الطريق و الحق و الحياة

ربى، لقد ضللت و ملت عنك، فناديتني و ألهمتني أن اعترف بخطاياي، فاعترفت و غفرت لي.
ها منذ الآن أريد أن اتبعك أيها الباحث عنى، يا من أرجعتني على كتفيك.
أنت قلت لي : أنا الطريق و الحق و الحياة حقا، ربى، أنت الطريق الحقيقي، إنما تذهب، إلى ذاتك بذاتك.
أما أنا فأنَّى لي أن اذهب إليك؟ و على طريق سواك؟ أنت تذهب إلي ذاتك و أنا اذهب إليك بك، و كل منا ذاهب إلى الآب.
لقد قلت عن نفسك انك ذاهب إلى الآب ثم قلت في موضع آخر : و لا أحد يأتي إلى الآب إلا بي، و لذلك فانك آت إلى الآب بنفسك و أنا إليك و بك آت إلى الآب.
إليك آتى و وراءك أسير : لقد اجتزت طرقا وعرة و لكنك تعدني بأشياء عظيمة.
أنا لا اقصر تأملي على الطريق الذي عليه أسير بل ابسطه على المكان الذي يجب علىّ أن اصل إليه.
سأتحمل ضيقات هذا الزمن و لكنى سوف أبلغ إلى الفرح الأزلي.
و كأن ما تحمله عدم هو بالنسبة إلى ما سوف اصل إليه و لا شبة بينه و بين الخيرات التي سيمكنني منها تحمل العذابات ها هنا.
و أعجَبُ من عظمة ما أجازى به عن هذا العذاب البسيط. بنعمة منك اتخذك و قديسيك إخواني، قدوة لي و مثالاً.
لقد كانوا مثلى بشراً، مثلى ولدوا و أنت رفعتهم، سار وراءك الشهداء القديسون حتى سفك الدم، و احتملوا الآلام على مثالك، و ساروا خلفك و لم يكونوا وحدهم.
ما انقطع الجسر الذي مروا عليه و جف الينبوع الذي شربوا منه.
أنا لنجد في الحديقة إلي جانب ورود الشهداء زنابق العذارى و إلي جانب بنفسج الأرامل أكاليل المتزوجين فأدرك ذاك كيف أسير خلفك في الطريق العام بعيدا عن الاستشهاد و عن أخطار الآلام.
`15`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010