يُخْبِرُنا الكِتَابُ المُقَدَّسُ كَيْفَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ ابنَهُ يَسُوعَ لِيُرِيَنا مَنْ هُوَ اللهُ وَيُعَلِّمَنَا كَيْفَ نَدْخُلُ في مَلَكُوتِهِ.
وَهذِهِ هي قصَّةُ ميلاد يُوحنَّا المَعْمَدان ، نَسِيبِ يَسُوع ، وَقَدْ أَرْسَلَهُ اللهُ لِيُهَيِّئَ الشَّعْبَ للاسْتِمَاعِ إِلى يَسُوع .
تجِدُ هذِهِ القِصَّةَ في كِتَابِكَ المُقَدَّس ، في الفَصْلِ الأَوَّلِ مِنْ إِنجِيلِ لُوقَا .
في أَحَدِ الأَيَّام ، كانَ في إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ مُتَقَدّمٌ في السِنِّ يُدْعَى زَخَرِيَّا ، وَامْرَأَتُهُ تُدْعَى أَلِيصَابَات . وَكَانَ كُلُّ الشَّعْبِ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ زَخَرِيَّا ، لأَنَّهُ كَانَ كَاهِناً في خِدْمَةِ الهَيكَل .
وَكَثِيراً مَا كَانَ زَخَرِيَّا وَأَلِيصَابَاتُ يَتَحَادَثَانِ في أُمُورِ الله .
فَقَالَ يَوماً زَخَرِيَّا : " مَا أَجْمَلَ أَخبَارَ تِلكَ الأَيَّامِ القَدِيمَة ، حِينَ كَانَ اللهُ يَتَكَلَّم ، وَجْهاً لِوَجه ، مَعْ أُنَاسٍ مِثلِ مُوسَى وَصَمُوئِيل ! وأَنَا أَوَدُّ أَنْ أَسْمَعَهُ يَتَحَدَّثُ إِليَّ في الهَيْكَل " .
وَقَالَتْ أَلِيصَابَات : " مَا أَجْمَلَ أَخبَارَ تِلْكَ المُعْجِزَاتِ القَدِيمَةِ التي صَنَعَهَا اللهُ إِلى سَارَةَ وَحَنَّة ! يَا لَيْتَهُ يَمْنَحُني طِفْلاً أَنَا أَيضاً ! "
وَكَانَ زَخَرِيَّا وأَلِيصَابَاتُ مُتَقَدِّمَينِ في السِنّ ، وَلَمْ يَكُن لَهُمَا وَلَد .
وفي يَوْمٍ منَ الأَيَّام ، حَدَثَ فَرَحٌ عَظِيمٌ في بَيْتِ زَخَرِيَّا ، فَقَد أَصَابَتْهُ القُرعَة ، مِنْ بَينِ جَميعِ الكَهَنَة ، لِيَقُومَ بِخِدْمَةٍ عَظِيمَةِ الشَّأْنِ في الهَيكَل .
كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ الهَيْكَلَ وَيُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ الشَّعْب ، فِيمَا أَلِيصَابَاتُ وَالشَّعْبُ كُلُّهُ يَنْتَظِرُونَ خَارِجاً وَهُمْ يُصَلُّون .
َرَكَ زَخَرِيَّا كُلَّ الشَّعْبِ في الخَارِج ، تَحْتَ الشَّمْسِ المُشْرِقَة ، وَدَخَلَ عَلَى مَهْلٍ الهَيكَلَ البَارِد .
وَفَجأَةً ، رَأَى نُوراً سَاطِعاً . فَخَافَ جِدّاً لأَنَّهُ كَانَ وَحْدَهُ ، وَصَاحَ : " مَاذَا يَجْرِي ؟ " .
وَإِذَا مَلاَكٌ مِن عِندِ اللهِ يَقُولُ لَهُ : " لاَ تَخَفْ ، يَا زَخَرِيَّا ، فَقَدْ جِئْتُ لأُخْبِرَكَ أَنَّ اللهَ مَا زَالَ يُكَلِّمُ شَعبَهُ ، وَيَصْنَعُ العَجَائِبَ أَيضاً . وَهَا أَنْتَ وَأَلِيصَابَاتُ تُرْزَقَانِ طِفْلاً ، وَتُسَمِّيَانِهِ يُوحَنَّا " .
