أطلق إبداعاتك.........



أطلق إبداعاتك.....
===============


توجد حقيقة مؤكدة لا شك فيها: أنت من صنعة الخالق ومن إبداعه.

فأنت إذن كنزٌ من المواهب والإبداعات.. نبعٌ من الطاقات والقدرات.. نهرٌ من الحب والعطاء والإيجابية.. فيضٌ من الحرية والانطلاق والسمّو..


والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا كنت أنا هكذا.. كنزٌ.. ونبعٌ... ونهرٌ.. وفيضٌ
فما الذي يعطّل ويعوّق ويحجز كل هذه المواهب والإبداعات؟! والطاقات والقدرات المذهلة؟!!
وما الذي يساعد ويشجع ويطلق هذه المواهب والإبداعات؟!


أولاً: ما الذي يعوّق إطلاق مواهبنا؟!

يوجد عائق منيع يحيل دون إطلاق مواهبنا، ويعطّل إبداعاتنا، وهذا العائق تتولّد منه مجموعة من العوائق:

الحزن... البؤس... اليأس(1)!!
فالإنسان الحزين البائس لا يستطيع أبداً أن يُبدع، والإنسان الحزين اليائس، لا يقدر مطلقاً أن يبتكر!!! الإنسان الحزين البائس تموج نفسه داخل مجموعة من الإحباطات ومشاعر الفشل والتشاؤم.
فالحزن يقويها.. وهي تدعمه
والحزن يبنيها.. وهي تعليه


(2) المقارنة مع الآخرين


شاب يصنع مقارنة بينه وبين الآخرين، وكل ما يسعى إليه من هذه المقارنة أن يثبت لنفسه أنه فاشل وليس فيه شيء صالح بالمرة وأنه لا يصلح لأي شيء!!

كل ما يخرج منه... ينبع من سيكولوجية انهزامية حزينة متشائمة... فماذا تتوقع منه أن يقول؟!

يعلي من شأن الآخرين ويبخس من قيمة نفسه!!!

مثال: شاب خجول... صفة الخجل عنده هي نقطة ضعفه يصنع مقارنة بينه وبين زميل له.. اجتماعي بطبعه يضع أضعف صفة عنده.... في مواجهة أقوى ميزة عند الآخر!!!
هذا ليس من الإنصاف إطلاقاً... وليس من العدل أبداً!!!


يا صديقي:

أ- أرفض أساساً مبدأ المقارنة. لأن الله خصّ كل إنسان بتميّز وانفراد عن الآخرين؛ حيث لا يوجد على كل الأرض شخصان متطابقان تماماً في المميزات والعيوب.

ب- لا تضع ضعفاً في مقابل قوة. إذ ليس من العدل إطلاقاً ولا من الإنصاف، أن تصنع مقارنة بينك وبين آخر فتضع نقطة الضعف التي فيك في مواجهة نقطة القوة والتميز التي في الآخر!!!

هذه مقارنة ليست عادلة وتجلب عليك الحزن والكآبة

فقد تكون خجول، ولكنك... عبقري ومنظم في عملك

فقد تكون خجول ولكنك... رسام وفنان

فقد تكون خجول ولكنك... عازف موسيقي بارع

فقد تكون خجول ولكنك... مخطط لبرامج الكمبيوتر

فقد تكون خجول ولكنك... كريم وسخي ومعطاء ومحب للآخرين

فقد تكون خجول ولكنك... صادق في كلامك ووعودك للآخرين

فقد تكون خجول ولكنك... رقيق المشاعر والإحساس بالآخرين.

فقد تكون خجول ولكنك... ولكنك.... ولكنك.... الخ.

فلا تتوقف عند نقطة ضعفك، وبسببها تبخس قيمة نفسك بالكامل!!!

واعلم أن كل إنسان على وجه الأرض له خصائص قوة مميزة له، وله أيضاً نقاط ضعف... أنت لا تراها!!!

ج- لا تركّز على ضعفك فقط. إن بقيت تركّز فقط على نقاط ضعفك، فلن تتمكّن أبداً من تطوير مواهبك وإبداعاتك التي أنت تتجاهلها وتهملها... ولكن إن أردت أن تعالج ضعفك، مواهبك وإبداعاتك الخاصة ستنمو وتكبر وترتفع وسوف تلاحظ أن نقاط ضعفك قد عولجت تلقائياً.

