تأملات في سفر الرؤيا

1ثُمَّ وَقَفْتُ عَلَى رَمْلِ \لْبَحْرِ، فَرَأَيْتُ وَحْشاً طَالِعاً مِنَ \لْبَحْرِ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى قُرُونِهِ عَشَرَةُ تِيجَانٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ \سْمُ تَجْدِيفٍ. (رؤيا 13)



أستخدم الكتاب المقدس كلمة البحر في مواضع كثيرة بصورة رمزية فهو -علي سبيل المثال لا الحصر- يرمز الي :



1- ملذات العالم الارضـي : حيث يتم تشبية ماء البحر بما يقدمة العالم للانسان من متع وملذات دنيوية فمثل هذة المتع والملذات تبدو لمن يطلبها كما تبدو الماء لعين العطشان الذي يتوهم بانة سوف يرتوي منها وهو لايعلم انها مياة مالحة لاتروي ولاتطفئ من ظمأ وهذا المعني هو الذي يقصدة السيد المسيح لة المجد بقولة للمرأة السامرية :

«كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا \لْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. 14وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ \لْمَاءِ \لَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى \لأَبَدِ بَلِ \لْمَاءُ \لَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ». (يوحنا 4)



2- مملكة ومسكن الشيطان : والتي يرمز لها الكتاب المقدس أيضا بالهاوية التي تترادف مع كلمة البحر وذلك باعتبار أن الهاوية تمثل قاع البحر الذي ينخفض الي أعماق سحيقة قد تصل في بعض الاحيان الي عشرات الكيلومترات تحت سطح الارض لذلك نجد أشعياء النبي يربط بين التنين الذي هو الشيطان وبين البحر وذلك بالعدد الاول من الاصحاح السابع والعشرون :

1فِي ذَلِكَ \لْيَوْمِ يُعَاقِبُ \لرَّبُّ بِسَيْفِهِ \لْقَاسِي \لْعَظِيمِ \لشَّدِيدِ لَوِيَاثَانَ \لْحَيَّةَ \لْهَارِبَةَ. لَوِيَاثَانَ \لْحَيَّةَ \لْمُتَحَوِّيَةَ وَيَقْتُلُ \لتِّنِّينَ \لَّذِي فِي \لْبَحْرِ. (أشعياء 27)



3- محاربات الشياطيـن : فكما أن الانسان لايستطيع عبور البحر بمفردة مهما كانت درجة اجادتة للسباحة فهكذا ايضا محاربات الشياطين الروحية للانسان الذي لايستطيع ان يحقق الانتصار فيها بمفردة وبدون الاعتماد علي قوة المسيح المحيية الذي هو سفينة النجاة من التجارب لكل من يلتجأ الية.



v تتكامل وتتضح هذة التشبيهات الرمزية السابقة للبحر أمامنا بالأكثر عند التأمل في معجزات السيد المسيح كرب وإلة فهو الوحيد الذي لة السلطان أن يمشي علي ماء البحـر :

25وَفِي \لْهَزِيعِ \لرَّابِعِ مِنَ \للَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى \لْبَحْرِ. (متي 14)



v وهو الوحيد أيضا الذي لة القدرة أن يأمر الرياح فتسكت وأن ينتهر البحر فيهدأ :

23وَلَمَّا دَخَلَ \لسَّفِينَةَ تَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. 24وَإِذَا \ضْطِرَابٌ عَظِيمٌ قَدْ حَدَثَ فِي \لْبَحْرِ حَتَّى غَطَّتِ \لأَمْوَاجُ \لسَّفِينَةَ وَكَانَ هُوَ نَائِماً. 25فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَأَيْقَظُوهُ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ نَجِّنَا فَإِنَّنَا نَهْلِكُ!» 26فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي \لإِيمَانِ؟» ثُمَّ قَامَ وَ\نْتَهَرَ \لرِّيَاحَ وَ\لْبَحْرَ فَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. 27فَتَعَجَّبَ \لنَّاسُ قَائِلِينَ: «أَيُّ إِنْسَانٍ هَذَا! فَإِنَّ \لرِّيَاحَ وَ\لْبَحْرَ جَمِيعاً تُطِيعُهُ». (متي 8)



v لذلك يهتم سفر الرؤيا عندما يتحدث عن أورشليم السمائية أن يذكر لنا صراحة عدم وجود البحر فيما بعد في إشارة واضحة ترمز الي عدم وجود الشيطان :

1ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً، لأَنَّ \لسَّمَاءَ \لأُولَى وَ\لأَرْضَ \لأُولَى مَضَتَا، وَ\لْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ. (رؤيا 21)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010