+ الموت والحياة +
"""""""""""""""""""""""""""""""
يعتبر الموت من الموضوعات الهامة التي يهتم بها الإنسان ، والتي يتقابل بها كل يوم في موت قريب أو جار أو أخ أو صديق. ويعلم كل إنسان أنه حتما سيعبر في طريق الأرض كلها وهو الموت. ورغم ذلك ، فإننا نحاول كثيراً أن نبعد خاطر أننا حتماً سنموت عن عقولنا وأفكارنا، ربما يحلو لنا أن نقول أن الآخرين يموتون أما أنا فليس الآن؟
وقبل أن نتحدث عن الطريقة التي يجب أن نستعد بها لاستقبال الموت ينبغي لنا أن نتعرف على أنواع الموت كما يبينها لنا الكتاب المقدس.
1. الموت الروحي (وهو موت الخطية): وقد دخل هذا الموت إلى العالم بالخطية التي أخطأ بها أبونا آدم حينما تعدى على وصية الله وعنه يقول الكتاب: "وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالخطايا والذنوب" (إف 2 : 1)، "وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو 5 : 12). "لأن أجرة الخطية هي موت. ,أما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رو 6 : 23). "لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع" (1كو 15: 22).
2. الموت الجسدي (وهو انفصال الروح عن الجسد): وقد دخل هذا الموت أيضاً إلى العالم نتيجة للخطية، فحينما أخطأ آدم منعه الله من الأكل من شجرة الحياة، حتى لا يحيا إلى الأبد بطبيعته الملوثة بالخطية، وقد تغيرت قوته وسلطانه بعد الفداء الذي قدمه السيد المسيح لنا على عود الصليب حتى أن الرسول بولس اعتبره ربحاً (في 1 : 21) ، وأنه لا يقدر أن يفصل الإنسان عن محبة الله (رو 8 : 38 ، 39).
3. الموت الأبدي (الموت الثاني): وهو الموت الحقيقي والخطير وهو العقاب الأبدي لغير المؤمنين في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت كما يقول الكتاب:"وسلم البحر الأموات الذين فيه وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب أعماله. وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار. هذا هو الموت الثاني.وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طرح في بحيرة النار" (رؤيا 20 : 13 – 15).
4. موت الإيمان في حياة الإنسان: وهو أنه رغم إدعاء الإنسان بأنه يؤمن بالله إلا أن هذا الإيمان يظل خالياً من أعمال المحبة حسب إرادة الله :"لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان بدون أعمال ميت" (يعقوب 2 : 26).
5. الموت السرائري (السري): وهو موت الإنسان العتيق مع المسيح في المعمودية والدفن معه بطريقة سرية غير منظورة عن طريق حلول روح الله القدوس في ماء المعمودية، يقوم بعدها المعتمد إنساناً جديداً (الولادة الثانية) منتصراً على الخطية كقول الرسول:"مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كولوسي 2 : 12).
6.موت الحياة حسب الجسد: وهو موت المسيحي الذي آمن واعتمد حينما يسلك حسب الجسد أو العالم الشرير كما يقول الكتاب "لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون" (رو 8 : 13). وتعتبر التوبة هي الطريق للنجاة من هذا الموت كما يقول الرسول: "لذلك يقول استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح" (اف 5 : 14).
قصة الموت والحياة:
خلق الله الإنسان ليحيا ، ولكنه أخطأ بعدم استماعه لوصية الله وذلك عندما أكل من شجرة معرفة الخير والشر. وحينما أخطأ وجبت عليه العقوبة لأن "أجرة الخطية هي موت" (رو 6: 23) وهكذا "اجتاز الموت في جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو 5 : 12). وتلوثت طبيعتهم الصالحة بالخطية، وأصبحت الخطية جزءاً من كيانهم وسكنت في أجسادهم.
وكان لابد من وضع حد لهذا الفساد، وأن يرد للإنسان الذي خلقه الله وأحبه طبيعته النقية، وحياته الأبدية. فوعد الله آدم وحواء بالخلاص والنجاة من الموت وذلك بعد سقوطهم مباشرة حينما وعد أن نسل المرأة يسحق رأس الحية (تك 3 : 15)، وحينما أشار للفداء بالدم بصنعه أقمصة جلدية لتستر عريهم وخزيهم (تك 3 : 21).
وقد تنبأ الأنبياء في العهد القديم عن هزيمة الموت أمام الله رب الحياة فقال إشعياء النبي:" يبلع الموت إلى الأبد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه وينزع عار شعبه عن كل الأرض لأن الرب قد تكلم"(إش 25: 8).
وأكد هوشع النبي على زوال سلطان الموت حينما تنبأ قائلاً: "من يد الهاوية أفديهم من الموت أخلصهم. أين اوباؤك يا موت أين شوكتك يا هاوية تختفي الندامة عن عيني" (هو 13: 14).
