كيف تكونِّ وتقود مجموعة دراسة الكتاب؟

ولاً: الالتزام الشخصى بدراسة



الكتاب


إنه امتياز حقيقى أن تكون لنا فرصة تكوين وقيادة مجموعة لدراسة الكتاب المقدس، ومرجع هذا هو



نظرتنا إلى الكتاب المقدس فالكتاب المقدس هو كلمة الله الموحى بها، التى تعلن لنا عن ذاته ومقاصده. وكنيستنا تؤكد لنا هذا المفهوم باستمرار



سواء فى طقوسها أو تعاليمها أو اختباراتها واختبارات آباءها عبر تاريخها الطويل. فمن الناحية الطقسية نجد الكتاب المقدس أثناء القداس الإلهى



يحتل مكانة بارزة، فهو يوضع على المذبح، وله أوشية خاصة قبل قراءته وعند قراءة الكتاب يدعى الشعب للوقوف لسماع الإنجيل وتضاء شمعتين



عن يمينه ويساره، ويقوم الكاهن أو رئيس الكهنة بخلع تاجه لقراءة كلمة الله ثم يقوم الشعب بتقبيل الإنجيل بعد القراءة - هذا الطقس ما زال متبعاً



فى معظم أديرتنا إلى الآن. ومن الناحية التعليمية نجد فى صلوات القداس الإلهى ورفع بخور عشية وباكر تسعة فصول من الكتاب المقدس رتبت



ترتيباً خاصاً، كذلك تقرأ النبوات فى فترات الأصوام وأسبوع البصخة، وذلك إلى جانب وجود فصول من الكتاب المقدس فى كل صلوات المناسبات



وتتميم الأسرار فالكتاب المقدس هو مصدر تعليم الكنيسة، ومصدر عقيدتها، ولا توجد عندنا عقيدة غير مأخوذة من الكتاب. كذلك من الناحية



الاختبارية نجد أن الكثير من آباء الكنيسة قد حفظوا فصولاً بأكملها من الكتاب المقدس وكانت الكتاتيب قديماً فى الكنائس مخصصة لتحفيظ الأطفال



أجزاء كثيرة من الكتاب. وهكذا نرى أن كنيستنا تضع الكتاب فى موضع فريد، فما أجمل أن تكون لنا فرصة المشاركة فى دراسة وقيادة الآخرين



إليه.

ومما تقدم يظهر لنا مدى أهمية قائد مجموعة دراسة الكتاب المقدس ولعل أول نقطة تجابهنا هو عدم إلمامنا إلماماً تاماً بكل



أجزاء الكتاب فكيف نقود آخرين إليه؟. لا تجعل هذا عائقاً مادمت تحب كتابك وعندك الاستعداد لدراسته والتعمق فيه وقيادة الآخرين، فلقيادة



مجموعتك الصغيرة إبدأ "أدرس وأدرس"، أدرس مع الدارسين قائلاً مع بولس الرسول "ليس أنى



قد.. صرت كاملاً ولكنى أسعى لعلى أدرك" (فى 12:3). هذا أول مبدأ أن ندرس الكتاب معاً.





ثانياً: صلاة قبل العمل

إننا نحتاج إلى الصلاة والتفكير الدقيق عند اختيار السفر أو الجزء الذى ندرسه وعند تحضيره،



حتى نسمع صوت الله لنا خلال كلمته الذى هو هدف كل دراسة الكتاب المقدس سواء الأفراد أو المجموعات.

ثالثاً:



التحضير الأمين

أدرس النص دراسة دقيقة من جميع جوانبه الروحية والعلمية محاولاً أن تستعين بأكبر عدد ممكن من



المراجع.
1- أبدأ بتحديد الهدف وذلك عن طريق (دراسة النص وتحديد مضمونه "نقاطه



الأساسية")، ثم لخص كل فقرة باختصار بكلماتك أنت لتساعدك فى تركيز الفكر عند قيادة المناقشة.

2-



أربط بين ما قرأته وبين العقيدة والتطبيق اليومى العملى، فكر دائماً فى مجموعتك وما يمكن أن يفيدهم من هذا النص.

3-



حاول أن تضع هذه النقاط وتطبيقاتها فى صورة أسئلة تبدأ لماذا؟ أو كيف؟ أو ماذا؟ فهذه هى التى غالباً ما تقود إلى التطبيق العملى. ثم راجع



أسئلتك لترى ارتباطها بإظهار فكر الكتاب وفكر الكنيسة من هذا الجزء.

رابعاً: القيادة بروح المشاركة





كما ذكرنا قبلاً تكون مجموعة المناقشة صغيرة العدد بحد أقصى عشرون فرداً، ويمكن أن يتم عن طريق تقسيم الحاضرين إلى مجموعات



صغيرة لكل منها قائد، ويكون ذلك فى المرة المخصصة لدراسة الكتاب فى البرنامج (وهى أول أسبوع من كل شهر فى هذا البرنامج) أو أن



تكون هناك جماعة أو لجنة خاصة لدراسة الكتاب المقدس يكون أعضاؤها مهتمين بدراسة الكتاب.

ولتشجيع روح المشاركة



أيضاً يستحسن ترتيب طريقة الجلوس (دائرية - مربعة) أو أى طريقة تسمح لكل فرد أن يرى ويسمع بقية زملائه المشتركين فى المناقشة.





