تحديات العصر

التحدى العلمى
الأنبا موسى - أسقف الشباب


مقدمة

العلم هو التحدى الأكبر فى القرن الحادى والعشرين. والصراع القادم - فى رأى الباحثين - سوف لن يكون بين من يملك ومن لا يملك، بل.. بين من يعرف ومن لا يعرف!!
المعرفة - إذن - هى مجال المنافسة الكبير فى القرن القادم، والعلم هو من أهم أدوات المعرفة.
ثقافتان :
يتحدث العالم الآن عن ثقافتين تتكاملان فى حياة البشر: الثقافة المادية، والثقافة الروحية.
وأن الخطر - كل الخطر - يكمن فى أن إنسان العصر الجديد يركز على الثقافة المادية، ويتجاهل الثقافة الروحية.

1- الثقافة المادية: هى علوم التجريب والمادة والحسيات، الطبيعة، والكيمياء، والهندسة، والطب، والفلك، والتكنولوجيا، والجغرافيا، والاقتصاد.. الخ. وهى بلاشك علوم هامة لإسعاد الإنسان، لكن.. على هذه الأرض، وفى حياته المادية وصحته الجسدية.

2- الثقافة الروحية: هى العلوم الإنسانية المتنوعة كالدين، والتربية، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والفلسفة، والإعلام، والأدب، والتصوف.. الخ. وهى بلا شك غاية فى الأهمية، فالإنسان ليس جسداً وحسب، بل هو عقل يفكر، ونفس تحسّ، وروح تتأمل فيما وراء المادة، والطبيعة، والموت!!
من هنا كان النموذج الغربى السائد الآن، والذى تحاول شبكات البث التلفزيونى والمعلومات أن تفرضه علينا كل يوم.. هذا النموذج الغربى فيه ابتسار خطير، فهو يبهرنا بالتقدم العلمى المادى والزمنى، بينما يعوزه الكثير من الأبعاد الروحية والإنسانية والفكرية.
ولاشك أن المراقب المنصف يرى الآن إبداعات مذهلة فى العالم الغربى، مهتمة بالثقافة المادية، بينما يرى شحوباً خطيراً فى البعد الروحى والأخروى.
وقديماً قال السيد المسيح: "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله، وخسر نفسه. ماذا يعطى الإنسان فداءً عن نفسه؟" (مت 26:16).
ما أخطر أن ينبهر الإنسان بالحضارة المادية السائدة، وينسى القحط الروحى الذى يعيش فيه الإنسان الغربى، والأسرة الغربية، والمجتمع الغربى.
إن ثقافة الغرب السائدة الآن، تتمركز حول ثلاثة محاور:

1- محور الجسد: إذ تهتم بالصحة والرياضة والتغذية، وهذا جميل وهام ومفرح. لكن الخطر أنها تتمركز حول الجنس الذى شطح بهم نحو أبعاد غاية فى الشذوذ والانفلات، حتى سقط الكثيرون منهم فى نوع من "إدمان الجنس"، والنماذج ماثلة أمامنا، فيما يبثه الإعلان الأمريكى، وشبكة المعلومات، حتى أنه قد صدر أخيراً فى أمريكا كتاب يتحدث عن هذا الأمر، اسمه "مجتمع موجه جنسياً"، وكيف أن الجنس صار يتحكم فى شبكات الإعلام، وروح الإنسان، وسلوكيات المراهقين، بل حتى المتزوجين، بل حتى نشرات الأخبار!! وفى الشهر الماضى كان العالم يتحدث عن الجَّدة ذات الستة والعشرين عاماً، حيث أنجبت ابنتها فى سن 12 سنة، طبعاً بدون زواج كنسى أو حتى مدنى!!

2- محور المادة: فالناس الآن يجرون وراء الدولار والمادة، وينسون كل قيم ومبادئ وأديان، فى سبيل الوصول إلى الثراء السريع. ومنذ شهور قليلة عشنا ظاهرة الشهادات الدولارية الورقية، التى تصدرها شركة أجنبية، تبيع فيها أوراقاً بيضاء، يتداولها الشباب فيما بينهم، كل شهادة بأربعين دولاراً، وهذا يكسب من جيب ذاك، دون استثمار أو تجارة أو إنتاج سلعة، بل فى نوع من المقامرة، يخسر فيها الكثيرون، وتكسب الشركة باستمرار.