فالنمو والتطور الذي يحدث في جانب من جوانب شخصيتك، سوف يشمل شخصيتك بالكامل ويرفعك في جميع النواحي. فلا تشغل نفسك بمقارنة السلبيات... بل اغرق نفسك في الإيجابيات... فترتفع بالضرورة فوق السلبيات!!

(3) البكاء على اللبن المسكوب


من العادات السيئة التي تعوق إطلاق مواهبنا وإبداعاتنا، أننا نصرف وقتاً طويلاً في البكاء على اللبن المسكوب، وعلى الماضي الذي فات، والفرص التي ضاعت، والمواهب التي دُفنت خصوصاً أنه يوجد لدينا ضمن كياننا النفسي استعداد تلقائي للحزن... فنحن نعشق الحزن والبكاء.

فنحن كشعوب شرقية حريصون جداً على إقامة وإحياء مناسبات العزاء والحزن، وحريصون بنفس القدر وأكثر!! على تجاهل مناسبات الفرح والبهجة.

ألا يدعو للعجب أن نقيم للمرحوم بعد انتقاله، مناسبات متعددة للذكرى وتقبل العزاء، مع أننا لم نقل له مرة واحدة طوال حياته كل سنة وأنت طيب في عيد ميلاده مثلاً؟!!
نبكي عليه وننتحب بعد أن يموت.. مع أننا لم نقدم له لمسة حب وهو بعد حي بيننا!!


(4) صرف وقتاً أطول في التخطيط وأكثر جداً مما نصرفه في التنفيذ!!


.إننا جميعنا نحلم.. لكن القليلون فقط هم الذين يصنعون أحلامهم.

خيرٌ لك أن تنجز عملاً واحداً وتتممّه بنجاح، من أن تخطّط لأكثر من عمل ولا تنفذ منها شيئاً!!!

(5) ًاصعد السلم درجةً درجة


شاب له طموحاتٌ كثيرة ومواهب متعددة يريد أن يحقق كل شيء بسرعة.. فلا يحققّ شيئاً على الإطلاق. عليه أن يقبل حقيقة وحتمية النمو والتدرج، فنصعد السلم درجة درجة... ولكن بقوة وثبات!!

ثانياً: ما الذي يساعدنا على إطلاق مواهبنا وقدراتنا وإبداعاتنا؟!
أتريد أن تعرف سر الإبداع... سر الشباب... سر القوة.. سر إطلاق المواهب والطاقات والإبداعات؟!!
هذا هو السر:


فرح الرب هو قوتكم!!! (نح 8: 10)

فإذا كنا نقول إن الحزن والبؤس هما المعوق الأساسي الذي يعوق إطلاق مواهبنا، فإن الفرح والسلام الداخلي هما سر الإبداع!! فالإنسان الفرحان.... قلبه يفيض بالأمل والتفاؤل وحب الحياة وحب الآخرين!!!

لهذا كانت وصية نحميا لشعب الله "اليوم إنمَّا هو مقدس لسيدنا ولا تحزنوا لأن فرح الرب هو قوتكم"!! (نح 8: 10)

لأن... "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب. نبتهج ونفرح فيه"!! (مز 118: 24). !!

ليفرحْ إسرائيلُ بخالقه. ليبتهج بنو صهيون بملكهم ليُسبّحوا اسمه برقصٍ. بدُفٍ وعودٍ ليُرنّموا له" (مز 149: 2)

فكيف نقتني الفرح؟!

كيف تقتني الفرح، الذي هو سر إطلاق مواهبك وإبداعاتك وقدراتك وطاقاتك؟!

أه.. لو عرفت كيف تقتني الفرح والسلام.. سوف تمتلئ حياتك بالفرح والبهجة والأمل والتفاؤل.. سوف تنطلق مواهبك وإبداعاتك .. سوف تنطلق وتجري وتعدو وتمرح بلا عائق!!!

أولاً: المصدر الأول للفرح
ينابيع الخلاص!!
"فتستقون مياهاً بفرح من ينابيع الخلاص"!! (إش 12: 3)

وأين تجد ينابيع الخلاص .. لتستقي من مياهها؟ تجدها فقط داخل الكنيسة. وأؤكد لك لن تجدها أبداً خارج الكنيسة فالعالم يا حبيبي حينما يسقيك.. يسقيك ماءاً مالحاً...