وَقَالَ المَلاَك : " سَوْفَ يَكْبُرُ يُوحَنَّا ، وَيُصْبِحُ رَجُلاً عَظِيماً . وَيَطْلُبُ مِنَ الشَّعْبِ أَنْ يَتَهَيَّأَ لِقُدُومِ ابْنِ الله " .
فَقَالَ زَخَرِيَّا : " لاَ شَكَّ أَنَّني في حُلْم ! فَنَحنُ مُتَقَدِّمَانِ جِدّاً في العُمْر ، فَكَيْفَ يَكُونُ لَنَا وَلَد ؟ ".
َأَجَابَهُ المَلاَك : " أَمَا تَعْلَمُ كَمْ أَنَّ اللهَ عَظِيم ؟ ... وَبِمَا أَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي ، فَلَنْ تَسْتَطِيعَ الكَلاَمَ مِنْ بَعْدُ إِلى يَوْمِ يُولَدُ الطِفل . وَحِينَئذٍ تَرَى أَنِّي قُلْتُ لَكَ الحَقَّ .
وَلَمْ تَكُنْ أَلِيصَابَاتُ تَعْلَمُ لأَيِّ سَبَبٍ بَقِيَ زَخَرِيَّا كُلَّ هذَا الوَقْتِ في الهَيْكَل .
وَأَخِيراً ، عِنْدَمَا خَرَجَ زَخَرِيَّا ، بَدَا لِكُلِّ الشَّعْبِ أَنَّ شَيْئاً مَا حَصَل ، لأَنَّهُ كَانَ مَرْبُوطَ اللِسَان .
وَلَمَّا عَادَا إِلَى مَنْزِلِهِمَا لَجَأَ زَخَرِيَّا إِلَى الكِتَابَةِ لِيُوضِحَ مَا حَدَثَ لَهُ ، وَعَلِمَتْ أَلِيصَابَاتُ مَا كَان، وَفَرِحَا كِلاَهُمَا كَثِيراً .
وَبَدَأَا يَعُدَّانِ الأَسَابِيعَ لِوِلاَدَةِ الصَبِيّ .
وَفِيمَا هُمَا يَنَتَظِرانِ " الحَدَثَ السَعِيد " ، زَارَتْ أَلِيصَابَاتَ نَسِيْبَتُهَا مَرْيَم ، وَكَانَتْ هِيَ أَيْضاً تَنْتَظِرُ مَوْلُوداً .
وَغَمَرَ الفَرَحُ مَرْيَمَ وَأَلِيصَابَاتَ لأَنَّهُمَا التَقَيَتَا بَعْدَ زَمَنٍ طَوِيل .
فَأَخْبَرَتْ أَلِيصَابَاتُ مَرْيَمَ كَيْفَ تَحَدَّثَ المَلاَكُ إِلَى زَخَرِيَّا في الهَيكَل .
وَقَالَتْ مَرْيَمُ لأَلِيصَابَات : " لَقَدْ جَاءَنِي المَلاَكُ أَنَا أَيْضاً " .
فَأَصَابَهُمَا العَجَبُ مِنْ أَنَّ اللهَ أَعْطَى أَوْلاَداً عِظَاماً لأُنَاسٍ بُسَطَاء .
وَبَعْدَئِذٍ عَادَتْ مَرْيَمُ إِلى بَيْتِهَا ، إِلى يُوسُف .
وَأَخِيراً حَانَ الوَقْتُ ، فَوَلَدَتْ أَلِيصَابَاتُ طِفْلَهَا . وَكَانَ في الحَقِيقَةِ جَمِيلاً .
وَأَقْبَلَ جَمِيعُ الأَقَارِبِ وَالأَصْدِقَاءِ لِيَرَوْهُ ، قَائِلِين : " دَعُونَا نُدَاعِبُ الطِفْلَ الجَدِيدَ زَخَرِيَّا " .
َقَالَتْ أَلِيصَابَاتُ : " لَيسَ اسْمُهُ زَخَرِيَّا بَلْ يُوحَنَّا . وَهُوَ يُحِبُّ المُدَاعَبَة " .