3- محور الذات: حيث يسمى الأمريكيون ثقافتهم، بأنها "ثقافة الأنا" (The Me Culture). فالكل يتمركزون حول ذواتهم، ولا يفكرون إلا فى أنفسهم، ليس فقط على مستوى المجتمع، بل حتى داخل الأسرة. من هنا تمزقت الأسرة إلى أفراد أنانيين، وتمزق نسيج المجتمع، وسادت روح الأخذ، بدلاً من روح العطاء، ومع الأخذ فقط تكون التعاسة، حيث قال الرب يسوع: "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أى 35:20).
لذلك لابد أن نركز على الثقافتين معاً، وعلى الاهتمام بالجسد والروح معاً، ففى المسيح يسوع لم يعد هناك صراع بين الجسد والروح، بل ضبط وارتقاء، وشركة حب وجهاد وعبادة:
الروح: تحب وتتأمل وتناجى الرب.
والجسد: يسجد، ويرفع اليدين، ويقرع الصدر، ويصوم، ويسهر.
صور التحدى العلمى :

إن الاهتمام بثقافة الروح لا ينبغى أن ينتقص من قدر العلم، والإنجازات الحديثة، فى كل المجالات. وأمامنا تقدم علمى مذهل يجب أن نستفيد منه، وهذه بعض الأمثلة:
1- فى المجال الطبى: هناك تقدم مذهل فى أساليب الفحص، بأجهزة حديثة، وكذلك فى أساليب العلاج، مثل زرع الأعضاء واستخدام الليزر، ووسائل الطب الحديث.
2- فى المجال التكنولوجى: ذلك التقدم المثير فى استخدامات وإمكانيات الكومبيوتر، وشبكة المعلومات، حتى صار الحاسب الآلى قادراً على إجراء ملايين العمليات فى ثانية واحدة، وتخزين كم هائل من المعلومات فى حيز صغير، مع ما يمكن أن ينتج عن ذلك من إمكان توظيف وتحليل واستخدام هذه المعلومات، فى مجالات: الحياة اليومية، والبحوث، والتقدم العلمى.
ولعل أحدث صيحة فى عالم الكمبيوتر الـ (Run puter) والكلمة مأخوذة من مقطعين (Run + Computer) أى الحاسب الآلى النقال، حيث اخترع العلماء حواسب آلية فى حجم ساعة اليد، يلبسها الإنسان فى معصم يده ويجرى من خلالها العديد من العمليات الحسابية، واستخراج البيانات والمعلومات والأخبار .. بل ستكون هذه الحواسب ذات ألوان لتتماشى مع ملابس الإنسان!!
3- فى مجال الفضاء: وقد تركنا القمر إلى المريخ، حيث المسافة الشاسعة التى قطعتها Path Finder مجهزة بأحدث آلات الدراسة والاستكشاف، لما يحتويه المريخ من أسرار. ويجتهد العلماء الآن، بسبب بعد المسافة، وحاجة المسافر إلى المريخ إلى كميات هائلة من الأوكسجين لقضاء شهور طويلة فى الرحلة، يجتهدون أن يتمكن رواد الفضاء من استخراج الأوكسجين من صخور المريخ، حتى يستخدموه فى رحلة العودة.
ناهيك عن الفائدة الإعلامية والعلمية والعسكرية والاقتصادية، التى تعود على دول البحوث الفضائية، مخلفين وراءهم الدول المتخلفة، والتى تسمى تأدباً بالدول النامية حيث إذا لم تكن كذلك!
4- فى مجال الهندسة الوراثية: حيث استنساخ النبات والحيوان، وهو جار بصورة مكثفة الآن. وفى بريطانيا ثورة كبيرة على النباتات المعالجة جينياً، حيث يعالج العلماء النباتات بجينات حيوانية، فيمزجون التفاح بالسمك، والبلاستيك بالنباتات، وفول الصويا باللحم الحيوانى. والمشكلة أن أحد العلماء نادى بأن هذه النباتات التى تنتج بوفرة هائلة نتيجة المعالجة الجينية، يمكن أن تقود إلى أنواع من السرطان. ففصل هذا العالم، لأنه سوف يعطل القفزة الهائلة فى الإنتاج، وما يعقبها من أرباح طائلة. ولكن منظمات حماية البيئة، تنادى بضرورة مواصلة البحث فى هذا الموضوع، حماية للإنسان.
أما استنساخ الإنسان فيبدو أنه مسألة وقت!! وهو بالضرورة خطر على "النوع" الإنسانى، إذ سنحصل على "إنسان" بدون زواج، ولا أسرة. مع إمكانية كبيرة لخلط الأنساب. وإن كان البعض يتوقع أن الإنسان المستنسخ سيشيخ سريعاً، لأنه مأخوذ من خلية كبيرة السن، وهذا ما حدث للنعجة "دوللى" كما تقول الأخبار.
هذه مجرد أمثلة للتحديات العلمية الماثلة، وغيرها كثير، وفى المستقبل أكثر.
الكنيسة.. والتحديات العلمية :

