أول المنتقلين إلى السماء من دير الشايب:الاقصر
الراهب القس:إيليا الشايب : الراهب النارى
+++++++++++++++++++++++++
الراهب القس:إيليا الشايب : الراهب النارى
+++++++++++++++++++++++++
إن هذة النبذة عن حياة هذا القديس تعتبر نقطة فى محيط من حياته لأن حياته كانت مليئة بالثمار والجهـــــــــاد والنسك والتسليم والعطاء والبذل والاحتمال والتسامح ورغم سنينه القصيرة على الارض فقد أعطى ثماراً كثيرة وسيرة هذا القديس أبلغ دليل على أن سيل القديسين لاينقطع وإن سحابة الشهـــود مستمرة حتى فى هذا الزمان الصعب كما أتمنى أن تكون هذه النبذة سبب نعمة لكثيرين خطاة ومؤمنين.
مقدمة
كانت حياة الراهب القس إيليا الشايب سلسلة من آلام الجسد الذى حمله كصليب وإن كان كضعف البشــــــر حزن فى البداية ولكنه فى آخر أيـــــام له على الارض قبل الصليــــــــب بل قال لأحد الرهبـــــان "خلاص - العـــــــلاج مش جايب نتيجة شكلها كدة انى هاموت صلـــى ان ربنا يعطينى توبــــــة" وسافر بعدها إلى القاهـــــرة وعاد إلى الدير جسدا مسجى فى صندوق اثر حادث مؤلم.
نشأته
ولــــد أبونا إيليا فى مركز الوقف محافظة قنا فى 18/12/1963 باسم كرم وكان أبونا إيليا ابناً لرجــــلاً متواضعا محباً للكنيسة والصلاة وظل يجاهد من أجل بناء كنيسة وقضاياها والنزاعات الخاصــــــــــة بها حتى وفاتــــــــــة وهو قـرب الثمانيـــــــــــن من عمـــــــره. يقول أبونا أشعيــاء الشايب "كان فى بدايته الروحية قبل الرهبنة زاهداً فى كل شىء محباً للخدمة والصلــوات وكان يعيش حياة أقرب إلى الرهبنة فكان اختياره غرفة صغيرة متواضعة من منزل العائلـــة تقع بالدور الأرضى بدلاً من العلوى وكان يمدد جسدة على حصيرة بسيطة وكنت دائما "أبونا أشعياء" أجد الكتــب الدينية بجوارة وكان يقيم الصلوات المستمرة فى المساء وكأنه راهب حيث صلوات الاجبية وتسبحة عشية ثم تسبحة نصف الليل وصلاة باكر فكان يبدأ الساعة الثالثـــــة صباحا كما كأنه فى الدير وكان بعد الصلوات والسهر يشرق الصباح يذهب إلى منازل القريـــة ليجمع الاولاد والبنات لعمل مدارس الاحــــد فى منزله حيث لاتوجد كنيسة بالبلدة وظل مستمــــرا على هذا الحال عامين كاملين. وحسده عدو الخير وأهاج علية بعض الاهالى وهددوة بالقتـل أو خطف الأولاد والبنات، فلم ييأس واتجه لإقامة مدارس الاحد فى كنيسة السيدة العذراء بالقلمينا والتى تبعد ثلاثة كيلو مترات. ويقول سليمان الحكيم "رابح النفوس حكيم" هكذا كان أبونا إيليا. ويقول أبونا أشعيــــاء عن كيفية دخوله الخدمة بواسطة أبونا إيليا قبل الرهبنة الاتى: كنت حتـى بداية الفترة الثانوية لاأعرف شيئاً عن الكنيسة وهى فترة حرجة بالنسبة للشباب فأقتادنى الى الكنيســـة وقام بتذكيتى عند نيافة الانبا مكاريوس اسقف قنا لكى يرسمنى