حكاية كنيستنا الوطنية >>>عاقبة من يسخر برجال الله



حكاية كنيستنا الوطنية
عاقبة من يسخر برجال الله
=================================


كانت العلاقة بين الرئيس عبد الناصر وقداسة البابا كيرلس يشوبها بعض التوتر فى البداية، فقد إلتقى البابا كيرلس مع الرئيس عبد الناصر بعد الرسامة عام 1959م
وذلك فى مبنى البطريركية القديمة بكلوت بك وبعد أن تبادلا الأحاديث الودية أكد له قداسة البابا أنه سوف يعمل بمشيئة الله على تعليم الأقباط معرفة الله وحب الوطن
ومعنى الوحدة الوطنية وقد أثنى الرئيس على وطنية البابا ودعى كل منهما للآخر بالتوفيق.

ولكن بعد مرور عدة سنوات تعرضت الكنيسة لبعض المشكلات والمضايقات التي بسببها طلب البابا كيرلس مقابلة عبد الناصر ولكن دون جدوى وتكرر طلب المقابلة
عشرات المرات، ومع الأسف لم يجد استجابة. وفى هذه الفترة جاء لقداسة البابا صديق عضو بالاتحاد الاشتراكي وكان هذا الصديق على علاقة قوية بعبد الناصر
وعندما علم بأن البابا كيرلس مستاء وعده بأنه سوف يقابل الرئيس ويطلب منه تحديد موعد لمقابلة البابا، وفعلاً ذهب البابا إلى القصر الجمهوري ولكن مقابلة
الرئيس عبد الناصر كانت صعبة جداً حتى أنه قال لقداسة البابا "إيه؟.. فيه إيه؟.. همَّ الأقباط عاوزين إيه؟.. هم كويسين قوى كده!.. أحسن من كده إيه؟
.. مطالب.. مطالب.. مطالب!!" حاول البابا كيرلس أن يلاطفه ويعامله بأدب ولكنه قال له "مفيش وقت علشان أقول لك وتقول لي!"

بالاختصار رفض البابا كيرلس أن يستكمل الحديث بهذه الطريقة وخرج من عند عبد الناصر وهو يقول "منك لله.. منك لله"

لم تمر ساعات قليلة حتى شعرت "منى" بنت الرئيس عبد الناصر بألم شديد واحتار الأطباء فى علاجها وتشخيص الألم وقال الأطباء أن "منى" لا تعانى من
أي مرض عضوي. وهنا شعر الرئيس عبد الناصر أن هذا بسبب غضب البابا ومقابلته غير اللائقة فاستدعاه فى نصف الليل، ويذكر عضو الاتحاد الاشتراكي
الذي ذهب إلى البابا قائلاً: "عندما ذهبت إلى البابا وجدته وكأنه كان بانتظاري ويعلم بمجيئي." وعندما دخل البابا منزل الرئيس ودخل حجرة ابنته على الفور
هو يقول مبتسماً: "دى ولا عيانة ولا حاجة." وصلى ربع ساعة وبعدها عادت "منى" إلى طبيعتها تماماً.

بعد تلك الحادثة توطدت العلاقة بين عبد الناصر والبابا كيرلس وقال له عبد الناصر: "إنتَ من النهاردة أبويا!"

أخر ما أُريد أن أقوله بعد تلك القصة التي اقتطفتها من كتب التاريخ الكنسي، أن التاريخ لم يُكتَب لكي نعرف تلك القصص ونستمتع بقراءتها فقط، ولكن يجب
أن نستفيد مِن الرسالة. تلك الرسالة هي تحذير لكل من يحاول أن يسخر برجال الله وكلنا نعرف أن قداسة البابا شنودة يصلى من أجل الأحداث الصعبة التي
نمر بها.. هو يُصلى ونحن نصلي معه وننتظر عمل الله مع أولاده.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010