لا توجد لدى الكنيسة أية مشكلة فى موضوع الإنجازات والتحديات العلمية، فهى تعرف أن العلم له دائرته: الحسية، والمادية، والتجريبية.. وأن الإيمان له دائرته: الروحية، والإنسانية، والفكرية. والتداخل بين الدائرتين غير وارد، وكذلك التعارض أيضاً، إنما هناك تكامل بين العلم والدين، فالعلم السليم يدعم الإيمان السليم.
اينشتاين : قال وهو يواصل اكتشافاته وبحوثه التى غيَّرت وجه التاريخ: "كلما ازددت علماً، ازددت إحساساً بالجهالة". ذلك لأنه كلما درس نقطة ما، اكتشف المزيد من النقاط والموضوعات الغامضة، المحتاجة إلى دراسات وبحوث مستفيضة.
نيوتن : حينما سئل: "ماذا كان إحساسك وأنت تكتشف قوانين الطبيعة المذهلة؟" قال: "كنت كطفل صغير، يلهو على شاطئ محيط ضخم". إنه العالم الذى اكتشف الجاذبية، البخار، والقوانين المنظمة لهذا الكون، وقد استطاعت البشرية استخدامها فى تقدم علمى، مذهل وهام.
إن موقف الكنيسة يتلخص فى أمور هامة مطلوبة منها، مثل:
1- الدعوة إلى الاستزادة بالعلوم:
إذ تشجع أولادها على الدراسة والتعلم والبحث، والإسهام فى مجالات وهيئات البحوث العلمية المختلفة، سواء على مستوى الدولة أو القطاع الخاص. إن كل مصنع الآن به شعبة للبحث العلمى، من أجل تطوير المنتج وتحسينه. والكنيسة تشجع استخدام كل الوسائل العلمية المتطورة فى سبيل إسعاد الإنسان، وسواء فى مجالات الطب، أو الهندسة، أو الفضاء، أو التكنولوجيا، أو الاتصال، أو المعلومات.
لقد انتهى عصر كنيسة العصور الوسطى، التى حاولت أن تسيطر على العلماء وإنجازاتهم واكتشافاتهم ونظرياتهم، بل حاولت الإساءة إليهم ومعاقبتهم. وهذا السلوك لم يكن - على الإطلاق - كنسياً ولا كتابياً. فالكتاب المقدس يرى فى الله أنه "مذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو 3:2). ومع أنه يرى العلم المادى أمراً جزئياً ووقتياً، ينفعنا فى الزمان الحاضر، إلا أنه لا يحارب العلم ولا العلماء، بل يرى فى الكثير من إنجازاتهم ما يؤكد وجود الله اللانهائى، وعلم الفلك خير دليل على ذلك. وكذلك علم الأجنة والأنسجة... الخ.
كم نتمنى أن يتوقف الغرب عن حرب "استنزاف العقول"، حيث يأخذ خيرة أبناء الدول النامية، مقدماً لهم إغراءات المادة وتسهيلات البحث العلمى. لكن هذا لن يحدث، ما لم تقدم الدولة لعلمائها كل ما يحتاجون، فالعلماء هم "بصيرة" هذا الوطن، "ووسيلة" تقدمه، ليأخذ مكانه ومكانته فى زحام التكتلات العلمية والاقتصادية والسياسية، الماثلة والمستقبلة.


2- ضرورة وجود علماء متخصصين داخل الكنيسة:
يجب أن تؤمن الكنيسة بحاجاتها إلى علماء أتقياء، من خلالهم تدرس الكنيسة كل ما يستجد على ساحة البحوث والاكتشافات والمحاولات العلمية، لتقدم الرأى المسيحى المناسب، الذى يريح ضمائر أبنائها.
فمثالاً أمامنا موضوع "الاستنساخ"، وكيف أنه لا يخلق جديداً ولكنه يعبث بخليقة الله، مكتفياً بالبعد الجسدى للإنسان دون الأبعاد الروحية والعقلية والنفسية. وأمامنا موضوع "زراعة الأعضاء"، وكيف نحتاج إلى العلم فى تحديد معنى الموت، وعلامات موت المخ، التى بعدها يجوز الاستفادة من أعضاء المتوفى. وأمامنا موضوع "التلقيح الخارجى" (طفل الأنابيب)، وكيفية التأكد من أن الخليتين هما من الزوج والزوجة، وضرورة التأكد من عدم إجهاض وقتل أجنة يجرى تجهيزها ثم تترك للموت. والأبحاث الحديثة الآن يمكنها إثبات النسب باستخدام الـ DNA، كذلك يمكن أن يضع الطبيب كل الأجنة المكونة فى رحم الزوجة، دون أن يجهض أحداً منها.
فى كل يوم سنرى جديداً من منجزات العلم، وعلينا أن ندرسها بأسلوب علمى متخصص، لنتمكن من إبداء الرأى المسيحى المناسب. فمثلاً "استخدام اللولب" من الممكن أن يحدث معه حمل، يتم إجهاضه بسبب وجود اللولب. لذلك يرى العالم المسيحى ضرورة استخدام "فترة الأمان" مع اللولب، لضمان عدم وجود بويضة من الأساس فى هذه الفترة، وبالتالى لا يحدث إجهاض يتعب الضمير!

