آبار مشققة لا تضبط ماء

أجاب يسوع وقال لها: كل مَنْ يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً، ولكن مَنْ يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد..(يو 4: 13 )

إن العالم مليء بالآبار التي يحاول بها الشيطان أن يسد احتياجات الإنسان، والمرأة التي التقى معها الرب عند البئر (يو4)، كانت تحاول أن تروي ظمأها من عدة آبار، لكنها كلها آبار مشققة لا تضبط ماء.

بئر التقاليد: لقد شربت هذه المرأة من هذه البئر القديمة جداً دون أن تجد فيها السعادة أو الراحة. فهي كانت تعرف أقوال الآباء، وتعرف ما تسلمه شعبها من الأجداد؛ فهي تقول إن أباهم يعقوب شرب من البئر هو وبنوه ومواشيه، وأنه أعطاهم هذه البئر. ويمكننا أن نلاحظ الخلط بين الحق والضلال في أقوال هذه المرأة، وهكذا التقاليد دائماً تذكر جزءاً من الحقيقة وتخلطه مع جزء آخر غير صحيح. فصحيح أن هذه البئر هي بئر يعقوب، لكنه ليس صحيحاً أن يعقوب هو أبو السامريين أو أنه أعطى البئر لهم. ثم إن التقاليد دائماً تحجب مجد المسيح، لذلك قالت هذه المرأة للمسيح: "ألعلك أعظم من أبينا يعقوب؟" إذاً، فلقد شربت هذه المرأة من بئر التقاليد، لكنها لم ترتوِ.

بئر الشهوات: إذ يقول لها المسيح "كان لكِ خمسة أزواج" ثم يضيف قائلاً "والذي لكِ الآن ليس هو زوجك". لقد شربت أيضاً من بئر الشهوات والخطية. فهل ارتوت؟ هل وجدت هذه المرأة في تلك البئر ما يروي ظمأها؟ هل مياهها تروي، كلا البتة. `17`

بئر التدين: لقد صار عندها فكرة عما يقوله الآخرون، وأصبحت مُحنَّكة في رأي كل من اليهود والسامريين على السواء. فهي هنا تناقش المسيح مناقشة العليم بالأمور: أنتم تقولون، ونحن نقول. بل ولقد كان عندها فكرة لا على ما حدث في الماضي وتسلموه من الآباء، بل عما يُنتظر أن يحدث في المستقبل إذ تقول: أنا أعلم أن مسيا يأتي وسيعرّفنا كل شيء. إذاً فهي امرأة متدينة، أليس كذلك؟!! فهل كانت بئر التدين يا ترى أفضل من البئرين السابقتين؟ هل أمكن لهذه المرأة أن تجد ريَّها أو راحتها في هذه البئر؟ كلا البتة.

لاحظ أنها كانت متدينة رغم أنها تزوجت من خمسة رجال! وكانت منتظرة مجيء المسيا رغم أن السادس، الذي لم يكن زوجها، كان ينتظرها في البيت!

عزيزي.. لقد فشلت كل آبار العالم أن تعطي السعادة للإنسان.. فليتك تأتي سريعاً إلى المسيح فيسعدك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010