التسبيح

v تعريف التسبيح .

v أصل التسبيح ( منذ الأزل وإلى الأبد ).

v أهمية التسبيح.

أولا تعريف التسبيح :

هو الإعلان أو الأخبار عن شيء جميل بطريقة جذابة وجيدة وتوضيحها في صورة كلام أو لحن ويمثل في حمد وشكر وتعظيم.

أنا أُسبح الله : تعني أنا أحمد الله وأشكر الله وأبارك الله وأعظمه ( أذيع ).

والإنسان مخلوق في الأصل لتسبيح الإله العظيم الخالق :-

( هذا الشعب جبلته لنفسي يحدث بتسبيحي أش 43 : 21 )

( بكل من دعي باسمي و لمجدي خلقته و جبلته و صنعته... أش43 : 7)

( وأما انتم فجنس مختار و كهنوت ملوكي أمة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب... 1بط 2 : 9)

أصل التسبيح :

إن كلمة ( زمن ) قد يعجز الإنسان في وصفها أو احتوائها في ذهنه إذ كلمة ( زمن ) لها بداية ونهاية إلا أن الإنسان لا يستطيع أن يصل بُعده التفكيري إلى نهاية الزمن نفسه، ومع ذلك إن التسبيح لله فهو منذ الأزل وإلى الأبد، والأزل كلمة غير معولمة المدة ولا بدايتها، كذلك الأبد كلمة غير معلومة نهايتها .

وقد نبحث بعض الشيء ولكن مهما أكتشفنا أو غيرنا عن التسبيح فهو الجزء لأن التسبيح يقدم لله اللامحدود وأرجو أخي القارئ أن لا تنسى أننا محدودين . ولكن حينما نصل عنده في الأبدية سنعرف كما عرفنا .

· تسبيح منذ الأزل وإلى الأبد :

قبل الخليقة وقبل كل شئ أرتضى الله أن يخبرنا لمحه عن التسبيح منذ الأزل فكان الآب يسبح الأبن والابن يسبح الآب والروح القدس يسبح الآب والابن .

الآب يمجد الابن
· ( انه اخذ من الله الآب كرامة و مجدا إذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الاسنى هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به ... 2بط 1 : 17)

· ( أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم... يو 17 : 24 )

الابن يمجد الآب
· ( أنا مجدتك على الأرض العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته يو 17 : 4 )

· ( قائلا اخبر باسمك اخوتي و في وسط الكنيسة أسبحك ... عب 2 : 12 )

· ( من قبلك تسبيحي في الجماعة العظيمة أوفى بنذوري قدام خائفيه..مز 22 : 25)

الروح القدس يمجد الآب والابن
· ( ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم .. يو 16 : 14 )
· ( متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي ... يو 15 : 26)

فمنذ الأزل الله الآب والابن والروح القدس كل منهم يمجد الآخر لأن الله يسكن وسط التسبيحات ( مزمور 22 : 3 ) لذا يقول مسبحوا بني قورح ( نظير أسمك يا الله تسبيحك إلى أقاصي الأرض ... )أي كعظمة وامتداد اسمك هكذا تسبيحك عظيم وغير محدود يا الله .

ولأن الله يسكن وسط التسبيحات لذا تسبيح الآب للابن والابن للآب والروح القدس للآب والابن كان وسيظل من الأزل وإلى الأبد لن يتوقف .

ثالثاً أهمية التسبيح :

لن ندرك أهمية التسبيح إن لم ندرك أولاً ماذا يعني التسبيح بالنسبة لله وكيف هو مهم في عينيه وفي أنفه ( إذ هو كرائحة بخور زكية ) يفضلها على أي شيء وكيف هو جزئ من كيانه . ولأن الله خالق عظيم وسيد مهوب وملك الملوك .. لذا لابد أن يوجد آخرين يعطونه المجد اللائق به، من أجل ذلك خلق الله الملائكة أولاً لتسبيحه.

خلق الملائكة :

في البدء خلق الله السموات بما فيها الملائكة ليسبحوه وهذا جوهر عملهم فمن حق الله الخالق العظيم المبدع الوجود والسيد المهوب أن يسمع من خليقته كلمات وتسبيحات تثني عليه وتعطيه الكرامة والمجد والعظمة ز

( أين كنت حين أسست الأرض اخبر إن كان عندك فهم .. أيوب 38 : 4)

أي نه حين خلقت الأرض كانت الملائكة مخلوقة سابقة لتترنم وتبارك الله العلي القدير وتسبحه تهتف لأسمه المهوب .