وفي ملء الزمان جاء المسيح وتقبل عقوبة الموت عنا على عود الصليب وكسر شوكة الموت بموته، ووهبنا الحياة من جديد بقيامته. وأعاد لنا طبيعتنا الأولى وأعطانا عربون الحياة الأبدية ورجاء الخلاص النهائي من الموت في ملكوت الله حينما يطرح الموت والهاوية في بحيرة النار (رؤ 20 : 14).
ولم يعد هناك سلطان للموت أو خشية من الهلاك، فنحن قد متنا فعلاً مع المسيح في المعمودية بقوة السر الفعالة، ومنذ ذلك الوقت فصاعداً نحن أحياء مع المسيح في الله (كولوسي 3 : 3). وبهذا أعطانا القدرة أن نموت عن الخطية (رومية 6 : 11) ، و الإنسان العتيق (رومية 6 : 6)، عن الجسد (رو 6 : 6 ، 8 : 10) وشهواته (غل 5 : 24) ، عن الناموس (غلاطية 2 : 19) وعن كل أركان العالم (كولوسي 2: 20).
تغير معنى الموت الجسدي:
ولذا فقد تغير معنى الموت الجسدي، وقد صار موت الجسد الوسيلة للخلاص. فوجب علينا أن نمارس الموت اليومي بإماته أعمال الجسد كما يقول الرسول بولس:"لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون" (رومية 8 : 13)، أي أعضائنا التي على الأرض مع أهوائها:"فأميتوا أعضائكم التي على الأرض الزنى النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع الذي هو عبادة الأوثان" (كولوسي 3 : 5).
ولم يعد الموت الجسدي سوى مرحلة يتخلص فيها الإنسان من الألم والمرض والحزن والكآبة وجسد الخطية لينتقل إلى عالم المجد والفرح والنور والبر وجسد القيامة، ليتمتع بالحياة في حضرة الله وملائكته وقديسيه.
لماذا الموت الجسدي؟
وقد يتساءل أحدكم: طالما أن السيد المسيح نقلنا من الموت إلى الحياة فلماذا ينبغي علينا أن نجتاز الموت الجسدي؟ ولماذا لا نعبر مباشرة إلى الحياة الأبدية؟
يجيب هذا السؤال الرسول بولس في رسالة كورنثوس الثانية حينما يقول: "لكن كان لنا في أنفسنا حكم الموت لكي لا نكون متكلين على أنفسنا بل على الله الذي يقيم الأموات" (2 كو 1 : 9).
ففي هذه العبارة نجد أن للموت غاية أخرى هو أن يكون رجاؤنا دائماً في الرب واثقين أنه القادر أن يقيمنا من الأموات.
كما أن الموت الجسدي أساسي من أجل أن نحصل على ميراث الحياة الأبدية فجسدنا الحالي الذي لوثته الخطية ويحمل في داخله بذرة الفساد لا يقدر أن يرث الحياة الأبدية ، لذا وجب تغييره بجسد آخر نوراني بلا خطية يستطيع أن يتمتع بأمجاد الملكوت كما يقول الرسول:" لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت. ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت إلى غلبة " ( 1 كو 15 : 53 ، 54).
الموت الخطير:
أما الخطورة، كل الخطورة فتأتي من الموت الثاني حينما يلقى الأشرار في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، حينما يقف كل واحد أمام الديان العادل ليعطي حساباً عما فعله على الأرض، ليعطي حساباً عن تمسكه بإيمانه في شخص السيد المسيح كما يقول لنا: " ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضاً قدام أبي الذي في السموات" (مت 10 : 33)، ليعطي حسابه عما قدمه من أعمال المحبة نحو أخوته، حينما يقول للذين أرضوه:" تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم" ، وللذين خالفوه:"اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (راجع مت 25 : 31 – 46).
قريب جداً منا:
وكما نعلم فإن الموت الجسدي قريب جداً جداً منا، لذلك لابد أن يكون الإنسان مستعداً لمقابلة الموت الجسدي في كل لحظة من لحظات حياته، لأته في لحظة لا تعلم بها ننتقل من هذا العالم وأعمالنا تتبعنا، ربما يكون الإنسان طفلاً أو شاباً أو كهلاً أو شيخاً طاعنا في السن حينما يفاجئه الموت، ووقتها لن تكون هناك فرصة لتغيير الأوضاع لذا وجب الاستعداد من الآن.
كيف أستعد لمقابلة الموت الجسدي؟
1. إن كل شخص آمن بالسيد المسيح وأعتمد حصل على نعمة الميلاد الثاني من فوق، فدفن الإنسان العتيق وقام إنساناً جديداً روحياً ينبغي أن يحيا حسب الروح لا حسب الجسد (رومية 8 :1).
2. إذا أخطأ الإنسان المسيحي وعاش حسب الجسد فينبغي أن يعود في أقرب فرصة (الآن) بالتوبة كما يقول الكتاب: " هوذا الآن وقت مقبول ، هوذا الآن يوم خلاص" (2 كو 6 : 2) ، حتى لا يهلك بسبب تأخيره إذا فاجأه الموت الجسدي.
3. لابد لنا أن نستمع إلى كلمة السيد المسيح ونؤمن به فلا يكون للموت الأبدي سلطان علينا : " الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة" (يوحنا 5 : 24).
