الام انستاسيا ( قديسة الاحتمال )

++ نشأتها :
فى 6 ابريل من عام 1938 وبمحافظة الجيزة ولدت هذه القديسة
بأسم أبتسام أخنوخ والتحقت بمدرسة الاسقفية التابعة للارسالية
الانجليزية حتى نالت الشهادة الاعدادية وكان والدها يعمل واعظ
تابع لهذه الارسالية .
غير ان الرب الاله قد دبر لها ان تنال سر العماد المقدس بيد
المتنيح القمص صليب سوريال كاهن كنيسة مارمرقس بالجيزة
الذى جذبها وسقاها تعاليم الكنيسة الارثوذكسية .

++ أعدادها للخدمة :
بعد ان تخرجت من معهد المعلمات سلمها القمص صليب سوريال خدمة مدارس الاحد حتى ارتقت الى خدمة مرحلة الثانوى وثم التحقت بنفس الخدمة مع اشرافها على اجتماع الشابات وذلك فى كنيسة السيدة العذراء بالعمرانية حينما بنيت وبعد ذلك التحقت ببيت التكريس فى عام 1962 وحصلت على دبلوم معهد الخدمة الاجتماعية .

++ فى دير مارجرجس :
مارست الشابة المباركة حياة الدير من صلوات كثيرة واصوام بنسك زائد فى بيت التكريس وايقنت انها بالفعل مدعوة لهذا الطريق الملوكى لذلك انخرطت فى سلك الرهبنة بدير الشهيد العظيم مارجرجس بمصر القديمة . ورسمت راهبة بيد القمص اثناسيوس الانطونى ( المتنيح الانبا ايساك ) فى 14يونية عام 1971 باسم الام انستاسيا .

++ نموذج ومثال :
بذلت الام انستاسيا مجهودا كبيرا فى خدمة الدير . فاهتمت بمكتبة الدير كما قامت بخدمة مزار الشهيد العظيم مارجرجس هذا بجوار
حياتها الروحية الملتهبة بالمحبة الالهية من صلاة المزامير
وحضور التسبحة اليومية وقراءة الكتاب المقدس وحفظ الالحان

++ فى بوتقة الالام :
يقول القديس يعقوب الرسول . احسبوه كل فرح يااخوتى حينما
تقعون فى تجارب متنوعة . عالمين ان امتحان ايمانكم ينشىء صبرا
وقد عاشت امنا انستاسيا فى تجارب المرض الذى كان عندها بقدر كبير . لقد احتملت كأعظم مايكون الاحتمال فكانت امراضها كثيرة ومتنوعة وكللت فى اخر حياتها بمرض اخر هو مرض الفردوس وذلك لكى يزداد رصيد برها بالصبر الذى كانت تعيش فيه والجدير بالذكر ان مرض الفردوس قد اشتاقت ان تمرض به لتشارك مشاعر المتألمين لقد جربت بمرض الغدة الدرقية وارتفاع ضغط الدم واضطراب فى هرمونات الجسم ( زيادة مرضية فى وزن الجسم ) . ومرض السكر كما أصيبت بأورام مائية بالطرفين السفليين هذا بخلاف قصتها المرضية الخاصة ببتر ساقها ووجود
أورام سرطانية منتشرة فى الغشاء البريتونى بالبطن مع استسقاء شديد وانسداد معوى .

++ مشاعرها اثناء الامها :
عاشت امنا انستاسيا تصارع الامراض الكثيرة وهى صابرة صبر القديسين بتسليم كامل لمشيئة الرب بقوة عظيمة وشكر من القلب فكانت تقول فى صلاتها ( يارب انت مدلعنى حتى لو اعطتنى المرض بتجعل الناس تحسن على ده فى ناس كثير مش لاقية دكاترة ولا دواء وانت مدبر كل احتياجات ) كما كانت تقول : هبنى القوة لآحتمل حتى لايبدو الحمل ثقيلا وقاسيا ولاتدعنى اجرب فوق طاقتى . ساعدنى على الاحتمال بصبر . دعنى اتألم معك وانظر الى عظم الامك .

++ احداث اليوم الاخير :
وعلى اثر الانسداد المعوى الذى استمر معها سبعة عشر يوما بسبب مضاعفات مرض الفردوس . وتحت الحاح المحيطين بها تم
نقلها الى المستشفى فى سيارة اسعاف وبعد وصولها اصيبت
بهبوط حاد فى ضغط الدم كما اصيبت بارتشاح فى الئة وتسمم
فى الدم نتيجة انتشار الخلايا السرطانية وعلى الرغم من هذه الالام
المريرة الا انها لم تدخل فى غيبوبة نتيجة هبوط الضغط وذلك كطلبهامن الرب . وقرر الاطباء عودتها الى ديرها . وعندما وصلت الى ديرها تجمع مجمع الراهبات حولها فى قلايتها .
والجدير بالذكر ان نيافة الانبا شاروبيم قد حضر هذه الساعة .
ساعة انتقالها وذلك بتدبير الهى حيث كانت ترغب فى ذلك منذ وقت طويل . وهكذا حقق الرب رغبتها وحضر على غير ميعاد.
فطلبت امنا من المحيطين بها ان يذهبوا ليستريحوا ...ولكن معظمهم
فضل البقاء معها وصلى لها نيافة الاسقف لها صلاة التحليل وسط
المزامير الكثيرة التى كانت تتلى من قبل الراهبات ووسط هذه المشاعر الفياضة بالحب وهذه الرحلة الطويلة المملؤة بالصبر ..
والاحتمال فاضت روح امنا الطوباوية القديسة انستاسيا قديسة الاحتمال .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010