ومن حين العدد فهو غير محدود أو لم يذكر الكتاب المقدس وهذا ليس إلا إشباع قلب الله اللامحدود بتسبيح لامحدود فيقول الرب يسوع ( أتظن أنى لا أستطيع الآن أن اطلب إلى أبى فيقدم لي اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة...مت 26 : 53)

(فقال لا تخف لان الذين معنا اكثر من الذين معهم ... 2ملو 6 : 16)

ويكشف لنا الكتاب المقدس أن أعمال الملائكة التي تنقسم إلى ثلاثة وظائف بجوار التسبيح الذي يشترك فيه الجميع وكل فريق مُنهما يرأسه ملاك كبير وله أسم .

الملاك جبرائيل – الملاك ميخائيل – الملاك لوسيفار

الملاك جبرائيل :
وظيفته ( الرسول ) الذي ينقل الرسائل من الله إلى جميع مخلوقاته وبالتحديد إلى البشر ليفهم البشر مقاصد الله العظيم، وفي الكتاب المقدس أمثله كثيرة تظُهر ذلك

v (و سمعت صوت إنسان بين اولاي فنادى و قال يا جبرائيل فهم هذا الرجل الرؤيا .. دانيال 8 : 16 )

v (و أنا متكلم بعد بالصلاة إذا بالرجل جبرائيل الذي رايته في الرؤيا في الابتداء مطارا واغفا لمسني عند وقت تقدمة المساء و فهمني و تكلم معي و قال يا دانيال إني خرجت الآن لأعلمك الفهم ... دا 9 : 21 ، 22 )

v ( فقال لي لا تخف يا دانيال لأنه من اليوم الأول الذي فيه جعلت قلبك للفهم و لإذلال نفسك قدام إلهك سمع كلامك و أنا أتيت لأجل كلامك. دا 10 :12)

v (أجاب الملاك و قال له أنا جبرائيل الواقف قدام الله و أُرسلت لأكلمك و أبشرك بهذا... لو 1 : 19 )

v (في الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف و اسم العذراء مريم ... لو 1 : 26 )

الملاك ميخائيل :

ووظيفة ملاكنا هذا هي ( قيادة حروب الله الروحية ) بين ملائكة الله الذين ينفذون كلمة الله ويدافعون عن البشر وبين ملائكة الشيطان الساقطين .

v (و رئيس مملكة فارس وقف مقابلي واحدا و عشرين يوما و هوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتي و أنا أبقيت هناك عند ملوك فارس... دا 10 : 13 ) .

v ( لكني أخبرك بالمرسوم في كتاب الحق و لا أحد يتمسك معي على هؤلاء إلا ميخائيل رئيسكم ... دا 10 : 21 ) .

v ( حدثت حرب في السماء ميخائيل و ملائكته حاربوا التنين و حارب التنين و ملائكته... رؤ 12 : 7 ) .

v (و أما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب... يهو 9 ).

الملاك لوسيفار :

( خلق لوسيفار أو سيفيرس )

كانت وظيفته ’’ التسبيح ,, .............. تسبيح العلي فقط.

v (أنشاؤا فيك صنعة صيغة الفصوص و ترصيعها يوم خلقت. حز28 : 13 )

في الكتاب ( المشوهد ) أي المُصاحب بشواهد نجد في أسفل الصفحة تحت رقم {2} شاهدنا هذا له معنى آخر لهذه الآية :

2ع : صنعة صيغتك أ وصنعة دفوفك .

ويعتبر حزقيال 28 ، وأشعياء 14 من أبرز الإصحاحات في الكتاب المقدس التي تتحدث عن لوسيفار الملاك الُمسبح قبل سقوطه. فيخبرنا الكتاب المقدس أن الفصوص وترصيعها والصيغة التي يتحلى بها هذا الكيان ما هي إلا صيغة دفوف ونايات ( جمع آلة موسيقية اسمها ناي ) + ( أهبط إلى الأرض فخرك رنة أعوادك..أش 14 : 11 )

ومن هذا الشاهد نرى أن لوسيفار كان ذو خبرة فائقة في العزف على العود بطرقة عزبة وجذابة لدرجة أنه يتفاخر برنة أعواده، كما لو أن جسمه من أوتار عود التي تميزه عن غيره من الملائكة .