فلا ترتوي أبداً.. بل يزداد عطشك أكثر!! فتطلب أن ترتوي، فيسقيك أيضاً ماءاً مالحاً... وهكذا يقيدك أكثر!!! ماء العالم له بريق خارجي جذَّاب، لكنه يجفّف الحلق ويصبغه بمرارة... كمرارة العلقم!!.. وينتج في النفس مشاعر الحزن والكآبة والندم!!

أما الكنيسة... حينما تسقيك من ينابيع الخلاص، فإنها تقول لك... افرح... وابتهج بالخلاص
افرح.. ببركات الفداء... الذي صنعه المسيح من أجلي ومن أجلك
فيما مضى... وفيما يأتي... وفيما سيأتي!!!


أَسَمِعت عن الفرح المذهل الذي تفجّر في قلب المرأة السامرية، حين شربت من ينابيع الخلاص؟!! حتى أنها نسيت جرتها عند البئر...!! بل قد تركتها بلذة وفرح، وراحت تجري.. تجري وتطير من الفرح.. تعالوا... تعالوا.... انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت... ألعل هذا هو المسيح؟!!

هيا.. هيا.. أدخل الكنيسة... نبع الخلاص
اشرب... اشرب بفرح وارتوِ من ينابيع الخلاص
انظر... تأمل.. عاين بنفسك... تذوّق!!


(1) تذوّق الفرح والسلام الذي تعطيه لك الكنيسة في سرّ التوبة والاعتراف

"الرب أيضاً قد نقل عنك خطيتك" (2صم 12: 13)

(2) انظر... تأمل... عاين بنفسك... تذوّق

.تذوّق الفرح وبهجة الخلاص، الذي قدّمه لك المسيح على الصليب

"وكان يهوشع لابساً ثياباً قذرة وواقفاً قدّام الملاك. فأجاب وكلّم الواقفين قدَّامه قائلاً انزِعوا عنه الثياب القذرة. وقال له انظُر. قد أذهبتُ عنكَ إثمك وُألبسُك ثياباً مُزخْرفةً. فقُلتُ ليضعوا على رأسه عمامةً طاهرةً. فوضعوا على رأسه العمامة الطَّاهرة وألبسوه ثياباً" (زك 3:3-5).

"فرحاً أفرحُ بالربّ. تبتهج نفسي بإلهي لأنّه قد ألبسني ثيابَ الخلاص. كساني رداءَ البرّ مثل عريسٍ يتزيَّنُ بعمامةٍ ومِثلَ عروسٍ تتزيّن بحُليّها" (إش 61: 10).

"وأجاب واحدٌ من الشيوخ قائلاً لي هؤلاء المتسربِلُونَ بالثياب البيض مَن هُم ومِن أين أَتوْا. فقُلت يا سيّدُ أنت تعلم. فقال لي هؤلاء هم الذين أتوْا من الضّيقة العظيمةِ وقد غسَّلوا ثيابهم وبيّضوا ثيابَهم في دم الخروف" (رؤ 7: 13-14).

(3) كلمة الله

اشرب مياهاً بفرحٍ من ينابيع الخلاص وارتوِ بكلام الله كل يوم... فتتفجر في داخلك أنهارٌ وتفيض!! أنهار الفرح والبهجة والرجاء والأمل والتفاؤل.. فيتجدّد مثل النسر شبابك!! وتنطلق مواهبك وطاقاتك وقدراتك وإبداعاتك من خلال الفرح.

الفرح الذي هو إكسير الحياة المتجددة!! المملوءة شباب... وحيوية... وحب... وعطاء!!!

"لأجعل لنائحي صهيونَ لأُعطيَهُم جَمَالاً عوضاً عن الرَّماد ودُهنَ فرحٍ عوضاً عن النَّوحِ ورداء تسبيحٍ عوضاً عن الروح اليائسة" (إش 61: 3).

اشرب وارتوِ من ينابيع الخلاص هذا هو سر الفرح.... هذا هو سر الشباب.... هذا هو سر الإبداع.. هذا هو سر النشاط والحيوية... وإطلاق المواهب والطاقات والإبداعات!!!

