لا ينعس حافظك ..

لا ينعس حافظك ... (مز 121 : 3 )
فى احد المنازل القديمة بالإسماعلية كانت الجارات تسمع صوتا جميلا لأم تعلم اصغر ابنائها ترنيمة " حيث قادنى أسير " و كان الطفل يعشق سماع هذه الترنيمة بصوت امه العذب و خصوصا عندما يشن العدو الغارات المخيفة أثناء العدوان الثلاثى عام 1956 و تطفأ انوار البيوت .. و لم يعرف الطفل كيف يعبر عن احساسه بالسلام و الطمائنينة و الفرح عندما يرتمى فى حضن امه سوى بتقبيلها قائلا : "صوتك حلو قوى يا ماما " و كان يسعد بترديد ترنيمته المفضلة كل صباح فى طريقه إلى المدرسة .
مرت الايام و السنون و كان الطفل ينمو فى القامة و النعمة حتى تخرج فى كلية الهندسة بتقدير جيد جدا
و لم يجد من البشر اعز عليه من امه كى يخبرها بهذه المفأجاه السارة فاستقل جرجس اول وسيلة مواصلات اقلته من القاهرة حتى وصل فاتحا الباب مسرعا الى فراش امه يوقظها قائلا: " ماما ، انا نجحت بتقدير جيد جدا "
لم تعلم الام ان كانت فى حلم ام علم فالفرحة فرحتان : مجرد رجوع الابن الى بلده و تخرجه بتقدير مشرف ، احتضنت الام ابنها قائلة : " شرفتنى يا باشمهندس و رفعت راسى " و اخذت الام التقية ابنها و وقف الاثنان يصليان امام صورة للسيد المسيح و هو يحمل خروفا صغيرا ، تماما مثلما كانا يفعلان منذ طفولته .
و بعد ايام قلائل كان خبر اندلاع حرب 67 يملأ البلاد ، و بينما الشاب المجند جرجس يستعد للرحيل لتسليم نفسه فى ارض المعركة لم يكن يفكر فى شئ سوى امه الحبيبة التى سيفتقدها كثيرا ، و لكنه وجد منها ما اعتاد عليه من شجاعة الايمان و هى تودعه فى ثبات مذكرة اياه بالآيات التى تملأ القلب سلاما .
كان جرجس يعلم ان الحرب بالنسبة له خبرة جديدة صعبة سوف يخرج منها مختبرا كيف ان الله يقود شعبه فى موكب النصرة ، حتى لو على سبيل الهزيمة الوقتية أهون عليه من الهزيمة الابدية
كتبت الام لابنها الكثير منن الخطابات تشجعه و تدعو له فى الايام العصيبة و كان هو ايضا ينتظر خطاباتها بفارغ الصبر و فى احدى رسائلها ، افتتحت الام كلامها بالآية التى تقول : " لا ينعس حافظك ، انه لا ينعس و لا ينام حافظ إسرائيل " و اثناء التفتيش على الخطابات قبل تسليمها للجنود وجدت كلمة "إسرائيل" هذه و ما هى الا ساعات قليلة حتى كان جرجس قد استدعى الى التحقيق !
و كان يتساءل " ليه ؟ هو انا عملت ايه ؟ حتى مثل بين يدي المحقق العسكرى الذى اطلعه على خطاب والدته و عليه الآيه مثار الشك .
لم يستغرق الامر اكثر من عدة دقائق وجد الجندى الشاب نفسه بعدها فى الزنزانة !
" ما هذا يا رب أترفعنى أم تكدرنى ؟ أتسندنى ام تكسرنى ؟؟ ارجوك يا رب لا تسمح لى بالبهدلة يكفينى الحرب
و ما نمر به من ضغوط نفسية صعبة الآن ان موضع شك بسبب كلمة من مزاميرك .. هل ستتركنى ؟

و لكنه سرعان ما مسح دموعه متذكرا وصايا امه فوقف يصلى ، و يرنم ترنيمة التسليم التى علمتها له .
" سامحنى يا رب أن اسف ! لكن انت تعلم انى اناء خزفى ضعيف سهل الكسر عندما تضغط على التجارب .. ساعدنى ! اسندنى فاخلص ! يا رب يسوع المسيح اعنى ، يا رب يسوع المسيح ارحمنى انا الخاطى " و بينما جرجس يصلى ، اذا بالحارس يناديه لجولة اخرى من التحقيق :
الحارس : ها لسه بتقول انها آية من الكتاب المقدس
جرجس : صدقنى ...
الحارس : مش هى دى الاية اللى فى كتاب المزامير ؟ أبقى خللى والدتك المرة الجاية تكتب رقمها علشان تسهلها علينا .. يللا استعد عشان ترجع الكتيبة بتاعتك !
و بينما جرجس يلملم شتات نفسه المبعثرة و يحاول ان يرفع قلبه بالشكر للـه ، كان المسئول يحاول عبثا الاتصال بكتيبة جرجس حتى يخبرهم بنتيجة التحقيق استعدادا لرده اليهم مرة اخرى .
و مع صعوبة اجراء الاتصال بكل الوسائل ، اخذ يستعلم من قيادة العمليات عن موقع الكتيبة المطلوبة .. و كانت المفاجأة الكبرى :
لقد هاجمها العدو بشراسة من ساعة و مات كل من فيها ؟ !
لا تعليق سوى الاية الاتى كتبتها الام التقية لأبنها : " هوذا لا ينعس و لا ينام حافظ إسرائيل "
`17` كل الاشياء تعمل معا للخير `17`
معاك حق يا weta
كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله (رو 8 : 28 )
سلام الرب لكم :
بجد no comment لأنها مش حاجه غريبه على ربى ومخلصى يسوع الميسح.
والرب يكون معنا
آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010