ومن الشاهدين ( أش 14 : 11 ، حز 28 : 13 ) نستنبط ثلاث آلات موسيقية وهي:
1. الدفوف : أساس وأصل كل آلات الإيقاع .

2. النايات : أساس وأصل كل آلات النفخ .

3. الأعواد : أساس وأصل كل الآلات الوترية .

ونجد أن هؤلاء الثلاث شُعب من الموسيقى العظيمة ولم يذكر له الكتاب من إمكانيات أخرى إلا هذه ، إذ نفهم طبيعة خدمته ووظيفته وهي العزف على هذه الآلات وإخراج موسيقى وخدمة تسبيح للرب الإله العظيم .

الباب الثالث :
( دور التسبيح في رؤية ملكوت الله )

هو الوسيلة لأعداد الطريق أمام الرب ليملك :

v (غنوا لله رنموا لاسمه اعدوا طريقا للراكب في القفار باسمه ياه و اهتفوا أمامه... مز68 : 4 )

( عبروا اعبروا بالأبواب هيئوا طريق الشعب اعدوا اعدوا السبيل نقوه من الحجارة ارفعوا الراية للشعب ... أش 62 : 10 )

v (و مغنون كعازفين كل السكان فيك ... مز 87 : 7 )

هو الباب الذي يدخل الرب من خلاله :

v ( أرفعن أيتها الارتاج رؤوسكن و ارتفعن أيتها الأبواب الدهريات فيدخل ملك المجد... مز 24 : 7 )

v (لا يسمع بعد ظلم في أرضك و لا خراب أو سحق في تخومك بل تسمين أسوارك خلاصا و أبوابك تسبيحا ... أش 60 : 18 )

هو مكان راحة وسكن للرب :

v (و أنت القدوس الجالس بين تسبيحات إسرائيل ... مز 22 : 3 )

هو أهم أسلحة الملكوت :

v (تنويهات الله في أفواههم و سيف ذو حدين في يدهم ليصنعوا نقمة في الأمم و تأديبات في الشعوب لأسر ملوكهم بقيود و شرفائهم بكبول من حديد ليجروا بهم الحكم المكتوب كرامة هذا لجميع أتقيائه هللويا... مز 149 : 6 – 7 ) .

v ( من أطراف الأرض سمعنا ترنيمة مجدا للبار فقلت يا تلفي يا تلفي ويل لي الناهبون نهبوا الناهبون نهبوا نهبا ... أش 24 : 16 )

v (لما أبتدؤا في الغناء و التسبيح جعل الرب أكمنة على بني عمون و مؤاب و جبل ساعير الاثنين على يهوذا فانكسرا... 2أخ 20 : 22 )

التسبيح هو لغة الملكوت :

v ( و ترك هناك أمام تابوت عهد الرب أساف و اخوته ليخدموا أمام التابوت دائما خدمة كل يوم بيومها... 1أي 16 : 37 ).

v (حسن هو الحمد للرب و الترنم لاسمك أيها العلي أن يخبر برحمتك في الغداة و أمانتك كل ليلة على ذات عشرة أوتار و على الرباب على عزف العود لأنك فرحتني يا رب بصنائعك بأعمال يديك ابتهج ما اعظم أعمالك يا رب و اعمق جدا أفكارك ... مز 92 : 1 – 5 )

التسبيح ذبيحة :

v ( لنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه ... عب13:15 ) .

v ( ذابح الحمد يمجدني و المقوم طريقه أريه خلاص الله ... مز 50 : 23 )

ملاك التسبيح :

لقد صنع الله التسبيح خصيصاً بنفسه ولنفسه وسلمه لشعبه للكنيسة إكراماً له ، فقد أعطى لنا بحكم صادر من المحكمة العليا لنجر حكم مكتوب على إبليس من الله ( مز 149 : 9 ) وقد جرى هذا الحكم في يوم ما لا نعرفه .

لقد صنع الله في يوم ( لوسيفار ) هذا الملاك الملآن من الحكمة أنظر ما هو الذي وضعه الله حسب ما جاء في حزقيال ( 28 ) تأمل في من أتى هذا الوصف الجميل { خاتم الكمال – ملآن حكمة – كامل الجمال – كل حجر كريم ستارته – عقيق أحمر ياقوت أصفر عقيق أبيض – زبرجد – جزع – يشب – ياقوت أزرق – بهرمان – زمرد – ذهب – ترصيع الفصوص [ صنع الدفوف النايات ]... }.

