و انا ذنبي ايه ؟

لقد كان أبونا المتنيح القمص ديمترى جرجس كاهن قرية أبو جرج التابعة لمركز بنى مزار. رجلا بسيطا تقيا أنجب عددا مباركا من الأولاد عددهم ستة.. قام بتربيتهم روحية عظيمة وانخرط ثلاثة منهم فى سلك التكريس وأصبح اكبرهم راهباواثنان كهنة أفاضل.

أما الثلاثة الاخرون فاثنان كانا فى ذهابهما الى المدرسة واثر حادث سقطا تحت عجلات الجرار وسافرا الى الفردوس.

وبقى معه فى المنزل ابنا واحدا فقط. وبعد الحادثة السابقة اذ باخطار يأتى للابن الباقى ايليا أن يقدم نفسه للتجنيد.. وانتظر أبونا ديمترى يوم واثنين وثلاثة ولم يحضر ايليا وفى يوم الاحد ذهب ابونا ديمترى الى الكنيسة وجلس أمام باب الهيكل ووجه نظره الى أيقونة العذراء القديسة مريم وقال انا مش هاصلى النهاردة علشان زعلان منك اثنين يأخذهم ربنا وثلاثة يتكرسوا والاخير ياخدوه الجيش.. أنا زعلان ياعدرا.. زعلان.. بكى أبونا ديمترى.. وفى يوم الاثنين استقل القطار الى القاهرة بحثا عن ابنه الحبيب ايليا. وفى محطة مصر سأل عن ادارة التجنيد وعرف أنها فى حلمية الزيتون وجد أن ادراة التجنيد أمر غير محدود. أين يبحث عن ابنه ومن هنا يعرف أين مكان ايليا.

وخار وضعف وبكى وتأثركثيرا مع شيخوخته الوقورة ولما خارت قواه، جلس على الرصيف وأخرج منديله ليمسح دموعه الغفيرة وبينما هو جالس وفى شدة التأثراذ بسيدة تجلس الى جواره على الرصيف فى الشارع وتقول له مالك زعلان يا أبونا ديمترى.. وابنك ايليا مش هنا بل هو فى تجنيد أسيوط.. قوم روح البلد تلاقى ايليا فى انتظارك. وعلى فكرة أنا زعلانة منك.. أنا ذنبى ايه متصليش قداس الأحد اللى فات.. تنبه أبونا ديمترى للحديث ومسح عينيه ليرى من هى ؟ أكيد أم النور تدارك الموقف بجانبه الى السيدة فلم يجد أحد مش ممكن ازاى وكيف؟

وصرخ أبونا ديمترى سامحينى يا عدرا.. سامحينى يا أمى أخطيت.. أنا غلطان.. وعاد أبونا فوجد ابنه ايليا على المحطة فى انتظاره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010