ثانياً: المصدر الثاني للفرح
العطـــــــــــــاء
صديقي.. حبيبي.... ابني

أتريد إطلاق طاقاتك ومواهبك وإبداعاتك؟!

إذن.. لتكن أنت نبع متدفق من العطاء... فالعطاء له أشكال وصور متعددة:

لمسة حب... كلمة تشجيع.. ابتسامة على وجهك.... شعاع أمل تنير به ظلمة يائساً

كلمة رجاء تقيم بها ساقطاً... لقمة يابسة تُشبع بها جائعاً.. فالعطاء ليس بكم ولكنه بكيف.

"فالنفس السَّخية تُسَمَّن والمُرْوي هُو أيضاً يُروى" (أم 11: 25).

"يوجد من يُفرّق... فيزدادُ أيضاً" (أم 11: 24).

"من يرْحم الفقيرَ يُقرضُ الربَّ وعن معروفِه يُجازيه" (أم 19: 17).

(حدث في إحدى مدن سويسرا أن خرج عمدة المدينة ليلاً، يتفقّد أمن مدينته، وعند مروره بأحد الطرقات، لمح ضوءاً خارجاً من أحد المنازل، فمال ناحية المكان وعندما اقترب منه، سمع صوت طفل يقول لأمه: إننا نموت جوعاً، هل تتذكرين يا أمي عندما حكيتِ لي عن غراب إيليا؟!.. ألا يستجيب الله لصلواتنا ويرسل لنا غراب إيليا؟!!

تأثّر العمدة جداً، وعاد مسرعاً بسيارته إلى منزله وملأها بكل محتويات منزله من الطعام، ثم عاد مسرعاً إلى هذا البيت، وهناك طرق الباب ففتح له الطفل، فقال له العمدة: أنا غراب إيليا... وقد أرسلني الله لكم بناءاً على طلبكم... وأعطاه كل الأطعمة التي ملأ بها سيارته.. ثم تركه ومضى... وقلبه يطرب فرحاً!!!

هذا هو الفرح... فرح العطاء.... وهذه هي المسيحية الحقة... مسيحية العطاء والحب... مسيحية الإنجيل ذو اليدين الذي يشبع كل الاحتياجات...

وهكذا فعل السيد المسيح.... وهكذا علّمنا.... فعل حين أشبع الجموع وهو يقول لتلاميذه:

"فقال لهم يسوع لا حاجة لهم أن يمضوا. أَعطوهُمْ أنتم ليأكُلوا" (مت 14: 16).

وعلمنا حين قال: "جُعت فأطعمتموني. عَطِشتُ فسيقيْتُمُوني. كُنتُ غريباً فآويتموني. عُرياناً فكسوْتُمُوني.. مريضاً فزُرْتُموني.. مَحْبوساً فأتيتم إليَّ" (متى 25: 35-36).

صديقي... حبيبي.... ابني

إن أكبر ما يصيب الإنسان وقدراته ومواهبه وطاقاته وإبداعاته بالضمور والشلل.. هو إحساسه أنه قد صار بلا فائدة في الحياة، والعكس صحيح.

إن أكبر مجال لإطلاق وتفجير الطاقات والمواهب والإبداعات في داخلك بقوة ونشاط وحيوية
هو خدمة الآخرين.


كيفما يتاح لك وبما يتناسب مع إمكاناتك وقدراتك... المهم أن تعطي... فتقتني الفرح.. وتنطلق مواهبك وإبداعاتك!!!


ثالثاً: "تغيّروا عن شكلكم بتجديدِ أذهانكم" (رو 12: 2)
صديقي... أنت بيدك أن تقيّد، أو تطلق مواهبك وإبداعاتك. والذي يحدّد هذا أو ذاك نوع التفكير الذي يملأ عقلك.

فإذا ملأت عقلك بأفكار سلبية؛ مثل أفكار الخوف والتردّد وتوّقع الفشل والسوء، فسوف تفكّر سلبياً طوال النهار وسوف ينعكس ذلك على أفعالك وتصرفاتك!!....

والعكس صحيح... إن ملأت عقلك بأفكارٍ إيجابية وتفاؤل ستكون النتائج مذهلة... لهذا يُلح علينا القديس بولس الرسول ويقول تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم؛ ذلك لأن ما تملأ به عقلك سوف يؤثّر في كل نواحي أنشطة جسدك ونفسك.