3- الاستفادة من منجزات العلم:
لاشك أن العلم الحديث أنتج لنا الكثير من الوسائل، التى يجب أن نستوعبها ونستخدمها ونستفيد منها، وبخاصة فى مجال "تكنولوجيا الاتصال والمعلومات".. منها أمامنا شبكة الانترنيت التى لن نستطيع الاستغناء عنها فى الحصول على المعلومة، وفى إجراء البحوث، وفى التواصل مع أبناء الكنيسة فى كل مكان، وتخزين وتوثيق العضوية الكنسية، والكتب، والشرائط.. الخ.
وأمامنا الكومبيوتر، بدءاً من الكومبيوتر الشخصى الصغير الذى تخزن عليه التليفونات والمذكرات والحسابات.. إلى الـ Hard Disc والـ Soft Ware التى من خلالها تخزن كميات مهولة من المعلومات فى حيز بسيط. وأمامنا الأقراص المدمجة C.D. التى نجد فيها أكثر من 300 ثلاثمائة مرجع علمى ضخم على قرص صغير، مع إمكانية البحث عن المعلومة المحددة التى نريدها.
أمامنا شبكات الأقمار الصناعية، حيث نستطيع توصيل كلمة الله بالصوت والصورة إلى أعداد ضخمة من البشر، وفى مساحات شاسعة.
إن من يريدون سماع عظة قداسة البابا الآن، فى أى مكان فى العالم، يستطيعون سماعها ومشاهدتها فى آن واحد، من خلال الـ Web الخاص بالبطريركية.
إذن، فالمنجزات العلمية مفيدة، لكن بعضها أو بعض جوانبها مضر، وعلينا أن نطيع هنا وصية الكتاب: "امتحنوا كل شئ وتمسكوا بالحسن" هذا هو الشعار الذى يجب أن نرفعه أمام كافة التحديات العلمية، الماثلة أو المستقبلة.
التحدى العقيدى
نيافة الأنبا موسى - أسقف الشباب
+++++++++++++++++++


مقدمة

لا شك أن رغبة السيد المسيح فى الوحدة الكنسية، أمر مؤكد، وذلك من خلال مناجاته للآب، حين قال: "ليكون الجميع واحداً، كما أنك أيها الآب فىّ، وأنا فيك، ليكونوا أيضاً واحداً فينا، ليؤمن العالم أنك أرسلتنى" (يو21:17)، "وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد" (يو22:17)، "أنا فيهم، وأنت فىّ، ليكونوا مكملين إلى واحد" (يو23:17).
والمعقول أن كنيسة المسيح يجب أن تكون واحدة، كما ورد فى قانون الإيمان، الذى يؤمن به كل المسيحيين: ".. وبكنيسة واحدة، مقدسة، جامعة، رسولية".
لأنه إذا كانت الكنيسة هى جسد المسيح، فليس هناك سوى مسيح واحد، رأس واحد، لهذا الجسد الواحد، وإذا كانت الكنيسة هى عروس المسيح، فليس للمسيح سوى عروس واحدة "خطبتكم لرجل واحد ، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو2:11).
وها سفر نشيد الإنشاد يقدم لنا هذه الوحدة الأكيدة لكنيسة الله، فليس فى النشيد سوى عروس واحدة لعريس واحد "حبيبى لى، وأنا له، الراعى بين السوسن" (نش16:2) "واحدة هى حمامتى، كاملتى، الوحيدة لأمها هى عقيلة والداتها هى، رأتها البنات فطوبنها، الملكات والسرارى فمدحنها. من هى المشرفة مثل الصباح، جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش بألوية" (نش 9:6،10).. والحديث هنا عن الكنيسة عروس المسيح، كوحيدة لأمها أى البشرية.. فليس هناك سوى كنيسة واحدة أنجبتها البشرية.
افتراقات الكنيسة

لكن هذه الرغبة الإلهية فى كنيسة واحدة لم يستطع البشر تحقيقها بسبب الضعف البشرى، حتى الآن. هناك انقسامات تحتاج إلى صلوات وحوارات وجهد كبير، حتى تعود الكنيسة كما كانت فى القرون الأولى - قبل الانقسامات - كنيسة واحدة.
ولعل المتأمل فى تاريخ الكنيسة، يستطيع أن يلمح أن الكنيسة المسيحية عاشت وحدتها الكاملة فى القرون الأولى، قرون التأسيس والانتشار، حينما بشر الآباء الرسل العالم المعروف آنذاك، بخلاص المسيح، وفدائه العجيب، وملكوته الأبدى، ثم جاء عصر الآباء الرسوليين ، ليشهد استمرارية للوحدة. وكذلك عصر الهرطقات الأول: آريوس - مقدونيوس - سابليوس - أوطاخى - نسطور.. ثم بدأ الانقسام، وعلى الأغلب كان بسبب من اثنين أو بالسببين معاً:
 الذاتية.. من هو الأول؟  السياسة.. تدخلات الأباطرة !
وبعد أن شاهدنا انقسام خلقيدونية حول طبيعة السيد المسيح (الأمر الذى أوشكنا التخلص منه الآن، من خلال الحوار اللاهوتى بين الكنائس الأرثوذكسية فى العائلتين: الخلقدونية وغير الخلقدونية).. شاهدنا انقساماً آخر بين الشرق والغرب فى القرن الحادى عشر، وانقساماً ثالثاً بين الكاثوليك والبروتستانت، فى القرن السادس عشر.. وتوالت الانقسامات لدى البروتستانت.
الحوارات اللاهوتية

