======================
قال القديس باسيليوس :
--------------------------
[إن الصوم الحقيقي هو سجن الرذائل و أعني ضبط اللسان و إمساك الغضب و قهر الشهوات الدنسة]
قال راهب شيخ :
[كما إن الذئب لا يجتمع مع النعجة لإنتاج ولد كذلك شبع البطن لا يجتمع مع توجع القلب لإنتاج فضيلة]
قالت القديسة سفرنيكى :
[ إذا صمت فلا تحتج بمرض لان الذين يصومون قد يسقطون في مثل هذه الأمراض و إذا بدأت بالخير فلا تتعوق بقطع الشيطان إياك (هذه تحتاج إلي إرشاد أب الاعتراف للتميز ) فأنه سيبطل بصبرك]
قال القديس مكسيموس :
--------------------------
[من غلب الحنجرة فقد غلب كل الأوجاع]
قال القديس مار أسحق :
[الذي يصوم عن الغذاء و لا يصوم قلبه عن الحنق و الحقد و لسانة ينطق بالأباطيل فصومه باطل لان صوم اللسان أخير من صوم الفم و صوم القلب أخير من الأثنين]
قالوا عن الصوم ـ من بستان الرهبان ـ
القديس يوحنا ذهبى الفم:
"لا تقل إنى صائم صوماً نظيفاً و أنت متسخ بكل الذنوب، لا تصم بالماء و الملح و أنت تأكل لحوم الناس بالمذمة و الإدانة، و من يصم لا يدن غير الصائمين لأنه لا يعرف ظروفهم، و قد رفض الرب صوم الفريسى المفتخر بصومه، و قبل العشار متواضع القلب و اللسان".
قال أحد القديسين:
"لو كان الطعام النباتى يدخلنى السماء، لسبقتنا إليها البهائم"
و البابا أثناسيوس الرسولى:
"طالما تصوم و لا تحفظ لسانك عن الكلام الشرير فاللسان غير صائم"
كما قالت القديسة سفرنيكى:
"إن فماً تمنع عنه الخبز لا يطلب لحماً، و عندما تمنع عنه الماء لا يطلب خمراً"
و قال القديس ثيئوذورس:
"حرب الجسد تضعف مع قلة الأكل"
ايضا يعتبر الصوم هو اقدم وصية عرفتها البشرية . فقد كانت الوصية التى اعطاها الله لابينا آدم ؛ هى الامتناع عن الاكل من صنف معين بالذات ؛ من شجرة معينة ( تك 2 : 16 ؛ 17 )
بينما يمكن ان ياكل من باقى الاصناف .
ويوجد اصوام كثيرة باطلة ومرفوضة :
----------------------------------------
+ الصوم لكسب مديح الناس
---------------------------------
( اما انت فمتى صمت ؛ فادهن راسك واغسل وجهك ؛ لكى لاتظهر للناس صائما بل لابيك الذى فى الخفاء . فابوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية )
(مت 6 : 16 - 18 )
+ صوم الفريسى المفتخر :
----------------------------------
هذا الفريسى الذى وقف يفتخر و يتباهى امام الله و فى نفس الوقت كان يدين العشار قائلا عن نفسه
(( لست كسائر الناس الظالمين الخاطيين الزناة ولا مثل هذا العشار ))
+ صوم الشعب الخاطىء ايام ارميا النبى :
---------------------------------------------
هؤلاء لم يقبل الله صومهم ؛ بل قال عنهم لارميا النبى " لاتصل لاجل هذا الشعب للخير ؛ حين يصومون لا اسمع صراخهم ؛ وحين يصعدون محرقة وتقدمة لا اقبلهم "
هؤلاء لم يقبل الرب اصوامهم ولا صلواتهم ولا محرقاتهم ؛ لانهم كانوا يعيشون فى السر ؛ وقلوبهم لم تكن طاهرة .
+ الصوم الذى هدفه خاطىء :
--------------------------------------
مثل اليهود الذين اتفقوا فيما بينهم { وحرموا انفسهم قائلين انهم
لا ياكلون ولا يشربون حتى يقتلوا بولس } وطبعا كان صومهم خطية بل لا نستطيع ان نسميه صوما بالمعنى الروحى .
+ الصوم البعيد عن الرحمة والصدقة وطلب المغفرة :
لانصوم ويكون صوما مقبولا امام الرب ويكون هناك خصومة او نزاع او لااعطف على المساكين او انطق بالاكاذيب والباطل
والذى لايصوم عن خطاياه .
+ الصوم الذى ليس لاجل الله :
------------------------------------
فقد يصوم الانسان لان الاطباء امروه بالصوم ؛ وقد يصوم طلبا
لرشاقة الجسد وحسن منظره . وكلاهما ليس من اجل الله ولاينتفع
روحيا بصومه .
فماهو الصوم المقبول امام الله ؟
------------------------------------
هو الصوم الذى تكون فيه علاقة عميقة مع الله .
الصوم الذى تشعر فيه بالله فى حياتك ؛ هو الفترة المقدسة التى تشعر ان الله يملكها ؛ وانها مخصصة كلها لله ؛ وان وجود الله ظاهر جدا خلالها فى كل تصرفاتك ؛ وعلاقتك بالله تزداد وتنمو كل يوم من ايام الصوم ؛ بمتعة روحية تشتهى بسببها أن يطول
صومك ولا ينتهى .
يرجى قراءة الاصحاح 58 من سفر أشعياء، و هو إصحاح الصوم إذ يشرح الله فيه ماهية الأصوام المرفوضة و الأصوام المقبولة أمام عرش النعمة. و هى كالآتى:
أصوام مرفوضة:
1- ها إنكم فى صومكم توجدون مسرة، و بكل شغلكم تسخرون.
2- ها إنكم للخصومة و للنزاع، و لتضربوا بلكمة الشر.
3- يحنى كالأسلة (نبات له جذع ضعيف و رأس مثل قطعة السجق ينحنى مع الريح) رأسه، و يفرش تحته مسحاً و رماداً (المقصود صوم المرائين).
أصوام مقبولة:
1- حل قيود الشر، فك عقد النير، إطلاق المسحوقين أحراراً.
2- تكسر للجائع خبزك، و أن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك.
3- إن رأيت عرياناً أن تكسوه، و أن لا تتغاضى عن لحمك.
يقصد هنا الوحى الإلهى الناطق على لسان أشعياء أن يرينا الفرق بين صوم أناس يعيشون فى خصام و قتال، و صومهم ما هو إلا مظهر خارجى فقط بين سجود و تقشف. بينما الصوم الحقيقى الذى يقبله رب المجد هو عمل الرحمة، و الصدقة، و المحبة.
"إني أريد رحمة لا ذبيحة ومعرفة الله أكثر من محرقات" (هو 6 : 6)
الصوم هو بدء طريق الله المقدس . هو تقويم كل الفضائل ، بداية المعركة ، جمال البتولية ، حفظ العفة ، أبو الصلاة نبع الهدوء ، معلم السكوت بشير الخيرات
( مار اسحق السرياني )
" لا فائدة من الصوم إذا اجتزناه سدى بدون تأمل "
( القديس يوحنا ذهبي الفم )
" إن من كان بريئا من كل خطية ( السيد المسيح ) صام أربعين يوماً و أربعين ليلة وأنت أيها الخاطئ تكره هذا الصوم وتأباه
(القديس امبروسيوس اسقف ميلان )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.