4. لابد لنا أن نحفظ كلمة الله ونطبقها عملياً في حياتنا وحينها لا يكون للموت الأبدي سلطان علينا: " الحق الحق أقول لكم إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد". (يو 8 : 51)
5. لابد لنا أن نحب الأخوة ونطرد من قلوبنا كل مشاعر الكراهية : "نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الأخوة، من لا يحب أخاه يبقى في الموت" ( 1 يو 3 : 14).
6. يجب ان نكون أمناء في الحياة بكل جوانبها الإيمانية والروحية والاجتماعية كما يقول الكتاب:" كن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة". (رؤ 2 : 10)
وفي النهاية ، وطالما أن الموت ضرورة حتمية ، وأنه آت لا محالة فكيف تكون مشاعرنا تجاهه ، وهل نحزن حينما يختطف الموت أحد أحباءنا؟
إن مشاعر الحزن تجاه فراق أحد الأحباء هي مشاعر ضرورية وهامة، تماماً حينما نحزن في وداع أحد الأحباء وهو ذاهب في رحلة طويلة إلى مكان بعيد، فلن نستطيع أن نراه أو نحدثه أو نناقشه ، وسنشعر حتما بألم ناتج عن هذا الفراق. ولكننا لا ينبغي أن نفرط في هذه المشاعر كالذين ليس عندهم رجاء، فنحن نؤمن أن الموت هو انتقال وبداية لحياة أبدية سعيدة مجيدة ، وليس نهاية وهلاك، نؤمن أننا انتقلنا جميعاً من الموت إلى الحياة. وأننا حتما سنتقابل معاً مرة أخرى في ملكوت السموات.
أما مشاعرنا تجاه الموت فينبغي أن تكون مشاعر الاستعداد لا الخوف، دعونا نستعد حتى ننجو من الهلاك في بحيرة النار والكبريت (الموت الثاني)، دعونا نتمسك أكثر بالرب، نبني علاقة حية معه بالصلاة والكتاب المقدس والتوبة، حتى إذا جاء نستمع إلى ذلك الصوت المبارك: " تعلوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل تأسيس العالم".
ربنا يعوض تعب محبتكم
هل تخاف الموت؟
هل تخاف الموت ؟
هل جلست يوماً في هدوء تفكر في مصيرك الأبدي ؟
هل فكرت لحظة فيما سيحدث لك بعد الموت ؟
هل أدركت كيف ستواجه الله في اليوم الأخير ؟
أم تتهرب بعيداً عن كل هذه التساؤلات إذ تشعر بالخوف والضياع كلما فكرت فيها، فتنغمس هارباً في انشغالات أخرى كثيرة ، وتمضي بك الأيام ؟! .
أدعوك ألا تتهرب من فكرة الموت التي حتما سوف تواجهها يوماً ما . مهما كانت ظروفك أو شخصيتك أو وضعك الاجتماعي الذي عشت فيه من قبل ، فحتماً سيأتي اليوم الذي ستقف فيه أمام الله العادل والديان لتعطي حساباً عن حياتك .
ولهذا فالسؤال المصيري الذي يجب أن تواجه به نفسك هو : إلى أين ستذهب بعد الموت ؟ هل ستذهب إلى السماء وتكون مع الرب كل حين حيث لا حزن ولا صراخ ولا وجع ( رؤيا 21 :4 ) ؟ أم ستذهب إلى الجحيم حيث البحيرة المتقدة بالنار والكبريت وملؤها البكاء وصرير الأسنان ( يوحنا 13: 28 ) ؟ .
قصــة هــامة :
إن الإنجيل - رسالة الله الصادقة المرسلة للإنسان الذي أحبه الرب إلى المنتهى – يحمل في طياته دروساً هامة وثمينة تُعلم الإنسان طرق النجاح والفرح والسعادة الحقيقية . فمن خلال قصة الغني ولعازر الشهيرة ، يريد الرب أن يُعلمنا أحد هذه الدروس الهامة فيخبــرنا أن مصيـرنا الأبدي لابد وأن يكون أول اهتماماتنا... فهو أهم من الغنى أو الفقر . ( وليس الهدف كما يتخيل البعض أن الرب يدعونا لأن نكون فقراء ونكره الغنى ... فالغنى ليس خطية ولا الفقر بركة ) . إن نجاحك وحياتك العملية هما أمران يهما الرب الآب السماوي ، ولكنه يريد أن يقول لك : هل تضمن أبديتك وتهتم بها قدر اهتمامك بحياتك العملية هنا على الأرض ؟ اقرأ معي القصة في إنجيل ( لوقا 16 :19 – 31 ) وستجد الكتاب القدس يتحدث عن إنسان غني يعيش حياة مرفهة ... يحيا في تعظم المعيشة ... يأكل ويشرب ويتنعم ... يلبس الأرجوان والبز ... يسكن في أفخم القصور ... يقيم الحفلات والولائم ... ينغمس في شهواته ولذاته ، ولكن لم تكن لـه علاقة مع الرب . خطيته الحقيقية لم تكن غناه – فالغنى ليس خطية – بل هي انشغالاته وشهواته التي لم تعطه الفرصة ليفكر باهتمام في حياته الروحية وأبعدته عن أمور الرب ، وبالتالي لم يحسن استغلال المال والغنى اللذين أعطاهما الرب لـه.
