التنين الذي في بابل , أنت يا سيدي يسوع المسيح أعطيت القوة لشهيدك تادرس حتى قتل التنين العظيم باوخيطس وخلص أولاد الأرملة .

يارب أعطي لعبدك المسكين هور قوة حتى يهلك هذا الوحش المؤذي لجميع الناس . ولما أكمل القديس صلاته إذا بالوحش التنين يزأر مثل الأسد وهو خارج البربي فجاء إليه القديس بعصاته وصار يحاربه مدة ساعة والقديس يرشم نفسه بعلامة الصليب ويصرخ قائلا : إلي أين تذهب يا قاتل النفوس ظلما . المسيح يقتلك اليوم , وإذا بالتنين يفتح فاه وأراد أن يبتلع القديس , فرفع القديس عينه إلي السماء يسأل السيد المسيح أن يهلك المهلك , فأبصر وإذا ملاك الرب فوق رأسه يشير إليه قائلا تقوي يا رجل الله ولا تخاف أنا كائن معك , أضربه بعصاتك وأنا اقتله , فرشم أبينا الطوباوى أبا هور علي عصاتة علامة الصليب المقدس ثم طعن بها التنين فلوقته وقع علي الأرض هالكا , فقال له ملاك الرب أنا معك حتى تغلب أعداءك , فلما أبصر الشيطان أن القديس قد قتل التنين الذي كان ساكنا فيه ظهر للقديس فوق رأس الجبل وصاح قائلا : يا أباهور إعرف من أنا لأنك اليوم قد قويت علي , وقد قتلت التنين العظيم وهوذا ثلاث مرات وأنت تغلبني وتقهرني , الأولي طردتني من الصنم الذي في البربي والثانية من الإنسان الذي جاء إليك وسألك فأخرجتني منه وطردتني وهذه هي الدفعة الثالثة قتلت التنين الذي أسكن فيه . لكن أعرف هذا القول يا أباهور إنني أجازيك وأحارب أولادك الرهبان جميع أيام حياتك فلم يلتفت إليه القديس البتة فصرخ الشيطان غلبتني يا أباهور رجل الله ومضي عنه هاربا بخزي عظيم .

علي فرشه الأخير :
وبعد هذا مرض القديس ولازم الفراش وثقل عليه المرض وكان باكر يوم الخامس والعشرين من شهر بشنس فقال للمجتمعين حوله : يا أخواتي وأولادي إني سمعت صوتا يقول يا أباهور قد بقي لك ثمانية أيام وتخرج من هذا الجسد وأنا خائف من الطريق التي لم أسلكها قط و من الذين يأتون خلفي ولا يمهلوني . بالحقيقة مخيف هو الوقوع في يدي الله , فسألناه قائلين يا أبانا هور إذا وقفت قدام الله أذكرنا فقال لهم : إن وجدت داله قدام الله طلبت عنكم ثم قال : أطلب إليكم أن تجعلوا جسد ببنودة عند جسدي أما أبني أبافيس فإن أسمه يكون شائعاً ويصير أباً لجماعة ومرشداً لكثيرين وجسده يكون غرب البحر حيث تبني له كنيسة والمسافرين في البحر إذا ما وقعوا في شدة وسألوا بأسمه . فأن الخلاص يدركهم و مراكبهم تسلم , وكل من كان في شدة و طلب يا أبافيس أعنا فإنهم يجدون الخلاص بقدر إيمانهم . ولما قال هذا وقت إشراق النور وهو اليوم الرابع من شهر بؤونة , وللوقت أشتممنا رائحة طيب لا يوجد وصفه وقمنا بتكفين جسده ووضعناه في مقبرة.

نياحة الأب ببنوده تلميذه :
وبعد هذا في الحادي والعشرين من أمشير تنيح أخونا ببنوده قبل أن تكمل السنة كقول أبينا أباهور ودفنا جسده بجوار جسد أبينا كما قال لنا . ومن بعد تمام ثلاث سنوات في اليوم الرابع من شهر بؤونة وجمع كبير من الرهبان مجتمعين ومن العلمانيين أيضاً في تذكار القديس , خرجنا كلنا قبل إشراق الشمس ومضينا إلي الموضع الذي فيه الأجساد أعني جسد أبونا أباهور وجسد ببنوده تلميذه لنصلي , وكم من الفرح الذي كان في ذلك اليوم إذ أناس كثيرين مرضى لما لمسوا التابوت نالوا الشفاء وكانت الشياطين تصرخ قائلة : قد أحرقتنا يا أباهور .وكانت امرأة اسمها طرسيس وهي من أهل طهنا ومعها طفل أبن تسع سنوات لم يمشي قط , وقد أتت إلي تذكار القديس , و للوقت لما قبل جسد ألقديس أباهور

مشي والجموع هللوا و سبحوا الله وحملنا جسد القديسان و أدخلناهما إلي البيعة والشعب يرتل من أجل العجائب والقوات التي كانت تظهر منهما .
فانظروا يا أحبائي إلي هذا الأب كيف صار نبياً مثل إيليا وكاملاًً مثل نوح وخليل الله مثل رئيس الآباء إبراهيم, وأحب الله من كل قلبه مثل إسحاق وناظراً مثل يعقوب وشاع ذكره مثل داود ونال الحكمة والمعرفة مثل سليمان متحلياً بالفضائل وديع القلب محباً لكل الناس

وهكذا كتبت سيرته أنا القس تلموس . شفاعة هذا القديس العظيم أبينا أباهور تحرسنا و تحفظنا من يد العدو . آمين .