لاشك أن هناك تقارب مسكونى معاصر من خلال مجلس الكنائس العالمى، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس أفريقيا، ومجالس أخرى فى أمريكا وأوربا واستراليا، ونحن أعضاء فى كل هذه المجالس تقريباً.
هذه المجالس أتاحت فرصة تلاقى فى محبة، من أجل إحداث تقارب بين المسيحيين، المؤمنين بألوهية الفادى، الكلمة المتجسد.. وهذا يعنى أنه لا تقارب مع من يدعى المسيحية مثل شهود يهوه والسبتيين، الذين لا نعتبرهم مسيحيين من الأساس، كما أعلن ذلك المجمع المقدس فى قرارات.
لكن الأمر الأهم هو أنه بدأت سلسلة من الحوارات اللاهوتية، وبخاصة فى عهد قداسة البابا شنوده الثالث، أدام الله حياته، فنحن قد دخلنا فى حوارات مع عائلة الروم الأرثوذكس (15 كنيسة)، والكاثوليك، والبروتستانت بطوائفهم: المصلحة، واللوثرية، والإنجليكانية، وكنيسة السويد..
وقد توصلنا إلى اتفاق مشترك حول طبيعة السيد المسيح مع الجميع تقريباً، نتيجة لهذه الحوارات.

لكن تبقى هناك خلافات كثيرة تحتاج إلى حوارات لاهوتية، والوصول إلى إيمان واحد، وموقف مشترك، ففى الحوار مع أخوتنا الكاثوليك، بدأنا مناقشة انبثاق الروح القدس، والمطهر، وهناك أمور أخرى كثيرة، ومع أخوتنا البروتستانت بدأنا نناقش الأسرار والخلاص وشفاعة القديسين والتقليد والنظرة إلى الكتاب المقدس.. الخ.

ولا شك أن هذه الحوارات ستحتاج إلى وقت وجهد ودراسات وبحوث، كما أنها تحتاج إلى "مرجعية واحدة" نرى أنها: الكتاب المقدس، والتقليد الرسولى، وكتابات آباء ما قبل الانقسام، وإلى الفهم اللاهوتى السليم لمعطيات الإيمان المسيحى.
الأرثوذكسية هى الأمل

إن القرن القادم سيشهد تداخلات وحوارات كثيرة، ليس فقط على المستوى المنظم بين الكنائس، لكن حتى على صفحات الإنترنت، وبلا نظام، ولا ضمانات، ولا حدود.. الأمر الذى يستدعى ضرورة تأصيل شبابنا فى الأرثوذكسية سلوكاً وحياة، ليتعرفوا ويتجذروا فى الإيمان الذى سلمه لنا آباؤنا القديسون، إذ أننا كأرثوذكس سرنا على الخط المستقيم، منذ ما قبل الانقسام، ولم ننحرف لا إلى اليمين ولا إلى اليسار.
وفى دارسات كثيرة تجرى حالياً، يرى الكثيرون أن الأرثوذكسية هى الأمل، من أجل الوحدة المسيحية الكاملة.
كيف نؤصل شبابنا أرثوذكسياً

فرق بين أن تكون مسيحياً وحسب، وأن تكون مسيحياً أرثوذكسياً.. والأرثوذكسية معناها:

أ- استقامة العقيدة.
ب- استقامة الحياة.
فالكلمة مكونة من مقطعين (أرثو = استقامة)، (ذوكسا = مجد)، بمعنى استقامة العقيدة التى تؤدى إلى استقامة فى تمجيد الله، أى "الطريقة المثلى فى تمجيد الله"... فكراً وحياة!!

