قصص للاطفال ( للقمص تادرس يعقوب ملطى )

( 1 ) - هدية الملك للفلاح
------------------------------

بينما كان مجموعة من الفلاحين يحرثون الحقل سمعوا اصوات موسيقى من بعيد تطلعوا نحو الصوت فوجدوا الملك وقد ارتدى الثياب الملوكية يحف به اعداد كبيرة من رجال الدولة والحراس وفرقة موسيقى تنشد له اناشيد المديح والعظمة .

ترك الفلاحون المحراث وجروا نحو الملك وحاشيته ، وكانوا فرحين للغاية ، فقد جاء الملك الى قريتهم وها هو بلاقرب من حقلهم لم يعرف الفلاحون كيفيعبرون عن فرحهم وتكريمهم للملك .

اذ اقتربوا الى الملك انطلق احدهم الى مجرى ماء وملاء كفيه ماء ثم تقدم الى الملك وهو متهلل يقول له:" اقبل يا سيدي جلالة الملك هذا الماء هدية مني "

دهش الملك وكل حاشيته لهذا التصرف العجيب تطلع اليه الملك وفي دهشة سأله:" ما هذا يا ابني ؟"

في هدوء شديد قال الفلاح :

سيدي جلالة الملك لقد ملاء الفرح قلبي ....

انني للمرة الاولى اراك ، خاصة وانت فى قريتي ، واقتربت جدا الى حقلي .

اني اشعر بعجز شديد للتعبير عن حبي .

سيدي ماذا اقدم لك وانت الغني والسخي وانا فلاح لا يملك الا القليل ؟

لقد اردت ان اعبر عن محبتي وتقديري لجلالتك ،

فأخذت من هذا المجرى كف ماء اقدمه .

ليس لأحتياجك اليه ، لكن هذا هو كل ما يمكنني ان افعله .

اقبله رمزا لقلب متسع يحمل حبا فائقا لك .

فرح الملك بالفلاح واحتضنه ، ثم تطلع الى رئيس الخزانة وقال له : " اعطه مبلغا كبير من المال ، ما قدمه الفلاح يفوق ما قدمه الكثيرون ."

+ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +

( 2 ) - النجدة .....النجدة
-----------------------------

بينما كان تامر يسير في منطقة جبلية انزلقت رجلة فصار يهوي في منحدر خطير ، لكن شجيرة في طريقة أنقذته . أمسك بها وتطلع حوله ليس من طريق يسير فيه . أعلاه منحدر لا يستطيع أن يتسلقه ، ومن أسفل منحدر لعدة ألاف الأمتار . بدأ يصرخ " النجدة ّ! النجدة ! ، لكن أحداً لا يسمع صوته لكي يلقي إليه حبلاً ويسحبه .

صار يصرخ بأعلى صوته يطلب النجدة ، وأخيراً سمع صوتاً رقيقاً يناديه : " تامر . تامر . هل تراني ؟"

- لا من أنت.

- أنا الذي حفظتك كل أيام حياتك .

- أنا في خطر أنقذني .

- لا تخف إني أراك .

- أين أنت؟

- أنا في كل موضع .

- هل أنت هو الله .

- نعم . الق بنفسك في يدي . اترك الشجرة التي قدمتها لك ، فيداي تحملانك .

- إني لا أرى يديك . أريد حبلاً ، أريد أيادي بشرية تحملني .

توقف تامر عن الحديث مع الله وصار يصرخ : النجدة ! النجدة ! لكن لم يوجد من يسمع نداءه !

يا لغباوتي حتى عندما اسمع صوتك لا أستجيب .

أثق في الأذرع البشرية لا الأذرع ألإلهيه .

هب لي بروحك القدوس أن أرتمي في حضنك .

+ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +

( 3 ) - الأسد المريض والتعلب الحكيم
------------------------------------------

مرض الأسد ملك الوحوش يوماً ما لم يعد قادراً على الخروج من عرينه ، وكان أن يموت جوعاً . بعث الملك رسولاً إلى حيوانات الغابة التي اجتمعت معاً ، وأخبرهم لرسول بأن جلالة الملك الأسد يعلن أسفه عما حدث منه كل أيام حياته حيث افترس حيوانات كثيرة . وأنه قد قرر في مرضه معاهدة صلح مع جميع الحيوانات ، ولا يطلب منهم شيئاً سوى أن يذهب كل يوم واحداً منهم يسأل عن صحته ويؤنسه في مرضه ويخدمه .

فرحت الحيوانات لهذه الاتفاقية الجديدة وقامت بعض الحيوانات بزيارة الملك كل حسب قرعته

ولما جاءت القرعة على الثعلب حمل بعض الهدايا للملك وأنطلق نحو المغارة ، وعند باب المغارة وقف يتأمل في الرمل ثم عاد وترك المكان هارباً .