ربما لم يشعر أنه في احتياج لله ... لم يفكر في الغد ولا في مصيره الأبدي ، فلم يستجب لدعوة الله لـه .
وفي نفس الوقت ، كان هناك إنساناً آخر اسمه لعازر. كان فقيراً ، جائعا ومريضاً . لم يكن يملك شيئاً من مباهج هذه الحياة، ولكنه كان عظيماً . كان يهتم بمصيره الأبدي ... كان يعرف الرب ... كانت لـه حياة معه ... كان يثق في محبته ويتكل عليه. هذه هي ترجمة اسم لعازر " الله معونتي " . ولهذا كان ينظر إلى ما فوق ، ويهتم بأمور السماء وبركات السماء.
وصارت الحياة على هذا المنوال عاماً تلو الآخر إلى أن جاء يوم- وهذا اليوم لابد وأن يأتي – حين مات كلُ من الغني لعازر.
لم تنته القصة عند هذا الحد لأن الموت ليس نهاية بل بداية لمصير جديد . لذلك حرص الكتاب المقدس أن يلقي الضوء على ما يدور في العالم الآخر ... ذلك العالم الروحي الذي لا تراه عيوننا اليوم .
فـرقُ هائـل :
هناك فرقاً شاسعاً بين مصير كل من الغني ولعازر . يقول الكتاب أن الغني مات ودُفن . ربما كان يلبس أغلى الثياب ... يرقد في أثمن النعاش ... مضى لوداعه أعظم الرجال ، ولكنه في الواقع بالنسبة للعالم الروحي مات ودُفن ، ليبدأ رحلة العذاب الحقيقية " ...لأنه وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة " ( عبرانيين 9 :27) . أما لعازر الذي ربما لم ينتبه أحد لموته ، حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم حيث الراحة والسعادة الأبدية .
كان الغني يرى المجد والراحة التي ينعم بها لعازر في حضن إبراهيم ، ولكن لم يكن في استطاعته الاقتراب إلى هناك . نعم رأى مصير المؤمنين والسماء التي تنتظرهم، ولكنه كان بعيداً عنها . أراد أن يقترب ولكن للأسف كانت هناك هوة عظيمة تفصل السماء عن الجحيم ، لا يستطيع أحد أن يجتازها . ظل يتوسل إلى إبراهيم ليرسل لعازر إليه ليبل طرف أصبعه بالماء الذي كان يتمتع به ويبرد لسانه لأنه كان يتعذب في لهيب النار، ولكن بلا جدوى . وباختصار ، كان لعازر يتعزى والغني يتعذب .
وأخيــراً جلس الغني، ولكن بعد فوات الأوان، يتذكر ماضيه وأخطاؤه ... والفرص التي أضاعها متجاهلاً صوت الرب . ولكن ما الفائدة من كل هذا الآن ؟ لقد فات الآوان !
والآن أريد أن أتحدث إليك أنت يا من تقرأ هذا الكتيب قبل فوات الآوان . أريدك أن تدرك أن حياتك ثمينة جداً لدى الرب ، وهو لا يشاء أن تهلك . لذلك أتوسل إليك ألا تضيع حياتك ، فقد تكون هذه هي آخر فرصة ، أو فرصة ضمن فرص أخرى يمنحها لك الرب . إنها ليست دعوة للفقر بل دعوة للحياة ، فتجاوب معه قبل أن يمضي بك الوقت ويُغلق الباب، فتجد نفسك فجأة في الجحيم ... وماذا يحث حينئذ ؟
تحاول أن تتوب وتندم على حياتك الماضية متوسلاً إلى الله ليُرجعك ولكن بدون جدوى ... فقد ضاعت الفرصة لآن " كل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحيوة طُرح في بحيرة النار " ( رؤيا 20 :15) .
تحاول ان تعبر من الجحيم إلى السماء ولكنك تُحجز بسبب الهوة العظيمة التي بينهما.
تحاول أن تخمد لهيب النار لكن ذلك مستحيل لأنها نار لا تنطفىء ( مرقس 9: 43 ) وكل من فيها يتعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين ( رؤيا 20: 10) . لذلك اعلم أنه قد قد تنطفى أية نار على ا|لأرض ولكن نار الجحيم لا تنطفئ أبداً . فآلامها أسوأ من أي اختبار صعب يمكن أن تجتازه على الأرض .