نقلا عن المخطوطة رقم 23 تاريخ والمحفوظة بمكتبة كنيسة السيدة العذراء الأثرية بحارة زويلة وقد وضعت عناوين جانبية مع التبويب لتسهيل تتبع الأحداث , ولها نسخة أخري بديره الكائن بالمنيا .

+ من تعاليمه لأولاده الرهبان :
الراهب الحقيقي من خلت ذاته من أي رغبة لأي شئ من ماديات العالم الزائل .
من يقتني الحكمة يا أولادي رأس الحكمة مخافة الرب وكنز مختوم هو فم الراهب .
الهارب من العظمة ( إياكم يا أولادي من العظمة فإنها تبعد الإنسان عن من الله خالقه )
لا يفارق اسكيمه ( عظيمة هي كرامة الرهبنة ويالعظمة كرامة الاسكيم * الملائكي لأن الرهبان العاملين بفرائض طقسهم هم أبناء الله . وأخوة الملائكة لأن الملائكة لا يفترون من تسبيح الله وكذلك الرهبان المجاهدين حقا لا يفترون الليل والنهار من الصلاة والتسبيح للرب وليس من أجل نفوسهم فقط بل وعن خلاص العالم .
الذي امتلأ قلبه بمخافة الله وتخافه الوحوش وتخضع له لأنه يصنع إرادة الله بل ولا يقترب من المسيحيين إن كانت أجسادهم طاهرة من دنس العالم بل ويخضعون له مثلما كانوا لأبينا آدم لما كان في الفردوس .

* مصطلح قبطي مشتق من الكلمة اليونانية Σskiuα ويعني حرفيا الشكل المقدس وهو عبارة عن حزام من الجلد به 12 صليب ترمز للفضائل الأثني عشر الكبرى ويطلق عليه الرهبان الاسكيم الصغير .

الفصل الخـامس

دير أباهور الراهب :
دير القديس أباهور يقع عند سفح الجيل علي الضفة الشرقية للنيل مقابل المنيا إلي الجنوب الشرقي منها وعلي بعد 5 كيلو مترات تقريباً . وعلي امتداد منطقة بني حسن الغنية بالآثار المصرية القديمة .
وقد عرف بدير سوادة في الأزمنة المتأخرة بعد سكني العرب للمنطقة و يتضح ذلك مما ذكره المقريزي وهذا نصه : ( دير بوهور الراهب ) ويعرف بدير سوادة وسوادة عرب تنزل هناك وهو قبالة منيه بني خصيب خربته العرب وهذه الأديرة كلها في الشرق من النيل وجميعها لليعاقبه وليس في الجانب الشرقي الآن سواها وأما الجانب الغربي من النيل فإنه كثير الديارات لكثرة عمارته " وكان يعرف بجبل العامود بالشرق أو جبل القبور .
وكنيسة القديس أباهور حاليا تبعد عن شاطئ النيل الشرقي نحو كيلو متر وتقع عند أسفل الانحدار الغربي للجبل وهي منحوته في الصخر داخل كهف بالجبل , والدخول إليها عن طريق دهليز ضيق مظلم ومنخفض عن مستوى الطريق . وبجانب المدخل إلي اليسار توجد بئر عميقة منحوته . وصحن الكنيسة شبه مربع تعلوه قبة كبيرة عالية , وبالكنيسة هيكل باسم القديس أباهور وهو منحوت داخل الكهف وأخر باسم السيدة العذراء يقع إلي الجانب القبلي منه وهو أيضا صخري , أما جسد القديس أباهور فهو مدفون تحت المذبح .
فالكنيسة قديمة أثرية تحتفظ بكثير من معالمها . أما حجاب الهيكل فهو يمتاز بنقوشه المطعمه بالعاج وتوجد به أيقونه للقديس أباهور ترجع إلي سنة 1838 ميلادية . ويوجد بالدور الثاني للكنيسة القديس كنيسة أثرية باسم الشهيدة العظيمة دميانة وترجع للقرن ال 18 وبها مذبح للقديس أباهور .