سألته الحيوانات : إلى أين أنت ذاهب ؟

أجابهم الثعلب الحكيم : نظرت إلى الرمل فوجدت أثار أقدام الحيوانات خارج المغارة ، فعلمت أن المغارة قد تحولت مقبرة لكل الداخلين إليها . إنني أشكر الرمل لأنه أشبه بجواز سفر يسمح بالدخول ولا يسمح بالخروج .

لقد حبست العدو الشرير كما في مغارة ، بصلبيك حطمت إمكانياته .

لا تنفع بآثار أقدم الأخرين .

أفترس الكثيرين ، وحرمهم من الحياه .

لأرجع وأهرب إليك .

أنت ملجأ لي يا غالب كل قوة الظلمة .

+ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +

( 4 ) - الحمار المتمارض
--------------------------------

كان الحمار حزيناً على الدوام ومتذمراً ، فإن صاحبه مزارع ، يستيقظ قبل صياح الديك ويأخذ حماره إلى الحقل ، ويضع عليه الكثير من الخضراوات والفواكه، ويذهب إلى سوق الجملة لكي يبيع المزارع محاصيله للتجار .

كان الحمار يعود إلى السوق والظلام لا زال باقياً ، فيعبر في طريقة على الكثير من الحمير ويجدهم لا يزالوا نائمين ، فكان دائم السخط ، حاسباً أن حظه غاية في السوء أن هذا المزارع قد اشتراه ليذله بالعمل الشاق ، ويحرمه من نوم الفجر بينما كل زملائه الحمير يتمتعون بهذا النوم .

لجا الحمار إلى حيلة ، فتظاهر بالمرض والعجز عن العمل ، وأضطر المزارع إلى بيعة فأشتراه دباغ جلود ، فرح الحمار أنه تخلص من المزارع الذي يوقظه قبل صياح الديك ، وبالفعل كان الدباغ يبدأ عملة بعد شروق الشمس ، لكنة كان يضع عليه جلود حيوانات رائحتها كريهة للغاية ، فقد الحمار طعم الحياة بسبب الرائحة الكريهة .

عندئذ أدرك الحمار أن سر تعاسته ليس قلة النوم ولا نوع الأحمال التي توضع عليه ، وإنما قلبه الذي لا يعرف الشكر ولا الرضا .

+ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +

( 5 ) - النمر الضعيف
---------------------------

أخذ فلاح قطته معه إلى الحقل لكي تصطاد الفئران التي تأكل صغار طيوره وتقرض الذكائب التي بها المحاصيل . بدأت قطته بالعمل حتى صار الحقل نظيفاً من الفئران . شعرت أن الفلاح قد ظلمها ، فأنه لم يقدم لها طعاماً كافياً حتى تبحث عن الفئران لتأكلها .

قررت القطة أن تهرب من الفلاح ، فتركت الحقل وانطلقت إلى الصحراء المجاورة . فجأة وجدت نمراً أمامها فارتعبت جداً .

تطلع لها النمر وفي دهشة قال :

" من أنت ؟ وما أسمك ؟

أراك ابنة عمي .

شكلك يشبهني تماماً لكنك صغيرة الحجم جداً وضعيفة .

ماذا حل بك ؟

بكت القطة وهي تقول :

كنت أود أن أكون مثلك يا أبن العم .

لكنني أعاني الأمرين من الإنسان .

إنه قوي وعنيف .

لقد حطم حريتي ، وأذلني فصرت قليلة الحجم وضعيفة البنية .

إنك ضخم وقوي لأنك حر لم يستعبدك إنسان .

في سخرية قال النمر

" هل يوجد كائن أقوى مني ؟!

ما هو حجم الإنسان ، وما هي إمكانياته ؟!

قالت له القطة : " تعالى معي أيها الأخ نمر لتراه بنفسك" .

ذهب الاثنان معاً إلى الحقل ، وإذا رأي الفلاح استخف به جداً ، وقال له : " قالت لي القطة إنك قوي جداً أقوى مني . وأنا أراك ضعيف لا تتحمل وثبة من عليك ؟ جسمك ضعيف وعضلاتك مرهفة وأسنانك صغيرة ، وجلدك رقيق ، كيف تقول أنك أقوى مني ؟ أتريد أن ندخل معاً في معركة ؟"

أجاب الفلاح : " لقد فاجأتني بحضورك مع قطتي ، وأنا في حقلي تركت قوتي في كوخي الصغير . أنتظر حتى أحضر قوتي معي ؟"

- نعم أنتظر .

- كيف أضمن أنني أعود فأجدك في الحقل لم تهرب ؟

- إنني لن أخاف منك سأنتظر .

- لكي أضمن ذلك اسمح لي أن أربطك بالحبل في الشجرة حتى أذهب إلى الكوخ وأحضر معي قوتي فنصارع معاً .