فإن شحنت عقلك بآيات الإيمان والرجاء والثقة في قوة الله ومساندته لك، سوف يتغيّر نمط وأسلوب حياتك وتمتليء بروح الفرح والرجاء والتفاؤل والأمل وتوّقع النجاح....

ذلك لأن كلمة الله لها قوة فعّالة إيجابية، مجدّدة لكل أنشطة الروح والنفس والجسد، بفعل الروح القدس الذي يعمل فيك بكلمة الله.



أطلق إبداعاتك..


"لأنَّ كلمة الله حيّة وفعّالة وأمضى من كُلّ سيفٍ ذي حدّين وخارقةٌ إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومُميّزة أفكارَ القلبِ ونيّاته" (عب 4: 12).

فهي بهذا لها قيمة علاجية قوية... دعها تدخل إلى أعماق قلبك وفكرك.. فتملأ حياتك بالرجاء والبهجة والفرح ومحبة الآخرين وحب العطاء والبذل.

انتقِ كل يوم مجموعةً من الآيات التي تبعث في قلبك الثقة والإيمان والرجاء والفرح...

اكتبها... احفظها.... ردّدها طوال النهار. هذه الطريقة سوف تملأ حياتك بالفرح والرجاء والثقة في الله، بإمكانات تفوق كل تصوّر!!!

"ولتكُن هذه الكلمات التي أنا أُوصِيكَ بها اليومَ على قلبك وقُصََّها على أولادك وتكلّم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم واربطها علامةً على يدك ولتكُن عصائب بين عينيك واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (تث 6: 6).

"وأمَّا مُنْتظرو الربّ فيُجَدّدون قوةً يرفعون أجنحةً كالنُّسُور. يركُضُون ولا يتعبُون يمشُون ولا يُعْيَون"!!! (إش 40: 31).

"... ليقُل الضّعيف بطلٌ أنا" (يوئيل 3: 10).

"لأن قوتي في الضعف تكمل ..." (2كو 12: 9).

"... لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي"!! (2كو 12: 10).

فيقولون هذه الأرضُ الخَرِبة صَارتْ كجنَّةِ عَدْن والمُدنُ الخربة والمُقفرة والمُنْهدِمة مُحصَّنةً مَعْمورةً. فتعلم الأمم... أني أنا الرّبُّ بَنيتُ المُنْهَدِمةَ وغَرَستُ المُقفرةَ. أنا الربُّ تكلَّمت وسأفعل" (حز 36: 35-36).

رابعاً: ثق أن الله معك
هو يعمل في صفك لمساندتك وليس ضدك!! ولماذا يكون ضدك؟! ولماذا تتصوره عدواً لك؟!

تقول.. بسبب خطاياي وضعفاتي وتقصيري وعدم أمانتي. أقول لك... منذ متى أحبك الله لبرك الشخصي وأعمالك العظيمة؟ حتى يقف الآن ضدك؟!!

ها هو منذ البداية قد أحبنا ونحن بعد غارقين في خطايانا "ولكنَّ الله بيَّن محبَّته لنا لأنَّه ونحنُ بعدُ خطاةٌ مات المسيح لأجلنا" (رو 5: 8).

"بهذا أُظهرت محبةُ الله فينا أنّ الله قد أرسَل ابنَه الوحيدَ إلى العالم لكي نحيا به. في هذا هي المحبَّةُ ليْسَ أنَّنا نَحْنُ أحببنا الله بل أَنّه هو أحبّنا وأرسلَ ابنَه كفارةً لخطايانا" (1يو 4: 9-10).

ثق أن الله يحبك... ومستعد دائماً لمعونتك ومساندتك "وادعُني في يوم الضّيقِ أُنقِذك فتُمجّدنيِ (مز 50: 15).

خامساً: اشرك الله في خططك وأفكارك
فهو جاهز ومستعد لمعاونتك ومساندتك لأنه هو "عنده الحِكمةُ والقُدْرةُ. له المشورةُ والفطنةُ" (أي 12: 13).

"توجد طريقٌ تظهرُ للإنسانِ مُستقيمةً وعاقبتها طُرُقُ المَوتِ" (أم 16: 25).

"في قلب الإنسان أفكارٌ كثيرة لكن مشورةُ الرَّبِّ هي تثبت" (أم 19: 21).