أشهر من تسموا باسم أباهور :
1- القديس أباهور السرياقوسي :
ولد بسرياقوص وكان أبوه حدادا ومضي إلي الفرما واعترف بالإيمان أمام الوالي فعذبه حتى تجرح جسده وكان الرب يشفيه حتى إندهش الوالي من ذلك , وأمن هو وزوجته وأولاده , ثم لما عين والي آخر استشهدوا علي يديه . وأخذ في تعذيب القديس أباهور وأرسله إلي انصنا فعذبوه هناك بالعصر بالهنبازين والصلب منكسا والحرق بالنار وأخيرا قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة في اليوم الثاني عشر من شهر أبيب . ( وقد ذكر المقريزي في كتابه أنه كان بسرياقوص دير كبير علي إسمه - غير موجود حاليا )

2- القديس أباهور الانطاكي وأبا بيشاي وديودوره أمهما :
كان أباهور هذا من جند انطاكية , فأتي إلي الأسكندرية وأعترف أمام واليها بالسيد المسيح فأمر بقطع يديه وأن يربط في مؤخرة ثور ويجرة في المدينة ثم ألقاه في حفرة ملئ بالأفاعي فلم تؤذيه . وكان كل ذلك يستغيث بالسيد المسيح وهو يشفيه ويقويه وفيما هو علي هذا الحال أتت أمه ورأته , ففرحت بجهاده وأعلموا الوالي بها , فأستحضرها وهددها فلم تخف , فأمر أن يضعوا خطاطيف من الحديد محمية في جنبيها . وكانت في أثناء ذلك ترتل للرب وتقدسه لأنها استحقت أن تتألم من أجل اسمه إلي أن أسلمت روحها ونالت إكليل الشهادة . ثم وضعوا القديس في قزان زيت وقطران مغلي فكان يسبح الله حتى أسلم الروح ونال إكليل الشهادة في اليوم التاسع والعشرين من شهر بؤونة , أما أخوة القديس بيشاي فقد استشهد في اليوم الأول من النسئ بركه صلاتهم تكون معنا . آمين

3- القديس أباهور الراهب * :
وتعيد الكنيسة بتذكار أباهور الراهب الذي من أبرحت والمعروف بالقصار في اليوم الثاني من شهر كيهك مع رفيقه أبا هرمينا السائح .

4- أباهور الشهيد :
جاء ذكره في السنكسار : ظهور أعضاء القديسين أباهور وبيسورى (بسوره) وأمبيره أمهما ) . تعيد لهما الكنيسة في 19 طوبة .

* يرجع لمجلة جمعية الآثار القبطية المجلد التاسع سنة 1943 مقالة الأب يعقوب مويزر ص 168 , 188

+ معجزات القديس أباهور +

حضر هؤلاء الأشخاص يوم 1/6/2003 وأدلوا بما عندهم .. ومعجزاتهم من بعض معجزات كثيرة .
(1) الاسم : ناجح عبد السيد غبريال , أسيوط - شركة فريال في1 /6/ 2003
تم له الشفاء من الآم الصدر وضربات غير منتظمة في القلب , حيث أنه في فترة مرضه حدثت له غيبوبة وأثناء الغيبوبة رأي رجل بثياب بيض ولحيته طويلة حضر عنده ورشه بماء بعدها فاق من غيبوبته ورأي آثار الماء عليه بعدها شعر بتحسن في صحته وبعدها حضرت ابنته نيفين وهي في طريقها من المنيا وكانت قد زارت دير القديس أباهور وأخذت معها زجاجة ماء من البئر المقدس وصورة للقديس وعندما رآها والدها قال لها هو صاحب هذه الصورة نفس الرجل الذي جاء لي ورشني بالماء وفعلا شرب من الماء وأخذ بركة وبعدها عمل أشعة علي القلب وأكد السيد الدكتور المعالج أنه لا يعاني من أي شئ في القلب ... شكراً علي إحساناته .

وسوف ترتب الكنيسة هذه المعجزات في كتاب وعلي شريط كاسيت أيضا بصوت واضح وبخط أيضا أصحاب هذه المعجزات الذين تمت معهم بصلوات القديس أباهور تكون معنا ومعكم آمين

فمن لديه معجزة تمت بصلوات القديس أباهور يرسلها إلي الكنيسة وبنعمة المسيح سوف تنشر في كتاب المعجزات .


الفـصـل السـادس
أقوال القديس أباهور البهجورى (*)

(1) الفضيلة :

(1) التصق بالله كل حين وتسلح بالفضائل لمواجه كل العقبات والتجارب التي تواجهك .

(2) محبو الفضائل ليس لهم ميل طبيعي نحو أمور العالم مهما بدا لهم من صعوبة في الطريق نحو الدنو منها والوصول إليها .

(3) الفضيلة تضفي علي صاحبها كل فرح وشفقة ووداعة والأفضل من ذلك كله فإنها تملأ النفس بمحبه فاديها .

(4) الفضيلة سبيل يوصل الإنسان إلي شركة دائمة مع الله ونور يهديه إلي البر وعمل الصلاح .