مظاهر خادعة :
صديقي ، هل يبهرك العالم وبريقه الخارجي ؟ وهل تجذبك شهوة العالم ولذة الخطية التي تخدعك فلا ترى الأمور على حقيقتها ، فتنجذب إلى التمتع الوقتي بالخطية متناسياً صوت الرب لك ؟
دعنا ننتقل إلى قصة أخرى في كلمة الله لنتعلم درساً جديداً وهاماً . ففي ( أعمال16:17-31) ، كان الرسول بولس في أثينا ، تلك المدينة التي كانت من أعظم البلاد ازدهاراً وحضارة وغنى . وكانت في ذلك الوقت في أوج مجدها تشتهر بالفن والثقافة والنحت . ورغم أن بولس كان يجول وحيداً في تلك المدينة التي كانت تبهر الكثيرين ، لكنه لم ينجذب لجمالها وحضارتها بل بدأ يشعر بشيء غريب يحدث في داخله! ... احتدت روحه فيه . وإن كان الجمال والفن والنحت ليس خطية ولكن احتدت روحه لأنه بدأ يرى في قلبه المدينة والنفوس كما يراها الرب . لم يُؤخذ بالمظاهر الخادعة ، بل رأى ما في الداخل ... رأى القلوب الملوثة بالخطية والبعيدة عن الرب ، وبدأ يشعر بقيمة هذه النفوس الضالة ومحبة الرب لها . لذلك تجده يفعل كل ما في طاقته ويستغل كل الفرص المتاحة لكي يخبر الذين يصادفونه في السوق كل يوم عن حب الرب وخلاصه رغم أنهم كانوا يستهزئون به ويُطلقون عليه " هذا المهذار " .
ولكن هل تعلم لماذا احتمل بولس كل هذا الهزء ؟ ولماذا كانت روحه محتدة وملآنة بغيرة الرب ؟ لأنه كان يخاف لئلا يموت الآلاف ويلقون في الجحيم دون أن يعرفوا الرب يسوع ويقبلوا خلاصه المجاني .
نـوعيـات كثــيرة :
وهناك تقابل بولس مع نوعيات كثيرة من النفوس كل منها كان بعيداً عن الرب بطريقة مختلفة عن الآخر . ويمكنك أن تلاحظ أنه بالرغم من مرور مئات السنين ، لا تزال النفوس بعيدة عن الرب بسبب نفس الخداعات والمظاهر التي كانت تجذب النفوس قديماً، ولهذ أريدك أن تفكر وأنت تقرأ : أين تجد نفسك بين هؤلاء ؟! .
1- المتدينين : هؤلاء كانوا يواظبون على العبادة الشكلية في المجمع ... لديهم الكثير من المعرفة الكتابية ولكن على مستوى الذهن فقط ... يحاولون أن يعيشوا حياة أخلاقية جيدة بممارسة بعض الطقوس الشكلية ولكنهم لم يعرفوا الرب يسوع ولم يقبلوا خلاصه.
إن الكثيرين حولنا ما زالوا يقعون في خطأ شائع جداً وهو عدم التمييز بين التدين الظاهري والحياة الروحية الحقيقية .
إن التدين هو التمسك بالشكل الخارجي دون الجوهر .. هو الاكتفاء بالمظهر دون الاختبار الحقيقي ومعرفة الرب يسوع ومحبته .. هو ممارسة الحياة الروحية وسلوكياتها بدون تغيير حقيقي في القلب .. هو عبادة سطحية لا تعبر عن القلب ولا تشبعه فينتج عنها معاناة الشخص من الفراغ في علاقته مع الرب، فيبذل قصارى جهده في تغيير سلوكياته إرضاءً للرب ولكن دون جدوى. فطبيعة قلبه الداخلية لم تتغير، وبالتالي يعاني من الفشل والاحباط ويشعر برفض الرب لـه . لذلك وصفهم الرسول بولس بأن لهم صورة التقوى ولكنهم مُنكرون قوتها ( 2 تيموثاوس 3 :5) وشبههم الرب يسوع بالقبور المبيضة التي تظهر من الخارج جميلة وهي من الداخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة ( متى 23 :27) . فمهما حاولت أن تبيض الخارج وتزينه ، فأنت لا تغير شيئاً من حقيقة الموت التي في داخلك . لذلك كان بولس الرسول حريصاً أن يبشرهم بيسوع وموته وقيامته حتى إذا قبلوه بالإيمان تتغير قلوبهم من الداخل، لأنه بدون الإيمان الحقيقي بالرب يسوع لا يفيد التدين ... فالتدين ليس طريقاً إلى السماء .
2- عبدة الأصنام : بينما كان بولس يتجول في أثينا، وجد المدينة مملوءة أصناماً . ويُـقال أن عدد الأصنام كان يفوق عدد أهالي المدينة !! يالها من خدعة !! يعبدون حجارة وفضة وذهب !
ويحق لك أن تسأل : هل يوجد أصنام في يومنا هذا ؟ والإجابة نعم ... أصنام القرن الواحد و العشرين .. نعم هناك أصنام في القرن الواحد و العشرين.