وأيضاً هو يعرف كل إمكاناتك وطاقاتك ومواهبك التي أودعها فيك. ولديه كل القدرة والقوة على تنفيذ ما يصعب عليك!!

"... أنا الربُّ بنيتُ المُنْهدِمة وغرستُ المقفرة. أنا الرَّبُّ تكلَّمت وسأفعل" (حز 36: 36).

ليس معنى هذا أن تلغي تفكيرك وجهادك وخططك من أجل مستقبلك وحياتك وترتكن إلى الاستسلام... لا.... لا.... بل ابذل قصارى جهدك، واشرك الله معك؛ بمعنى أن تحمل أنت السلاح وتوجهه... والله مسئول عن إحكام التنشين وإصابة الهدف...

"إنَّ إلَهَ السَّماءِ يُعْطينا النَّجاح ونحنُ عبيدُه نقوم ونبني" (نح 2: 20).

بهذا يتحقق لك "أكثر جداً مما تطلب أو تفتكر" وبطريقة تفوق قدراتك وإمكاناتك وتصوّرك!!!

سادساً: لا تبالِ بمعوقي العمل والنجاح
لا توقف جهادك ومثابرتك ونموك وتقدمك بسبب " المعوقين للعمل وللنجاح". ففي كل مجتمع هم موجودين... وفي كل مواقع الحياة المختلفة كذلك!!

فها هو نحميا حينما شرع في بناء أسوار أورشليم المنهدمة، تصدّى له هؤلاء المعوقون إذ "ساءهُما مساءةً عظيمةً لأنَّهُ جاءَ رجلٌ يطلُبُ خَيْراً لبني إسرائيل" (نح 2: 10).

فقاوموه ليبلطوا عزيمته وهمته:

"هزأوا بنا واحتقرُونا وقالوا ما هذا الأمْرُ الذي أَنْتُمْ عاملون أعلى الملك تتمرَّدون" (نح 2: 19).

دبّروا لهم المؤامرات والوقيعة بينه وبين الملك:

شكّكوا في جدوى هذا العمل ونجاحه... "ماذا يعملُ اليهودُ الضعفاء هل يُحْيون الحجارة من كوم التُّراب ..... إنَّ ما يَبْنُونه إذا صَعِدَ ثعلبٌ فإنَّهُ يهدِم حجارةَ حائطهم" (نح 2:4-3).

هذا يا صديقي ما قاله أعداء النجاح... فهم في كل موقع معوقون للعمل ومحبطون للهمم والعزائم!!

ولكن نحميا تشجع ولم يتراجع... وانطلق وهو يقول... "إنَّ إلهَ السَّماءِ يُعطينا النَّجاح ونحنُ عبيدُه نقوم ونبني"!! (نح 2: 20).

حتى رب المجد يسوع المسيح لم يسلم من لسانهم المُرّ.. فقد وجهوا نحوه سهامهم الملتهبة.

أخرج لهم الشياطين وشفى مرضاهم فقالوا : هذا لا يُخرج الشَّياطين إلاّ ببعلزبول رئيس الشياطين(متى 12: 24).

قالوا إنَّه مختلٌّ (مر 3: 21).

" يأكل معلِمُكُمْ مع العشَّارين والخُطاة" (مت 9: 11).

"جاء يوحنا لا يأكُلُ ولا يشربُ. فيقولون فيه شيطانٌّ. جاء ابنُ الإنسانِ يأكُلُ ويشربُ. فيقولون هوذا إنسانٌ أكولٌ وشرّيبُ خمر. مُحبٌ للعشّارين والخُطاة" (مت 11: 18، 19).

فأنت يا صديقي لا تلتفت لكلامهم... ولا توقف جهادك وإبداعك، بسبب ألسنتهم المُرة!! وليكن شعارك... إله السماء يعطينا النجاح ونحن نقوم ونبني.

سابعاً: "كُن واقعياً"
؟!انظر إلى نفسك بواقعية؛ فمن منا ليس له نقاط ضعف ومن منا ليس له مواهب...

بخصوص نقاط ضعفك: لا تخجل منها، جاهد وطوِّر نفسك. فكثيرون من العظماء والعباقرة هزموا نقاط ضعفهم وعيوبهم، وانطلقوا بها إلى عالم التميز والعبقرية. ابحث عن الطاقات والمواهب التي بداخلك، وحاول اكتشافها وتنميتها، وحوِّل كل خبرة الفشل إلى رصيد للنجاح، ولا تفكّر أبداً في التوقف أو النظر للخلف.

