دعائم السعادة الزوجية

++ دعائم الســعـادة الزوجـيـــة؟
====================

ان الوضع الكتابي للزواج والغرض الرئيسي منه هو ما قاله الله : " ليس جيدا ان يكون ادم وحده , فأصنع له معينا نظيره " . إذ قصد الله ان يتعاون الشريكان معا في السراء والضراء , وان يعملا بقانون المسيح : ان الاعظم هو من يخدم وليس الذي يتكيء علي الدوام لكي يخدمه غيره . قال الكتاب : " احملوا بعضكم اثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح " . وإن صح هذا عامة , فهو الزم للحياة الزوجية بين الشريكين .


بعض الطرق لعلاج اهمال التعاون والصداقة بين الزوجين :-

قال احدهم :
(1) ليدرس الزوجان الاسباب التي عطلت الصداقة والتعاون بينهما .
(2) ليقر كل منهما بخطئه بتواضع , والا تعذر العلاج لوجود الكبرياء والتعالي , وليعرف كل منهما ان من يبدأ بالاعتراف فهو الاعظم وليس بالعكس
(3) ليبدأ الاثنان في الصداقة العملية وفي التعاون البناء في الحال
(4) اذا اختلفا حول امر من الامور ليأخذا المسألة بسهولة وبالاقناع باللطف , ويتركا المسألة للزمن لزيادة الفهم اذا لم يتم الاقناع .
(5) واذا امكن ليحتكم الاثنان الى صديق للطرفين او لرجل من رجال الدين يثقان به وممن يحفظون اسرار الناس .
(6) وقد يحتكم البعض الى اجراء القرعة عن الامر الذي يختلفان فيه اذا كان الاثنان يستسيغان هذه الطريقة . قال احدهم : ان صفات اللطف والصبر والاحتمال , هي كالشحم للآلات يلينها ويسهل عملها . وهكذا لا تسير عجلة الحياة الزوجية إن لم تشحم بشحم هذه الصفات السامية . وكما ان الآلة تحدث اصواتا مزعجة , ويصعب ادارتها بدون تشحيم , هكذا تحدث لماكينة الحياة الزوجية , تحدث صخبا وصياحا وازعاجا بل تتعطل وتتوقف عن التقدم .


الثقة والصراحة للثقة والصراحة بين الزوجين نتائجهما المباركة :

(1) ازدياد المحبة بين الاثنين على مر الايام
(2) عدم فتح ثغرة للوشاة الخبثاء .
(3) استئمان الواحد منهما للأخر علي كل شيء .
(4) عدم تطرق الشك الي قلبيهما .
(5) اتخاذ كل منهما الآخر صديقا وعونا على مصائب الدهر .
(6) تقاسم مسرات الحياة معا .
(7) سيادة السلام القلبي بينهما , والسعادة الصحيحة . قال احدهم : من آفات الزواج عدم الصراحة بين الزوجين وان كلا منهما لا يفضي بما فيه . وهذا يكثر الشك والتوجس والظنون والانتقاد .والاجدر ان يفضي كل منهما للآخر برغباته او انتقاداته بروح اللطف المسيحي . وباستعمال الصراحة تتلاشى الافكار السيئة وتتوطد دعائم الصداقة بين الزوجين .

: " ليست الزوجة لعبة او اداة من ادوات الزينة في منزلك ولكنها شريكة حياتك في كل امور الحياة . لذلك يجب ألآ تحتفظ بأسرار تخفيها عنها . بل اعرض عليها مشروعاتك وناقشها فيها " . لكن أخر يرى ان لكل قاعدة شواذ , فعندما لا تكون الزوجة مستحقة لان تكون موضع ثقة فيستمع الزوج للقول الالهي : " احفظ ابواب فمك عن المضطجعة في حضنك " ( ميخا 7 : 5 ) .


قد تتعطل الثقة والصراحة بين الزوجين لاسباب منها :

(1) كتمان الامور الواحد عن الآخر وعدم التشاور .
(2) دخول بعض الوشاة بين الاثنين .
(3) ضعف الحياة الروحية .
(4) وجود بعض التقلب في حياة احدهما او اي الاثنين .
(5) الميل لتصديق أخر اكثر من الشريك الأخر .
(6) عدم الحكمة في بعض التصرفات .
(7) عمل اشياء مشكوك في امرها من احدهما او من الاثنين .


" آداب السلوك المسيحي " ما يلي : "تتعهد الزوجة المسيحية في رابطة الزواج ان تطيع زوجها , والرجل في الزواج المسيحي هو " الرأس " . وهنا يثير بعضهم او على الاصح بعضهن سؤالين :
1) لماذا هذا الرأس ? ولماذا لا تكون مساواة ?
2) ولماذا يكون الرجل هو الرأس ...
والجواب هو :
1) ان الحاجة الى رأس ناشئة عن الفكرة بأن الزواج علاقة مستديمة ثابتة , وطبعا ما دام الوفاق قائما بين الزوج والزوجة فلا مجال للتحدث او التفكير فيمن هو الرأس . وهذا هو الوضع الطبيعي الذي نرجوه في كل زواج مسيحي . ولكن اذا وقع شقاق , فما الذي يحدث ?
الشيء الطبيعي هو بذل الجهد لازالته بالعتاب الودي والكلام العاقل , ولكن اذا فرض انهما فعلا كل هذا ولم يصلا الى اتفاق , فما الذي يفعلانه بعد ذلك ?
لا يمكن تسوية النزاع بأغلبية الاصوات , لأن مجلسا مؤلفا من اثنين فقط لا اغلبية فيه . لا شك ان الذي يحدث هو احد امرين .1) فإما ان ينفصلا ويذهب كل منهما لحال سبيله , وإما ان يكون لاحدهما القول الفاصل . وما دام الزواج رابطة مستديمة , فلا بد ان يكون لاحد الطرفين في اخر الامر , حق تقرير سياسة الاسرة , ولن تعيش اية هيئة مستديمة بدون دستور يحكمها وسلطة ما تشرف عليها
2) وان كانت هنالك ضرورة للرأس فلماذا لا يكون الرجل ? اعتقد ان المرأة ذاتها لن تسيطر على رجلها اذا كانت تحبه , فان سلطة الزوجات على الازواج شيء غير طبيعي . والمرأة العاقلة الحكيمة لا ترضاها , بل المرأة بصفة عامة تخجل من هذا الموقف وتحتقر الرجل الذي تكون هي رأسا له.
3) هناك بعض الازواج يجرون قرعة فيما بينهم يتحمل الاثنان
فيها النتيجة معا وقد اختاروا معا هذا الاسلوب لعدم اتفاقهم على رأى .