أ- استقامة العقيدة :

عقيدتنا الأرثوذكسية لها سمات خاصة فهى:

1- عقيدة سليمة: بمعنى أنها مضبوطة بالكتاب، والتقليد، والقوانين، والآباء.
الأمر الذى يجعلها تقدم لنا الفكر السليم والدقيق فى موضوع ما: كالأسرار، والشفاعة، والصلاة من أجل الراقدين، والأصوام، والأعياد، وغير ذلك من المواضيع. وكنيستنا تفخر - بنعمة الله - أنها قدمت للمسيحية علماء اللاهوت، الذين استطاعوا أن يقننوا الإيمان المسيحى، والعقيدة السليمة، ويصيغوا قانون الإيمان، وحقائق المسيحية، بأسلوب دقيق شهد له العالم المسيحى آنذاك، وما يزال!! ولعل عودة العائلتين الأرثوذكسيتين - العائلة الواحدة قريباً إن شاء الله - إلى "صيغة كيرلس الإسكندرى" كانت، وسوف تكون، سبباً فى الوحدة الأرثوذكسية: "طبيعة واحدة لكلمة الله المتجسد"...

2- عقيدة مستقيمة: وأقصد بذلك أنها لم تمل يمنة أو يسرة... بدأت من عصر الرسل، وحتى الآن، فى خط مستقيم، محافظ، بدون أدنى انحراف. البعض انحرفوا يميناً، واحتج عليهم بعض منهم فانحرفوا يساراً، فإذا ما جلسوا وتقاربوا للحوار، وإذا ما عادوا إلى الجذور، وجدوا الأرثوذكسية ملجأ وملاذاً!! ليس لأننا ندعى شيئاً متميزاً فى أشخاصنا، ولكن ببساطة لأننا لم ننحرف لا يميناً ولا يساراً أنها طبيعة الأشياء، وحركة التاريخ!!
3- عقيدة شاملة: فهى لا تميل إلى المبالغة فى أمر على حساب الآخر، فتراها تتحدث عن الإيمان دون أن تهمل الأعمال.. وتكرم العذراء دون أن ترفعها إلى مصاف الألوهية.. وتسمح بقراءة الكتاب المقدس والتأمل فى كلماته، دون أن تعطى لكل فرد حرية التفسير، فالمسيحية لم تبدأ بنا.. وتعطى الكهنوت سلطة وكرامة، دون أن تلغى حق الشعب فى صنع القرار الكنسى.. تتحدث عن النعمة، وتتحدث عن الجهاد أيضاً وهكذا، فى شمول يعطى المسيحية صورتها الشاملة المتكاملة المتوازنة.

4- عقيدة كتابية: فمع أن الكنيسة القبطية كنيسة تقليدية، تؤمن بأهمية التقليد الكنسى، وأن الكتاب نفسه هو عطية التقليد وجزء منه، إلا أنها تؤمن أن الكتاب المقدس هو الحكم على كل عقيدة أو تقليد أو طقس.. لهذا فكل عقائد كنيستنا كتابية.. مئات الآيات تشهد للأسرار، والشفاعة، والتقليد، وتطويب العذراء، ومسح المرضى بالزيت، والكهنوت، والمذبح.. الخ.

ولكن الأرثوذكسية ليست مجرد الفكر العقيدى السليم ولكنها أيضاً:.

ب- استقامة الحياة :

فالمؤمن المسيحى الأرثوذكسى، له حياة خاصة، ذات سمات مميزة، منها على سبيل المثال:

1- صلاة المزامير يومياً : عصارة الآباء، طلبات جديدة، وعظ للنفس، اتحاد بمناسبات مسيحية هامة كل يوم، مشاعر متحركة ومتباينة.

2- الصلوات السهمية : طلباً للمعونة والرحمة، كما علمنا الآباء، إذ قال القديس أنطونيوس لتلميذه، أن يصلى دائماً: "ياربى يسوع المسيح ارحمنى، ياربى يسوع المسيح أعنى، أنا أسبحك ياربى يسوع المسيح".

3- القراءات اليومية : فى القطمارس حسب اليوم.. تسعة إصحاحات على الأقل فى كل قداس.

4- السنكسار : تذكار يومى للقديسين والمجامع والمعجزات، لنتمثل بهم.

5- التسبحة اليومية : بفصولها الكتابية، وعمقها اللاهوتى، وألحانها الخالدة.

6- الأصوام المقدسة : الأربعاء والجمعة، والأصوام المتعددة، اتحاداً بميلاد الرب، وصلبه وقيامته، واقتداء بالعذراء والآباء الرسل وأهل نينوى.

7- المناسبات الكنسية : فى البصخة المقدسة وتسابيح كيهك.

8- الأعياد المقدسة : السيدية الكبرى والصغرى وغيرها.. لنحيا المناسبة وننال فاعليتها فى حياتنا.

9- الأفخارستيا : قمة الشبع الروحى من خلال القداسات اليومية.

