تحطيم المرايا

كما يتامل الجسد شكله في المرآه ليطمئن علي منظره , كذلك الروح لها مزايا كثيره تري بها شكلها , و تعرف حالتها كيف هي .....
هناك مرآه تسمي ((محاسبه النفس)) . فان فتش الانسان ذاته , و كان دقيقا في محاسبتها , حينئذ يعرف حقيقتها..... و يصلحها.
و مرآه اخري هي ((كلام الله)) .فالانسان الذي يري نفسه في ضوء وصايا الله , يعرف الميزان الحقيقي الذي يزن به اعماله.
و هناك مرآه اخري هي ((التجارب)) . لاننا بالتجارب نختبر .....
مرآه رابعه هي ((انتقادات الناس)) . فالانسان الذي كثيرا ما يكون مجاملا لنفسه , مبررا لها .اما الناس فقد لا يجاملون .... قد يتكلمون بصراحه , فنعرف منهم حقيقتنا . و حتي ان غضبنا عليهم, نكون قد عرفنا حقيقه اخري فينا و هي الغضب . و هكذا تكون المرآه قد ادت عملها .....
هذه هي المرايا التي يري فيها الانسان حقيقته .غير ان بعض الناس, ان كشفت لهم المرآه عيبا فيهم يحتاج الي اصلاح ,بدلا من ان يصلحوه , يحطمون المرآة....
هؤلاء الناس :ان اظهرت لهم محاسبه النفس عيبا , يرفضون ان يجلسوا الي انفسهم , و ان جلسوا يحطمون المرآة بالاعذار,و وتبريرالنفس , و محاوله القاء الغلط علي الاخرين .....
و ان اظهر لهم كلام الله عيبا فيهم , يحطمون هذه المرآة ايضا , بان يطبقوا كلام الله علي غيرهم , لا علي انفسهم ,او يرفضوا قراءه الكلمات .
و ان اظهرت لهم التجارب حقيقتهم , يحطمون هذه المرآة بالتذمر ...
و المرآة الرابعه ايضا يحطمونها , فلا يقبلون كلمه انتقاد من احد , ولا كلمه نصح , و لا كلمه ارشاد و من يظهر لهم عيبا ليصلحوه يتخذوه عدوا ,و يحاربونه و يحاولون تحطيمه , حتي يصمت , فيستريحوا ....
ان الذين يحطمون المرايا , تبقي عيوبهم كما هي , ولا تنصلح ...
كانسان مريض بالحمي , يضع (( الترمومتر)) في فمه .فان اظهر له ارتفاعا في درجه حرارته , بدلا من ان يعالج نفسه يحطم الترمومتر و يبقي مريضا مسكين هذا الترمومتر الصادق انه كغيره مرآة محطمه
انا اول واحده بطلع عيوب غيرى ولو حد قلى على عيبى ازعل واضايق .










صلى لضعفى `16`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010