نحن فى حاجه الى كلام الله ........

الذي يؤتي السّلامَ، والوحدةَ والفرحَ. ولكن لا يسعكَ أن تُعطي ما لا تملِك. ولذلك يتحتَّمُ عليكَ أن تعمِّقَ فيكَ حياةَ الصّلاة. كن صادقاً في صلواتك، والصِّدقُ كامنٌ في التواضع؛ ولن تظفرَ بالتواضع إلاّ بقبول الإهانات.
كلّ ما يُقال في التواضع غير كافٍ لتعليمكَ إيّاه، وكلُّ ما تقرأ عن التواضع غير قادرٍ على تلقينكَ إيَّاه. ولن تتعلَّم التواضعَ إلاّ بتقبّلك الإهانات، والإهانات ستصادفكَ على مدى حياتك؛ غيرَ أنّ أعظمها هي معرفة أنّك لا شيء، وهذا ما ستتعلَّمه عندما ستجِد نفسك في مواجهة الربّ، في الصلاة.

ـ غالباً ما تُمثَّل نظرةٌ عميقة وحارّة إلى المسيح أفضل صلاة: أحدّق فيه، وهو يحدِّقُ فيَّ. وفي مواجهة الله.. لا يمكنكَ أن ترى سوى أنك لا شيء، ولا شيءَ إطلاقاً.

ـ بعد أن تكون أخواتنا قد قضينَ النّهار وهنَّ يصلّين بعملهنّ الذي ينهض به مع يسوع، ومن أجل يسوع، وبيسوع، يُنفقن في آخر النهار ساعةَ صلاة وعبادةٍ معه. أثناء النهار نكون قد لمسنا يسوع، تحت أعراض الفقير والأبرص الزريّة، وفي آخر النهار نلمسه شخصياً في محراب الصلاة.

ـ لا يمكن أن يلتزمَ بالرّسالة المباشرة مَن ليس إنسانَ صلاة. علينا أن نعي أننا والمسيح واحد، مثلما هو يعي أنّه والآب واحد. ولن يكون نشاطنا رسولياً، حقاً، إلاّ بقدر ما نسمح للمسيح أن يعملَ فينا، ومن خلالنا، بقدرته ورغبته وحبّه.

ـ كيف نعرف أنّ الله يحبّنا ؟ حسبُنا أن نحدِّق في المصلوب: ذراعاه أبداً منبسطتان لضمّنا، ورأسه دائماً منحنٍ كي يقبّلنا، وقلبه أبداً مشرّعٌ لاستقبالنا.

لقد جعلَ المسيح من ذاته خبز الحياة لأنه شاءَ أن يهبَنا ذاته بطريقةٍ فريدةٍ، بسيطةٍ وملموسة، ولأنه من العسير على البشر أن يحبّوا إلهاً لا يقوونَ على رؤيته.

ـ الإفخارستيّا هي سرّ الصلاة، ونبع الحياة المسيحيّة وذروتها. غير أنّ الإفخارستيّا تظلّ غير مكتملة إن لم تَقُدنا إلى محبّة الفقير وخدمته.

ـ لا يمكننا الفصل بين الإفخارستيّا والفقير، أو بين الفقير والإفخارستيّا. فقد أشبع يسوع جوعي إليه، وباتَ عليَّ إشباع جوعه إلى النّفوس، والحبّ.

ـ الله صديق الصَّمت، والصّمت يتيحُ لنا رؤيةً جديدةً لكلّ شيء.

ـ إنّ يسوع حاضرٌ، أبداً، ينتظرنا، ويسعُنا سماع صوته في الصّمت.

ـ الصلاة هي اكتشاف الإنسان ذاته بالإصغاء إلى الله يتكلّم.

ـ قد تجد مشقّةً في الصلاة، إن أنتَ جهلتَ طريقها. وعلى كلٍّ منّا أن يُساعد نفسه على الصلاة، فيشرَع باللّجوء إلى الصّمت، فلا يسعُنا أن نضعَ نفسنا في حضور الله المباشر، ما لم نمارس الصَّمت، داخلياً وخارجياً.

التزام الصمت الداخليّ ليس بالأمر السهل، ولكنّه جهدٌ لا بدَّ منه. غير أننا، في الصّمت وحده، نكتشف قدرةً جديدة، والوحدة الحقّة. إذ تصبح قدرة الله قدرتنا، فتمكّننا من تحقيق كلّ شيء كما ينبغي، ومن تحقيق وحدة أفكارنا وأفكاره، وصلواتنا وصلواته، وحياتنا وحياته. الوحدة هي ثمرة الصلاة، والتواضع والحبّ.

في صمت القلب يتكلّم الله، وإن أنتَ واجهتَ الله في الصمت والصّلاة، كلَّمكَ الله. وستعلم حينئذٍ، أنّك لا شيء. وعندما تُدرك عدمكَ وفراغك، سيكون بمكنة الله أن يملأكَ بذاته؛ إنّ نفوس المصلّين الكبار هي نفوس صمتٍ سحيق.

الصّمتُ يُرينا كلّ شيءٍ بوجهٍ قشيب؛ ونحن في حاجةٍ إلى الصمت للنفاذ إلى النّفوس. فالجوهريّ ليس ما نقول، بل ما يقوله الله، ما يقوله لنا، وما يقوله من خلالنا. وفي مثل هذا الصَّمت سيسمعنا، وسيُخاطب نفسنا، وسنسمع صوته.

في صمت القلب يتكلّم الله، وما عليكَ سوى الإنصات له. وعندما سيمتلئ قلبك بالله، وبالحبّ، وبالرّأفة، وبالإيمان، يتسنّى لفمكَ أن يتلفّظ.
`16`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010