- ليكن

+ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +

( 6 ) - النملة السعيدة
----------------------------

اعتادت النملة بهيجة أن تعود كل يوم إلى حجرتها متهللة . كانت تروي للنمل أصحابها عن الخالق المبدع الذي أوجد هذا العالم الجميل . فكانت تخلق جواً من الفرح . وإذ عادت يوماً وهي تغني وتسبح الله ، سألها أصحابها : أرو لنا ما أعجبك اليوم يا بهيجة ؟ نراك متهللة جداً أكثر من كل يوم .

قالت لهم بهيجة :

بعد أن أنتهيت من عملي معكم انطلقت أتمشى على صخرة ، ووقفت أتأمل في السماء الزرقاء الجميلة . عبرت بي يمامة تطير ، كان جناحاها الجميلان أشبه بمروحتين رائعتين .

قالت لها : يالك من يمامة جميلة ! لقد أبدع الخالق فأعطاك جناحين جميلتين ، وصوتاً عذباً . إني أرى لمسات الخالق المبدع واضحة فيك .

بينما كنت أتحدث معها إذا بتيار جارف يقتحم المكان فانجرفت في الماء .

أسرعت اليمامة إلي ، وقد أمسكت بمنقارها فرعاً صغيراً من الشجر . تسلقت عليه ، ثم انطلقت بي اليمامة تحملني بعيداً عن الماء . لقد أنقذتني من موت محقق !

شكرتها على محبتها ولطفها وحنانها .

بعد قليل نامت اليمامة على فرع شجرة ، وإذا بصبي يراها ، فأمسك بمقلاع ليصوب حجراً عليها ليصطادها . أسرعت إليه ولدغته في قدمه فصرخ وقفز .

استيقظت اليمامة وطارت في الجو ، ولم يستطيع الصبي أن يصطادها . لقد أنقذتها من يد الصبي القاسية .

إني اشكر الله الذي أعطاني أن أنقذ اليمامة .

حقاً إني محتاجة إليها ، وهي محتاجة لي !

ليت البشر يدركون ذلك فلا يحتقر أحدهم الأخر .

القوي محتاج على الضعيف ، كما الضعيف إلى القوي .

الكبير يحتاج إلى الصغير ،كما الصغير إلى الكبير .

+ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +

( 7 ) - حنان دجاجة
-----------------------------

اشتم أحد المزارعين الأمريكيين رائحة دخان قوية ، ففتح القناة الخاص بالأخبار المحلية بالراديو . عرف أن النيران قد اشتعلت على بعد أميال قليلة من مسكنة . اشتعلت في حقول القمح الشاسعة ، وذلك قبل تمام نضجه بحوالي أسبوعين .

إنه يعلم متى اشتعلت النيران في مثل هذا الوقت يصعب السيطرة عليها ، فتحرق عشرات الأميال المربعه من زراعة القمح .

عرف المزارع أيضاً أن الرياح تتجه بالنيران نحو حقله ، فبدأ يفكر هكذا : ماذا أفعل ؟لا بد أن النيران تلحق بحقلي وتحطم منزلي وحظيرة الحيوانات وأفقد كل شيء !

بدا يحرق أجزاء من حقله بطريقة هادئة حتى لا يصير بيتة وحظيرة حيواناته محاطة بحقول القمح شبه الجافة . استطاع أن يحرق كل حقله تماماً دون أن يصاب بيته ..... فأطمأن أن النيران لا تنسحب إلى بيته ... حقاً قد أحرق بيديه محصولة ، لكنة أفتدى بيته وحيواناته وطيوره .

إذ أطمأن على بيته بدأ يسير بجوار حقله المحترق وهو منكسر القلب ، لأنه فقد محاصيله بيده.

رأي دجاجة شبة محترقة ، وقد بسطت جناحيها . تطلع بحزن إليها . فقد طارت بعض اللهب إليها لتحرقها . تسلك الدموع من عينه وهو يرى طيراً قد مات بلا ذنب .

بحركة لا إرادية حرك الدجاجة بقدمه ، فإذا بمجموعة من الكتاكيت الصغيرة تجري ... امسك بها وأحتضنها .

تطلع إلى تلك الدجاجة البطلة الحنونة التي أحاطت بجسمها صغارها وسلمته للموت ، احترقت دون أن تحرك جناحيها أو تهرب ، بل صمدت لتحمي صغارها ، بينما يحزن هو على خسائر مادية !

رفع عينه إلى السماء وهو يقول :

مخلصي الحبيب ... الآن أدركت معنى كلماتك : كم مرة أردت أن أجمع أولادك ، كما تجمع الدجاجة فراخها . أشكرك لأنك وأنت لم تعرف الخطية سلمت جسدك للموت بفرح لتحمل نيران الغضب عن خطاياي . ظنت النيران أنها تقدر أن تحطمك ، لكن في حبك حملتني بموتك المحيي إلى الحياة .
`16` `11` `16`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010