الشباب والمجتمع ..الانبا موسى

تصور البعض أن المسيحية هي ديانة أخراوية فقط , أي انها تهتم بالسماء والأبدية فقط ولا تشعر بإلتزمها الإجتماعي ودورها في المجتمع , والحقيقة أن سبب هذا التصور هو ما حدث في بعض البلاد التي كانت تسمي بالمسيحية مثل روسيا وغيرها .. حينما دخلتها الشيوعية لفترة ثم أنحسرت .. والحمد لله .

لقد كانت الكنيسة ورجال الدين غائبين عن ساحة الخدمة الأجتماعية , والإحساس بالفقير والجائع والمطحون , وقد كان التطور الطبيعي أن يتصور الثوار أن المسيحية هي التي علمتهم ذلك حتي أن ماركس تصور أن الدين هو افيون الشعوب بمعني أنة المخدر الذي يتعاطاه الفقير والمطحون . بتشجيع من رجال الدين الأغنياء والقادرين , لكي يظلوا راضين بحالهم المأساوي منتظرين المكافأة والراحة في السماء .. لكن السيد المسيح علمنا أن نهتم بالأرملة والفقير والمظلوم .. " من يرحم المساكين فطوبي له" + أم 21:14+ "من يرحم الفقير يقرض الرب ومن معروفة يجازية " +أم 17:19+ " الملك الحاكم بالحق يثبت كرسية إلي الأبد " + أم 12:29+ .

1- المسيحية والعمل الإجتماعي :

إن الرب يسوع نفسة بعد أن تحدث إلي الشعب حديثاً مستفيضاً , ورأي أنهم جاعوا قال لتلاميذة " أعطوهم أنتم ليأكلوا .... وأشبع الجموع حتي لا يخوروا في الطريق " + مت14:14-21+ .

ومع أنة ركز علي الكلمة الإلهية لحياة الإنسان إلا أنة لم يلغ الخبز فلهذا قال " ليس بالخبز وحدة يحيا الإنسان , بل بكل كلمة تخرج من فم الله " + مت 4:4+ .

إن الرب يسوع المسيح لم يهم أبداً حاجات الإنسان من الطعام والشراب بل أكد أنه سيعطينا كل ذلك دون أن نطلب . ورفع أبصارنا الروحية إلي غذاء روحي ليتكامل الغذاء الإنساني : الروحي والجسدي , فالإنسان روح وجسد فلهذا قال لنا " أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها ( أي الأمور المادية والأرضية ) تزاد لكم " + مت 33:6 + وإن كان الرب يوصينا " إن جاع عوك فاطعمه ولإن عطش فإسقه "+ رو 20:12+ .

فكم بالحري تكون مشاعرنا حينما نري أخوتنا في الوطن في حاجة إلي لقمة خبز أو شربة ماء .. " فكل ما تفعلونه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم " + مت40:25+ " كأس ماء بارد لا يضيع أجره " + مت 42 :10+ .

إن المسيحية تتسامي بالروح دون إهمال الجسد . لهذا قال الرسول بولس " لم يبغض أحد جسدة قط , بل يقوتة ويربية " + أف 29:5+ كما أن لمسيحية توصينا علي أخوتنا المحتاجين " من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشائة عنة فكيف تثبت محبة الله فيه " + 1يو 17:3+ . " إن كان أخ أو أخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهم أحدكم : امضيا بسلام , استدفئا وأشبعا ولكن لم تعطوهم حاجات الجسد فما المنفعة " + يع15:2,16+ لهذا جاءت الوصية شاملة " فلنعمل الخير للجميع ..." + غل 10:6+ إن السيد المسيح لم يمزق الإنسان وكلا العملان : الروحي ( كالوعظ والرعاية ) والإجتماعي ( كخدمة إحتياجات الجسد ) , عملا مسيحيان من الدرجة الأولي ... لهذا فالآب الكاهن يهتم بكل زوايا الإنسان , وإن وزع الخدمات علي إناس مختلفين , لكنهم يحبوا أن يكونوا دائماً متكاملين ش. ويكفي أن نعلم أن الرسل اأختاروا أناساً مملوئين بالروح القدس لخدمة الموائد " فانتخبوا أيها الأخوة سبعة رجال منكم مشهودا لهم ومملؤين من الروح القدس وحكمة فنقيمهم علي هذه الحاجة " + أع 3:6+ ... أي رعاية الأرامل والأيتام والفقراء .

2- دور المسيحي في المجتمع :

الإنسان المسيحي له دوره في المجتمع . فالرب لم يقل لنا . أنتم نور الكنيسة بل قال " أنتم نور العالم " + مت14:5+ , ولم يقل لنا أنتم ملح المسيحيين , بل قال " أنتم ملح الأرض " + مت5:5+ ...

والرسول بولس يقول " نسعي كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا " + 2كو 20:5+ بل أن الرب قال لنا

" فليضئ نوركم إذاً قدام الناس لكي يروا أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السموات " +مت16:5+

المسيحي إذاً :-

نور ....... ملح ....... سفير

1- نور :

بمعني أنة يضئ للجالسين في الظلمة فالنور الذي في أعماقة يهزم الشر والخطيئة في المجتمع . إذاً فهو ذو دور مزدوج : القدرة علي هزيمة الظلام والدنس , ونشر القداسة والنور . الإنسان المؤمن إنجيل متحرك ورسالة معروفة ومقروءة من جميع الناس " أنتم رسالتنا مكتوبة في قلوبنا معروفة معروفة ومقروءة من جميع الناس " + 2كو2:3+ .

2- ملح :

بمعني أنة أبيض نقي وقادر أن يذوب في العالم دون أن يضيع .. فالملح يذوب في الطعام ويختفي ولكنة أبداً لا يضيع ... وكما أ، المكلح يحفظ الطعام من الفساد , كذلك المؤمن يحفظ المجتمع من الفساد بقدوتة الطيبة ... أما إذا فسد الملح , أي إذا إنحرف المؤمن فبماذا يملح , سيداس من الناس فعلاً " أنتم ملح الأرض ولكن إن فسد الملح فبماذا يماح لا يصلح بعد لشئ إلا أن يطرح خارجاً ويداس من الناس " + مت 13:5+ .

3- سفير:

فكما أن السفير جنسيتة غريبة ولغتة غريبة ووطنة وطن أخر وهوز محب لوطنة الأرضي هناك وطنة السماوي , وجنسيتة السمائية ولغتة تكون لغة السمائيين " نسعي كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا " + 2كو 20:5+ .. إن جسد في العالم ولكن قلبة في السماء .. يحيا في العالم دون أن يحيا العالم فيه " صلب العالم لي وأن للعالم " + غل 14:6+ يقدم صورة المسيح وسلوكياتة ويكون خير سفير له أثناء حياتة اليومية علي الأرض وكما يعبر السفير تعبيراً جياً عن بلده مقدماً صورة حسنة وسلوكيات مثالية هكذا تلميذ السيد المسيح يجب أن يقدم للعالم معاملات كلها خير وحب وسلام . معبراً عن صورة سيده " بهذا يعرف الجميع أنكم إن كان لكم حب بعضاً لبعض " + يو 35:13+ `16`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010