(5) الفضيلة تجنب الإنسان موت الروح وتلهبه بحرارة الجهاد في سبيل الوصول إلي الأمجاد السماوية وهذا هو ما يرضي النفس العاقلة .

(6) البعد عن الفضيلة أشبه بالحيوان الذي تفكيرة فيما هو جسدي وبذلك يعتبر كل أرادته مادية أرضيه بعيدة كل البعد عن الله .

(7) الفضيلة عطية صالحة يهبها الله لمحبيه ولكل من يطلبها بنية صالحة لبلوغ الحياة الأبدية .

(8) محب الفضيلة يري في الشدة راحة وفي التعب نياحا وفي المرض فرحا وكل ما يأتي عليه يتقبله بشكر .

(9) الفضيلة تقويم النفس وعمل الملائكة وغذاء الروحانيين .

(10) الفضيلة سراج لصاحبها ونور لطالبها فهي لا تخدع العقل ولا تدعه يسلك في الظلام

(11) الوصول إلي الفضيلة أبعد كل البعد عن أمور العالم الزائلة وعن كل ما لا يرض الله محب البشر .

(12) محب الفضيلة بعيد عن حب القنية دائم التفكير في زوال الحياة وفي حتمية الموت وبذلك يكون كشجرة مثمره تأتي كل يوم بثمار أكثر فأكثر .



(13) محب الفضيلة دائما يفكر في حب الله ويواجه الموت دون خوف أو جزع عالما أنه أمر طبيعي إذا يعلم أنه خاطئ وهذه هي سمة من سمات النفس السالكة في طريق الخلاص

(14) محب الفضيلة يجاهد لكي لا يسمح لشر أن يدخل إلي نفسه وحتى يكون في سلام دائم وبهذه الطريقة يكون الذهن المحب لله نافعا للبشرية ومنقذا لها وهو بعد في الجسد ويدرك السماويات والإلهيات بذهنه وكأنه يعيش في السماء وهو علي الأرض .

(15) الفضيلة غذاء العقل والذهن وتجعل الإنسان يسلك في حياة مستقيمة مع الله ومع الناس بعيدة عن التهاون وبذلك أي باتحاد الذهن بالله يستطيع أن يري البركات السماوية عقليا وتلك هي التي يعطيها الله للنفس المحبة للصلاح .

(16) لا تحاول أن تطلب فضيلة بغير تعب أو جهاد فمثل هذه الفضيلة تكون كريشة في مهب الريح واعلم أن الذي يأتي بسهولة يضيع أسهل فأسهل .

(2) التجارب :

(17) إذا أصابك مرض خطير أو أمر خطير وصعب محتمل أو غير محتمل فأعلم أن كل ما يصيبنا هو خير لنا ولا نجهل أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الرب .. ولا تنسي أن الآلام طريق ربنا يسوع المسيح وهي تقودنا إلي الخلاص والأمراض منها ما يكون لتنقية النفس من الخطايا ومنها ما يكون لتزكية النفس أمام الله .

(18) كن صابرا شاكرا غير متذمر فالتجارب والآلام والأحزان ليس لها إلا الصبر لكي تصل إلي الميناء بسلام والشكر خير منقذ للوصول إلي معرفة الله .

(19) التجارب تعوق المشتغل بأمور العالم عن أن يجاهد ويخلص وتفتح الطريق أمام أولاد الله للوصول إلي الكمال .

(20) لا تخف يا بني من التجارب كالذين يخافون الموت كأنه أمر غريب وأعلم أن الموت هو مقدمة الخلود بل يجب أن تخاف من هلاك النفس الذي هو عدم معرفة الله وخف الله دائما والتصق به ليكون لك خلاص مع القديسين .

(21) الأمراض الجسدية أمر طبيعي للجسد الفاني فإذا لحق الجسد المرض فيجب علي النفس العاقلة أن تتشجع وتصبر دون أن تتذمر علي الخالق وبذلك تعبر هذه الأمراض وتمر

(22) الذي يتألم من أجل الله هو وراث حقيقي للأمجاد السمائية لأن الله المحب يختبر أولاده الصالحين في الضيق " لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله "
( عب 12:6) ,


(23) التجارب والضيقات والأحزان من عدل الله لذا يجب علينا أن لا نيأس من مكافأة الله التي تهب الحياة لنفوسنا " لأن الله لم يعطينا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح "
(2تي 1:7) .

(24) إذا هاجمتك التجارب فلا تفشل أمامها بل أطلب من الرب أن تكون تلك التجربة سبب بركة .

(25) التجارب هبة يعطيها الرب لعبيده المؤمنين وليس كجزاء لأعمالنا .

(26) لا شئ يجعلنا عظماء روحيين حقيقيين غير ألم عظيم .