شماساً وتم ما أراد وبــــدأ يقتادنى الى الاجتماعات الروحيــة ودراسة الكتاب المقدس ويروضنى على ترك العادات السيئــــــــة شيئاً فشيئاً وبمحبة أقتادنى إلى التوبة. وايضاً استمر أبونا إيليا فى فترة دراسته فى أسـوان يدعو الجميع كل ليلة إلى الاجتماعات الروحية والصلاة فى بيوت الطلبة بمحبتة العجيبة واسلوبــة المميز. كما اسس كثير من خدمات مدارس الاحد فى كثير من القرى وهذه القرى كان لايوجد بها خدمة من قبل وبعض هذة القرى كانت بعيدة وصعبة المواصلات فكان لاينظر بل يقطع المسافة سيراً على الاقدام فى نشاط وحب غريب وكانت المسافة تستغرق أكثر من ثلاث ساعات وكان فرحاً ويشكر اللة وكان يجول يصنع خيراً مثل سيده فى كل مكان لايهدأ ولايفتر وكان الروح القدس يعمل فيه بطريقة عجيبة حتى عن لسان أبونا أشعياء يقول "كان له محبة عجيبة ونشاط غير عادى ولم نكن أحياناً نستطيع أن نجاريه، وعن خدمته فى تلك القرى يتبقى لنا كلمة عن فم ابائنا كهنة تلك القرى "كان لاييأس ويؤدى الخدمة بتفانى غريب وكان من المواقف الجميلة والطريفة ان ابونا إيليا كان يذهب ليجمع الاولاد بنفسه من المنازل، وكثيراً مايجدهم نائمين فكان يدخل بنفسه يوقظهم بل ويـــــداعبهم حتى أن من كان يهرب منه ويكسل ويختبىء تحت السرير احياناً لم يكن ابونا إيليا يتركه بل بحبه وبساطته ينزل تحت السرير ويمسك بهم ويغسل لهم وجوههم ثم يصطحبهم إلى الكنيسة. وهكذا نجد ان حياة أبونا إيليا منذ الصغر كلها للمسيح عملاً بقوله "من أراد ان يخلص نفسة يهلكها ومن يهلك نفسة من أجلى فهذا يخلصها". ولم يكتف أبونا إيليا بكل تلك الخدمة فنظر الى أخيه أبونا أشعياء نظرة ذات معنى وهنا أدرك الاثنان ان اتساع الخدمة قد يشغلهم عن هدف أسمى وهو الالتصاق بالرب اكثر. وانطلق الاثنان معاً الى الرهبنة
حياة الرهبنة
كان أبونا إيليا منذ فجر شبابة يعيش حياة الرهبنة قبل دخوله فيها وكان بالأضافة الى حياة الزهد والصـــلوات عاملاً بالآية المقدسة "اسهروا لانكم لاتعلمون اليوم ولا الساعة التى يأتى فيها ابن الانسان". وكان يقضى خلوات مستمرة فى دير ماربطرس الرسول بقنا او دير الملاك بقمولا وكانت هذة الخلوات دائماً بمفرده وعلى هذا ذهب ابونا أشعياء والمتنيح للاستقرار فى دير معترف به. فبدأوا من دير مارمينا ثم أديرة وادى النطرون إلى ان استقروا فى دير الانبا باخوميوس بمحاجر ادفو لأنه كان يحب المقابر المجاورة للدير فكانت له محبة كبيرة فى ان يقيم بالقرب من القبور متشبها ببعض الاباء الاوائل وقد رأى ابونا أشعياء بنفسه وسمع منه فى بداية اختباراته الروحية أقام بدير الملاك بقلمولا وكان له قبر مقفل بجوار الدير يقيم بجواره أغلب الليـل مصليا ومتأملاً فى نفس الوقت مذكرا نفسة بنهاية الحياة وأباطيلها والمجد المعد لكل نفس تجاهد هناك مع المسيح.