فالأصنام ما هي إلا أشياء كان من المفروض أن يخضعها الإنسان لنفسه ، ولكنه صار عبداً لها يعبدها ويرفعها ويحيا لها ولا يقدر أن يتحرر منها ... أليس هذا ما يحدث حولك الآن ؟ هل ترى النفوس التي يمتلكها الطمع وتعبد المال، ولأجل الحصـول عليه تكون مستعدة لتقديم أي تنازلات ؟ وهل ترى النفوس التي يسيطر عليها الجنس والإباحية ؟ وتجذبهم شهــوة الجسد إلى كل ما لا يليق فيصيرون مثل الحيوانات المنجذبة إلى الخطية بلا ضابط، فلا يتراجعون عن أذى الآخـرين أو تحطيم علاقاتهم الأسرية أو إهانة نفوسهم وأجسادهم بالشذوذ ؟ ... وآخــرين تجذبهم وتسيطر عليهم المخدرات والخمور التي تغيب عقولهم فيصيروا مستعدين لفعل أي شيء للحصول على جرعة جديدة ، أليست هذه أصنام ... ؟ وأكثر مـن هـذا ،هــل سمعت عن الذين خُدعوا وصاروا يعبدون الشيطان ويقدمون لـه الذبائح ، مستغرقين في عبادة شاذة ملوثة بكل أقذار العالم؟
ولكني أؤكد لك أنه مهما تعددت تلك الآلهة وتنوعت ومهما امتلأ القلب من الخداعات العالمية، فهى لا تعطي شبع حقيقي للقلب وتعجز عن إعطاء الشعور بالأمان والراحة والسلام. ولهذا ففي أثينا، ورغم كثرة أصنامهم، أقاموا مذبحاً وكتبوا عليه " لإله مجهول ". إنهم يبحثون عن حب لا تعطيه هذه الآلهة ... يبحثون عن إله لا يعرفونه و لا يعلمون من هو ، مع أنه عن كل واحد منا ليس ببعيد ( أعمال 17 :27 ) .
3- عامة الناس : إنهم ليسوا من الذين يحيون في الخطية بوضوح ولا هم من المتدينين الشكليين ... إنهم أناس تأخذهم الحياة الاجتماعية ... يتقابل معهم بولس في السوق كل يوم وهم يبيعون ويشترون ... إنهم مثل النفوس التي لا يشغلها سوى المأكل والمشرب والملبس والمظهر ... يتلهفون على أحدث صيحات الموضة ... يهتمون بأجسادهم ومراكزهم الاجتماعية ومدى قبولهم في المجتمع ولكن بلا اكتراث بأمور الرب. ولهذا فهم أيضا مثل السابقين يشعرون بفراغ داخلي عميق لا يستطيع المــال ولا العالم أن يملأه " لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه " ( متى 16 : 26 ).
4- الفلاسفة الأبيكوريون : كانت أثينا بلد الفلاسفة حيث لا يهتم الناس بشيء أكثر من أن يتكلموا أو يسمعوا عن فلسفات حديثة. ومن هؤلاء الفلاسفة كان الأبيكوريون الذين كانوا يبحثون عن المتعة واللذة . يعتقدون أن العالم كُون بمحض الصدفة ولا يوجد إله، وحتى وإن كان هناك إله فهو لا يكترث بشئون الناس ، وأن الإنسان خلق ليمتع نفسه بنفسه. والأسوأ من ذلك، أنهم لا يعتقدون بأن هناك حياة بعد الموت ...لا يؤمنون بوجود سماء أو جحيم ، فالإنسان بالنسبة لاعتقادهم يتحول بعد الموت إلى تراب الأرض، وهذا الاعتقاد يتيح لهم فرصة لأن يفعلوا ما يريدوا طالما لا يوجد إله ولا سماء ولا جحيم ... أجرة أو دينونة .
هل ترى هذه الخدعة أيضاً ؟ إنها مازالت موجودة حتى يومنا هذا ... هل تسمع عن الملحدين والوجوديين ؟ أو حتى هؤلاء الذين يعظمون العقل والعلم فوق الله ؟
يالها من فلسفات من صُنع الإنسان تحاول أن تنسي الله !! وإلى أين يهرب كل هؤلاء ؟ فيوماً ما سيضطرون لقبول الحقيقة عندما يواجهون الله الخالق المُحب، ولكن بعد ضياع الفرصة !!
5- الفلاسفة الرواقيون : وهم نوع آخر من الفلاسفة يؤمنون بوجود الله ، ولكنهم يثقون في أنفسهم وقدراتهم ... يستطيعون الوصول إلى السمو والفضائل بإمكانياتهم وإرادتهم البشرية ، وهم أيضاً يؤمنون بالقدرية أي أن كل ما يحدث ما هو إلا القدر المعين لهم ... فالإنسان لا يفعل شيئاً أو يختار أمراً بسبب هذا القدر المحتم . ولهذا فهم يعيشون في تزمت وحياة متشددة تحت ثقل وحمل للوصول إلى الفضيلة بإمكانياتهم ... وبعضهم يعيش في استسلام وكسل .
وهذا ما يحدث الآن أيضاًً . فهناك من يؤمن بوجود الله ولكنه يحيا حياته معتداً بنفسه يثق في فكره وإرادته ... يظن أنه يستطيع تحقيق كل ما يريده بالتخطيط والعمل وآخرون يستسلمون لكل شيء حزانى ... فهذا هو القدر المُعين لهم ! .