(3) محبة المال :

(27) أهرب من محبة الفضة واعلم أن الحياة الأبدية التي من أجلها نجاهد للوصول إليها من الغني وما الغني والشهوة والمجد الباطل إلا شر خادع يبعدنا كل البعد عن طريق مخلصنا الصالح .

(28) لا تفرح بالغني الفاسد بل أسع إلي المجد الدائم الذي في السموات فتجلب لنفسك الراحة الأبدية المعدة لأبناء الله .

(29) يصعب علي الغني أن ينال الخلاص لانشغاله التام بالسعي في الحصول علي المزيد من المادة التي تعمي بصيرته عن أن يدرك قيمة الحياة الأبدية ووجه المخلص .

(30) العاقل من يسعى لإرضاء الله ويبعد كل البعد عن بريق الغني وأمجاد العلم الزائلة .

(4) الصمت :

(31) الصمت حكمة وقليل فاعله أعمل كثيرا وتكلم قليلا تنل التقدير .

(32) الصمت يحفظ الفكر من التشويش والنفس من الهلاك واللسان والفم من التكلم في الأمور الباطلة .

(33) حاول أن تلزم الصمت كي لا تفقد سلامك الداخلي مع الله ومع نفسك ومع الآخرين .

(34) الصوت العالي مرض يجب أن يتخلص منه الإنسان لأنه يؤذي العقل ويمرض صاحبه ويجعله مائلا للغضب " لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله " ( يع 1: 21 ) .



(35) في الصمت كمال المجد والانتصار علي الشيطان .

(36) الصمت بداية السلام الداخلي والفرح الحقيقي مع الله .

(37) في الصمت راحة الجسد والنفس وتأديب للحواس وباب اللسان علي الكلام وحفظ القلب من شرور الأفكار .

(38) من أحب الصمت وأقتناه بحرارة قلب وجد كل التدابير تلائمه وكل المواضيع توافقه .

(39) من أحب الصمت أبغض الضحك وكثرة الكلام والاهتمام بالجسد ولازم البكاء إذا أن دموع التوبة معمودية ثانية وبها يغتسل الإنسان من الخطايا .

(5) التهاون والتراخي :

(40) التهاون يجعل الفكر الشرير يتسلل كلص إلي عقولنا بالخديعة وليكن معلوما ً أن هذا الفكر منشأه فينا فإذا لم نقاومه لأول وهله فبالتالي يسلمنا لعدو الخير فيتسلط علينا ويكون من الصعب التخلص منه

(41) التهاون يجعلنا نستسلم للأفكار الدنسة مرة تلو الأخرى و بالتالي تكون هناك علاقة
وثيقة بين شهواتنا الرديئة وأفكار الشر المتسلطة علينا .

(42) التهاون يجعل للشيطان سلطان علي أفكارنا وبالتالي لا يسمح لنا بأي عمل صالح ويجعل الفكر دائماً يميل إلي مشورتة و ليس إلي مشورة الله الحي واهب الصلاح لكل من يطلبه .

(43) أبغض التهاون و لا تدع الفكر يتمادى و يدنس العقل و الضمير و اعلم أن مجرد استسلامنا للفكر الردئ هو خطية .

(44) داوم التمييز بين الفكر الضار و النافع طالباً معونة الرب أن تلازمك علي اكتشاف و التمييز بين الفكر النافع و الفكر الشرير حتى لا يكون لدي الشيطان فرصة ليسلمنا لقبول الأفكار الدنسة .

(45) من يميل إلي التراخي يعلن عن أستحقاقة للدينونة جزاء عدم إيمانه السليم .

(46) التهاون يظلم النفس بالشهوات والمجد الباطل ولا يدعها تسمع لوصايا الكتاب المقدس و لأقوال الآباء القديسين المختبرين إنما يجعلها (النفس) تحتفظ بداخلها بدافع الشر ومغرياته التي تظلم العقل و تفسد السريرة .


(47) التهاون يولد النسيان و النسيان يولد الأهمال الذي بدوره يولد عدم الاكتراث بالتفكير في أمور الحياة الأبدية و بذلك يسقط الإنسان إلي أعماق الهاوية فلا يعي ما هو صالح من عدمه فلا يستطيع التمييز بين الصالح و الطالح .

(48) أهرب من الكسل و التهاون وإن كانت نفوسنا تستسلم له دون تعب أو جهاد فاعلم أنها لا تقدر علي مواجهة عدو الخير .

(49) التهاون يفقد الإنسان الأمل في الخلاص لأنه أساء استعمال الرحمة في حياته وجعله يفكر في أمور العالم الزائلة وأمجاده الفانية .

(6) الإفراز :

(50) الإفراز يجعل الإنسان يفرق بين الخير والشر وبين الفضيلة والرذيلة كما ،ه يحثنا علي العمل حسب مرضاه الله وتنفيذ وصاياه .

(51) الإفراز يعمل علي ضبط الفكر ويجعله يستمتع بسلام القلب أكثر من التمتع بشهوات العالم ولا يسمح للفكر الشرير أن يدنس العقل والضمير .

