من طرائف الأسقف ساويرس بن المقفع

هو من أعظم الشخصيات التى أنجبتها الكنيسة القبطية فى القرن العاشر و عاصر الدولتين الإخشيدية و الفاطيمة و كان قبل سيامته أسقفاً يشغل منصباً كبيراً فى الدولة (كاتب) لإلمامه باللغات العربية و القبطية و اليونانية. و قد سيم أسقفاً على مدينة أشمون (بأسيوط). و لقد إشتهر بمجادلته مه أئمة المسلمين و شيوخهم، كما يعتبر أشهر عالم دينى ولاهوتى فى القرن العاشر كله. و لقد كان يتردد على بلاط المعز لدين الله الفاطمى، الذى كان يدعوه للمناظرة مع أئمة المسلمين و اليهود فى حضرته .. و كان الأنبا ساويرس يتفوق عليهم دائماً لقوة حجته و فرط ذكائه الممزوج بسرعة البديهة و خفة الظل. و من طرائفه أنه كان جالساً عند قاضى القضاة، و حدث أن مرّ عليهم كلب. و كان يوم الجمعة، و كان هناك بعض الجالسين.
فقال له قاضى القضاة: ما تقول يا ساويرس فى هذا الكلب؟ أهو نصرانى أو مسلم؟!!
الأنبا ساويرس: إسأله فهو يجيبك عن نفسه.
القاضى: و هل الكلب يتكلم؟! و إنما نريدك أنت أن تقول.
الأنبا ساويرس: يجب أن نجرب الكلب. فاليوم يوم الجمعة، و النصارى يصومون يوم الجمعة و لا يأكلون اللحم، فإذا فطروا عشية شربوا النبيذ. و المسلمين ما يصوموه و ما يشربوا فيه النبيذ و يأكلوا فيه اللحم. فحطوا قدام الكلب لحم و نبيذ. فإن شرب النبيذ فهو نصرانى، و إن أكل اللحم فهو مسلم.
فلما سمعوا جوابه بعجبوا من حكمته و فرط ذكائه وسرعة بديهته الممزوجة بخفة الظل و لم يبد أحدهم جواباً معه.

يا ريت نكون زى الأنبا ساويرس بن المقفع الذى إمتاز بوداعة الحمام و حكمة الحيات.
بركة صلواته تكون معنا جميعاً .. آمين

من كتاب تاريخ البطاركة (المجلد الثانى)