كـــن صادقـــاً :
ياترى في أي مجموعة من الناس ترى نفسك وحياتك ؟
هل تعاني من مشكلة العبادة وروتينيتها ولا تعرف لماذا لا تشعر بالشبع واختبار محبة الرب ؟
أم أنت من الذين يعيشون في الخلاعة ... العالم ... الاستهتار ، تعاني من الشعور بالتلوث والاحساس بالذنب ؟
أم ترى نفسك بين هؤلاء المفكرين العقلانيين ... ودائما تعاني من صراعات فكرية لا تنتهي ولا تجد لها إجابة ؟
إن كنت ترى نفسك بين هؤلاء ، أو مع أية فئة أخرى ولكنك تشعر أنك بعيد عن الرب ، فأنت مثلهم ومصيرك الأبدي في الجحيم سواء رضيت أم أبيت . لكن لا تخف بل ثق أن الرب يأتي الآن يبحث عنك ... فهو لا يريدك أن تهلك ... لا يريدك أن تبقي مخدوعاً تحيا بعيداً عنه فتحيا في الفشل ... الحزن ... الهم ... الخوف ... الضياع ، وفي النهاية تموت موتاً أبدياً . لهذا فهو يقدم لك العلاج .
أ?- أحبك ومات لأجلك : رسالة واحدة كان يحملها الرسول بولس لكل هؤلاء ... بشرهم بيسوع وموته وقيامته . وهكذا أيضا ً مهما كنت ترى نفسك مختلفاً عن الآخرين في ماضيك أو خطاياك ... خلفيتك أو تعليمك ... مستواك المادي أو الاجتماعي أو الفكري ، فالعلاج الوحيد الذي تحتاجه هو محبة الرب لك . والطريق الوحيد الكافي لتغييرك هو أن تدرك هذه المحبة وتختبر موت الرب يسوع لأجلك .
بالحق جاء يسوع لأجل الجميع ... جاء لأجل الخطاة والزناة ... الفجار والقتالين ... اللصوص والمدمنين والأدنياء ... الفقراء والأغنياء ... جاء لأجل المتألمين والحزانى ... المتروكين المرفوضين ... جاء للذين يشعرون بتجريح الناس ويعانون من صغر النفس .
هو لا يحتاج إلى شيء منك لكن إذا قبلته يعطيك كل شيء ... لقد أحبك الآب السماوي لدرجة إنه بذل ابنه الوحيد لكي لا تهلك إذا آمنت به بل تكون لك حيـاة أبدية ( يوحنا 3 : 16 ) ... نعم جاء يسوع إليك أنت ... أحبك ... ومات من أجلك.
مات يسوع على الصليب محتملاً قصاص خطيتك بديلاً عنك مقدماً لك محبته لأنه كان يعلم أنه لو تعامل معك بالعدل فقط لصار الموت مصيرك الأبدي وهذه عقوبة عادلة بسبب خطاياك وانفصالك عنه ، لكنه جاء ليمزج العدل بالحب ... حمل هو نفسه خطاياك في جسده على الخشبة ( 1بطرس 2 :22) وسكب للموت نفسه ( إشعياء 53 :12) ليغفر جميع خطاياك فتحيا أنت ... وسُمر على الصليب لتتمتع أنت بالحرية.
فلا تخف من الرب مهما كان ماضيك ملوثاً وجراحات قلبك عميقة ... ولا تحرم نفسك من كل هذا الحب ... لا تصدق كلمات إبليس التي تقول إنك شرير وغير مستحق، أو أن الرب لا يقبلك ، أو أنك أصعب من أن تتغير بل ثق في محبته ، فهو مستعد أن يزيل آثار الماضي ويطرح في أعماق البحر جميع خطاياك .
فتعال إليه كما أنت بكل ما فيـك واكشف لـه كل آلامك لأنه لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ( متى 9 :12) . واعلم أن يسوع هو الطريق الوحيد للحياة الأبدية وليس تدينك ... أو استحقاقك أو أعمالك ... بل هو الوحيد الذي يضمن لك السماء مجاناً بمحبته ونعمته .
ب?- تجاوب مـع هذا الحب : يقول الكتاب المقدس " لقد جعلت قدامك الحيوة والموت ، البركة واللعنة فاختر الحيوة لكي تحيا... لأنه هو ( الرب) حياتك " . ( تثنية 30 :19 –20 ) لذلك لا يكفي أن تسمع عن حب الرب ولكن عليك أن تأخذ موقفاً محدداً وأن تتجاوب مع هذا الحب.
تذكر معي هؤلاء الناس الذين كان بولس يبشرهم لم يستجب جميعهم لهذه الرسالة ... فالبعض قبلوا وآخرين رفضوا . يقول الكتاب :"إنهم لما سمعوا بالقيامة من الأموات كان البعض يستهزئون". سمعوا ولكنهم لم يقبلوا والأكثر من ذلك استهزئوا. وهكذا خرج بولس من وسطهم وربما كانت تلك آخر فرصة للبعض منهم.