فَقَالَ أَنْسِبَاؤُهَا : " لاَ ، هذِهِ حَمَاقَة ، بَلِ اسْمُهُ زَخَرِيَّا لأَنَّ البِكْرَ يُدْعَى دَائِماً بِاسْمِ وَالِدهِ " .
وَإِذَا بِزَخَرِيَّا يَكْتُبُ رَأْيَهُ لِيَقْرَأُوه . وَكَانَتِ الكِتَابَةُ تَقُول : " إِنَّهُ يُدْعَى يُوحَنَّا " .
وَمَا إِنْ خَطَّ زَخَرِيَّا الكِتَابَة ، مُطِيعاً قَوْلَ المَلاَك ، حَتَّى بَدَأَ يَتَكَلَّمُ مِنْ جَدِيد .
وَرَاحَ زَخَريَّا يَقُصُّ عَلَى الجَمِيعِ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ مَا كَانَ قَدْ جَرَى لَهُ .
َعَادُوا جَمِيعُهُمْ يَتَأَمَّلُونَ المَوْلُودَ الجَدِيد ، مُتَعَجِّبِينَ وَقَائِلِين : " إِنَّهُ حَقّاً طِفْلٌ فَريد ! فَمَتى كَبُرَ يُوحَنَّا سَيَكُونُ لَهُ عَمَلٌ خَاصٌّ يَخْدُمُ بِهِ الله ! " .
خاتمة
" من الكتاب المقدّس " سلسلة قصصيّة من 52 رواية للأطفال . كلّ قصّة قائمة بذاتها ويؤلّف مجموعها الكتاب المقدّس ، أي قصّة حبّ الله للبشر ، في كلّ زمان ومكان .
إن الأعداد ( من 31 إلى 52 ) مقتبسة من العهد الجديد وتخبرنا عن حياة يسوع ابن الله وعن تعليمه . وإن هذه القصص تحدّثنا عمّا فعل يسوع وقال ، وعن الشعب الذي لاقاه . إن كلّ ما نعرفه عن حياة يسوع مدوَّن في الأناجيل الأربعة التي كتبها كلٌّ من متى ومرقس ولوقا ويوحنّا . وكلمة " الإنجيل " تعني البُشرى السعيدة .
إن القصص الأربع الأخيرة من هذا القسم تحدّثنا عن المسيحيّين الأولين الذين ، كما أمرهم يسوع ، أخذوا يكرزون الآخرين بالبشرى الحسنة ، التي ما زالت حكايتها منتشرة في العالم أجمع إلى اليوم .
رواية " طفل إسمه يوحنا " مقتبسة من العهد الجديد ، من الفصل الأول من إنجيل لوقا . فمن زمن بعيد كان الله قد وعد بواسطة أنبياء العهد القديم ، الناطقين الأخصّاء باسمه ، أن يرسل لشعبه مخلِّصاً .
إلا أن الشعب كان في حاجة إلى التهيئة قبل أن يبدأ الله عمله . لذلك أرسل يوحنا يقول للشعب إنّ ملِكاً من عند الله قادم ، داعياً إياهم إلى الإقلاع عن طرقهم والعمل بمشيئة الله .
وقبل أن يولد يوحنّا ، كان الناس على يقين أنه سيكون رجلاً فريداً .
الرواية التالية في هذه السلسلة ( 32 ) وعنونها " عيد الميلاد الأول " تتحدّث عن ميلاد المسيح ، أشهر حدثٍ جرى في العالم ، على ممرّ العصور
أحدث الموضوعات
From Coptic Books
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010
المشاركات الشائعة
- اكلات صيامى بمناسبة بدء الصوم كل سنة وانتم طيبين
- مسابقة فى صورة اسئلة مسيحية
- افكار تنفع مدارس الاحد { وسائل الايضاح }
- الحان اسبوع الالام mp3
- صور تويتى للتلوين
- دراسة كتاب مقدس ... لابونا داوود لمعى
- صور يسوع المسيح ( مصلوب )
- صلوات الاجبية بالصوت mp3
- حصرياً : اعلان نتيجة مهرجان الكرازة & شعار مهرجان الكرازة 2010 Mp3 ومنهج الألحان
- أرشيف الترانيم والمدائح أون لاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.