أفـلاطون

ذكر لنا ترتليانوس (من القرن الثاني) هذه القصة :

اقام افلاطون إحتفالا كبيراً ودعا له حشداً من الفلاسفة ... وكان قد زين بيته بالسجاجيد الغالية وستائر الحرير الذهبية...

وكان ضمن المدعوين "ديوجانيس" الذي اتى الى الاحتفال بحذاء وثياب ملوثة بالطين ، واخذ يدوس بحذائة القذر على السجاجيد الغالية...

سأله افلاطون "لما تفعل هكذا ؟"

اجابه قائلاً "اني ادوس كبرياء أفلاطون وتشامخه"...

فرد أفلاطون " نعم انك تدوس تشامخ أفلاطون ، لكنك تدوسه بتشامخ آخر"

..

كثيرون يتحمسون لعلاج اخطاء إخواتهم وقد لا ينقصهم صدق الدافع او حماس الرغبة ، ومع هذا يكون علاجهم لإخواتهم خارج مشيئة الله....

لماذا ؟

لأنهم يعالجون الخطاء بخطاء آخر ...

يعالجون أخطاء اخواتهم بطريقة " ديوجانيس " الجارحة ..

تعوزهم المحبة في طريقتهم للعلاج ...

المحبة التي " تتأنى وترفق" ...المحبة التي " لا تتفاخر ولا تنتفخ "

(1كو 4:13)

المحبة التي " تستر كثرة من الخطايا "

(ابط 8:4)

يعلمنا الرسول بولس قائلا " ان انسبق إنسان فأخذ في زلة ما فأصلحوا انتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة " ( غلا 1:6 )


والقديس اشعيا يقول لنا : " احترسوا من ان تحزنوا قلب أي اخ ...

احترسوا من عمل اي شئ من شانه ان يؤلم نفسية احد الاخوة"


نعم هناك فرق بين علاج الخطأ "بالجسد " وبين علاجه " بالروح " ... العلاج بالروح القدس دائماً يمتلئ بالحب الحقيقي والاتضاع الصادق ..


ايها الحبيب الوديع ...

يا من باتضاع فائق انحنيت لتغسل اقدام عبيدك ...

ايها الرقيق كل الرقة ... اللطيف كل اللطف ...

ايها الراعي العذب ، الذي " قصبة مرضوضة لا يقصف . وفتيلة مدخنة لا يطفئ " (مت20:12)

تحتمل وتحتمل ، وتعالج أخطاءنا في صبر عجيب ...

ما اعظم طول اناتك ..

ما اعجب وداعتك ...

آه يا سيدنا ،

علمنا ان نتشبه بك ، ونحب إخوتنا كما احببتنا ...

وحينما يخطئون نعاملهم كما تعاملنا ...

نعاتبهم في لطف ... و لا نحرج قط مشاعرهم ...

نظرة رائعة فى طريقة علاج ومساعدة الاخرين

فلابد قبل ان افكر فى علاج غيرى لابد ان انكر ذاتى ليعمل الله
لابد من ملئ قلبى بالمحبة والوداعة ( الله )
لكى لا اسقط فى نفس الخطية التى اريد علاجها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010