كذلك من المهم إشراك الحاضرين فى التحضير سواء فى اختيار الجزء الذى سندرسه، إذا لم يكن هناك برنامج محدد، أو فى



التحضير والقراءة له قبل حلقة المناقشة، بل يمكنك بالتدريج أن تعود البعض منهم على قيادة المناقشة بالتبادل معك ممن ترى فيهم إمكانية ذلك، حتى



يشعر الشباب أن القيادة ليست حكراً أو امتيازاً بل هى خدمة وبذل.

ومن الأمور الهامة لإنجاح حلقات المناقشة تشجيع الشباب



على استعمال أسلوب الحوار والمناقشة وتقبل الرأى الآخر دون محاولة السيطرة على الجلسة. كذلك تربى هذه الروح بتشجيعهم على المشاركة



بداية من تحضير الدرس وتجنب الأسئلة أو التعليقات التى تخرج المناقشة عن هدفها والابتعاد كذلك عن المناقشات الجانبية أو الأفكار العامة غير



المحدودة. وإذا كانت المجموعة غير متجاوبة يمكنك أن تقدم أسئلتك لشخص أو شخصين أو أن تطلب من شخص أو اثنين أن يستعدوا فى بعض



الأسئلة على انفراد للمرة القادمة وأن يكونا على استعداد لفتح باب المناقشة.

هذا من ناحية المجموعة، أما من ناحية قائد



المناقشة فعليه ألا يغالى فى الكلام والشرح، فهذه مجموعة لدراسة الكتاب وليس درساً أو عظة وإذا أردت أن تعلم الآخرين، كن أنت نفسك مستعداً



للتعلم معهم، كذلك حاول دائماً أن ترتبط بالنص لأن ذلك مفيد جداً لتركيز الأفكار، أما بالنسبة للأسئلة الصعبة، فتجنب إحراج أى شاب بسبب إجابة



خاطئة، وإذا كانت هناك أسئلة لم تصلوا إلى إجابتها فليس عيباً أن تعترف بعدم معرفتك لها ولا علم لك بها.






وفى هذه الفترة نقترح عليك أسلوباً من عشرة خطوات لإدارة المناقشة فى حلقات دراسة الكتاب:






1- أبدأ فى الوقت المحدد حتى لا تربى فى الشباب عادة التأخير، ولتكن البداية بترنيمة مناسبة لموضوع درس الكتاب إن أمكن، وحبذا



لو كانت ترنيمة جديدة يمكن مراجعتها فى نهاية الاجتماع.

2- بعد الترنيمة لتكن هناك فترة صلاة قصيرة.





3- إذا كانت هذه أول مرة تجتمع فيها المجموعة أو هناك وجوه جديدة يمكنك أن تعطى فرصة يقدم فيها كل واحد نفسه.





4- أبدأ بتقديم ملخصاً لما سبق، ثم قدم للدراسة القادمة.

5- اقرأ الفصل الكتابى بطريقة تهيئ كل



فرد لكى يفكر.

6- ابدأ فى تقديم الأسئلة أو العناصر التى تكون معك أو تكون هناك نسخة منها مع كل شاب إن أمكن، وقبل



الانتقال من سؤال لآخر لخص الإجابة التى توصلتم إليها موضحاً المادة العلمية والدروس الروحية الموجودة بها.

7- أهتم



بسير الحديث فتكون الأسئلة والإجابات والتعليقات مرتبطة بالهدف من المناقشة. وأهتم كذلك بسير الوقت بالنسبة لعدد الأسئلة وعدد الأفكار



الرئيسية فى الموضوع.
لا تتجمد داخل ما أعددت من تقسيم وأسئلة بل كن ملماً بها، وفى نفس الوقت لتكن لك المرونة التى تصل بك إلى



هدفك.

8- قبل النهاية قم ببلورة الموضوع، واستخراج المادة العلمية والجوانب الروحية والتطبيقية، وإذا كان هناك عدة



مجموعات فيمكن أن تنهى كل مجموعة اجتماعها وحدها. وتختم بنفسها، أو أن تجتمع كلها مرة أخرى لسماع خلاصة الأفكار والنتائج التى



توصلت إليها بقية المجموعات. ومن الاقتراحات العلمية المفيدة أن يكون لكل مرة تدريباً خاصاً نعيش به إلى أن نلتقى فى المرة التالية. ومن



المهم عند اختيار التطبيق أن يكون مناسباً لى كشاب ولنتذكر دائماً أن الموضوع الناجح هو الذى يستطيع أن يردده السامعون، بل بالأولى المشاركون



فيه.

9- احترم موعد نهاية الاجتماع حتى لا يشعر الحاضرون أن اجتماعك لا موعد بداية له ولا نهاية. بل أن احترام



موعد النهاية سيشجع الحاضرون على المجىء مبكراً مع احترام موعد البداية.

10- اختم الاجتماع بمراجعة الترنيمة



التى بدأت بها الاجتماع ثم اختم بصلاة قصيرة.

أخيراً :

نود أن نلفت النظر إلى أن كل جزء من



أجزاء الكتاب المقدس يختلف فى طبيعته عن عديد من أجزائه الأخرى، وإذا أضفنا أنه يمكن أن نتعامل مع كل جزء بأكثر من طريقة فى القيادة،



أمكننا أن نرى تعدد الطرق بحسب تعدد طبيعة الأسفار والموضوعات. وقد خصصنا لهذا الموضوع - الطرق المختلفة لدراسة الكتاب المقدس



- موضوعاً خاصاً فى المنهج (الأسبوع الأول من شهر أكتوبر من السنة الأولى).

الرب قادر أن يعطينا أن ندرس



وندرس الكتاب حتى ما ننمو جميعاً إلى ملء قامة الرب يسوع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010