(52) الإفراز هو الطبيب الذي قد ملك صحة النفس والجسد والمعلم الذي يقود الإنسان إلي معرفة إرادة الله المكتوبة بإصبع الله .

(7) الغربة :

(53) يجب أن نعيش في هذا العالم غرباء كقول الرسول " لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم والعالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلي الآبد " (1يو 2 : 16 ,17 ) .

(54) الغريب لا يبالي بالراحة في الليلة التي يقضيها في الغربة .

(55) العالم عدو لدود لك أن صادقته وصديق حميم أن أضمرت له العداء . ( لن يقصد بالعالم البشر ولكنه يقصد الشر الكامن فيه والذي يغري الإنسان للسقوط فيه لذلك قال عنه الكتاب محبة العالم عداوة لله )

(56) العالم يخدع الناس بالغني واللذة والمجد الباطل فلا تثق بوعده ومغرياته ولذاته فانه يغري الجهال بالنور وكله ظلام .

(57) اهرب من خداع العالم فالشيطان لا يملك ما يعد به من مكافأة فهو خداع حقيقي والعالم شبيه بالشيطان " هاربا من الفساد الذي هو في العالم " (2بط 1 : 4 ) .

(58) الغريب علي الأرض إذا دنت ساعة غربته شعر بالسعادة لأنه يري فيها نهاية غربته

(59) الغريب هو الذي يبعد من كل شئ ونحن لم نتغرب لأننا أبغضنا أهلنا وأقرباءنا لكن لئلا يعوقنا عن مقاصدنا والسيد المسيح لما ترك والديه بالجسد ولازم الخدمة قال أن الذي يعمل أرادة الله هو أخي وأختي وأمي .

(60) من أحب الغربة علية أن يحذر من شيطان الدوران المحب للراحة والرغبات المختلفة

(61) الغريب من أجل الله لا يتخذ له أصدقاء ولا معارف أنما يلتصق بالواحد وهو خير صديق ومعين له ومكثر الأصحاب يجلب علي نفسه الأوجاع ولكن يوجد صاحب واحد وهو خير معين للنفس وهو الله .

(8) الموت :

(62) الموت حقيقة مؤكدة ونهاية كل حي وكما تكون الحياة هكذا يكون الموت وهو الذي يكشف خداع العالم لمن يتأثرون به طيلة أيام حياتهم .

(63) الموت ساعة غير محددة (معروفة ) فيجب أن تضاعف مجهودك في تلك اللحظة استعداداً لها واعلم أن الشيطان خبيث والنفس ضعيفة وهو يبذل كل المجهودات لإسقاط النفس وإهلاكها وردد دائما القول " يارب أنت تعرف يقظة أعدائي وضعف طبيعتي أنت تعلمه يا خالقي إني هوذا أضع روحي في يديك فاسترني بأجنحة صلاحك لئلا أنام إلي الوفاة أضئ عيني بعظمة أقوالك وانهض في كل حين لتمجيدك لأنك أنت يا رب وحدك صالح ومحب للبشر " ( القطعة الأولي من قطع صلاة الستار من الأجبية ) .

(64) كن مستعدا للموت في أية ساعة ( لحظة ) لأنك لا تعلم متي يأتيك ورتب أمورك الروحية بما هو صالح للنفس والضمير وأحسن التصرف كل لحظة تقضيها كما فعل القديسون وماتوا ميتة صالحة .

(65) " أن يوم الرب كلص في الليل هكذا يجئ " فلا تؤجل التوبة حتى لا تموت روحيا قبل أن تموت جسديا .

(66) فكر كل يوم في الموت وهذا هو الصواب بعينه فإن من يفكر في الموت يعيش دائما مستعدا له فلا تفزعه الميتة الفجائية كقول عاموس لشعب الله " استعد للقاء إلهك ياإسرائيل " ( عا 4: 12 ) .

(67) من يستعد للموت يحفظ نفسه من الهلاك الأبدي ومن لا يستعد له تذهب روحه للهلاك

(68) من يستعد للموت فتوبته توبة حقيقية وهو يقترب من المائدة ليحيا بالقربان حياة السيد المسيح .

(69) تأمل في جراحات السيد المسيح الذي بجرحاته شفيتم كي تستطيع أن تتمتع بمشاهدتة إلي الآبد مع الملائكة والقديسين .

(70) أن الموت هو أجمل لحظة في حياة الإنسان لأنه فيما يجني ثمار الفضائل التي مارسها فانظر إلي ما زرعه القديسون بنعمة الله في الدنيا الفانية وما يستحقونه في الحياة الأبدية .

(71) القديس ينظر بعينية نحو السماء ساعة الموت في رجاء وأمل قائلا " في يديك أستودع روحي " ( لو 23 : 46 ) . وفي محبة ووداعة يسلم الروح وينظر ما أعده الله للذين يحبونه ( 1كو 2 : 5) .

