الصوم الكبير

الصوم الكبير
" عن كتب قداسة البابا شنوده "
الصوم الكبير عبارة عن ثلاثة أصوام :-
+ الأربعين المقدسة في الوسط
+ يسبقها أسبوع إما أن نعتبره تمهيدياً للأربعين المقدسة أو تعويضاً عن أيام السبوت التي لا يجوز فيها الانقطاع عن الطعام .
+ يعقب ذلك أسبوع الآلام وكان في بداية العصر الرسولى صوماً قائماً بذاته غير مرتبط بالصوم الكبير .
+ والصوم الكبير أٌقدس أصوام السنة :-
وأيامه هي أقدس اصوام السنة ويمكن أن نقول انه صوم سيدي لان سيدنا يسوع المسيح قد صامه وهو صوم من الدرجة الأولى إن قسمت أصوام الكنيسة إلى درجات .
+ هو فترة تخزين روحي للعام كله
+ فالذي لا يستند روحياً من الصوم الكبير من الصعب أن يستفيد من أيام أخرى أقل روحانية والذي يقضى أيام الصوم الكبير باستهانة من الصعب عليه أن يدقق في باقي أيام السنة.
+ حاول أن تستفيد من هذا الصوم في الحانه وقراءاته وطقوسه وروحياته الخاصة وقداساته التي تقام بعد الظهر .
+ ولاهتمام الكنيسة بالصوم الكبير جعلت له طقساً خاصاً :
+ فله الحان خاصته وفترة انقطاع اكبر وله قراءات خاصة ومردات خاصة وطقس خاص في رفع بخور باكر ومطانيات خاصة في القداس قبل تحليل الخدام نقول فيها ( اكلينومين تاغو ناطا ) .
+ ولهذا يوجد للصوم الكبير قطمارس خاص كما أنه تقرأ فيه قراءات من العهد القديم وهكذا يكون له جو روحي خاص .
+ وان كان السيد المسيح قد صام هذا الصوم عنا : وهو في غير حاجة إلى الصوم فكم ينبغي أن نصوم نحن عن أنفسنا ونحن في مسيس الحاجة إلى الصوم لكي نكمل كل بر كما فعل السيد المسيح ومن اهتمام الكنيسة بهذا الصوم إنها تسمية الصوم الكبير .
الصوم الكبير
+ فهو الصوم الكبير في مدته والكبير في قدسيته :
انه اكبر الأصوام في مدته التي هي خمسة وخمسون يوماً وهو أكبرها في قدسيته لأنه صوم المسيح له المجد مع تذكار آلامه المقدسة .
+ لذلك فالخطية في الصوم الكبير أكثر بشاعة :
حقاً إن الخطية هي الخطية ولكنها أكثر بشاعة في الصوم الكبير مما في باقي الأيام العادية لان الذي يخطئ في الصوم عموماً وفى الصوم الكبير خصوصاً هو في الواقع يرتكب خطية مزدوجة : بشاعة الخطية ذاتها ويضاف إليها الاستهانة بقدسية هذه الأيام ، إذن هما خطيئتان وليس واحدة.
فلنهتم نحن أيضاً بهذه الأيام المقدسة :
+ إن كنا لا نستطيع أن نطوى الأيام صوماً كما كان يفعل السيد المسيح له المجد فعلى الأقل فلنسلك بالزهد وبالنسك الذي نستطيع أن نحتمله .
+ وان كنا لا نستطيع أن ننتهر الشيطان ونهزمه بقوة كما فعل الرب فعلى الأقل فلنستعد لمقاومته ولنذكر ما قاله القديس بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين معاتباً " لم تقاوموا حتى الدم مجاهدين ضد الخطية " ( عب12: 4)
+ مفروض إذن أن يجاهد الإنسان حتى الدم في مقاومة الخطية .
+ كم صوم كبير مر علينا في حياتنا بكل ما في الصوم الكبير من روحيات ؟ لو كنا نجنى فائدة روحية في كل صوم فما حصاد هذه السنين كلها في أصوامها الكبيرة التي صمناها في باقي الاصوام الأخرى أيضاً .
+ إن المسألة تحتاج إلى جدية في الصوم والى روحانية في الصوم ، ولا نأخذ الأمر فى روتينية .
+ مركز الصوم في الحياة الروحية :
للصوم مكانة خاصة متميزة في الحياة الروحية عامة ، نلمس ذلك من مسلك رجال الله سواء في العهد القديم أو العهد الجديد وأقوالهم ، يؤكد كل ذلك تكريم الرب يسوع له سواء بممارسته له أو بأقواله عنه ، وفى رأى بعض القديسين أن جهاد الصوم ينبغي أن يتقدم كل الجهادات الأخرى في الحياة الروحية ، لأنه هو الذي يمهد لها الطريق فما لم يخضع الجسد ويلجم فان الإنسان يجد نفسه مشدود وبرباطات كثيرة تعوقه عن حياة الانطلاق الروحي وفى ذلك يقول ماراسحق العظيم في العارفين " كل جهاد ضد الخطية وشهواتها يجب أن يبتدئ بالصوم خصوصاً إذا كان الجهاد يسبب خطية داخلية وها نحن بفرض لمكانة الصوم .
( أولاً ) في العهد القديم .

