غرور الوردة الحمراء

:o في حديقةٍ خَضراء كانَت الأشجارُ والورودُ والأزهارُ تعيشُ معاً في فَرَحٍ وهَناء ، وكادَت هذهِ الحديقةُ تَصير جَنّةً غَنّاء لولا وردةٌ حمراءُ مَغرورةٌ ومُعجَبةٌ بنفسها .

وهذهِ الوردةُ كانَت تُؤذي رَفيقاتها فهَجَرَها الجميع ، وغَدَت وَحيدةً ليس لها أيُّ صديق .

وفي صباحِ أحدِ الأيّام استَيقظَتْ هذهِ الوردةُ باكراً ، فأحسَّتْ بقَطَراتِ النَدى تنامُ على أوراقِها ، فصَرَخَت الوردةُ الحمراء : أيّها النَدى ، مَن سَمَحَ لكَ بالنومِ على أوراقي الحريريّةِ الملوّنة ؟!

أجابَها النَدى : اعذُرِيني أيّتُها الوردةُ الحمراء ، كنتُ تَعِباً جدّاً ، وكنتِ أنتِ نائمة فلم أستَأذِنكِ .

قاطعَتهُ الوردةُ الحمراءُ قائلة : أنا لا أسمَحُ لأحدٍ بأن ينامَ على أوراقي ، هَيّا ارحَل وإلاّ !

قال النَدى : أرجوكِ أيّتُها الوردةُ أن تَسمحي لي بالبَقاءِ هُنا قليلاً ، فبعدَ نِصفِ ساعةٍ أصعَدُ إلى السَماء .

فغَضِبَت الوردةُ الحمراءُ غَضَباً شديداً ، واستَنجدَت بالرِيحِ التي هَزَّتها بشِدَّة ، ولكنّ الندى لم يَقَع ، وإنّما تَمسَّكَ جيّداً بأوراقِ الوردة ، وفي هذه الأثناء كانَتِ الشمسُ تُطِلُّ مِن وراءِ الجبال ، وتُرسِلُ أنوارَها الذَهَبيّة إلى الأرض .

فعَلِمَت الشمسُ أنّ النَدى والوردةَ يَتَشاجَران ، فارتَفَعَت قليلاً لِتَرى ما يَحدُث ،
أحَسَّ الندى بوجود الشمسِ فاستَنَجدَ بها ، وبدأ يَصعَدُ إلى السماءِ عَبرَ خُيوطِ أنوارِها الذهبيّة ، وهو غاضِب على الوردة .

وفي الأيّام التالية هَجَرَ الندى الوردةَ الحمراء ، فصارَت تَتَلوّى عَطَشاً ، فصَبَرت الوردةُ فترة لكنّها تَعِبَت بعد مدّة ، وأحسَّت أنّها بَدأت تَذبُل وتَضعُف ، ولم تَعُد تَتحمَّلُ الجَفاف .

فتطاوَلَت الوردةُ بِعُنُقِها نحوَ الشمس وقالَت لها : أرجوكِ ، دَعي النَدى يَسقيني إنّي عَطشى .

فطَلَبَت الشمسُ مِن النَدى أن يَغفِرَ للوردة ذَنبَها ، ففكّرَ النَدى قليلاً ، ثمّ قال : لا بأس ، أفعَلُ ذلك ، بشرطِ أن تَستَفيدَ الوردةُ مِن تَجرِبتها ، فتُحِبّ الآخَرين وتَتعاوَن معهم .

قَبِلَتِ الوردةُ الحمراءُ هذا الشرط ، واعتَذَرَت للندى ، ووَعَدَت أن تكونَ مِثلَ رفيقاتها .

وبَدأ الندى يَحُطُّ على الوردة فعادت إليها نَضارَتُها وحَيَوِيَّتُها ، ورفَعَت رأسَها فَرِحةً مَسرورة ، وكان كلُّ ما في الحديقة في فَرَح وسرور .

وفي الأيّام التالية أخَذَت الوردةُ الحمراءُ تَتألّقُ وتَنَحني فارِشةً أوراقَها الطريّة الملوَّنة ، مُوَزِّعةً عطرَها في كلّ ناحية ، وعادَت بَسمةُ الفرح لِتَعمَّ كلَّ أرجاء الحديقة . `16`

حلوة قوى الحواديت دى
بيشو ..
إنت بتخدم حضانة؟!
لو ما كنتش بتخدم حضانة تبقى أصلح واحد للخدمة دى.
هاى حازم على فكره انا مش بخدم حضانه ولا حاجه انا لسه بكمل دراسه
بس اشمعنا يعنى حضانه
القصص دى هوايا جميله
بيشو ربنا يباركك القصص دي جميلة جدا

الهواية دي

`16`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010