10- كتابات الآباء : دراسة مستمرة لأقوالهم لننتفع بها فى حياتنا وخدمتنا.
وهكذا نكون نحن، ويكون شبابنا، أرثوذكسى العقيدة والحياة، يمجد الله، ويسلك فى تمسك دون تعصب، وفى محبة للجميع دون تنازل عن عقيدة أو عن مبدأ‍!!
التحدى الثقافى
نيافة الأنبا موسى - أسقف الشباب
+++++++++++++++++++


لاشك أن سمات كل مجتمع تختلف عن غيره من المجتمعات، بل أن سمات ذات المجتمع تتغير كل فترة، وقد كانت هذه الفترة طويلة نوعاً فيما مضى، أما الآن فالمجتمع يتغير بسرعة مذهلة كل بضعة سنوات، وقد تعود الكتاب على اعتبار كل عشرة سنوات. حقبة محددة، يدرسونها ويحددون تياراتها فيقولون: "عالم الخمسينات" و "عالم الستينات" و "عالم السبعينات" وهكذا. والحقيقة أننا نلاحظ فى الخدمة نفس معدلات التغيير التى نلاحظها فى العالم، وفى مصر مثلاً نستطيع أن نقول: أن "الخمسينات" كانت ثورة، و "الستينات" كانت نكسة و "السبعينات" كانت انتصارات، تحاول مسح أثار النكسة بجهد جهيد بالحرب والسلم، ولعل أفضل شعار يجب أن نرفعه على مصر "الثمانينات" هو شعار العمل والإنتاج، فى سلام إجتماعى، ووحدة وطنية، لمواجهة مجاهل السياسة والصراع، فى عالم الثمانينات، الذى بدأ بالتحدى السوفيتى فى أفغانستان، والعطش الرهيب إلى البترول، مما سيجعل من منطقتنا بؤرة مستمرة للصراعات فى الفترة المقبلة. ولاشك أن الشاب والشابة يتأثران بما يدور حولهما من أحداث، فهذه الصراعات تعكس نفسها على الحياة البيئية والخاصة، إذ تلتهب أسعار السلع تماماً، كما تعكس نفسها على مستوى الدول إذ تشحذ طاقاتها للتسلح والحروب المتوقعة، مع إنخفاض فى معدلات التنمية المرجوة، والشاب الآن يشعر بصعوبة الزواج، بسبب تضاؤل المرتبات بالنسبة لأسعار السلع، والمساكن (إن وجدت)، والأثاث، والتقاليد البالية التى عفا عليها الزمن إذ أننا لا نواجه هذا التغيير بتطوير حياتنا وأثاثنا بالصورة المناسبة. وبالطبع فإن هذه الظروف تعكس أثارها على نفسيات الجيل الصاعد، والشباب المتطلع إلى الحياة، بل أنها تحدث أثاراً مدمرة على أخلاقيات الناس نتيجة التوتر العصبى، وعزوف الشبان عن الزواج، وتأخر زواج الفتيات... الخ. وهكذا بدأ الشباب يشعر بثقل المسألة المادية ويوليها اهتماماً ضخماً، بعد أن كانت مسألة يسيرة لا تشغله كثيراً عن اهتمامات الروح والأبدية، ولاشك أنه من العسير أن ننتظر من الناس "أن يزدادوا فى كل عمل صالح" قبل أن "يكون لهم الكفاف فى كل شئ".


وهنا تكمن مهمة الكنيسة فى زوايا مختلفة مثل :

1- دعوة الشباب إلى الهدوء النفسى : والثقة فى الله القادر أن يصنع معهم المعجزات ويبارك لهم حتى فى القليل، فحياتنا بيده، وصحتنا من عنده، وجهادنا يحتاج إلى ختم بركته، هذه حقائق اختبارية أكيدة وليست مجرد كلمات إنشائية.

2- دعوة الشباب إلى العمل والكفاح : داخل وخارج مصر دون تلكؤ أو كسل "فأى عمل شريف لابد أن يكون مقدساً بالصلاة والكلمة"، "ومن لا يشتغل لا يأكل أيضاً" (2تس 10:3). يجب أن يخرج الجيل الجديد عن قوالب "الميرى" و "الشهادات والياقات المنشاة"، ليعمل فى جد وبساطة وتواضع، ناسياً أن قيمة الإنسان بماله وحسبه ومركزه ومنظره، ومتذكراً أن قيمة الإنسان الحقيقية تكمن فى سعادته بالله وإسعاده للآخرين.

3- التوجيه المستمر لشبابنا قبل خروجه من الوطن إلى أرض الغربة : فهناك ضغوط جبارة واغراءات كثيرة: مادية وإيمانية وسلوكية، يجب أن نجهز شبابنا لهذه التحديات حتى يحتفظ بعشرته مع المسيح، وإرتباطه بالكنيسة، وشبعه بالإنجيل فى أرض الغربة، وأن نحذره من أن يتعود ممارسة خطايا وإنحرافات معينة، تحيط به هناك بسهولة، كالخطايا الجنسية وشرب الخمر وغير ذلك.

4- المتابعة المستمرة لشبابنا وهو فى أرض الاغتراب : سواء من كنيسته المحلية بالخطابات أو الزيارات، أو من كنيستنا القبطية فى المهجر، فلاشك أن هذه الرابطة تعطيه إحساساً بالإنتماء، وتبنى حياته فى الخط السليم، وتحميه من إنحرافات كثيرة.

