حكاية توبة ++ اجتماع مع تاماف إيرينى رئيسة دير أبى سيفين




حكاية توبة ... اجتماع مع تاماف إيرينى رئيسة دير أبى سيفين
=====================================

القمص متياس فريد


بمقر الدير سنة ١٩٩٩ م
كنت فى كرير وبعمل اجتماعات للشعب يوميًا لمدة خمسة أيام
.. أحكى لهم معجزات وبعد الاجتماع نأخذ بركة الحاضرين فى طابور
واحد وأثناء وقوف الحاضرين فى الطابور. لاحظت مدام تبكى ب  حرقة.
قلت لأمنا كيريا أحجزيها لى وسألتها ليه بتبكى؟! قالت: زوجى صعب
خالص وأخلاقه وحشة جدًا. عندنا ثلاث أولاد وعلى الرغم من ذلك
يرجع من الشغل يأكل ويستحمى ويخرج بعد كده وييجى كل يوم وش
الصبح شارب ومترنح بيلعب قمار ويشرب خمرة ويروح أماكن وحشة
ومصاحب ستات وحشين، ولو كلمته كلمة واحدة يشتمنى ويضربنى
لدرجة إنه كسر مرة رجلى ومرة يدى. وأنا خايفة لو عرف إنى جيت
الدير هيضربنى. قلت لها: ماتزعليش هنصلى كلنا ونصوم ٣ أيام وأنت
صومى معانا ونطلب صلوات العدرا وأبو سيفين.
تانى يوم لم تحضر، كذلك اليوم الثالث وفى رابع يوم جاءت
ومعاها زوجها وقال لى: عايزك يا أمنا قلت له: حاضر. وقعدت معاه
وقال لى: أنا بأعمل كل الخطايا والشرور!! وقعد يحكى حاجة تقشعر لها
الأبدان!! وبقيت مش قادرة أسمع كلامه. وأكمل قائ ً لا: لما رجعت من
الشغل وسألت عن المدام وعرفت أنها فى الدير شتمت على الشهيد
وعلي ك لما قلت يا بس. ولما رجعت المدام ضربتها علقة متينة وخرجت
أسهر كالعادة وأشرب الخمر زى كل يوم ورجعت وش الصبح مترنح
ونمت ولكنى صحيت على صوت دربكة جامدة فى الحجرة . فتحت
عينى لقيت الشهيد أبى سيفين منور فى الظلمة وراكب على حصانه
البنى وقال لى: ليه بتشتم عل ى وعلى أمنا إيرينى؟!! حياة الإنسان مهما
طالت هاتنتهى. ويبقى الجسد تراب والروح تظل فى أبدية لا تنتهى، إما
فى الفردوس لو أعمالها كويسة أو فى الجحيم والعذاب الذى لا يطاق!


لماذا لا تفكر فى أبديتك؟!! أين جدودك وأبوك وأمك؟!! كلهم ماتوا وأنت هاتموت. لماذا
لا تستعد؟!! العمر بيجرى، وبأعمالك ليس لك خلاص.
توب قبل ما تندم فى وقت لا ينفع فيه الندم!! ما دمت حى لك الفرصة للتوبة،
لكن بعد ما تموت يتقفل باب الرحمة. وأنت مش ضامن عمرك. فى لحظة صاحبك
الفلانى نام ومصحيش وكان مش عيان!! لماذا لا تستعد لآخرتك؟!! أنت بتعمل كذا وكذا.
وصارحه بخطاياه فانسحق جدًا وأخذ يبكى كالأطفال.
فقال له: لا تحزن!! لك فرصة!! روح توب. فسأل الشهيد: هل ربنا يقبل
توبتى؟!! طبعًا ربنا تجسد ليخلص الخطأة. لأن كل اللى يعملوا الشرور زيك لو ماتوا
يروحوا الجحيم حيث الكآبة والحزن والآلام والأنين والظلمة والتنهد والعذاب والدود الذى
لا يموت والنار التى لا تطفأ. لكن اللى تابوا وجاهدوا ونفذوا الوصايا يروحوا الفردوس
حيث الفرح والسلام والوجود الدائم فى حضرة الله. قال الرجل للشهيد: إزاى أتوب قال له
روح الدير وخلى أمنا إيرينى تقولك حكايتى وتعرفك إزاى تتوب. وأدينى جيت. واللى
تأمرى بيه أنا هأعمله.. وقعد يبكى!! شوفوا إزاى الصلاة بإيمان تقرب البعيد وتتوب
الشرير!!
قلت له يروح لأب اعتراف أبونا متياس
روفائيل. فقال لى: ياما شتمته وطردته!! قلت له:
معلش!! ده أب هايسمحك. وأنوى ماتعملش الشر تانى
ولا تروح الأماكن الشريرة دى تانى، وتقطع كل علاقاتك
الأثيمة وتبطل اللى بتشربه ده وتحب ربنا وتروح
الكنيسة وتعترف وتتناول وتحب بيتك وأولادك وتعمل
لآخرتك.
ويتمجد الرب!! دلوقتى بقى كويس وخادم، والبركة حلت فى بيته، ويعطى
الكنيسة باستمرار، ومتخصص فى جذب الشباب المنحرف.
السما حلوة!! ياريت نتوب ونجاهد علشان نروح نتمتع بالمجد مع أولادنا فى
السما اللى هرب منها الحزن والكآبة والتنهد.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010