(72) الموت ينقل الإنسان من عالم التعب والشقاء إلي عالم الخلود وحياة الراحة والسعادة الأبدية " لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح " (في 1 :21 ) .

(73) كن مستعدا للموت إلي ساعة الموت " فاسهروا أذن لأنكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة " ( مت 25 :1 - 13 ) واعلم أنه إذا اضطرتك الظروف لمقابلة شخصية هامة في المجتمع فكم بالحري أولي بنا أن نستعد لمقابلة من تألم من أجلنا وسعي إلي خلاصنا .

(74) الحكيم من يضع الموت أمام عينيه ويفكر كل لحظة فيه كأنه يعيش فيه أيام غربته علي الأرض " كريم أمام الرب هو موت قديسيه " (مز 116 : 15) وقلب الحكماء في بيت النوح وقلب الجهلاء في بيت الفرح .

(75) من يتأمل في الموت لن يسمح لأمور العالم أن تشغلة عن محبة المسيح يسوع فامض أيام غربتك علي الأرض بسلام كي تصل إلي ميناء الخلاص من هذه الفترة الصعبة من الزمن ومن هذا المكان إلي مكان القديسين الأبرار .

(76) أطرح عنك محبة كل ما في العالم لئلا تضطر إلي التجرد منه ساعة الموت لتكون ساعة الموت غنيا بالفضائل ومستحقا للسماء .

(77) من يستعد للموت لا يخطئ لأنه يعلم أنه بانتهاء يوم ستنتهي غربته وبذلك لا يخطئ .

(78) في الموت راحة لمن عاش حياة النقاوة علي الأرض وسعادة لمن أحب الله من كل قلبه وشقاء وتعاسه لكل متهاون في حق نفسه أمام الله .




(9) التوبة :

(79) إن الله يقبل التوبة في أي لحظة حتى ولو آخر لحظة من لحظات الحياة كاللص اليمين فالأمل في محبة الله متوفر فأسرع في التوبة ولا تؤجلها كي تضاعف من اكليل الحياة الأبدي المعد لأولاد الله .

(80) يجب علي المرء أن لا يؤجل التوبة إذ أنه من الصعب أن يحب ما كره أيام حياته وأن يكره ما أحبه .

(81) لا تؤجل التوبة حتى لا تعذب عذاب الأشرار عذاب دائم في جهنم .

(82) من يسعى نحو التوبة يسعى نحو الخلاص . ومن فقد المعمودية بالخطية فالتوبة هي الولادة الثانية المؤدية إلي الخلاص فأحرص علي التوبة و الاعتراف و التناول ما دمت في الأرض حياً .

(83) الذي يسعى لحياة التوبة وينظر إلي الخطية علي أنه سيخلص منها في يوم من الأيام إنما هو إنسان تصلب قلبه في عناد شديد مع الله .

(84) التوبة تمنحنا الكثير من الفضائل امقت الخطية و أكرهها و ابغض أسبابها لأنها إهانة لله و عش حياة التوبة المستمرة لأن التوبة تمنحنا الكثير من الفضائل .

(85) التوبة راحة الأبرار حيث هناك سلام دائم في الرب يسوع و فرح في الروح القدس " ملكوت السموات ليس أكلاً و شرباً بل بر وفرح و سلام في الروح القدس"(رو17:14).

(86) التوبة رجوع الخاطئ إلي الله و فيها يسلك الإنسان طريق الرحمة و الرجاء والخلاص .

(87) التوبة عربون الأبدية و الطريق المؤدي إلي الوطن الباقي الأمين حيث التمتع بالأشياء التي لا تري "لأن التي تري وقتية وأما التي لاتري فأبدية " (2 كو 4: 18 ) حيث
قلوبنا المملؤة حرارة والشغوفة للحصول علي الميراث الأبدي .

(88) التوبة سر الأيمان و ينبوع الخلاص و طريق المحبة والرجاء و مسلك الصالحين الأبرار و فرح الصديقين وموطن الغرباء .

(89) التوبة تنقض قساوة القلوب و تهيئ طريق الرحمة و الحكمة و الرفق بالمساكين و الرأفة باليتيم و بداية طريق المعرفة الحقيقية مع الله .



(90) التوبة مفتاح الأمل وشفاء الروح وصوت الرحمة وحب الرجاء والرجوع إلي الله ودرع الحكمة وموطن الأمان وباب النجاة .

(91) التوبة فضيلة خفية لا توجد وحدها بل تسعي للحصول علي خيرات كثيرة لخير الإنسان .

(92) التوبة تهيئ للإنسان الخلاص وتفتح أمامه باب رجاء الملكوت .

(93) في التوبة استئصال الغضب وحسن الرجاء وحب وإتضاع العقل إلي الله وأقتناء للأفراز وعمل الرحمة .

