الكتاب المقدس

هو إعلان الله الذي لم تشبه أي شائبة ولم يعتره أي تحريف أو تبديل هو كلمة الله التي أوحى بها لأنبيائه القديسين بالروح القدس فلم " تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين بالروح القدس" (2بطرس21:1)، "كل الكتاب هو موحى به من الله" (1تيموثاوس16:3). مركز الكتاب المقدس هو شخص الفادي الرب يسوع المسيح الله الذي جاء إنساناً ليفتدى الإنسان من ذل وأسر واستعباد الخطية وليقدم له الحياة الأبدية. كتب الكتاب المقدس في فترة بلغت نحو 1600 سنة.. وقد كتبه أكثر من أربعين كاتباً من مختلف النوعيات.. فمنهم الملك، والفلاح، والفيلسوف، والصياد، والشاعر، والحاكم. كتب في ثلاث قارات وبثلاث لغات.. أما القارات فهي آسيا وأفريقيا وأوربا.. ولغاته هي العبرية لغة العهد القديم، والآرامية وقد كانت هي اللغة الشائعة في الشرق الأوسط إلى أن جاء الإسكندر الأكبر (من القرن السادس إلى القرن الرابع قبل الميلاد) أما اليونانية لغة العهد الجديد.. وكانت هي اللغة الدولية في زمن السيد المسيح. يشتمل الكتاب المقدس على 66 كتاباً تنقسم إلى قسمين كبيرين، القسم الأول ويشمل 39 سفراً تسمى طبقاً للأصل العبري: توراة ويقصد بها أسفار موسى الخمسة، والأنبياء، ثم الكتب ويقصد بها الأسفار الشعرية. أما القسم الثاني ويشمل 27 كتاباً بداية من الإنجيل بحسب متى وإلى سفر الرؤيا يوحنا اللاهوتي فالتسمية الصحيحة لها هي:- الإنجيل ويقصد به البشائر الأربع وكتبه القديس متى، مرقس، لوقا، يوحنا وبعد البشائر يأتي سفر الأعمال الرسل ثم رسائل بولس الرسول ثم سفر نبوي وهو سفر الرؤيا يوحنا اللاهوتي ويطلق على القسم الثاني من الكتاب المقدس إجمالاً لفظة "الإنجيل". يتمسك اليهود بالقسم الأول فقط، أما المسيحيون فيتمسكون بالقسمين معاً لأن مضمون الاثنين واحد وهو فداء الله للبشر من خلال فادٍ كريم هو شخص المسيح. لقد حرص الله على تكوين كتابه المقدس بكل حكمة وفطنة، وقد جُمع الكتاب المقدس بقسميه كالأتي: القسم الأول جمع في ثلاث مراحل: المرحلة الأولى: من آدم إلى موسى وهذا المرحلة أعطى الله وصاياه وشرائعه لأنبيائه بداية من آدم الذي عاش حتى أخنوخ وتحدث إليه، وكان أخنوخ نبياً وسار مع الله، وكذلك متوشالح أبن أخنوخ بقى حياً إلى زمن نوح الذي كان باراً وكاملاً في أجياله، وسام ابن نوح عاش إلى زمن إبراهيم (تكوين21:10، 10:11-26). ولم يكن صعباً أن يعرف موسى مما سبقوه عن الأحداث السابقة له ليسجلها ويكتبها بإرشاد الروح القدس. المرحلة الثانية: عصر موسى ابتداء من سفر الخروج أصبح التسجيل الأحداث يتم بدقة في الأسفار المقدسة، لأن الله أمر موسى بذلك لكي تظهر التذكارات قال له الرب "أكتب هذا تذكاراً في الكتاب وضعه في مسامع يشوع" (خروج 14:17). المرحلة الثالثة: من يشوع إلى ملاخى قال الله ليشوع "لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه" (يشوع8:1).. "وكتب يشوع هذا الكلام في سفر شريعة الله" (يشوع26:24). وهكذا إلى ملاخى نجد هذه العبارات "كلام الرب إلى …. " "هكذا قال رب الجنود" "هكذا قال الرب". وقد أقر السيد المسيح هذه الأسفار وأكدها وأقتبس كثيراً منها وتبعه في ذلك تلاميذه ورسله. بنفس الفكرة جاء تسجيل الإنجيل والرسائل فنحن نجد الرسول بولس وهو يكتب إلى تلميذه تيموثاوس نحو عام 66م يقتبس من إنجيل لوقا (1تيموثاوس 18:5، لوقا7:10) كما أن الرسول بطرس في رسالته الثانية يشير إلى رسائل بولس الرسول (2بطرس 15:3،16).. ولقد بذل المؤمنون في العصر الأول عناية خاصة للتمييز بين أسفار الوحي وغيرها من الكتابات ولم يقبلوا شيئاً إلا بعد التحري الدقيق وصار اعتماد هذه الأسفار بأنها وحي الله في نهاية العصر الرسولي ويرى البعض أن الله قد أطال في عمر يوحنا الرسول لهذا الغرض السامي ليسجل آخر أسفار الكتاب المقدس ويسلم الأباء (أباء الكنيسة) الكتاب المقدس مكتوباً ومتفقاً عليه، ليصل إلينا في صورته الحالية. هذا هو الكتاب المقدس، كتاب الله العجيب الذي لم يترك شيئاً من الأمور إلا وحدثنا عنه. في الكتاب المقدس نلتقي بذاك الذي شهد عنه بطرس بالروح القدس قائلاً "أنت هو المسيح ابن الله الحي" (متى 16:16) فأينما قرأنا في الكتاب نجد المسيح .. لب وجوهر الكتاب المقدس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010