------- صوصو-------

سلام ونعمة ليكم :
بدا الجو ملبدًا بالغيوم ، انكمشت كل الكائنات ولم يجرؤ أحد علي الخروج وسط الصقيع..حتي الشجرة التي كانت ممتلئة بالعصافير ، وتتعالي أصوات الزقزقة فيها طول النهار علاها الصمت فبدت للرائي مقبضة إلي حد بعيد .

انكمش العصفور الصغير وسط القش ، محاولاً استجلاب الدفء ، لكن الأوراق التي سقطت من الشجرة في الخريف ساهمت في إحساسه بمزيد من البرد ، ظل المطر يتساقط حتي بدأ جناحًا العصفور يرتعشان ، وأوشكا علي التجمد ، شعر العصفور بقرب الموت ، راودته رغبة في البكاء ، سقطت أول دمعة كنقطة ندى علي وجهه لكنه تذكر أمه عندما رأته يبكي ذات يوم فقالت له : العصافير لم تخلق لكي تبكي ، بل تزقزق فقط لكي تشيع جوًًّا من السرور حولها . ولهذا طرد الفكرة من رأسه ، وقرر ألا يواجه مشكلته بالدموع لكنه وجد أيضًا أنه لن يستطيع أن يأتي بالدفء للعش ، ولن يستطيع أن يوقف آلاف القطرات من ماء المطر ، لكنه يستطيع عمل شيء آخر، يستطيع أن يغني ، علي الأقل يمكنه بهذه الطريقة أن ينسي تلك المحنة التي تواجهه..جرب صوته ، خرج متحشرجًا ، حاول مرة أخري : صوصو..بدت ضعيفة للغاية ، هيئ له أنه يسمع صوتًا خافتًا آخر يرد عليه كرر النداء فتكرر نفس الصوت لكن أقوي قليلاً. أدرك أن هناك عصفورا آخر يحاول الائتناس بصوته مثلما يحاول هو سري جو من الطمأنينة والود بينهما. مالبث أن شجع بقية العصافير فوق الأغصان الأخري بالرد عليهما.

بدت أصوات العصافير كأنها معزوفة رائعة أشاعت الدفء في كل ماحولها ، تصاعد اللحن إلي السماء وماهي إلا لحظات حتي خرجت الشمس من بين السحب وسط فرحة الجميع ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010