نمل يطعم الفقراء

كان قانون يهودى قديم اصدره سليمان الحكيم بان يوهب كل القمح المخزون فى عشش النمل للفقراء .فلو علمت ان فى ذلك الوقت كان يزيد عدد الفقراء عن الاغنياء اضعافا اضعافا لتعجبت من هذا القانون الذى يفترض ان النمل قادر ان يطعم جميع فقراء المملكه .. ولكن فى الحقيقه ان هناك سرا وراء هذا القانون ترى ما هو ..؟
هناك انواع عديده من النمل منها نمل الحصاد الذى يقوم فى المناطق شبه الاستوائيه بجمع حبوب الذره الرفيعه وغيرها من الحبوب ويخزنها فى باطن الارض ويختزن النمل كل هذا المخزون الهائل فى فتره الصيف فقط ..ويقوم بهذه العمليه طبقه من النمل تسمى الشغالات وهى الطبقه العامله وتختلف عن الملكات التى وظيفتها وضع البيض اما الذكور وظيفتها تلقيح الملكه..والشغلات انواع جنود.شغلات الحصاد.ونوع للعنايه بلصغار واخرون للاهتمام بشئون المالكه بل انا هناك شغالات وظيفتها تربيه الماشيه.لعلك الان قد زالت دهشتك من قانون سليمان الحكيم.. لقد قال ايضا عن النمل فى سفر الامثال .اذهب الى النمله ايها الكسلان وتامل طرقها وكن حكيما .التى ليس لها قائد او عريف او متسلط وتعد فى الصيف طعامها وتجمع فى الحصاد اكلها الى متى تنام ايها الكسلان.ربى اجعلنى كمثل نمله واحده فى تعبها للبحث عن طعامها اما انا فاجعلنى كمثل طاقتها فى البحث عن حياتى الابديه `17`
كتب ابونا انطونيوس فكرى فى تفسير سفر التكوين
بما معناه
ان الله يعمل
فما بالك بنحن
التعب مش بيجى من الشغل كما ان الجسد لا يتعب
التى تتعب هى النفس
ان كانت النفس مع الله فلن يكون تعب من العمل بل فرح فى العمل من اجل الاخرين
اشكرك يا ميرنا

بالطبع إن الجسد يتعب و الذى يتعب فى الجسد الأعصاب و العضلات من كثرة العمل. و لذلك كان يعمد القديسيون لإجهاد الجسد بالعمل اليدوى حتى لا يكونوا عرضة للحروب الشيطانية و الشهوات الجسدية. و التعب الجسدى موجود بالكتاب المقدس فى سفر التكوين كعقوبة لآدم فضلاً عن تعبه النفسى و الروحى حينما قال له الله "بالتعب تأكل منها (الأرض) كل ايام حياتك" (تك 3 : 17). و القانون الأول لنيوتن عن الطاقة يقول "أن الطاقة لا تخلق و لا تفنى، و لكنها تتحول من صورة إلى أخرى". و لهذا كان القديسون يتعبون أجسادهم حتى تتحول طاقة الشهوات إلى طاقة عمل أو طاقة صلاة. و لكن نبع الطاقة محدود و يجب تجديده بالنوم أو الراحة. فمهما وصلت درجة القداسة لإنسان فهو لا بد أن يتعب فى النهاية و ينام و لو قليلاً.

و لكن ليس هذا المقصود فى معنى "اما الروح فنشيط و اما الجسد فضعيف" (مت 26 : 41). المقصود هنا هو السهر و اليقظة الروحية، و ليس السهر الجسدى. و لقد إستغل رب المجد يسوع المسيح نعاس التلاميذ ليحذرهم من التجارب التى سيواجهونها، فالطريق للغلبة على التجربة هى السهر و الصلاة. و السهر معناه أن تكون منتبها و مستعداً و متيقظاً لاحتمالات التجربة، و مرهف الحس لحيل الشيطان، و على إستعداد روحى لمحاربتها.

إغلق الباب و حاجج فى دجى اليل يسوعا
وأملأ الليــــل صلاة و صراعـاً و دموعا

`17`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010