(10) الغضب :

(94) لا تدع الغضب يسكن فيك فهو مقلق للنفس كل حين وكما أن الضباب يظلم الجو كذلك الغضب يجعل النفس ظلاما .

(95) أطرح عنك كل أسباب الغضب لأن الغضب يعكر العقل كما أن الحجر إذا وقع في الماء يعكره .

(96) صلاة الحقود بخور مرذول وكبذار علي الصخرة أما صلاة الأنسان الهادئ الوديع فهي مقبولة أمام الله لأن الرجل الهادئ الوديع مسكن للروح القدس .

(97) قلب الغضوب مسكن للشر أما قلب الرجل الممتلئ بالسلام فهو ميناء للثالوث المقدس

(98) الغضوب كالذئب الذي يبدد الرعية بمعاونته للشيطان والوديع الحكيم يجمع الرعية بمساعدته الملائكة .

(99) الغضب أفكار مكتومة وحقد خفي بتجاه الآخرين والإنسان الغضوب هو معتوه من نبع أرادته الحرة ومحكوما عليه من نفسه .

(100) الغضب يؤجل التوبة لأن الغضب من الكبرياء والعظمة والتوبة من الأتضاع .

(101) الغضب وجع للنفس وتعكير للقلب وغريب من المسيحية لأن المسيحي دائما محب للسلام وصديق الوداعة والمحبة .

(102) الغضب يظلم النفس ويقسي القلب وقرين العظمة ووليد عدم الإيمان .


(103) الغضب صديق الجهلاء " لا تسرع بروحك للغضب لأن الغضب يستقر في حضن الجهال " ( جا 7 : 9 ) فأطرح عنك الغضب كي تستحق أن تكون مسكنا للروح القدس .

(11) الأتضاع :

(104) الأتضاع هو التقاء الإنسان بالواحد " الله " والمتضع حقا هو الذي يحسب نفسه أنه لم يصل بعد إلي الأتضاع وبذلك يصل إلي حياة الأتضاع الكامل .

(105) المتضع الحقيقي هو الذي يتلاقى دائما مع رب المجد ولا يهتم لا بكرامة ولا بإهانة وبذلك لا يهتم لا بكرامة ولا بإهانة وبذلك لا يهتم بالأمور التافهة من الآخرين نحوه وفضلا عن ذلك كله يدفعه حبه لحبيبه يسوع لقطع رباطات العالم الزائلة والالتصاق بالواحد ( ربنا يسوع المسيح ) ولا يمكننا أن نثبت في الأتضاع ما لم تهجر عقولنا تمسكنا بالمادة .

(106) الأتضاع الحقيقي هو أن يشعر الإنسان بضعفه الحقيقي أمام الخالق لكي تحل عليه قوة المسيح " لأنه حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي " (2كو 12 : 10 ) .

(107) الأتضاع الحقيقي يرفع الإنسان من أعماق الهاوية وهو ما جعل اللص اليمين يسبق آخرين إلي الفردوس بينما الكبرياء قادر أن يسقط حتى الملائكة " والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم الله لدينونه اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام " ( يهوذا 1 : 6 ) .

(108) الأتضاع من الفضائل التي تحتاج إلي سعي دائم في الحصول عليها " أسعي لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضا المسيح يسوع " ( في 3: 12 ) كما أنه يحتاج أيضا إلي طلب دائم من الرب " أن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطي له " ( يع 1: 5) .

(109) الأتضاع طريق الحكمة السمائية والنعم الالهية وراحة الفكر والضمير " تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم " ( مت 11 : 29 ) .

(110) الأتضاع هو أن يذكر الإنسان أمام الله والناس محاسن الآخرين .

(111) المتضع من ينظر إلي أخية أنه أفضل منه وأسمي منه في كل شئ وينظر إلي نفسه أنه أقل من الجميع والمتكبر ينظر إلي نفسه أنه أفضل من كل هذه الخليقة حتى ولو كان جاهلا .

(112) المتضع ينمو في اتضاعة بطلب المعونة السمائية وينال الكثير من المواهب الخفية وبالتالي يتقدم أكثر في معرفة الأسرار الالهية " أما سره فعند المستقيمين " ( أم 3 : 32 )

(113) المتضع دائما يحاول التقرب إلي الله والآخرين والمتكبر يبتعد دائما عن الناس وبالتالي يبتعد عن الله أكثر .

(114) المتضع بالحقيقة محب بطبيعته لله والناس وبقدر حبه لهم هكذا يتحد بالله " الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه " ( 1يو 4 :16 )

(115) الأتضاع يشغل المحب به بالحنو نحو الآخرين فيحتمل كل ما يأتي عليه منهم دون ألم أو تذمر .

(116) الأتضاع والعفة من سمات العقلاء والكبرياء من سمات الجهلاء فاحذر أن يكون النور الذي فيك ظلاما .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010