القليل المبارك

نميل في كثير من الأحيان إلى الاستهانة بالقليل ولا نهتم إلا بالكثير الذين نحسب أنه يؤثر في حياتنا تأثيراً خطيراً.

ولكننا بالتأمل في كلمة الله المقدسة نجد أن الله كثيراً ما استخدم القليل فصار أكثر نفعاً للغرض المقدس من الكثير.

أراد جدعون أن يحارب المديانيين فجرد جيشاً من اثنين وعشرين ألفاً، وطلب من الله أن يباركهم ليحققوا النصر. لكن الله يقول له إن هذا الجيش أكثر مما استخدم لأحقق النصر فيقول جدعون ما رأيك يارب في عشرة آلاف فقط ويجيب الله هذا أيضاً كثير. يكفيني ثلاث مئة رجل من الاثنين وعشرين ألفاً لأحقق بهم انتصاراً على جيش المديانيين الكبير.

يختار يسوع اثني عشر تلميذاً من بينهم واحد خائن وبالأحدي عشر ومن تبعهم يبشر العالم بأسره.

امرأة أرملة تأتي إلى اليشع النبي باكية إذ لا طعام لها ولا بنيها، وعليها دين كبير. ويسألها إليشع: ماذا عندك؟ فتقول باكية: دهنة زيت. ويريها النبي أن الله قادر أن يبارك القليل من الزيت لتملأ منه أواني وتبيع وتسدد الدين وتعيش هي وطفلاها.

خمسة آلاف رجل يستمعون إلى وعظ يسوع وينسون الطعام حتي يكادوا يخورون من الجوع. ويسألهم يسوع: ماذا عندكم؟ فيجيبون خمسة أرغفة وسمكتان، لا تكاد تكفي لشخص واحد. لكن يسوع يقول: ائتوني بها. ويصلي ويبارك فيشبع خمسة آلاف رجل عدا النساء والأولاد الذين لم يحسبوا في العدد ويفضل عنهم اثنتا قفة ممتلئة.

ماذا عندك؟ ما هي قوتك؟ ما هي امكانياتك؟ قليل! سلمه للمسيح يصبح كثيراً في الفعل والفاعلية.

واسمع حكمة سليمان: "القليل مع مخافة الرب خير من كنز عظيم مع همّ". `17`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010