التعبير عن العواطف

قال احد رجال الاعمال " انني متزوج منذ اكثر من ثمانية اعوام وقلما ابتسمت لزوجتي خلال هذا العمر الطويل ; بل قلما حدثتها بأكثر من بضع عبارات ابتداء من الساعة التي اصحو فيها حتى اغادر البيت قاصدا عملي . لقد كنت أسوأ مثل للرجل العبوس المتجهم . فلما قصدت ان ابتسم فكرت ان اجرب الابتسام مع زوجتي . ففي الصباح التالي , بينما أنا امشط شعري امام المرأة تطلعت الى صورتي وقلت لنفسي " انك ستمحو اليوم هذا العبوس المخيم على سحنتك , ولكنك ستبتسم دائما , وإبدأ في هذه اللحظة " التغيير . فلما جلست على المائدة لتناول طعام الافطار حييت زوجتي بهذه التحية اى بالابتسام
. وقد جلب هذا الموقف الجديد لبيتنا خلال الشهرين الماضيين سعادة لم نذق مثلها خلال العام الماضي كله .



رد الشر بالخير

كانت الزوجات المسيحيات كثيرا ما يعرضن احوالهن مع ازواجهن على القديسة " مونيكا " ام القديس اغسطينوس , ويشكين لها مصابهن , ويتعجبن كيف تعيش مع زوجها براحة وسلام , مع انه مشهور بشراسته وغضبه الشديد , فكانت تجيبهن بالقول : " انه اذا احتد وغضب , فاني اسكت سكوتا تاما , بل كثيرا ما انشغل بالصلاة في اثناء هياجه وسخطه , وعلى هذه الصورة يسكن غضبه ويهدأ اضطرابه , فأعيش معه بحب وسلام حتى اني قد استملته الى المسيحية . فافعلن مثل ذلك تعشن ورجالكن , براحة بل تقدسن انفسكن ورجالكن ". كان احد الافاضل يتحدث مع شيخ ثقي . فسأله عن سبب تجديده , فصمت دقيقة , وكان السؤال اصاب وترا حساسا في نفسه , وأجاب بتأثر شديد وقد سالت الدموع من عينيه : " لقد جاءت زوجتي الى الله قبلي بعدة سنين فاضطهدتها واسأت اليها بسبب دينها , غير انها لم ترد علي الا بالشفقة . وكانت تظهر بأستمرار اهتمامها لتزيد من راحتي وسعادتي . فكان سلوكها الطيب مع كل ما لقيته من الم من سوء معاملتي فها هو اول ما ارسل سهام التبكيت الي نفسي" .



المحبة الزوجية

وضح احد الحكماء المحبة في الزواج بقوله : " هناك ثلاثة انواع من الحب
(1) الحب الكاذب , الذي يطلب ما لنفسه , كما يحب الانسان الذهب والكبرياء والنساء خارج الحدود التي رسمها الله
(2) وهناك الحب الطبيعي , كحب الوالد لابنه والأخ لاخته
(3) وفوق الكل الحب الزوجي الذي يتغلب على كل شيء ولا يطلب الا الشريك الآخر فيقول : انا لا اطلب ما هو لك , لا ذهبك ولا فضتك , بل اطلبك انت , . وهذا النوع من الحب يطلب المحبوب كله . ولو لم يكن آدم قد سقط لكان الحب الزوجي أقدس ما في الوجود , ولكن الحب الزوجي الآن ليس نقيا كما ينبغي , لأن حب الذات يتدخل فيه .

الزوجين يجب الا يقدما ولاءهما لبعضهما عن ولائهما للمسيح والا اعتبر هذا عبادة اصنام .

" لا تدعي حبك لزوجك يقلل من حبك للمسيح بأي شكل من الاشكال . ان اكثر ما يجتذبك هو مدى تشبهه بالمسيح , فصورة المسيح فيه هي ما يجب ان يجذبك اليه اولا " .

" يا حمامتي لا اعطيك قلبي لاني قد سبق واعطيته للسماء من زمن طويل , ما لم يكن قلبي خدعني , وانا واثق انه ليس ملك احد في هذا العالم . ولكن الحب الذي تسمح السماء لي بأن اقدمه لانسان اقدمه لك وحدك " .
أعتقد لو كل زوجين سمعوا الوصية اللى بتتقال فى صلاة الاكليل و عملوا بيها حيكون للحياة الزوجية شأن آخر.
لكن المشكلة إنهم بيبقوا مشغولين بالتحيات و التصوير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010