كأن الله حينما أراد أن يخلق الملاك لوسيفار أبدع فيه بما في الله نفسه ليشبع قلبه أي قلب الله نفسه بما فيه ، فكانت أعضاء لوسيفار أوتار موسيقية كلما تحرك أبدع لحناً جميلاً جذاباً، كما أنه هو الوحيد الكروب المنبسط المظلل.. حز 28 : 14 ، 16 وهو الذي يتمشى بين حجارة النار.

سقوط الملاك الشيطان :

كل هذا ملأ لوسيفار ظلماً كبرياء فظن أنه يستطيع أن يجلس على كرسي مثل الله ، هذا ليس إلا أنه الوحيد الذي يدخل على حضرة الله ويخرج دون الملائكة الأخرى فعرض أمر الكرسي على ثلث من الملائكة التي لا تنظر وجه الله فقبلت الفكرة فكان مصيرهم مصيرُه هو أيضاً (ذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها إلى الأرض و التنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت... رؤ 12 : 4 ) ، (لأنه إن كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطئوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم و سلمهم محروسين للقضاء... 2بط 2 : 4 ) فأسقطه الرب هو وجنوده وملائكته نتيجة كبريائه ( أهبط إلى الهاوية فخرك رنة أعوادك تحتك تفرش الرمة و غطاؤك الدود..أش 14 : 11) .

نلاحظ في بداية أول عدد في سفر التكوين في البدء خلق الله السموات والأرض ، وهنا تم هبوط لوسيفار للأرض مخرباً إياها ثم خلق الله الإنسان لتأتي لذته منه ( فرحة في مسكونة أرضه و لذاتي مع بني آدم ...أم 8 : 31) ليأتي التسبيح المُمجد من الإنسان الترابي عوضاً عن لوسيفار الروحي وجنوده .

وبالتالي لوسيفار أصبح لا يريد أن يُقدم التسبيح لله انتقاما منه لأنه أسقطه من مكانته العظمى التي كان يتمتع بها في السماء أمام حجارة النار، فيجاهد محارباً الإنسان ليسقطه في الخطيئة لكي لا يقدم هو أيضاً التسبيح لله .

سقوط الإنسان :
نرى ذلك بوضوح في سفر التكوين الإصحاح الثاني حينما سقط الإنسان في معصية الله بإغوائه من إبليس الحية القديمة .

العلاج الإلهي لفشل الإنسان في تحقيق الهدف :

لقد أعاد الله إليه أولاً آلة العود والناي في الإنسان من خلال توبال بن لامك ( تك 4 : 19، 20 ) ، ثم أسس لنفسه شعب خاص من خلاله يرد التسبيح المُميز المختلف، وهذا من ليئة المكروهة فحبلت وولدت أولاً رأوبين أي الله رأى ثم شمعون وتعني أيضاً أن الرب سمع ثم لاوي أي أن الرب أقترن الذي منه أتى نسل الكهنوت وأخيراً وهو ( يهوذا ) أي أحمد الرب ومن هنا أسس الرب شعب يحمده ويباركه ويعظمه.

( فقال لي واحد من الشيوخ لا تبك هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا اصل داود ليفتح السفر و يفك ختومه السبعة... رؤ 5 : 5 ) ومن هذا العدد نرى أن الله أعاد الإنسان الساقط بموته على الصليب ليعيد له التسبيح.

كيف أسبح دائماً :
v التسبيح موقف إرادي وليس انفعال عاطفي ( أبارك الرب في كل حين دائما تسبيحه في فمي ... مزمور 34 : 1)

( فمع انه لا يزهر التين و لا يكون حمل في الكروم يكذب عمل الزيتونة و الحقول لا تصنع طعاما ينقطع الغنم من الحظيرة و لا بقر في المذاود فأني ابتهج بالرب و افرح باله خلاصي... حبقوق 3 : 17 ، 18 ).

فالتسبيح لا يعتمد على حالنا ولكنه شيء واجب وضروري ومهم، فلابد أن نثق أن كل الأشياء تعمل معاً لخير ( رو 8 : 28 ) .

فلنا أمثلة كثيرة عن قوة التسبيح التي زعزعت أساس السجن ، والتي أسقطت أسوار أريحا بل والتي جعلت جيوش الأعداء ينقلبون على بعضهم ، والتي جعلت الروح الردئ يهرب من على شاول حينما كان داود يعزف له مسبحاً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010