وعلى الجانب الآخر "أناساً التصقوا به وآمنوا "... لقد استغلوا الفرصة، وها هو الكتاب المقدس يذكر لنا اثنين منهم : الأول ، شخص يُسمى ديونيسيوس الأريوباغي وهو في أغلب الظن كان أحد القضاة بمحكمة أثينا ، والثانية ، امرأة اسمها دامرس تقول الدراسات عنها إنها غالبا كانت امرأة خاطئة تحيا في الشر، ولكنها تجاوبت مع حب الرب وحصلت على الخلاص المجاني . هل تفهم هذا ؟ ... إن الرب يسوع يغير الجميع غنياً أو فقيراً . مستبيحاً أو مهذباً .
قبول أم رفض ؟
إن رسالة الرب دائماً ما تدفع النفوس إلى موقفين لا ثالث لهما . فإذا أتيت لقصة صلب يسوع ، تجد أنه كان هناك لصان عاشا نفس الحياة في الشر والسرقة بل وربما أكثر من ذلك . ولكن مصيرهما الأبدي كان مختلفاً :
واحد لم يُدرك قيمة موت الرب ولم يقبل خلاصه بل أخذ يستهزىء فكان مصيره الجحيم، والآخر وثق في حب الرب، وفي اللحظات الأخيرة من حياته آمن بخلاص الرب ونعمته . وقال لـه : " اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك " فكانت لحظات حسمت كل شيء فذهب إلى الفردوس .
فما هو موقفك أنت إزاء هذا الحب العجيب ؟ هل تقبل خلاص الرب الآن أم تستهزئ به في أعماقك ؟
إني أدعوك الآن لتأخذ خطوة محددة تعترف فيها للرب بأنك خاطىء ولا تستحق شيئاً ، ولكنك تثق في حبه لك وتدعوه أن يدخل قلبك الآن ويغسلك بدمه الثمين واثقا أنه سيمحو كــل خطاياك ويعطيك حياة جديدة وحينئذ ستشفي من كل أحزانك وأتعابك ولكن أحترس ...
لا تؤجل
رجاء لا تؤجل ... ولا تكن كفيلكس هذا الوالي الذي لما سمع من بولس عن البر " البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون ، ارتعب ، ارتعب وأجاب أما الآن فأذهب ومتى حصلت على وقت أستدعيك "(أعمال 24 :24-25 ) . في الواقع هو لم يرفض رسالة الخلاص ، ولكنه في ذات الوقت لم يتجاوب معها بل أجـــلها ...لذا لا تؤجل لأنك " لا تعلم متـى يأتــي رب البيــت ( الرب يسوع ) أمساءً أم نصف الليل أم صياح الديك أم صباحاً " (مرقس 3 :35 ) " فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان ، ارتعب أن يتوبوا متغاضياً عن أزمة الجهل لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكون بالعدل " ( أعمال 17 :30 –31) .
صــلاة
صل معي هذه الصلاة ، ولكن ثق وأنت تصلي هكذا من قلبك أن الرب يُجرى تغييراً عظيماً في حياتك وقلبك ! .
يارب يسوع أعترف بخطيتي أمامك ...
أعترف ببُعدي عنك ... ولكني أثق في حبك الغزير وموتك بديلاً عني على خشبة الصليب..
أثق في حبك وأفتح لك قلبي لتدخل إلى حياتي فتغيرها من جديد ...
فأنت لا تتباطأ بل أثق أنك تكتب اسمي الآن في سفر الحياة ... فلا ترى حياتي الموت ..
أثق أنك تنقلني من الظلمة إلى النور ...ومن سلطان إبليس إلى ملكوت ابن محبتك ...
فأنا لست ملكاً للعالم أو الشيطان بعد اليوم بل ملكك أنت بجملتي .امين
أعترف ببُعدي عنك ... ولكني أثق في حبك الغزير وموتك بديلاً عني على خشبة الصليب..
أثق في حبك وأفتح لك قلبي لتدخل إلى حياتي فتغيرها من جديد ...
فأنت لا تتباطأ بل أثق أنك تكتب اسمي الآن في سفر الحياة ... فلا ترى حياتي الموت ..
أثق أنك تنقلني من الظلمة إلى النور ...ومن سلطان إبليس إلى ملكوت ابن محبتك ...
فأنا لست ملكاً للعالم أو الشيطان بعد اليوم بل ملكك أنت بجملتي .امين
جميل جداً جداً
ممكن أعرف إسم الكتيب علشان لو حبيت أجيبه؟!
اخي حازم في الحقيقة لا اعلم اسم الكتيب لانه في الحقيقة مشاركتي السابقة مقتبسة من رسالة وصلت لي عبر البريد الالكتروني ..و يبدو انني نسيت التنويه عن هذا في نهاية مشاركتي ..اعذرني لهذا الخطأ
تحياتي لك
مها بصراحه موضوع رائع رائع وانا من ضمن الخاطين اللى بسال نفسى يترى مكانى فين `14`
صلى لضعفى `17`
God our father in heaven bless all of you richly.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.