حياته وأعماله وجهاده بالدير
فــــــى بداية حياته فى الدير كان مثلاً يحتذى به فى المواظبة على الصلوات الكنسية والصلوات الخاصة وصلوات التسبحة ونصف الليل وكان أول من ينهض للصلاة الساعة الثالثة صباحاً وكان يكلف نفسه بدق الجرس. ففى بعض الايام ذهب لكى يدق جرس الدير كالمعتاد وهو أسفل برج الجـــــــرس "وكان ارتفاع برج الجرس ثلاثين متراً" واذ فجأة بمطرقة الجرس تسقط فوق رأسه فصــرخ بأعلى صوته "ياست ياعدرا...ياانبا باخوميوس" ووضع يده على رأسة فوجد دماً ينزف بغزارة فحاول ان يستجمع قواه وهو يستند على الحائط لكى يصل الى قــلايتة سقط على الارض ولـم يدر بشىء. اما أخية الطبيب فحاول تنظيف الدم ليكتشف مكان الجرح واذ المفاجأة الكبرى انة لايوجد جرح على الاطلاق.
عجائب الله فى قديسيه
واستمر واصر ان يدق الجرس بنفسه كل ليلة. وفــى احدى الليالى بعد قيام ابونا إيليا بدق الجــــرس والمرور على أبائه واخوته الرهبان توجه للكنيســة لتجهيزها فوجد باب الكنيسة مغلق على غير العادة. فقام ابونا إيليا بدفع الباب بشدة فإذا بخمســة لصوص يحاولون سرقة صناديق النذور وجمعها فى ستر من ستور الهيكل فحاول أبونا إيليا الدخول ولكن لأنه ابن من ابناء الانبا باخوميوس فمد الانبا باخوميوس يده ومنعه من الدخـول لكى لايتعرض لأى سوء من هؤلاء اللصوص.
الرب يحفظك من كل شر
وظل ابونا إيليا ينتقـل من عمل إلى اخر وجدد بيوت الخلوة وساهم فى بناء قلالى الرهبان كما كان له فضل كبير فــى الاعتراف بالدير سنة 1998 وكان له أنشطة كثيرة فى اراضى الدير وانشاء السور وعمل الاباركة ومزرعة المـــــواشى لكن لعدم كفاية الوقت لاأستطيع ذكرها ولذلك لقب بالراهب النارى.
حياة الوحدة
كان محباً وعاشقاً للوحدة فكلما اراد الاتجاه الى الوحدة والعزلة ذهب لدير الانبا باخوميوس وكانت له عشرة مع أحد الاباء المتوحدين على بعد كيلومترات من الدير. واختار ابونا إيليا قلاية قريبـــــة من هذا الاب "اجنبى الجنسية" وكان ينوى حياة الوحدة بجواره ولكن كان قرار السماء أسرع من هذا القرار
إكليل المرض
إحتمل أبونا إيليا اكليل المرض بمراحله المختلفة فكان فى البداية يعانى من الام حساسية بالصدر والام مبـرحة بالاسنان ثم اصيب بأنزلاق غضروفى فلم يتذمر، وعندما كان احد الرهبان يقول له "يا ابونا صحتك محتاجينها لصلواتك ومطانياتك" كان ينكر نفسه ويقول "انا مكنش انفع راهب. واية يعنـــى المرض مهوا ابونا بيشوى كان عنده سرطان" فلم يجد رداً على كلامه. وبعد شهور قليلة اصيب بفيـروس سى النشط فى الكبد ففرح جداً بهذا الصليب الذى لم تقل الآمه عن الآم السرطان وبالرغم من الآم المبرحة التى كان يعانيها عندما يأخذ الحقنة الاسبوعية لم يكن يستسلم لها وما هى الا ساعات قليلة إلا ويخرج من قلايته متحاملاً على نفسه لكى ينفذ قانونه ويتابع اعماله فرحاً شاكراً وكانت له ابتسامة مطمئنة يخفى بها ألامة فكان يحمل الجميع فى آلامهم ولم يدع أحد يتألم معه. وبالرغم من طول فترة المرض لحوالى ثلاث سنوات إلا انه عندما طلب منه ابونا أشعياء ان يصلى الى الرب طالباً الشفاء كان يتمثل فى رده بابينا بيشوى كامل قائلاً "كيف اطلب من الرب ان يــرد امرا سمح به. انا سوف اطلب قوة الاحتمال". قد احتملت ولك صبر وتعبت من اجل اسمى ولم تكل.
