من ينقذ السفينة !!

فى إحدى قرى الصعيد لاحظ إسكندر أن ابنه الصبى الصغير مكتئب على الدوام أخذه فى حضنه و بدأ يستدرجه فى الحديث فأدرك أنه محطم نفسياً بسبب شعوره بالفشل
قال الابن لأبيه: لا أعرف لماذا خلقنى الله؟ أنا أصغر إخوتى, ضعيف البنية, و قليل المواهب, يستخف الكل بكلماتى, لا لزوم لى فى هذه الحياة
فى الصباح أخذ إسكندر ابنه إلى الحقل و سأله أن يسقى معه الزرع و كان يلاطفه طوال الوقت و فى الظهيرة إذ اشتد به الحر أخذه تحت ظل شجرة ضخمة هناك توجد"زير" مملوء ماء نقياً. شرب الاثنان منها, ثم قال إسكندر لابنه: تطلع إلى الزير الضخم المملوء ماء إنه متكئ على الحامل و قد وضع بينه و بين الحامل نواة صغيرة للبلح بدونها يسقط الزير و ينكسر لهذا قيل المثل المشهور نواة تسند الزير)
أحياناً نكون كنواة بلا قيمة لكن بدونها تنكسر الزير و لا نجد هذا الماء النقى البارد وسط الحر الشديد
لا تستخف يا ابنى بنفسك حتى و إن كنت مثل النواة
هل سمعت عن قصة الرجل من هواة عمل أجهزة لاسلكى
أجاب الصبى: لا يا أبى
روى إسكندر لابنه القصة التالية: منذ سنوات طويلة لم يكن يعرف الناس التليفزيون و كان من النادر جداً أن يقتنى أحد الراديو لأن ثمنه كان مرتفعا جدا و كان أغلب اتصالات الناس العاجلة تتم عن طريق جهاز التلغراف البدائى اللاسلكى يعطى أصواتا يترجمها العاملون إلى كلمات وهم على بعد مئات الأميال
كان رجل يسكن فى مدينة ساحلية مثل الإسكندرية على شاطئ البحر المتوسط و كان من هواة عمل مايشبه التلغراف يلتقط الرسائل القادمة من السفن و المرسلة إلى المحطات الكبرى لنجدة السفن و يترجمها. كان يقضى ساعات طويلة فى هذه الهواية خاصة فى الليل. و فى ليلة عاصفة جدا لاحظ أن الجهاز قد توقف عن العمل لم يفكر فى أن يذهب إلى حجرة النوم بل ترك مكتبة و انطلق وسط الظلام إلى حديقة منزله و ذهب إلى شجرة عالية فى طرف الحديقة و تسلق عليها لكى يثبت السلك الخاص بالجهاز
و بدأ يمارس هوايته فسمع رسالة تتكرر باستمرار أدرك أنها استغاثة موجهة من سفينة تكاد تغرق بسبب العاصفة. قفز الرجل سريعا نحو التليفون و أتصل بمحطة النجدة للسفن فوجد المسئول عن العمل ليلا و إذ أخبره عن الرسالة المنطلقة قال له: كنت مشغولا برسالة أخرى. أكد الرجل أن السفينة فى خطر شديد للحال أنصت المسئول فى المحطة إلى الرسالة و أرسل معونة سريعة أنقذت السفينة فى اللحظات الأخيرة هكذا فعل هذا الرجل بجهازه البدائى البسيط ما لم تدركه محطة النجدة الكبرى
إذ روى إسكندر هذه القصة قال لابنه الصغير:الله قادر أن يخلص بالقليل كما بالكثير `16`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010