5- أما بخصوص المهاجرين : فيجب أن تواصل الكنيسة جهودنا بنفس الحماس، ونحن نشكر الله من أجل التزايد المذهل فى عدد كنائسنا بالخارج، ومن أجل العمل المبارك للآباء الكهنة والرهبان، فى رعايتهم المستمرة والساهرة، لأبناء الكنيسة هناك.

6- نحتاج أن نصدر العديد من الكتب الصغيرة، وأن نناقش الشباب فى إجتماعاتهم معنا فى التيارات التى تحيط بهم محاولة أن تجرفهم مثل :
أ- تيار الإباحية : الذى بدأ يستبد بالناس فى الغرب، وليته أشبعهم أو أراحهم!! أنهم يشربون ويطعمونه من ماء مالح، ويطمعون أنفسهم من خرنوب الخنازير، وهيهات أن يشبعوا!! إن الإباحية خطر رهيب على الفرد والأسرة والمجتمع، وهى تعبير عن إنطلاق الغرائز لتقود الإنسان، عوض أن يقوده الله أو حتى العقل والضمير، والملاحظة السريعة عندما نشهد إعلانات أفلام السينما، تؤكد هذا الخطر: وهو الإثارة المستمرة للغريزة فى شعب مكدود ومتوتر.

ب- تيار العنف : لاشك أن الصراعات الدولية عكست على الإنسان توتراً داخلياً، بحيث ارتفعت حرارة انفعالاته، فأصبح يحاول أن يحل مشاكله عن طريق العنف، وهذا هبوط غريزى أخر من مستوى الحق والمنطق إلى مستوى سفلى، وليت العنف ينفع!! أنه يولد المزيد من العنف!! وهكذا يشتعل الإنسان بنار الحقد والكراهية والتعصب الأعمى، تقوده غريزة المقاتلة بدل أن يقوده الإله المحب والمنطق الهادئ.

ج- التيارات الفكرية : يرى الشاب من حوله، ويقرأ عن الماركسية بإلحادها الدموى، والوجودية بإلحادها العملى، والعبث بإلحاده الفكرى.. ويجب أن يسمع رداً من الكنيسة على هذه التيارات جميعاً، والحمد لله أن الله يترك كل تيار فيها ليعبر عن نفسه، وعن فشله فى خدمة الإنسان واسعاده، فالشيوعية تعبد المادة بدل الله، وتطحن الشعوب تحت قدميها فى استعمار رهيب تجاوز كل أنواع الإستعمار السابقة فى بشاعته، والوجودية الملحدة التى دعا إليها سارتر انتهت إلى لا شئ. فالله ليس عدواً للإنسان كما يتوهم ذلك المسكين، بل الإنسان عدو نفسه حين يخرج من دائرة الله. والعبث الذى يدعو الناس إلى الإعتراف بأنهم لا يدرون شيئاً ضيائه، هبطت أسهمه التى نشرها صموئيل بيكيت وأنسكو وغيرهما حيث أن المذهب يلقى الإنسان فى ضياع وظلمة.

ويكفى كدليل على فساد هذه التيارات الأقوال البسيطة التالية لمفكريها الأساسيين :

"هذه الحياة تستحق الانتحار، ولكنى لا أفضل ذلك" (ألبير كامى - وجودى ملحد)
"الجحيم هو الآخرون".. (سارتر - وجودى ملحد)
"هذا الوجود بلا جدوى وزائد عن الحاجة".. (سارتر)
"الإنسان يخرج من ظلمة الرحم، إلى ظلمة القبر، مارا بظلمة الحياة".. (صموئيل بيكيت - عبثى)
"الإنسان يولد ويعذب ثم يموت".. (فولتير) وهكذا يبقى إنجيل المسيح نوراً للعالم، إذ يشرح للإنسان محبة الله الفائقة، وتجسده العجيب، وفدائه المذهل، وحنانه الجبار، ونعمته المخلصة لجميع الناس، وملكوته الأبدى الذى نحياه منذ الآن "ها ملكوت الله داخلكم" (لو 21:17).

د- الضغوط الإيمانية : قد يحس الشاب بضغوط إيمانية وتساؤلات تحتاج إلى:
الرعاية الكنسية الفردية والعائلية للجميع فى كل مكان.
التدعيم الروحى لأن من يختبر عمل المسيح الفائق لا يحتاج إلى أسانيد فكرية ونظرية كثيرة.
التدعيم الفكرى والعقيدى لأساسيات الإيمان المسيحى بالإجتماعات والكتب المناسبة.
التوعية المستمرة بضرورة السلوك بمحبة مع الجميع، حفظاً لسلامنا الإجتماعى ووحدتنا الوطنية، فالحب يبنى والكراهية تهدم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010