الرحلة الاخيرة
فى الايام الاخيرة كانت الاحداث محيرة عندما نربط بينها فهل كان أبونا إيليا يعلم بقرب نهاية رحــــلته؟؟؟!!! أم انها أحداث لتعــــــزينا بعد أنتقاله؟! لســــــنا نعلم ولكن لنرى هذه الاحداث. تعود ابونا إيليا ان يسافر بصحبة سائقه "الحاج عبد الحميد" ولكن هذه المرة اخبره انه لن يسافر معه وانه سوف يسافر سفراً طويلاً جداً. ابقى انت لزوجتك واولادك. كان ابونا إيليا فى اليوم السابق للحادث وهو الخميس 6/11/2003 عائداً من دير مارمينا بمريوط حوالى الساعة 8 مساءاً وبقى بالمقر حتى الثانية صباحاً بصحبة ابونا رويس حيث كان ينوى السفر لدير الانبا انطونيوس لعمل القداس باكراً فما حدث انه لاول مرة يخرج من قلايتة بالمقر ويغلقها بالمفتاح وياخذ المفتاح معة ويطلب من ابونا رويس ان يوصلة الى السيارة وفى دهشة ابونا رويس ودعة ابونا إيليا قائلاً "هذا هو اللقاء الاخير بيننا ولن ترانى ثانية". فودعه وصلى معه الصلاة الربانية وانطلق أبونا فى رحلته. كان أبونا إيليا على إتصال فى هذه الليلة بأحد أقاربه حوالى الثانية صباحاً وقال له "انا متجة لدير الانبا أنطونيوس" وطلب منه ان يتابعة على التليفون وما هو الا وقت قصير حتى يتصل هذا الشخص ويرد عليه احد رجال الشرطة ويبلغه ان أبونا إيليا سافر الى السماء اثر حادث أليم بالسيارة وعليه ان ياتى ليستلم الجثمان. والأعجب من هذا انه كان يصرح لكل احبائه واخوته الرهبان انة سوف يراهم يوم السبت بالدير وانة سوف يقام قداس خاص يصلونه معه. كما اتصل هاتفياً بأمه واخته واخبرهم بضرورة حضورهم للدير، وعندما اعتذروا قال لهم "هذا القداس خاص جداً لكم" وهذا ما حدث فعلاً وقد رحل ابونا إيليا من عالمنا فجر يوم الجمعة 7/11/2003 وفشلت كل محاولات الدير لاحضار الجثمان فى نفس اليوم وكان اول حجز على طائرة اوصلته الدير فى الساعات الاولى من يوم السبت وكأن السماء تصدق على اخر اقوال ذلك البار ولكى يتعزى كل محبيه فلقد وصل الدير جثمانا صامتاً ورأى الكثير من الناس حمام أبيض يرفرف على الدير عند وصوله وكأن السماء تحتفل بأنضمام عريس جديد لها الى صفوف القديسين.
السلام لك ايها الراهب الروحانى يا من عشت على الارض كسفير من السماء ثم رحلت الى عالم البقاء لتواصل الصلاة والتسبيح والخدمة على المذبح المقدس السماوى فى حضرة ملك الملوك ورب الارباب.سلام لروحك المقدسة وسيرتك المباركة الطاهرة سلام لابوتك الحانية ورعايتك الساهرة وحكمتك الروحانية. اذكرنا فى صلواتك امام العرش الالهى.
`17` amen remember us in your prayers
It was very short journey but at the same time it was full of blessings of our Lord, and savior Jesus Christ
Thank you Hazem, may God bless you richly
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.