بالأمثال والأقوال عن الصوم نقرأ عن كثير من رجال الله إنهم صاموا وعملوا أعمالاً عظيمة :-
+ موسى النبي بعد ما صام أربعين يوماً استحق أن يعاين الله ويخاطبه بدالة ويتقبل من يده الناموس المكتوب بأصبعه تعالى .
+ إيليا بعد ما صام أربعين يوماً تشرف بمشاهدة الله وأقام قوة وفتح السماء .
+ استير بالصوم أبطلت قضية الموت عن شعبها ( أش4: 16) .
+ دانيال كان عاكفاً على الصوم حين ترائى له الملاك جبرائيل وكشف له أسرار الله .
+ يهوديت كانت تصوم كل أيام ترملها ووضعت على حقويها مسحاً ( يهوديت 8: 5،6)
+ ونحميا لما سمع أخبار أخوته الذين في أورشليم وأحوالهم المحزنة وان سور أورشليم مفهوم وأبوابها محروقة بالنار . ناح وصام وصلى أمام الله. (نح 1: 4).
+ وحنة النبية عاشت أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة باصوام وطلبات ليلاً ونهاراً (لو2: 37).
+ أما داود النبى والملك فقال " أذللت بالصوم نفسي " (مز35: 13).
+ أما من الاصوام الجماعية فأمامنا نموذج عجيب في صوم شعب مدينة نينوى ( يونان3: 5-10) وصام بني إسرائيل في حربهم مع بني بنيامين (قض20: 26) وصوم الشعب أيضا في زمن صموئيل النبي ( 1صم7: 6) وقد نادى يهوشافاط الملك بصوم في كل يهوذا عندما قام عليه المؤابيون والعمونيون (2أى 20: 3) وعزرا وهو في طريقة إلى أورشليم نادى في كل الشعب الذي معه بصوم ويقول " وناديت هناك بصوم فصمنا وطلبت ذلك من إلهنا فاستجاب لنا (عز8: 21، 23)
(ثانيا) في العهد الجديد :-

لذلك لم يبطل في المسيحية بل أن الرب يسوع نفسه اظهر لزومه وفاعليته لحياة كل المؤمنين باسمه حينما صام أربعين يوماً وأربعين ليلة. قطعاً لم يكن الرب فى حاجة الى أن يصوم لكن صام عن البشرية أو صامت البشرية فيه باعتباره آدم الثانى .
+ وحينما سأله تلاميذ يوحنا " لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيراً وأما تلاميذك فلا يصومون " كان جوابه هل يستطيع بنو العرس ان ينوحوا اما دام العريس معهم ولكن ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون " مت9: 14، 15 " .
+ ثم تكلم فى عبارة جامعة مانعة حينما قال " هذا الجنس لا يخرج بشيء إلا بالصلاة والصوم " ( مر9: 29 ) .
+ ونرى له اثر الصوم وممارسته واضحة في كنيسة العهد الجديد بعد أن حان الوقت الذي تتم فيه قول سيدها ومعلمها " حين يرفع العريس ( المسيح ) حينئذ يصومون " .
+ لقد تكلم كاتب سفر الأعمال من صوم كنيسة انطاكية ( أع13: 3) وعن صوم كان قد انقضى ( أع27: 9 ) وفى الطريق إلى ايطاليا حينما كان القديس بولس معتاداً إليها وهاج البر جداً حتى فقد من السفينة رجاءهم في النجاة صار " صوم كثير " ( أع27: 21) .
+ ولقد تكلم القديس بولس فى أكثر من موضع فى رسائله عن الصوم فيقول " في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام الله في ضيقات في شدائد ... في اسهار في اصوام " ( 2كو6: 4، 5 ) .
وفى مرة أخرى يقول " في اصوام مراراً كثيرة " ( 2كو11: 27 ) .
( ثالثاً ) في حياة أباء الكنيسة :-
أهمية الصوم ومكانته واضحة فى حياة وأقوال قديسي الكنيسة الجامعة شرقاً وغرباً سواء كانوا خداماً أو نساكاً ، أن التاريخ ملئ بنماذج جبارة لرجال الله الذين وصلوا إلى درجات عالية فى القداسة عن طريق الصوم . وإن كافة القديسين بلا استثناء مارسوا الصوم وبرعوا فيه بعد أن ادركوا فوائده ودونوا لنا إختباراتهم عنه فى كتاباتهم ورى بعض هؤلاء القديسين
من فرط تعلقهم بالصوم " الصوامين " .
+ فالقديس باسيليوس الكبير :- رئيس اساقفة قيصرية الذى قيل ان اللحم لم يطبخ فى مطبخة طوال مدة رئاسته الدينية ويقول ايضاً " لقد ضبط الصوم قوة النار وسد أفواه الاسود مشيراً الى الثلاثة فتية فى آتون بابل ودانيال فى جب الاسود .
+ القديس يوحنا ذهبى الفم : بطريرك القسطنطينية الذى كان طعامه فى مدة بطريركيته من الدشيشة ( القمح المبلول ) يحدثنا عن الصوم حديثا رائعاً فيقول أى برهان يدلنا على محبة الصوم لجنسنا ؟ كيف انه يحارب عنا أعداءنا وأنقذنا من آسرهم ويوصلنا إلى حريتنا الأصلية .
+ القديس امبروسيوس أسقف ميلان : يقول مشيراً إلى صوم الأربعين المقدسة إن كان بريئا من كل خطية ( السيد المسيح ) صام أربعين وماً وأنت أيها الخاطئ تكره هذا الصوم وتأباه .
+ القديس جيروم : يقول " الرب نفسه قدس عماده بصوم لمدة أربعين يوماً وعلمنا أن أقسى الشياطين لا تقهر إلا بالصلاة والصوم .
+ ماراسحق السريانى : يقول " الصوم هو طريق الله المقدس وهو تقويم كل الفضائل بداية المعركة جمال البتولية حفظ العفة أو الصلاة نبع الهدوء معلم السكوت يشير الخيرات " .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010