ثامناً: لا تتوّقع السوء
الغِ من قاموس حياتك... "لن أقدر"... "لن أصلح لعملٍ معيّن". ولكن، لتدخل إلى قاموس حياتك... "سأحاول"... "سابتدأ". وربنا يكمّل.

تمسّك بالرجاء في أحلك الظروف.. فالله قادر أن يعمل - حتى ولو في الهزيع الرابع من الليل، وحتى في الحالات التي لا رجاء فيها مطلقاً!! والتي تبدو ضد الطبيعة وغير معقولة!! فليس شيء عسيراً على الله!!

قُل له.. اجعلني مثل أصحاب الساعة الحادية عشر. قُل له.. ها قد تعبنا الليل كله ولم نصطاد شيئاً ولكن "على كلمتك ألقي الشبكة"!!

وثق في محبته وقدرته وقوته التي تعمل في الضعف وحين يبدو كل شيء قاتماً فهو "قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفيء".

تاسعاً: قدّس واجب اللحظة الحاضرة وعِش في حدود يومك فقط!
عوِّد نفسك أن تعيش في حدود يومك، فلا تهتم للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه ويكفي اليوم شره، ولأنه "ليس أحدٌ يضعُ يدَه على المحراث وينظر إلى الوراء يصلُحُ لملكوت الله (لو 62:9).

فإن أفضل الطرق للاستعداد للغد، هي أن نركز كل طاقتنا وحماسنا في إنجاز عمل اليوم على أحسن ما يكون. هذا هو الطريق الوحيد للاستعداد للغد. فاللحظة الحاضرة هي الشيء الوحيد الأكيد في هذه الحياة.
"خبزنا كفافنا... أعطنا اليوم"


"هذا هو اليوم الذي صنعه الرب. نبتهج ونفرح فيه" (مز 118: 24).
فلا تبكِ على ماضٍ فات، ولا تشغل نفسك بقلق وهم على المستقبل، فقط اشغل نفسك بواجب اللحظة الحاضرة. إن فعلت ذلك كل لحظة، فأنت تقدّس حياتك بكاملها، وتضمن إنجاز كل خططك.


عاشراً: وقت للخلوة والصلاة
ارفض العشوائية. وتمسّك بالنظام والترتيب والتخطيط. خصّص أوقات للخلوة والهدوء وإعادة التقييم. رتّب أولوياتك.. واطلب مشورة ربنا وإرشاده بالصلاة.. اكتب مشروعاتك وطموحاتك ورتبها..

ابدأ بالأسهل فيحقّق لك نجاحاً، يعطيك مزيداً من الثقة والتفاؤل، ويُحفزك لمزيدٍ من الكفاح والمثابرة. ما لا يُنجز اليوم يُنجَز غداً، وما لا يتم هذه السنة يُنفذ العام القادم... خطوة خطوة.. واحدة واحدة... بهدوء وتريّث وحكمة. النجاح يحفزك لنجاحٍِ آخر ومثابرة أكبر. فنجاحك في تشغيل موهبة صغيرة هو رصيدٌ لنجاحٍ أكبر في تشغيل موهبةٍ أكبر.

قد يسمح لك الله بخوض تجربة، ظاهرها الفشل وبلا ثمر، وفي وقتٍ آخر سوف تكتشف أن هذه التجربة قد أضافت لحياتك خبرات جديدة رائعة.. هي رصيدٌ هائل لنجاحك في مشروعك الجديد. لذلك من المهم جداً أن يكون لك وقتٌ تختلي فيه مع نفسك لإعادة تقييم الأمور وطلب مشورة الله في اختيار الأفضل، وتوجيه موهبتك للمكان المناسب وفي الوقت المناسب. هذا أمرٌ ضروري جداً للنجاح الذي يحقّق لك رويداً رويداً إطلاق طاقاتك ومواهبك وإبداعاتك!!

وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي لتستقون مياهاً بفرح من ينابيع الخلاص هو يطلق طاقاتكم... ومواهبكم.... وقدراتكم... وإبداعاتكم.. له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين... آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010